في حفل ثقافي دافئ بالعاصمة الرباط
تسليم المغربي محمد بنطلحة جائزة الأركانة العالمية للشعر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من الرباط: في أمسية دافئة احتضنها المكتبة الوطنية بالعاصمة المغربية الرباط، مساء الخميس، احتفى بيت الشعر في المغرب بالشاعر الكبير محمد بنطلحة المتوج بجائزة الأركانة العالمية للشعر، في دورتها الحادية عشرة، بحضور عدد من الشعراء والمبدعين والمسؤولين عن الشأن الثقافي بالبلاد.
وقال نجيب خداري، رئيس بيت الشعر في المغرب، إن الشاعر المتوج لمع نجمه في المشهد الشعري المغربي والعربي منذ سبعينيات القرن الماضي، مؤكدا أن تجربة محمد بنطلحة تعد واحدة من أنجح المسيرات التي شرفت الأدب والشعر المغربي.
وأضاف خداري، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن بنطلحة اختار "المراكب الصعبة كلها في كتابة قصيدة مختلفة منفلتة تقول المعنى ونقيضه في عمق أنطلوجي وبنيوي شديد التألق ملتقطا المفارقة في اللغة والحياة ،راميا بها في مجاهيل الغامض الواضح"، موضحا أن المحتفى به، يفتح نصه الشعري على "الأفق الكوني محاورا ثقافات العالم وإبداعاته قديمها وحديثها".
واعتبر خداري أن الشاعر يمضي في إغناء المتن الشعري العربي والعالمي بقليله الهادئ محتشدا بنماذج التخييل وغرابته، وذلك من خلال لغة "لا تتنازل عن رهافتها ودقتها وصرامتها كما لا تتخلى عن رهافتها وسخائها الشديد".
وفي رسالة مشفرة للمسؤولين عن الشأن الثقافي بالبلاد، قال رئيس بيت الشعر في المغرب "مرة أخرى ، نؤكد لممارسي الشأن العام في بلادنا أن التقدير المتزايد عربيا وعالميا لإبداع المغاربة لا بد أن يقابله تقدير وتكريم من داخل المغرب".
وجدد الصبيحي، تأكيده على حرص وزارة الثقافة على التعاون مع مؤسسة بيت الشعر في المغرب، معتبرا أن هذا التعاون "يتأسس على مبدأين من المبادئ الأساسية التي تقوم عليها السياسة الثقافية ببلادنا"، حددهما في "دعم الإبداع والمبدعين وتعزيز المقاربة التشاركية التي تعتبر الهيئات والمنظمات الثقافية شركاء أساسيين في النهوض بحركية الثقافة المغربية"، مشددا على أن هذا الأمر بالنسبة له "ليس شأنا قطاعيا بقدر ما هو شأن جميع الفاعلين الجمعويين والتربويين والإعلاميين والمهنيين والمؤسسات العمومية والخاصة ذات الصلة".
أما دينا الناصري، ممثلة صندوق الإيداع والتدبير المؤسسة الراعية لجائزة الأركانة العالمية للشعر منذ سنة 2008، فعبرت في كلمة بالمناسبة عن سعادة مؤسستها بكونها تحظى بالرعاية الرسمية للجائزة، مؤكدة أن النجاح الكبير للحفل الذي توج فيه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بالجائزة سنة 2008، دفع المؤسسة إلى الموافقة على جعل الجائزة سنوية بعدما كانت تمنح مرة واحدة كل 3 سنوات.
وأضافت الناصري أن جائزة الأركانة العالمية للشعر "لها انعكاسات إيجابية على مستوى الإشعاع الثقافي للمغرب بصفة عامة والإبداع الشعري بصفة خاصة"، معربة عن ارتياحها للنجاحات المتوالية التي حققتها الجائزة "جعلها ترسخ حضورها ضمن الجوائز العالمية"، كما اعتبرت تتويج محمد بنطلحة "فوزا مستحقا يضع الإبداع والثقافة المغربيين في دائرة ضوء تكريم العالم واهتمامه".
بدوره، قدم وزير الثقافة الأسبق ورئيس لجنة تحكيم الجائزة، محمد الأشعري، كلمة بالمناسبة، اعتبر فيها أن الاحتفاء بتجربة الشاعر محمد بنطلحة "انتصار لقيمة جمالية استثنائية في زمن يصورنا بدمار مدن نحبها وبأشلاء لغة تسرق من ألسنتنا ومن وجداننا"، مبرزا أن هذا الاحتفاء هو "الأمل الذي نشره في وجه جزء من الذين يريدون أن يجعلوا اليأس جزء من ملامحنا وهويتنا".
وعبر الأشعري عن تهنئته للشاعر بالتتويج الذي اعتبره "مستحقا"، كما أعرب عن أمله في أن يدرك الكثير من المسؤولين على الشأن الثقافي والتربية والتعليم ببلادنا بأن أمة "لا تقرأ شعراءها لن تبني وجدانا مشتركا ولا خيالا مشتركا بين أبناءها"، وزاد قائلا "أملي أن تفتح المدارس والجامعات أبوابها مشرعة لهذا الشعر الجميل، حيث توجد اللغة التي نحبها منبعا دائما للجمال والحرية".
كما القى الشاعر محمد بنطلحة، المتوج بجائزة الأركانة العالمية للشعر، كلمة شكر فيها الحاضرين والمساهمين والمنظمين للجائزة، بالإضافة إلى إلقاء عدد من النصوص الشعرية التي منحته فرصة التتويج بالجائزة في دورتها الحادية عشر، مسجلا اسمه بأحرف من ذهب في سجل المتوجين بها، بصفته ثالث شاعر مغربي يحصل عليها، بعد محمد السرغيني والطاهر بنجلون، سنة 2005 و2010 ،على التوالي.
وعرفت الأمسية تقديم وصلة فنية نشطها الفنان مجيد بقاس، وفرقته، إذ أتحف الجمهور الحاضر بأدائه المميز.
يذكر أن جائزة الأركانة العالمية للشعر، أطلقها بيت الشعر في المغرب عام 2003، وحصل عليها شعراء عالميون من مختلف البقاع، حيث توج بها إلى جانب ثلاثة شعراء مغاربة، ثمانية من الشعراء العرب والعالميين، يتقدمهم الصيني بي ضاو سنة 2003 ، ثم الشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش سنة 2008، والعراقي سعدي يوسف في 2009، والأميركية مارلين هاكر 2011، بالإضافة إلى الإسباني أنطونيو غامونيدا عام 2012، وبعده الفرنسي إيف بونفوا في 2013، ثم حصل عليها الشاعر البرتغالي نونو جوديس عام 2014، وفي النسخة السابقة، لسنة 2015 أحرزها الشاعر الألماني فولكر براون.