ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

أي فضول يعيشه رجال بلا نساء!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تروي قصة "رجال بلا نساء" حكايات عن الفضول، يربط بينها خيط رفيع من الوحدة، يشعر بها الرجال فقدوا نصفهم الآخر، أو لم يجدوه. إنه كتاب يجمع الحب بقالب معكوس، والعلاقات الإنسانية بوجهها الآخر.

إيلاف: تتمحور السلسة الجديدة من مجموعة القصص القصيرة للكاتب هاروكي ماروكامي بعنوان "رجال بلا نساء" "Men Without Women" (مؤلفة من 240 صفحة، منشورات نوف) التي طال إنتظارها، حول موضوع الفضول، لكن بطريقةٍ معقّدة تطرح العديد من الأسئلة: هل الفضول صحي؟، هل هو حكيم؟، هل هو ضروري؟.

فضول رجال لا نساء في حياتهم

ترجمة مثالية
تمامًا كما العنوان، تروي هذه القصص حكايات رجالٍ يعيشون بلا نساء، سواءً بعد انفصال أو طلاق أو حب يعرفون أنّه من دون جدوى، مع الإشارة إلى أن ترجمة هذه الأعمال تمّت بشكلٍ مثالي لا شائبة فيه من جانب فيليب غابريال وتيد غوسن.

في القصة الأولى "قُد سيّارتي"، يضطرّ كافوكو إلى التنقّل في سيّارة يقودها سائق خاص - إمرأة تحديدًا- تكون الأذن الصاغية والفضوليّة لمعرفة مشكلاته والسر وراء عدم تواجد أي صديق حقيقي في حياته.

في رحلة بحثه عن السبب وراء خيانة زوجته مع زميله الممثل، يختار كافوكو أن يصادق الأخير، فيصبح شريكًا له في إحتساء الخمر يوميًّا، ويتغاضى البطل عن فكرة الخيانة، كي يحاول أن يحصل على المزيد من المعلومات حول العلاقة عير الشرعيّة بين الثنائي.

يستمتع القارئ بسرد الكاتب الحوادث بطريقةٍ مفاجئة وسلسة، لتأتي لحظة الحقيقة من خلال السائقة التي تلمّح بطريقة غير مباشرة إلى أن لا علاقة للحب بخيانة زوجته، بل السبب قد يكون فيه نفسه.

الفضول المميت
أمّا في قصة "الأمس"، فينقل هاروكي الفضول من خلال قصة كيتارو، الطالب المعجب بصديقة طفولته إريكا التي لا تبادله الشعور، فيقرّب المسافة بينها وبين صديقه، بهدف أن يعرف المزيد عنها وعن طبيعة العلاقة، التي ربما يخوضها معها، في حال نجح في إمتحانات الجامعة، وصار يليق بأن يكون حبيبها!.

لكنّ قصص موراكامي لا تصف الفضول من خلال رجالٍ بلا نساء، إذ في إحداها، تقوم البطلة شهرزاد بسرد تجربة لها حين اقتحمت منزل صبي تلميذ لا يبادلها الإهتمام، لتصبح مهووسة بتجميع كل ما تستطيع من معلومات حوله.

ومع توالي قصص هاروكي، نصل إلى قضايا مظلمة وأكثر وجوديّة من حيث المعنى، تمامًا كما في قصة "عضو مستقل"التي تروي حكاية الدكتور توكاي الذي يعمل في مركزٍ للتجميل لكنّه لم يتزوّج يومًا، على الرغم من أنّه شخص يغضّ النظر عن العلل الجماليّة في علاقاته الغراميّة الكثيرة التي يخوضها.

فحين يصل الطبيب إلى مرحلة الوقوع في الغرام بطريقةٍ غير متوقّعة، يفقد القدرة على التعرّف إلى نفسه، إلى درجةٍ تجعله غير آبهٍ إذا أدت أفعاله إلى أذيّة الأشخاص من حوله، والفضول في حالته هذه، يصبح مميتًا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف