ثقافات

فيلم "لافينغ".. صفعة في وجه أمريكا العنصرية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جيف نيكولاس، كما هو الحال مع شخصياته، لا يعير أهمية للشهرة، ويكرّس جُل جهده على "لافينغ"، قصة الحب البسيطة تلك، وحقيقة قدرة الفرد في تغيير العالم.&&صورة قاتمة"أمريكا للبيض فقط". كانت واحدة من الكتابات المتكررة في مدنٍ عديدة من الولايات المتحدة. وبعد يوم واحدٍ فقط على إعلان إنتصار دونالد ترامب في الإنتخابات المصيرية، كشّر الذين ينادون بالعنصرية عن أنيابهم، وراحوا فجأةً يطلقون صرخاتهم وتهديداتهم.كانت صورة قاتمة جداً تلك التي رافقت عرض فيلم "لافينغ"، الشريط السينمائي الرابع للمخرج جيف نيمولاس، الذي يروي قصة حب بين ريتشارد وملدريد لافينغ، العاشقين اللذين أجبرا المحكمة العليا على إلغاء حظر الزواج بين مختلفي الأعراق.&قال نيكولاس أثناء إنعقاد مهرجان (كان) في دورته الأخيرة" بينما كنا نقوم بالتحضير للفيلم، كان التوتر العنصري على أشده في مجتمعنا، الأمر الذي جعلنا نفكر أن أواصر أحداث الفيلم تزداد أكثر فأكثر بمسألة الأعراق".كتب ترافيرز في مجلة "رولنغ ستونز" عن الفيلم قائلاً "أنه فيلم كاسح لكن بهدوء، يعلو صوته في أيامنا هذه، ويسير على إيقاع التأريخ وخفقات القلب"، بينما يكتب غيره، أمثال جون بليسديل "يؤكد غاندي أن بمقدور فرد واحد أن يغيّرالعالم من خلال إسلوب حياته".&حب، زواج، وإصراريروي المخرج عبر إحساسه غير العادي قصة حب أعادت إلينا قضية عالمية بالغة الأهمية. على الرغم من أن هذا يبدو مملاً ومكرراً، لكن "لافينغ" هو عبارة عن فيلم عظيم عن قوة الحب. ونيكولاس لا يصوّر مجموعة من الناشطين في آواخر الخمسينات، بل يتابع رحلة كل من ريتشارد وميلدريد لافينغ، وهما رجل ذو بشرة بيضاء وامرأة سوداء البشرة ، منذ بداية وقوعهما في الحب وزواجهما في عام 1958 في واشنطن. بعد حفل الزواج يعودان إلى فرجينيا، جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت لا تزال قوانين التفرقة العنصرية سارية المفعول هناك. ألقي بهما في السجن ومن ثمّ تمّ نفيهما. لكن، الحب والأسرة والرغبة في العودة والإجتماع بأصدقائهم وأقاربهم، كل ذلك حفزهما ومنحهما القوة الكافية والإصرار على أن يقفا بوجه من كان السبب في ترحيلهم، حتى تمكنا في 1967 العودة إلى ديارهم&أداءٍ راقٍوقد جسّد كل من المخرج والممثل الإسترالي جويل إجيرتون والممثلة الإثيوبية روث نيغا، من خلال أرقى أداءٍ تمثيلي في السينما الأمريكية على مدى السنوات الأخيرة، الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم الرائع، الذي حاول مخرجه تلقين هوليوود درساً قاسياً، درساً في النبل والكرامة والتواضع. ويوضح السينمائي المبدع، الذي يؤمن بوجود الجمال في البساطة قائلاً "لم يكونا من الضحايا، أو يرغبان في ذلك. لم يكونا رمزاً، أو يرغبان في ذلك. كانا شخصين عاشقين رغبا في أن يكونا معاً وبرفقة أسرتهما.&إلغاء قوانينوتؤكد الممثلة روث نيفا من ناحيتها أنه "ليس على البطال إثارة الضجيج"، في إشارة منها إلى ريتشارد وميلدريد لافينغ، الزوجين اللذين قللا دائماً من أهمية معركتهما وإنتصارهما التأريخي. وقضية معركتهما من أجل الحقوق المدنية، "لافينغ ضد ولاية فرجينيا"، وصلت إلى المحكمة العليا، التي وافقت، في عام 1967، على أساس الحق في الزواج بإلغائها القوانين التي تحظر الزواج بين مختلفي الأعراق في الولايات المتحدة. حتى ذلك العام، كانت لا تزال قوانين التفرقة العنصرية سارية المفعول في 16 ولاية. & & &&&توتر هادئيقول المخرج جيف نيكولاس، الذي يوضّح سبب وجود "توترٍ هادئ" في فيلمه "علاقة الحب بين هاتين الشخصيتين هي التي أثّرت فيّ عاطفياً. ومن هناك ولد الجزء الآخر والمهم من القصة، ألا وهو قرار المحكمة العليا. أعتقد أنه كلما نتذكر أناقة وبساطة جمال الحب، يكون الأمر جيداً". ويستطرد "ليس هناك قنابل تتفجر، ولا شئ يحترق. لقد كان كل من ريتشارد وميلدريد لافينغ في دوامة، لكنهما كانا أيضاً في منطقة صغيرة، والفيلم يتحدث عن حياتهما اليومية.&"لافينغ" حالة عاجلةوهذه تعدّ المرة الأولى التي ينجز فيها نيكولاس فيلماً (تيك شيلتر، ماد أند ميدنايت سبيشل) ليس خاصاً به. فقد إتصل مارتن سكورسيز، صاحب هذا المشروع السينمائي الرائع، بنيكولاس هاتفياً، وحفزه لتنفيذ الفيلم. وكان الأخير قد أطّلع على الوثائق المتعلقة ب "قضية لافينغ"، التي قامت نانسي بيرسكي بإعدادها لقناة (إج بي أو) التلفزيونية في 2011، والتي كانت نقطة إنطلاق للبدء بتصوير الفيلم.في النهاية، فيلم "لاينغ" يتجاوز مسألة حظر الزواج بين الأعراق أو الكفاح من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. أنه عبارة عن قصة مفعمة بالصدق، تحيي الفرد الذي يعيش على حقيقته، والذي يعمل من أجل الحب والإنسانية، ويبحث عن حياة بسيطة، عادلة وكريمة.&ويتساءل جويل إيجرتون الآن "ماذا لو قيل لك، لأنك تزوجت من الشخص الذي كنت تحب عليك الذهاب إلى السجن، أو أن يتمّ نفيك، وأن تعيش بعيداً عن كل الناس الذين تعرفهم"، ويعترف بأنه معجب بنيكولاس لأنه "لا يحاول لفت الإنتباه إلى أفلامه. ويتبني في لافينغ نهجاً دقيقاً للغاية لوضع آل لافينغ الدرامي، لكن بين طيات هذه البراعة، هناك حالة عاجلة تتحدث لنا جميعاً". & & &&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف