ثقافات

جواد غلوم: مفتاحٌ لِفَـكِّ رتاجِ الماء

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


مددتُ ساقيَّ بطول خرائط العالم&باحثا عن منفذٍ أحشر فيه جسدي&بئرٍ أغتسل به ، انفض خزعبلات محيطيأثرَ السياط وورمَ الخيزران وحزّات القيود&منعتْـني الحدود فخرقتُـها&أظهرتُ أصبعي من خلَـل ثقوب جواربي الممزقة&ثقوب أطلّ منها ساخراً من حاليوتهكّما على حرس الحدود والاسيجة المانعة للعبور&أريد الوِردَ ، ولو قطرات تبلل ريقي&ندياتٌ من ماء ما تُسمّى الحريّة الخَرِفة&تطفئ ثورتيخرقة ترطّب لسعات السكائر المطفأة بجلدي&غَرفة كفٍّ من الحوض المَعين&لأبطش بعطشي ، أتورّد ريّا رائقا&عشتُ استسقي من سراب بلادي عقودا من السنين&أنهل من الوهم حتى انتفخت بطني عطشاًارتويت من الوعود الكاذبة حدّ التخمة&عميت أبصاري من الآمال الكاذبة&لستُ طامعاً بفيضٍ أو دفقٍ يغمرني&انا العجوز الهائم الصّديزمزمتْـني الخديعة&نعنعتْـني الهزائم&خضْخضَـني الهلع&قمّطني الدكتاتور مذْ كنت طفلا&أراني بريق السراب&دون أنْ أسمع خريره&لم اغتسل سوى بمراياه&كم كان فَـأْلي عاثرا وانا انزلق كدمعةٍ مشبعةٍ بالملحأعيشُ القفرَ والفقرَ والسقر والمُـرّ&القرَّ والصرَّ بلا عباءةٍ تحميني&لا أملك سوى جِلدي وعظمي الظمآنين&وبعضِ أمانيي أعلكها سلوىً تبلل ريقي&أين أنتِ أيتها الغيمة ؟؟هل مازلتِ في سروال " ماياكوفسكي " ؟لِمَ تميلين عني جفاءً ؟هل وصلتِ الى سنّ اليأس وغدوتِ عاقراًيا من كنتِ تنتظمين بلادي مطرا ؟لاتهطلي هنا ؛ ستشربك الحيتان رشفةً واحدة&يا ذا العالم الأصمّ الأذنين&أنا كلما أُبدل عيشي رواءًينظر إليَّ السبخُ &شزراًكنت اكذب وأقول :" نحن لم نقطع الحدود&الحدود هي من قطعتنا نصفين "نصف منفى ونصف وطن&يهاجر أحدهما في الآخر مثل مجْـرَيَـين التقيا&هكذا مرَجُ القهرين يُسوّس خشب جسدي&خشبٌ يصنعونه جسراً بين ضفتين&وماتبقّى منه فَضْلةٌ صليبٍ نجس&يوضع مسمارين لتعليقي&هبْني لو وجدتُ ماءً فيّاضاأين أجدُ يدَ سقّاءٍ نديّةً ، حنونة ؟كيف ألاقي حياةً &تنتظر منبعاً&ليغور في مساماتها !!أنا الميّت الصّدي وسط ينابيعَ&لاتغدقُ الاّ دماً وحميماً&&jawadghalom@yahoo.com&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف