في كتابه "شخصيات على الطريق":
مصطفى الفقي يقرأ ويحلل أكثر من 100 شخصية مصرية وعربية
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أم كلثوميقول الفقي عن أم كلثوم " إذا ترامت إلي مسامعي إحدي أغنياتها وجدتني أنسحب من واقع اللحظة إلي عصاري الستينيات من القرن الماضي ولياليها الرائعة عندما بدأ عشقي لذلك الصوت الذي لن يتكرر. إنها تلك الريفية الفقيرة التي بدأت حياتها بالأناشيد الدينية والمديح النبوي، وانتقلت من "طماي الزهايرة" قرب "السنبلاوين" لتغني علي أعظم مسارح الدنيا، وفي القاعات الكبري بالعالم. إنها تلك الموهبة التي أجزلت لها العناية الإلهية العطاء ومنحتها صوتاً كانت جيوش الحلفاء والمحور في الحرب العالمية الثانية توقت بعض غاراتها مع حفلاتها الغنائية استثماراً لحالة الاسترخاء التي يعيشها الناس أثناءها. إنها الفنانة الفذة التي خالطت الملوك والزعماء والساسة حتي إنه عندما جري اغتيال "النقراشي" باشا رئيس الوزراء بدأ جحوظ عينيها بتأثير اضطرابات الغدة، نتيجة صدمة الحزن علي صديق عزيز. ولابد أن أعترف بأن الاستماع إليها عن بعد أمتع بكثير من التعامل معها مباشرة، لا لأنها شخصية غير مقبولة، ولكن لأن صوتها وحده ينقل الإنسان إلي مراتب عليا من الاندماج والشجن، ويفتح أمامه أبواب الخيال المطلق الذي لا توقفه حدود الشخصية بواقعها البشري المعتاد".ويضيف "ولن ينسي المصريون دورها الرائع بعد هزيمة 1967 وهي تجوب العواصم العربية والأجنبية من الكويت إلي السودان إلي المغرب ثم إلي باريس ولندن وغيرها تشدو دعماً للمجهود الحربي وإزالة آثار العدوان".
ليلى مرادوعن المطربة والفنانة القديرة ليلى مراد ويقول الفقي "أشهد الله أنني من تعاملي الطويل والمستمر مع تلك الفنانة الراحلة لم ألحظ لأصولها اليهودية أي تأثير سلبي علي وطنيتها المصرية، بل كانت دائمة الانتقاد لسياسات إسرائيل وشديدة التعاطف مع الشعب الفلسطيني وكانت تضع دائماً ـ وهي ابنة الفنان العظيم "زكي مراد" ـ مصريتها وعروبتها فوق كل اعتبار، ولقد زعم البعض ظلماً بوجود اتصالات بينها وبين "الدولة العبرية"، وهذا محض افتراء، لأن مصر التي عرفت الموسيقار العظيم "داود حسني" ورفعت من شأنه كثيراً، هي نفسها التي احتضنت عائله "مراد" الفنية وغيرهم من أبناء الوطن الواحد، فالمصريون لا يفرقون بطبيعتهم بين أبناء الوطن بسبب الانتماءات الدينية.. إنها "ليلي مراد" الفنانة التي رحلت عن عالمنا بعد سنوات طويلة من الاعتزال المبكر.. رحمها الله".&
تحية عبد الناصرويحكي الفقي عن السيدة تحية عبد الناصر قرينة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورفيقة حياته وشريكة كفاحه، ويقول عنها "مصرية عظيمة تردد أن عائلتها تنحدر من أصولٍ إيرانية، رآها المصريون يوم رحيل القائد الكبير نموذجًا إنسانيًا راقيًا للأرملة الحزينة التى فقدت الحياة والأمل فى لحظة واحدة، إنها السيدة التى توقفت أمام مجموعة من الفنيين والعمال وهم يقومون بتركيب المصعد فى منزلها وتطلعت إليهم بنظراتٍ قلقة؛ لأنها أدركت أن الحالة الصحية للزوج الوفى قد بدأت تأخذ منحنى النهاية، وهى السيدة التى رفض زوجها "الصعيدى" أثناء زيارة رسمية لـ "أثينا" أن تتأبط زوجته ذراع الملك "بول" ملك اليونان وتتأبط الملكة "فيكتوريا" ذراعه فى تقليدٍ بروتوكولى لم يقبله، وخرج عليه ذلك الرئيس الثائر فى مناسباتٍ مختلفة،&وما زلت أذكر تلك الأيام من خريف عام 1962 فى مستهل حياتى الدراسية بجامعة القاهرة، حيث فشلت أنا وعدد من زملائى فى اكتشاف شخصية ابنتها السيدة "هدى" التى كانت تدرس معنا ضمن عددٍ محدود من طلاب قسم العلوم السياسية فى كلية الاقتصاد، ذلك أنها كانت طالبة عادية، لم نتعرف عليها إلا بوجود "فرد أمن" يتابع تحركاتها عن بعد فى طرقات الكلية، بينما ضابط الحراسة من سكرتارية الرئيس يجلس فى مكتب قائد حرس الكلية.. إنها قصة عصرٍ مضى وأيامٍ ولت وقد لا تعود".ويضيف "إنها السيدة تحية عبدالناصر، التى ذهبت لأداء فريضة الحج بعد رحيل زوجها بسنوات قليلة فخرج الملك العربى الأصيل فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، عن التقاليد الملكية المرعية فى العرش السعودى ليتصل شخصيًا ويوميًا بالسيدة قرينة خصم حياته "جمال عبد الناصر" ليقول لها: "كيف حال ضيفتنا اليوم"،&ولا يكتفى بأن تقوم عنه بذلك قرينته الراحلة الملكة "عفت".. إنها خصومة العظماء وخلاف الأقوياء، ولقد فعل "الحسين بن طلال" ما يشبه ذلك وأكثر عندما استقبل زميلتى الدكتورة "هدى عبدالناصر" وزوجها الصديق الأستاذ "حاتم صادق" فى عمَّان، حيث كانا فى زيارةٍ للعاصمة الأردنية لأمرٍ يتصل بعمل الزوج المرموق. وهى أيضًا السيدة "تحية عبدالناصر" التى استقبلتها السيدة "أنديرا غاندى" فى قاعة الشرف الكبرى المسماة بالقاعة التذكارية ـ التى يستقبل فيها رئيس الدولة الهندية الشخصيات المتميزة دوليًا فى مطار "نيودلهى" ـ ويومها وقفت الدولة الهندية كلها، على ضخامتها وعظمتها، تحيةً للأرملة العظيمة القادمة من أرض النيل إجلالاً وإكبارًا لرجلٍ غيَّر مسار التاريخ وفجًّر أكبر ثورةٍ فى الشرق الأوسط".&&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف