3 رسائل من نابوكوف إلى زوجته فيرا
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
26 يوليو تموز 1923سولياس-بون- -فار(فرنسا)نعم، أنا بحاجة إليك يا حكايتي البديعة العجيبة. فأنت الإنسان الوحيد الذي بإمكاني أن أتبادل الحديث معه-حول التلوينات الدقيقة لسحابة، ونشيد لفكرة، الوحيد الذي يمكنني أن أقول له اليوم،وأنا أنطلق إلى العمل، بإنني نظرت في وجه زهرة عباد الشمس فابتسمت لي بكل حبّاتها. هناك مطعم روسي صغير جدا في أكثر الأحياء قذارة في مرسيليا. فيه أتناول طعامي مع بحارة روسيين، ولا أحد يعرف هويتي، ولا من أين أتيت، وأنا نفسي أندهش من نفسي لأنني كنت قد وضعت ذات يوم ربطة عنق، وانتعلت حذاء أنيقا. الذباب يحوم حول بقع "البورشش" والنبيذ، ومن الشارع تتعالى طراوة اللهجات الخشنة، وصخب الميناء الليلي. ومتنصّتا، وناظرا إلى كل ما حولي، فكرت في أنني أحفظ قصائد رونسار عن ظهر قلب، وأعرف أسماء عظام الدماغ، ونسغ النباتات، والجراثيم... الى القاء في فرصة قرييبة ، يا سعادتي الغريبة، ويا ليلي الطريّ.&
24 جانفي-يناير 1924براغ&عندما كنت في سن السابعة عشرة، كنت أكتب بمعدل قصيدتين في اليوم الواحد. وكل قصيدة تستغرق كتابتها عشرين دقيقة. وكان مستواها مُسترابا، إلاّ أنني لم أكن أسعى إلى أن أكتب أفضل منها، معتقدا أنني كتبت أشياء رائعة وهو أمر يمنعني من التفكير. الآن أعرف أنه عندما نكتب، فإن التفكير يكون عنصرا سلبيا، والإلهام أمر إيجانبي، لكن التحامهما هو الوحيد الذي يولّدُ اللمعة البيضاء، والرجة الكهربائية لابتكار متكامل المواصفات. والآن وأنا أعمل على مدى 17 ساعة في اليوم، ليس باستطاعتي أن أكتب أزيد من بيتين شعريين (يمكنني أن أتلفهما بعد ذلك) وهذه خطوة إلى الأمام. أتذكر كيف أني ضحية نشوة ضبابية-كنت أختار الكلمات الطارئة والعرضية لكي أعبر عن فكرة طارئة وعرضية. في ما بعد- وهذا لايزال يحدث لي إلى حد هذه الساعة- عرفت روايات حب حقيقية ولغوية فيها أداعب وألاطف على مدى شهر، كلمة تولّهْتُ بها .وهكذا كتبت قبل وقت قريب قصة بكلمة"إعصار". ولعلك لاحظت ذلك..كل هذا لا يمكنني أن أرويه إلاّ لك. وأنا إزداد إقتناعا يوما بعد آخر بأن الشيء الوحيد الذي يليق بالحياة هو الفن.&12يوليو-تموز 1926برلينأود ألاّ يكون هناك شيء آخر في هذه الرسالة سوى حبي لك. ،لك أنت يا سعادتي في الحياة. وحين أفكر أنني سأراك قريبا،وأنني سأحتضنك، يستبد بي شعور رائع حتى أنني أتوقف عن الحياة لمدة للحظات. وخلال كل هذا الوقت لم أفكر إلاّ فيك ولم أحلم إلاّ بك ولازلت أحلم بك بومضات خاطفة.وعندما استيقظت، لم أتمكن من أن أتذكر الحلم كله، لكني شعرت أنه يحتوي على شيء بديع مثلما نحس قبل أن نفتح أعيننا بأن الشمس مشرقة في الخارج-وفي ما بعد، بغتة مع إقتراب المساء، أعيد التفكير في الحلم، وها أنا أدرك أن شيئا رائعا ،ولذيذا كان مخفيا في الداخل، ولم يكن سوى وجهك،وحركة منك،كانا قد تسلّلا إلى حلمي وجعلا منه شيئا ممتازا وثمينا للغاية وأبديا. وأود أن أقول بإن كل لحظة من لحظات يومي هي بمثابة قطعة نقدية حفر على قفاها وجهك ،وإذا ما أنا لم أتذكرك في كل لحظة، فإن ملامحي نفسها تتغير -أنف آخر، شعر آخر، أنا أخرى، حتى أنه يصبح من العسير على أيّ شخص التعرف عليّ. يا حياتي، يا سعادتي، يا مخلوقتي الرائعة، هناك شيء أطلبه منك دائما. افعلي كل شيء لكي أكون الوحيد الذي ينتظرك في محطة القطار. بالإضافة إلى ذلك، عليّ أن أكون أنا الوحيد البذي يعلم بقدومك،وإلاّ سيفسد كل شيء. وأود أن تعودي في صحة جيدة ،وغير منشغلة بالمشاكل العملية التافهة . كل شيء سيكون على ما يرام. يا حياتي، لقد تقدم الليل، وأنا متعب قليلا. السماء مرصعة بالنجوم. وأنا أحبك،أحبك، أحبك. وهذا ما يمكن أن يجعل عالمنا الهائل مشرقا بأحرف إسمك.&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف