ثقافات

كتاب يحضّر قادة الجيش الأميركي لحرب مقبلة ضد بيونغ يانغ

"هذا النوع من الحرب"... استعادة تاريخية للحرب الكورية

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يستعيد جيم ماتيس دروس الحرب الكورية قبل 54 عامًا، مستعينًا بكتاب تي آر فهرنباخ "هذا النوع من الحرب"، محضرًا قادة الجيش الأميركي لأي حرب مقبلة ضد كوريا الشمالية.

إيلاف: كتب إريك سيغليانو، الصحافي المساهم في مجلة بوليتيكو، عن توصية قدمها وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلى حشد من قادة الجيش الأميركي ومن مؤيديه، تختصر 54 عامًا من الحرب الكورية.&

ويصف سيغليانو ماتيس بأنه يملك نهمًا أسطوريًا للتاريخ العسكري، وقد اختبر قائمة من الكتب أوصى بها لمعرض رابطة الجيش الأميركي، وهي عناوين تساعدهم على فهم قيادة الحرب واستراتيجيتها وطرائق تتطورها. إلا أن ماتيس ما انفك يعود إلى كتاب واحد على وجه الخصوص، كتبه تي أر فهرنباخ، وعنوانه "هذا النوع من الحرب"، يتناول تاريخًا عمره 54 عامًا عن الحرب الكورية.

هذا النوع من الحرب
استعاد ماتيس مقتطفات من كتاب "هذا النوع من الحرب" وربطها بقصص معاصرة هي "الأكثر وحشية"، موضحًا أن فهرنباخ يذكّرنا بحقيقتين عن الحرب: "طبيعتها البدائية

الحرب الأميركية المنسية في كوريا

والرجعية التي لا هوادة فيها، والأهمية الأساسية جدًا للقوات البرية، حتى في عصر هجمات الطائرات من دون طيار والحرب السيبرانية. فقد تطير فوق أمة إلى الأبد، قد تفجّرها، تفتّتها إلى ذرّات، تسحقها وتمحو أي أثر للحياة فيها، لكن إذا رغبت في الدفاع عنها وحمايتها والإبقاء عليها من أجل استدامة الحضارة، يجب فعل ذلك على الأرض بطريقة الفصائل الرومانية".&

ويريد ماتيس تعديل عبارة "من خلال تمريغ الشباب في الطين" التي نقلها عن فهرنباخ، لتصبح "من خلال تمريغ الشباب والشابات في الطين".

"هذا النوع من الحرب" كتاب شامل متتابع، لكنه ذاتي بصراحة، يتناول الحرب الأميركية المنسية في كوريا، أسلوبه واضح ومباشر ممزوج بالأمثال الجريئة والسرد الحيوي، وهو يذكر هـ. ج. ويلز وونستون تشرشل وغيرهما من المؤرخين الشعبيين في حقبة سابقة.&

فهرنباخ الذي عرفه القراء المدنيون من كتاباته التاريخية عن تكساس، تجنّب الحواشي والفهارس، على الرغم من أنه على ما يبدو غاص بعمق في الأرشيف. وهو روى وحلّل التحولات الدبلوماسية المضطربة والتغييرات الاستراتيجية لحرب أودت بحياة أكثر من 3 ملايين شخص، منهم 574 36 من الأميركيين (إضافة إلى آلاف المفقودين) ومعظمهم من المدنيين، وتركت المقاتلين يتواجهون عبر الحدود نفسها التي بدأوا منها.&

روايات... شائعات
بحسب سيغليانو، ينسب فهرنباخ بفخر الفضل في "الجزء الأكبر" من كتابه إلى "الروايات الشخصية للرجال الذين خدموا في كوريا"، بعدما قابلهم أو ربما بعدما خدموا معه في الحرب. وهو لم يذكر تجربته الخاصة، وسترته العسكرية وحدها تكشف أنه كان قائد فصيلة وسرية وكتيبة في كوريا، وتقاعد برتبة عقيد. اعترف: "ربما يكون بعض الأقوال شائعات، أخبار أكثر منها تاريخًا، وقد لا يوافق عليها الرجال الذين لم يقودوا قوات في كوريا، لكنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بتكذيبها". إنها الجرائم التي قيل إنها ارتكبت في تلك الحرب.

يميل هذا النهج إلى عدم ترك أي تأثير في الباحثين، بينهم ستيفن هيو لي من جامعة كولومبيا البريطانية الذي اشتكى في مجلة باسيفيك أفيرز من "الفهم التبسيطي إلى حد ما للمجتمعات الآسيوية" الذي اعتمده فهرينباخ.&

وخلص إلى أن إسهامه الرئيس في العلم والدراسات يكمن في الطريقة التي يعكس فيها افتراضات الحرب الباردة الأميركية حول كوريا في الأربعينيات والخمسينيات.

"هذا النوع من الحرب" كتاب مميّز في عصره، من ناحية لغته وآفاقه وتوقعاته الخاطئة، يشير إلى "البورتوريكيين" كمجموعة وطنية مستقلة، إلى جانب الأميركيين والبريطانيين والأتراك وغيرهم في قوة الأمم المتحدة في كوريا. وهو يطلق تعميمًا بلا مبالاة حول "الشرقيين": "كان الكوريون راضخين وغير منظمين، من دون ثقافة سياسية تقريبًا... الأيرلنديون في الشرق، المتغيرون، المتقلّبون"، انحطّ قدرهم بعد 35 عامًا من القمع الياباني.&

أهمية المشاة
هذا لا يضعف صدقية المعركة التي تناولها فهرنباخ، ما يساعد على تفسير جذب كتاب "هذا النوع من الحرب" الجنود الذين ولدوا بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب الكورية، ويؤكد الدرسين الأبديين المناسبين لكوريا خصوصًا، اللذين كتب عنهما ماتيس، أحدهما أن نضع جانبًا آمال عهد أوباما بحروب الطائرات من دون طيار التي تحصل عن بعد.

في هذا السياق، كتب فهرنباخ: "مشاة 'حديثون' قد يقودون مركبات السماء إلى القتال ويطلقون النار ويلمسون أسلحتها من خلال الأجهزة، ويستخدمون أجهزة فتاكة بشكل مخيف في المستقبل، لكن يجب أن يكونوا أيضًا من الطراز القديم ليظهروا صلابة كبيرة، واستعدادًا للطاعة الفورية، والموت في الحرب البرية".&

يقول سيغليانو إن الحملة ضد داعش في العراق وسوريا، الكثير من الحملات قبلها، أظهرت أن القصف الجوي لا يوصلك إلى هدفك إلا جزئيًا، والقتال الأرضي الفوضوي الوضيع، في كل شارع وكل تلّة، هو الذي يتمّم العمل. وفي وجه عدو صامد وعنيد كالنظام الكوري الشمالي، سيتطلّب ذلك جهدًا ملحميًا، لكن يبدو أن ماتيس، مثل فهرنباخ، لا يرى بديلًا.&

في الختام، قال ماتيس لرابطة الجيش الأميركي: "ربما تتغير التكنولوجيا، لكننا لا نواجه شيئًا جديدًا، وفي الكثير من الأحيان نعطي أفكارًا جيدة في الكتب القديمة وتاريخ القراءة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف