ثقافات

حامد بن عقيل: شهوة كلماتي البكر..

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لن أتذكرَ أسماءَ لا أعرفهافي لحظةٍ ما فقدتُ عذرية الكلمةطفولتي ليستْ مشوّهة تماماًأصدقائي فيها يمكنهم أن يناموا في أي بيتٍ وأن يقضموا الخبزَ اليابسلكنني أتذكّر جيداً وجهاً معطوباً مرّ من قريتنايحملُ حكمةً وأشياء أخرى كثيرةابتاعها، كما قال جدي، مقابل لسانهيبدو ألا فائدة من حكمة كهذهلهذا تحفّ بذراعيه شهوة الغناءيلوّح بهما في الهواءفيتساقط العنب قبل قطافه.أصدقائي ينامون في الطرقات حتى،وأنا، حاملا عبءَ حكاياتِ جدّي، أتخيّل ما في صرّة هذا الغريبأليس جميلاً أن يعبر عالمي كلَ هذه الألغاز؟أليس فادحاً أن أشيخ بلا أسماء؟وأن تكون الحكمة الوحيدة التي اقتطفتها أزهرتْ في فمٍ عاطل؟!.&***امرأةٌ حمراء وفاجرةتمدّ يداً إلى السراج لتغتالهوبكامل ما فيه من زيتٍ يتلوى تحتهاكانت هذه أول حادثة اغتصابٍ تبرأ منها شيوخ قريتناثم أصبحوا يروون قصصاً مبتورةً عن الوجع؛القصص ذاتها التي قرأتها، لاحقا، في مكتبة مدرستنا.كم هو لاهثٌ وحزين عالمنا.&***لم أكن مجرد فتى في القريةكنتُ عروشَ عنب وساعاتِ حصادمواعيدَ في جنح الظلام ودسائسوسريعا نميتُ كشبحٍ يحبه الجميع.منافقون أقسموا أن لي تفاصيل وجه قطّة متوحشة وزئير أسد جريحقالوا أني أمتلكُ قلبَ مسخ طيبوأن نهايتي ستكون كتاباً مفقودا&***أقلّد صوتَ الأشجارحتى ودمي يجوب طرقات القرية،ذات يوم اعترفتُ لجدتي بأشياء لم أفعلهاولأنها كانت هرمة جدا راحتْ تغنيعالمها مرايا الماضيويديْ شظايا.كل هذا أصبح الآن أماميوعليَّ أن أعبره بجنون شاهقكما لو أن سفينة &تقفز إلى قمّة جبللكن "نوح" ليس على متنها.&***لم أعد للماءرجلٌ مهشّمٌ يسكننيكتابةٌ قبيحةٌ تضلُّ طريقها عنّيمعزوفةٌ شائنةٌ تتشبّث بالأقفالأما الأبوابُ فإن لها حكايا منكَرة تجثو أبداً على عتباتِ روحي.ليس للماءِ أن يتحللَ أو أن يخونليس للماءِ أن يصدأ كذاكرةِ من ينامون على الطرقات.&***ما السرور الذي ينفخه جنينٌ في روح أمّه؟ما الحقائق التي يتركها الآباء لصغارهم؟ما السؤال الذي يتدلى في أعناق الآدميين فيدميها؟ما الذي سيبقى، بعد فنائنا، من هذه الأشياء التافهة والحميمة؟.أليس حارس المكتبة وحده من يعرف الكثير؟&لكنه يفضّل مطاردة شهوات صباه السحيق؟ وأن يتأمّل عيداً مكبّلا في حظائر هؤلاء الهمجيين؟.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف