"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية
صحافية تنجو من شباك "الجهاديين": قيل لي أن آتي بمفردي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف: هناك بعض أوجه الشبه بين ما يرد في تلك التقارير الإخبارية التي تتناول الأعمال الإرهابية التي تقع في أوروبا والولايات المتحدة وبين القصص الخبرية التي تُروَى عن ذهاب غربيين للانضمام إلى تنظيم داعش في سوريا.
فدائمًا ما تدور التفاصيل حول شبان أذكياء، قد تكون لهم جذور في أي من البلدان المسلمة، لكنهم قضوا فترة كبيرة من حياتهم في المدن التي ولدوا، نشأوا أو انتقلوا إلى العيش فيها بشكل دائم في الغرب.
إفلات صعب
هم عادة الأشخاص الذين ينجذبون، بصورة مفاجئة، وبشكل لا يمكن تفسيره، إلى وجهة نظر الإسلام الأصولية. وبحسب ما يؤكده الأصدقاء والأقارب للصحافيين، فإنه وبرغم ميل هؤلاء المسلمين الصغار إلى الأفكار المتشددة، إلا أنهم لطالما كانوا طبيعيين ومنضبطين، وأنهم أصابوا كل من حولهم بالدهشة عقب انضمامهم إلى "الجهاديين".
حين نتحدث عن الراديكالية، ينتقل السرد من السخط الغامض إلى التطرف، وهي رحلة يحفزها الاغتراب والتمييز والفقر. وفي كتابها الجديد: "قيل لي أن آتي بمفردي: رحلتي خلف خطوط الجهاد"، حققت الصحافية الألمانية ذات الأصول العربية، سعاد ميخينيت، في تلك الافتراضات التي لا تُصَدَّق دائمًا.
قالت سعاد، التي تقيم في فرانكفورت، وتعمل كمراسلة لصحيفة "واشنطن بوست"، إنها نفسها واحدة من هؤلاء الذين أفلتوا بالكاد من محاولات إلحاقها بصفوف المتطرفين، بفضل تأثير والديها وأصدقاء العائلة. تابعت أيضًا بكشفها عن العوامل التي تُحَفِّز أشد الأشخاص إيمانًا بالجهاد والطريقة التي يتحوّلون بها، ويفقدون معها أي شعور بالندم.
جهاد الكينونة
من خلال كتابها الجديد هذا، تُذكِّرُنا سعاد بأن العمل الذي تقوم به، باعتبارها صحافية مسلمة من أصول تركية ومغربية، يكلفها بعض الأمور، حيث يتم التعامل معها بارتياب من جانب زملائها الصحافيين، وكذلك "الجهاديين"، الذين تسعى إلى التواصل معهم.
تابعت سعاد حديثها في السياق نفسه بقولها إنها أخبرت أحد المسلحين التابعين لداعش أثناء سيرها بسيارة على طريق وحيد بالقرب من الحدود التركية السورية أنه: "قد تكون محقًا بحديثك عن التمييز والظلم الحاصل في العالم. لكن هذا ليس هو الجهاد، بل الجهاد هو أن تبقى في أوروبا، وتثبت نفسك في مجال عملك، فذلك الأمر أكثر صعوبة".
خلال مزاحها مع بعض "الجهاديين" بشأن فكرة الزوجة الثانية أثناء تناولها الشاي برفقتهم في مخيم للاجئين في لبنان، وكذلك خلال مزاح أحد مقاتلي طالبان معها حول إمكانية اختطافه إياها، سألت سعاد هؤلاء الأشخاص عن الأحداث التي قادتهم إلى التطرف.
تعددت الأسباب
إذ أخبرها الرجال السنّة في العراق بأن ما دفعهم إلى اتخاذ ذلك المسار هو وجود ميليشيات شيعية مدعومة من جانب الولايات المتحدة، تمارس عمليات التعذيب والقتل من دون خشية من العقوبة، في حين تحدث أفراد جزائريون عن الفقر وفقدان الثقة بالحكومة، بما يبرز القاعدة لهم باعتبارها خيارًا جذابًا.
كما تحدث كثيرون آخرون عن "الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق". وكشف رجل آخر، في باكستان، عن أن السبب الذي دفعه إلى التطرف هي الطائرات الآلية الأميركية التي قتلت أحبابه من الأبرياء.
هذا وتحدثت سعاد عن قصة امرأة ألمانية من أصل مغربي تلقت المساعدة من قبل أحد الأئمة أثناء مرورها بمرحلة صعبة في حياتها، ثم بدأت تمضي صوب الدوائر الراديكالية. أخبرها رجل تونسي في مقابلة أجرتها معه بأن "لا أحد يكترث بحياة المسلمين"، وقابلت آخرين أكدوا لها أنهم مؤمنون بأنهم يؤدّون واجباتهم الدينية بخوضهم القتال نيابةً عن المسلمين المُضطهَدين في أفغانستان والعراق، وأخيرًا سوريا.
نقيض التأقلم
لم تحصل سعاد على إجابات مُرضِية في ما يتعلق بالطرق التي يمكن إتباعها لمنع تطرف المسلمين ومضيهم في طريق الراديكالية. فيما لاحظت أنه كلما زاد شعور المسلمين بالانعزال في أوروبا، كلما زاد انفصالهم، وانخراطهم بأنفسهم بشكل أعمق في الدين والمجتمع، الذي تنتقده ثقافة الغالبية. لكنها شددت أيضًا على ضرورة النظر إلى المتطرفين المسلمين على أنهم بشر، وليسوا مجرد قتلة، مع استمرار انتقاد حجتهم بأن التمييز والمعاناة هي أسباب وجيهة لانتهاج الصراع العنيف.
جاء البيان الصحافي الذي رافق إطلاق الكتاب ليخبر القراء بأن الكاتبة لطالما كانت مُطالَبَة بأن تُوازِن بين جانبي نشأتها - الإسلام والغرب. ويمكن القول إن حالة سعاد تعد دليلًا على أن مثل هذه القطبية السهلة لم تعد موجودة. وما يحدث هو أن تقاليد وطقوس الغرب تتسلل إلى حياة المهاجرين المسلمين، الذين يتوطدون هناك، بينما تتوطد ممارسات المهاجرين ومعتقداتهم بشكل حتمي في ثقافات بلدانهم ومدنهم الجديدة.
أداة فعّالة
كما كتبت سعاد عن الليبراليين الألمان، الذين تناقشت معهم بخصوص ما إن كانت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) تندرج تحت بند حرية التعبير، حيث قالت "لا يبدو أنهم يفهمون ذلك، وهو ما يتضح من عدم وجود استعداد لديهم للدخول في نقاش صادق وصحيح حول الأخلاق، وحرية التعبير وخطاب الكراهية، ولهذا سيستمر الغرب في فقدان المزيد من الشبان الأوروبيين، ووقوعهم ضحايا للمتطرفين، الذين يخبرونهم بأن الغرب في حالة حرب مع الإسلام".
أخيرًا ما يمكن قوله إن هذه حرب تخيّلية، وقد تحوّلت إلى دعاية يستخدمها "الجهاديون" والسياسيون الانتهازيون في تجنيد العناصر المطلوبة ، كما إنها أداة لا تزال ناجحة بشكل مقلق.
التعليقات
المطلوب أعادتهم لبلدانهم
عربي من القرن21 -ليجاهدوا فيها بحرية وترك الغرب للغرب الكافر !!؟..