ثقافات

بول فرلين: قصائد أولى

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة حسونة المصباحي
تقليدا لشيشرون (ماركوس توليوس كيكرو(106 ق.م 43 ق.م) كاتب وخطيب روماني شهير)
ثعبان، مُنْدفعا من جذع مُقَعّر لشجرة بلوطرمي بسمّه الأسود النسرَ صديق الآلهة.والطائر النبيل انحني ومخالبه المتعاليةلم تلبث أن عاقبت الزّاحفة الشنيعة.
والثعبان، الذي كان يَبْرم عقْداته بافتخار،جُرح بدوره في الجنْب والمنقار الذهبيّلملاك السماوات، والذي لا يزال أحمر بانتصاره،مزّق إلى عشرين قطعة عدوّه الميّت.
مُرْضيا انتقامه الجليل،ومُشْبعا عينه بالدم القرمزيّ،ألقى النسر عندئذ بعيدا بقايا جثة عدوه المقتول ،ثم فاتحا جناحه للريح، طار باتجاه الشمس.
طموح
( أجنحة! أجنحة!)روكرتهذا الوادي حزين ورماديّ: ضباب بارديجثم عليه.الأفق مُجَعّد مثل جبين عجوز.أيها الطائر، هبني طيرانك،وأنت أيها الغزال امْنَحْني سرعتكويا أيها البرق خذْني !بسرعة، بأشد سرعة،إلى سهول السماء حيث الربيع ملك،يدعوناإلى الحفل الأبدي، إلى الحفلة الموسيقيةالتي تصدح دائما،وصداها البعيد، يعكّرُ وَتَرَ قلبي الخافق.هناك، مُشعّة ، تحت عين الله الذي يباركها،أزهار غريبة، وهناك، أشجار عليها تزقزق مثل عشّآلاف الملائكة.هناك، الأصوات التي نحلم بها، هناك كلّ الأبّهاتالمنيعةتشكل جميعها بنشيد خارق، جوقاتعجيبة!هناك، بواخر لا تحصى، بحبال من نار،تشقّ أمواجبحيرة من الماس فيها ترتسم السماء الزرقاءمع العوالم.هناك ، في الأجواء المفتونة، ترفرف روائح مُدهشةتُسكر في الآن نفسه العقول والقلوببمداعباتها.صبابا عذروات، ببشرة فوسفوريّة، وبعيونيحتوي مدارها الصارمعلى الإتساع الكوكبي للسماواتوالسرّ الخفيّ ،يضاجعن هناك بعفة وطهارة، مثلما ينسجم مع الباريات*، الشاعر القديس،الذي يرى فيالق الأرواحتُدَوّمُ فوق رأسه.الروح، في جنة عدن هذه تعبّ المثاليَّ،فيضا رائعا،يسّاقط من أعالي الأماكن ويدحرجُ بلوره الصافيمن دون تجعيد.آه! أحمْلُ إلى تلك السماء السابعة،أنا، الصعلوك المسكين، أنا، إبن آدم الهزيل، قلب كله بشريّ، بعيدا عن الأرض،بعيدا عن هذه العالم المدنّسَ حيث الفعل يدمّرُ الحلمَ كلّ يوم ،وحيث الذهب يعوّضُ كلّ شيء، الجمال، الفن، الحب،حيث لا يرتفعُأي ّمجد طاهر قليلا إلاّويغتصبه الصّفارون،حيث الفنانون إذا ما هم أرادوا تجريد الساخرين من أسلحتهمتلطّخُوا بالعار،بعيدا عن هذا السجن، الشاق، حيث، باستثناء الفاسق الذي ينام،جميعهم سَفَلَة ومنحطّون،بعيدا عن كل ما يحيا، بعيدا عن البشر،وأبعد أكثر عن النساء،أيها النسر، للحالم الجسور، لكي تجتثه من الأرض،إفتَحْ جناحك!أيها البرق، خذني، أعرْني طيرانك،أيها الطائر، وسرعتَك أيها الغزال!

أبيات من ذهب
الفنّ لاير غب أبدا في البكائيّات ولا يُصَالحُ ،ها فني الشعري في كلمتين:هو مصنوع بكثير من الإحتقار للإنسان بمعاركضدّ الحبّ الصّارخ وضد القلق الأبله.أعلم أنه لا بد من التألم لكي نصعد إلى تلك القمةوكم هو وَعْر المُنْحَدَرُ عند النظر إليه من أسفل.أعلم ذلك، وأعلم أيضا أن أكثر من شاعر له كليتان ضيّقتان ورئتان مثقلتان بالشحم.
أولئك أيضا عظماء، بقطع النظر عن الغيرة والحسد،انتصروا على الحياة في المعركة العسيرةوتخلّصوا من ثقل الإنفعالات،بينما الحالم يعيش خاملا مثل شجرةوتضطرب-ركاما نائحا-الأمم،وتستغرق في التأمل في أنانية من مرمر.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف