أنفال عبدالباسط الكندري: مقيدة بالألم..
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جمرة سكنت صدري تلتهب بداخلي وفمي قد خيط بيديه , جسدي يوجعني أحاول أن أحركه ولا أستطيع فذلك الألم يقيدني , طريحة أنا وسط حاضر منغلق على وجه واحد , وجه ذلك الشيطان الذي يوسعني ضرباً كلما ضاقت به دائرة الحياة , أنا هنا بالنسبة إليه مجرد شيء جامد يحطم عليه غضبه وآلة عاملة لا يحق لها الخطأ أو التعب , تتكسر الأنا بداخلي ويكبر هو وينتفخ .تدخل طفلتي الصغيرة تحاول أن تجد لها مكان آمن في أحضاني كي تنام , وأنا لست بحال أن أقربها إلي ولا أحمل من القسوة ما يجعلني أدفع بها بعيداً عن ذلك الألم التي توقظه بمجرد اقترابها مني , تريد أن تنام الآن ! وأنا أريد لهذا الألم أن يخمد &لكي أرتاح قليلاُ قبل أن يفتح عينيه مرة أخرى ليبحث عن سبب جديد ويوسعني ضرباً , أنا أتحدث عن والدي فلقد عدت قبل عام إلى منزله الصغير وأنا أحمل حقيبة الخيبة وحقيبة طفلة صغيرة رميت وأمها في الشارع , لم يكن بيديه إلا أن يستقبلني وفضيحتي كما أعلن بصوته الجهوري ليس لأنني ضلع معوج منه بل لأن العالم سوف يتنازعون لأكل لحمه إن قام برمي ابنته وطفلتها لمصير مجهول , ولأنه نهر حنان ولأنه والدي ومصدر الأمان الأول لابنته الوحيدة قرر استقبالي كخادمة مرتجعة لا سبيل للخلاص منها .طوال النهار وأنا أعمل في بيته , وفيما يتبقى من الليل أحاول أن أمارس أمومتي بما تبقى بي من صحة , لازالت تبحث عني عن والدتها التي لم تضمها منذ ليلة البارحة وأنا لا أستطيع النهوض فقد أوسعني ضرباً بقدر ما يستطيع لأنني لم أستطع تقدير تعبه , لم أضع أمامه الطبق الذي يشتهيه , ولم أكن شديدة الحرص على ماله فقد أنفقت فيما لا يحب , فقل المال وكثرت المسببات على الغضب .أين أخبئ تلك الطفلة وأنا أعجز من أن أخبئ خوفي وضعفي , والدتي حبيسة مقعدها المتحرك عاجزة عن منع أذاه عني , وعاجزة عن فتح باب هذا القفص الذي دخلته لحاجتي للأمان والمسكن .&أخذت تبكي تريد أن تنام و أنا أريد أن أنام أيضاً ولا أعرف أين ولم أتركك ؟!تحاول أن تختبئ بداخل حجري , تحاول أن تضمني وكأنها هي أمي وأنا التي تحتاجها وتحتاج إلى قوتها , لم أستطع في حينها إلا أن أبكي , أبكتني فطرتها التي تجعلها شديدة التمسك بي رغم هذا الضعف الذي يحيط بي كهالة واضحة , أخذت أبكي حتى سقطت دمعة من عيني على كفها الصغيرة مسحتها بسرعة حتى لا تتأثر بها , نظرت بعيني وهي تنادي : ماما , وتشع من بين عينها ابتسامة ملونة احتضنتها بشدة .دخلت والدتي وهي تدفع بذلك الكرسي المتعب صداقته الطويلة معها لتسأل : ألن تقومي بنزع هذا الخوف وتواجهي الواقع والمجتمع من أجلها .. ألن تتخلصي من هذا الألم قبل أن تكبر وتنطفئ ابتسامتها ؟!&&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف