ثقافات

كتاب عن حسين مروّة يدعو إلى قتله مرة أخرى من أجله إحيائه

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&حرصت الطبعة الثانية من كتاب "التراث العربي والعقل المادي" أن تسائل منجز المفكر اللبناني الراحل حسين مروة في ضوء التحوّلات العاصفة في الفكر والسياسة وأدوار المثقف العربي في حركة التحرر الاجتماعي، وتوسيع أفق الحرية والعدالة والتنوير.الكتاب صدر أخيراً في بيروت عن دار التنوير مع مقدمة ضافية كتبها المؤلف الدكتور موسى برهومة عنوانها "هل نقتل حسين مروّة مرة أخرى من أجل إحيائه"؟ لفت فيها إلى أنّ مروة أنجز مشروعه في قراءة التراث الفلسفي العربي الإسلامي في مرحلة تاريخية متعيّنة، ولم يقترح، أبداً، أن يكون منجزاً نهائياً، لأنّ طبيعة الأفكار متحوّلة، وهو ما يدفع إلى القول إنّ النظر إلى منجز مروّة يتعين أن يكون باعتباره "وثيقة تاريخية".&وأكد برهومة أنّ صاحب "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" تورّط في قراءة أيديولوجية حجبت عن منجزه الحرية والديناميكية، "لأنّ الأيديولوجيا وترسيماتها سجنته في أصوليتها، فاضطر، إلى قسر الأفكار والظواهر وابتسارها من أجل إدخالها في ثقب الإبرة الأيديولوجية للمادية التاريخية"، ما أدى إلى "مرْكَسة التراث"، أي جعله مؤائماً لأفكار كارل ماركس وتصوّراته.وحظي الكتاب بمقدمة للمفكر الدكتور فهمي جدعان، حيث أشاد بالدراسة "فهي ذات خصال بارزة: فهي لا تقصّر في استحضار آراء وتحليلات جميع الذين عنوا بأعمال حسين مروّة، وهي تقارب ذلك كله مقاربة موضوعية، وهي لا تقع في شراك النظر الأيديولوجي برغم السمة الأيديولوجية الغالبة على الموضوع، وهي &- بنزوعها التحليلي النقدي &- تستجيب استجابة مطابقة لمتطلبات البحث العلمي الرصين الذي جسّده موسى برهومة بلغة دقيقة مُحْكَمة، وبأسلوب جاذب شائق، وبفكر واع لا للقضايا التي عرض لها المفكر الذي اتجه إلى دراسته فحسب، وإنما أيضاً لثلة من قضايا العصر ومشكلاته الرئيسة".ويتناول الكتاب، الذي صدرت طبعته الأولى 2004 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، جهود حسين مروّة في تطبيق المنهج المادي التاريخي على التراث الفكري العربي الإسلامي، وربط خلاصات الفكر بالواقع الراهن، وهو هدف أغفلته غالبية الدراسات التي تناولت التراث الفكري العربي الإسلامي في العصر الوسيط.ودعا المؤلف إلى إعادة تسليط الضوء على الجهد الاستقصائي الاستثنائي الذي قدمه حسين مروّة، مُقرّاً بأن التراث تراثات وليس تراثاً واحداً، ما يعني انعدام إمكانية حصره في زاوية واحدة، وإصدار حكم نهائي بشأنه، كما تفعل تفسيرات "السلفية الجهادية" أو التنظيمات ذات النزوعات التي تروم حكمَ الدنيا بالتشريعات الدينية، وحسب.ومما يُلحّ أيضاً على الاهتمام بميراث مروّة هو أنّه "وضع الأرضية المنهاجية لقراءة النص الدينيّ في ضوء الوقائع الاجتماعية والأحوال الاقتصادية والعلاقات السياسية وأنماط الصراعات الثاوية والطافية على السطح بين الفكر والسياسة والاقتصاد، وتمظُهر ذلك في استثمار السلطةِ النصوصَ الدينية من أجل إحكام سيطرتها، أو التعاطي مع خصومها، أو الناقمين عليها، وبسط شرعيتها".يذكر أنّ للمؤلف، الذي يحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة، ويعمل أستاذاً للإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي ثلاثة كتب، من بينها "الناطقون بلسان السماء" الذي يقرأ جهود تأويل النصّ الديني لدى المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف