ثقافات

شوقي مسلماني: حصار الدائرة ـ 2

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
(كومبرادور)&&طافحةٌ بأعقابِ السجائرِ&كانت المنافضُ&&
قطارُ الكلمات&يسيرُ بالنيكوتين& &
الدخانُ يخرجُ خِرقاً من أفواهِنا&&على خشباتِ الهزل& &&قطارُ الكلمات يجترُّ خططَ السلمِ والحرب&لعصابةِ الكومبرادور& &
يمضي آخرَ الليلِ مبحوحاً&إلى نهدي "جوان كولينز"&&اليافطةُ: "لا شرقيّة ولا غربيّة"!&&يتعطّلُ القطارُ&إذا استيقظتْ أمّي ونبّهتْني بعينيها.&
(رمال متحرِّكة)&المكانُ يُغلقُ&&النوافذُ تتساقط&من جدرانٍ دائريّة&&&الصدى& &رجْعُ صدى&&المستغيثٌ&&يرفع رأسَه&&يتصدّع بالمجهول&
ومَن هو على سَفَر&&لا مدى لعينيه&في العالمِ الغريق&&&مائدتي&أيّها الصديق&فوقَ رمال متحرّكة.&&


&

(كلمات)&1 ـ&مفتكراً&إنّه لا ينظر&إلى ساعةِ يدِه&
يرى الناسَ&أشجارَ غابةٍ& &
تعبرُ أعيادٌ&ولا حتى يسمع بها&
يدُه دخان، عيناه نسيان&لا يعرف بعدُ كيف يبتسم.&
2 ـ&نتصفّحُ وجوهنا&كأنّنا نعزّي بعضنا&نفترق&لنعودَ إلى سيرتِنا& &في اليومِ التالي&&&قافلةُ جِمالٍ تترنّح&حصانٌ يتوسّلُ رصاصةَ رحمة&&
الناسُ يتابعون أعمالَهم كالمعتاد&الخزانةُ المفتوحة مرعِبة في هذا الليل&
على الطاولةِ كتابٌ&عن الجنازةِ المقيمةِ أبداً.&
3 ـ&العالم بلا رصيف&الشاحناتُ تجتاحُ المدنَ كعاصفة&يقولُ المتفاجىءُ بالحديد:&الإسفلتُ يرتفعُ إلى الرقبة!.&&
4 ـ&الشارعُ يغرق في العتمة&&أوراقُ الشجر تغطّي الرصيف&&مقعدٌ ينتظرُ باصاُ مضى&&امرأةٌ في وسط الشارع&&قريباً من حائط تنبعثُ منه عطونة&ينامُ عجوزٌ وجدوا هيكلاً& يشبهُه&عمره أكثر من 40 ألف سنة&&
أشقياء يعبرون أيضاً&&تنهار واجهةٌ زجاجيّة&&
وبين أوراقِ الشجرِ سكران&بسترةٍ باليةٍ وبنطال من دون سحّاب.&
5 ـ&أتساءل عندما لا يبقى لقلبي&غير ذكرى طفل في الطابق الثاني يبكي&وسؤال عمّا يفعل البحر حين تختفي النوارس&وتنطفئ فجأةً سفينةُ الليل المضيئة&&وليس في هذه الناحية على الشاطئ&غير قناديل ميّتة&أتساءل ماذا يبقى لعينَيّ&&إذا طالَ الشوقُ والإنتظار؟.&
6 ـ&لو أنّكِ معي&لأرمي حطبَ السنين&عالمُنا غريب&
الفتى مقذوف&إلى آخِرِ العالم&في أذنيه طنين&
لو تبتسمي&لأرمي علبةَ السجائر&
يكفي أن تخطري&عيناي زهرتا ميالِ شمس لعينيكِ&وفمي أوبرا غناء.&
7 ـ&أنتِ في الذاكرة&مثل موجِ البحر&بعيدة في قفرِ المسافة&&
يحلمُ بعينيكِ الواسعتين& &بالجدائل من سماء تتدلّى& &
فاجأه الليلُ&&رايةُ آخِر قلعة&في بياضِ قلبِه&تهوي& &&
وإبرةُ الزمن&&تخيّطُ تجاعيدَ وجهه.&
8 ـ&لا لم تكن هناك&قالوا في حديقةٍ وردٌ أزرق&وبركةٌ مثل وردة مائيّة كبيرة&&
النسيمُ لم يداعب صفحةَ وجهه&المتنقِّلِ بين المقاعد وبين الظلال&كان أناسٌ يتنزّهون&الشجرُ صامتٌ&&
كان يريد أن يقول لكِ&أنتِ بعيدة&وتأتين من وراءِ البحر&أنت بعيدة&وتأتين من عينِ نجمة&
وحين أسندَ ظهرَه إلى شجرة&انهمرتْ الدموع من عينيه&قبل أن ينهمرَ المطرُ ويظلَّ وحيداً.&
9 ـ&على وجهها ابتسامة ناعمة وذكيّة&
في غرفةِ الإستقبال&نسائم من بحرِ بيروت&خيالات لتزاحمِ الناس&خيالات لعتّالي السلّ&وسيّارتُ مرسيدس 180 تعبر&
هل هذا ممكن؟&هل هذا معقول؟&
أخيراً التقينا&لا أعتذر ولا تعتذري&أنا أنظر في عينيك&انظري في عيني.&(كتبت هذه النصوص في أواخر ثمانينات القرن الفائت ولم تنشر في صحيفة).&Shawki1@optusnet.com.au&

&&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف