ثقافات

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

مشروع مارشال: فجر لحرب باردة

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مساعدة أوروبا على النهوض مجددًا بعد الحرب كانت هدف مشروع مارشال

على غرار كلمتي "كلينيكس" و"زيروكس"، بات مصطلح "مشروع مارشال" يحظى بمعنى عام في معجمنا، حيث أضحينا نفكر اليوم في استخدام ذلك المصطلح لتعزيز الاقتصاد الضعيف لأي دولة، وإدخاله في الطقوس الرأسمالية الديمقراطية.

إيلاف: يوضح الكاتب بين ستيل في كتابه The Marshall Plan: Dawn of the Cold War، أن مشروع مارشال الأصلي &- الذي كان ينطوي على تقديم مساعدات

إجمالية قدرها 13 مليار دولار &- كان يهدف إلى إعادة إعمار أوروبا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكان يحظى ذلك المشروع وقتها بتداعيات جغرافية سياسية بعيدة المدى، بالنظر إلى الظروف الفريدة التي كانت تحيط بتطور الأحداث حينذاك.

مخاوف روسية
أشار ستيل في كتابه إلى أن أهداف "مشروع مارشال" كانت تركز على مساعدة أوروبا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتعزيز فرص تعافيها من الناحية الاقتصادية، والتصدي لتصاعد الشيوعية وتحسين الجانب التجاري لكل الأطراف المعنية.

ولفت ستيل إلى المخاوف التي راودت الحلفاء، خاصة روسيا، عند تقديم كل هذا المبلغ الكبير إلى ألمانيا، لاسيما أن روسيا لم تكن في وضعية تسمح لها بتقبل تلك الخطوة، خصوصًا بعدما أسفرت حربها مع عدوتها، ألمانيا، عن مقتل 20 مليون من مواطنيها.&

وبينما كان ذلك هو الشعور نفسه الذي كان يراود فرنسا، وانكلترا وكثيرين في الولايات المتحدة، فإن وزير الخارجية الأميركي حينها، دين أشيسون، وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري، آرثر فاندنبرغ، الذي كان يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، والرئيس الأميركي هاري ترومان، كانوا يرون ضرورة في إعادة تأهيل القارة الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا إبان فترة الاشتراكية الوطنية.

شرارة حرب جديدة
ونوه ستيل في كتابه بأن هؤلاء الرجال كانوا مطلعين على معاهدة فرساي الكارثية، التي أسدل بموجبها الستار رسميًا على وقائع الحرب العالمية الأولى، والتي طلبت فيها الدول المنتصرة تعويضات من ألمانيا، ما أدى إلى نشوب حالة من الفوضى، لتتحول تلك المعاهدة مع مرور الوقت إلى شرارة اشتعال للحرب العالمية الثانية.

وبينما كان القادة روزفيلت، ستالين وتشرشل هم من خططوا للحرب وما تلاها من عواقب، فقد كان مقدرًا لهاري ترومان أن يقود الولايات المتحدة في الأخير في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لاسيما في ما يتعلق بمشروع مارشال وتداعياته في أوروبا.

يذكر أن المؤلف بين ستيل هو زميل بارز ومدير قسم الاقتصاد الدولي في مجلس العلاقات الخارجية، وجاء كتابه الأخير هذا ليضم تعليقات، ملاحق وإحصاءات شاملة، وقدَّم تاريخًا مفصلًا وتحليلًا للأشخاص والأحداث التي شَكَّلت مشروع مارشال.
&
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن "واشنطن إندبندنت، ريفيو أوف بوكس".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف