ثقافات

بمناسبة صدور كتابه "رحلة كامل التلمساني: السريالي في مواجهة الواقعي"

محسن البلاسي لإيلاف: أتعامل مع اللغة العربية كعلاقة بين القمع والحرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الجزء الثالث والأخير

- ما هو الشعر في نظركم؟
الق بمسامعك إلى الأصوات الغامضة والكاشفة والضارية داخلك. وإذا خطفك الخوف من فعل ذلك، تذكر أنه من الخطأ أن تنتمي الحواس للعالم اليومي المعاش.
بالنسبة لي أي اكتشاف يغير طبيعة أو وجهة شيء أو ظاهرة يشكل حقيقة سريالية / شعرية
الصدفة الموضوعية ورهافة حدس المتوقع وما يحمله البحث الدائم عن وميضها. الذهاب دون وجهة، الشاعر لديه لقاء مجهول مع الكلمة، المتحررة من أي منطق لغوي
في الشعر العقل ينفخ خارج العقل إنه يهدف إلى إعادة التصنيف التلقائي للأشياء وفقًا لترتيب أعمق وأكثر حرية، ومن المستحيل توضيحه بوسائل العقل العادي.
الشاعر بالتناوب هو مقلّم الأغصان الميتة، والمحوّل، والصاعق، الصمت عمل شعري وسريالي كامل. يجب ترك الكلمة في حالة تشويق للحظة قبل أن يتم نقلها إلى حالة فيزيائية على الورق، عند الفجر أو الغسق، نسير في الطريق ونصادف أحيانًا صورة ظلية لامرأة خرافية صامتة، صمتها هو المفهوم الأشمل للشعر، الصمت والشعر والسريالية" حلق ممسوس بالمطلق، يتردد بين العواء والصمت".
تتخلق أسرار العالم، داخل الغموض الشعري ؟ الظلام ينكشف أثناء تجريد التساؤل. الأسطورة الأرضية و اللغز أبواب مفتوحة إلى ما لا نهاية.
الشاعر عدو للصوفي، الشاعر لا تقيده رؤية ولا سلطة فوقية، الشعر هو انتزاع لحظي للمجهول من عروق كل لغة،
إذا لم تمتلك القصيدة جسد فوضوي يفوح برائحة الهدم ونفي وتهديم كل الأشكال والأنواع والأجناس الأدبية الموجودة، فما هو الشعر الحي ؟
الشعر يجب أن يتخذ لون الدم المجفف
القصيدة بداية العالم ونهايته، تحيي العالم وتميته، تفكك كل رقابة ذاتية وجماعية باطنية وفيزيائية، تسقط كل قاموس يومي معاش،
القصيدة ساحة لإعدام كل شلل لغوي حرقا بنابالم الشهوة.
الشعر ليس تعبيرا لغويا لكنه تعبيرا بصريا وفيزيائيا وربما بيلوجيا ايضا،
الشعر الحقيقي يوظف نفسه لرصد حلم اليقظة الناقم على مصيره يعيد نحته بالعجين الذي تخبزه الفوضى داخل الفرن العظمي المسمى بالرأس البشري
أنا أرى أن تعزيز الوعي الباطني الشعري لا يأتي فقط بتعزيز امتلاك اللغة ولا الوعي المعرفي العام لكن بتطوير وتدريب العين على مشاهد تفكك المنطق دائما سواء كانت يومية أو اعمال فنية. حتى بالألعاب الذهنية اليومية
وبذلك القدرة المغناطيسية اللغوية تتطور ذاتيًا وتتوسع ليس فقط من خلال العقل الباطن ولكن أيضًا من خلال ممارسة اعصاب العين للرياضات الخيالية الشاقة لانتزاع ملكات الاعجوبة المستحيلة بشتى اشكالها وقوالبها،
أتعامل مع اللغة العربية كعلاقة بين القمع والحرية ؛ افهمها
كشبح اجتماعي قمعي يجب أن يزول ويعاد بنائه من جديد كل لحظة بأبواب شاسعة لتفريغ الرغبة الحرة
والشعر هو التكثيف الفوضوي للإدراك اللحظي الباطني لكن على الشاعر الرائي ان يروض ادوات هذا التكثيف نحو سعي دائم إلى الداخل الإنساني، سعي مخصب بالشكوك في كل شئ خارج الفرد.
فلكل إنسان قرين شعري يعيش وراء عينه، الشاعر الماكر هو الذي يجعله في حالة تقافز دائم ككنغر وأن يسعى دائما لحماية هذا الكنغر من الغرق في البحيرات الأسمنتية المسبقة وان يلقن لهذا الكنغر دائما بأنه لا حدود لما يسمى بالنضج اللفظي، الشعر هو ثورة كهربائية دائمة داخل العقل لا يسيطر عليها شئ ما وهميا كان أو اجتماعيا حتى.
إن الوظيفة الرئيسية للشعر هي إضفاء الإضطرابات الحادة على اللغة وإسقاط كل قدسية محتملة تحملها، بالنسبة لي النحاة وأكاديمين اللغة هم البوليس الاجتماعي للمخيلة
انا أزدري حتى الطموحات العربية الموروثة للتمرد على اللغة العربية باستثناء طبعا ثورتكم اللغوية العظيمة في باريس السبعينيات وثورة مجموعة الفن والحرية وشعراء مثل جورج حنين وادموند جابي وجويس منصور
وجبابرة مثل عبد القادر الجنابي وانسي الحاج وغيرهم، أرى الافق المخادع لأغلب الشعراء العرب الآن حيث يلقون بأنفسهم في مصانع إعادة تدوير الطموحات الشعرية المغلقة.
لقد اصدرنا بيانا شعريا أول خاص بمجموعتنا وسيتبعه عدة بيانات قريبا
وهذا هو رابطه
https://sulfursurrealistjungle.com/2020/11/27/%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%b1%d9%8a-1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%ba%d8%a9-%d9%88%d8%b9%d8%a8%d9%8a%d8%af%d9%87%d8%a7-%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88/
تعرف الشاعرة والمترجمة الجزائرية وعضوة مجموعتنا السريالية ورئيسة قسم الترجمة في مجلة الغرفة الشعر كالتالي:
كثيراً ما راودني هذا السؤال: لو أتيح للشعر الكلام كيف كان سيقدم لنا نفسه!؟
بدايةً سأستعين بهذه العبارة كي ندفع بعربة التفكير إلى حتف يليقُ بها "الشِعر هو تغيير لون المادة الرمادية"، أعتقد أنها شارحة وكاشفة لأي لبس فيما يخصّ كيمياء النص داخل معمل الدماغ. فالريح ليست وحدها خالقة الاضطرابات مثلها الكتاب والشعراء الذين يؤمنون بالتغيير والتجديد. والشِّعر الحقيقيّ هو الذي يتحقّق خارج القوانين.
أما الشاعر فهو ليس ملزماً بتقديم شروحات لما يكتب،
منذ متى كان الشاعر يشتغل حفار معنى؟
منذ متى كان عليه تقديم تقرير بمهامه كموظف يومي؟
منذ متى أجبر على فصل الأح من المح في بيضة الفهم؟
كلا، الشاعر ليس مطالباً بتبرير فعلته الشعرية!

كم أنفقنا من الشعر لنصمت!
كم أنفقنا من الشعر لنجيب!

هذه التساؤلات وغيرها تسرق من الشاعر المزيد من ثياب الأفكار حتى أنه يكاد يفقد آخر حجر من بيت الوعي.
تحضرني هنا مقولة لأندريه بروتون؛ "القصيدة نتاج حطام العقل" ويقصد بروتون هنا أنها عملية تجاوز الشعر حيث استلهم الشعر من قوة عليا هي قوة التسامي. حيث يستمد نصوصه من عوالم اللاوعي. وعبارة "حطام العقل" توضح أن الصور التي التقطها الشعر تجاوزت إطار الوعي إلى ما وراء الوعي. بالمقابل نجد مقولة بول فاليري؛ حيث إنتاج النص هو حالة عقلية في قمة التأمل والتعقل... فيما يخص كتابتي هي تزاوج ما بين المفهومين لهذا يدخل النص فيما بعد في باب التأويل بشكله المطلق.
فالشعر يا صديقي لا يحتاج إلا إلى عقلنة وفلسفة الجنون.

فلا الشّعر بستانُ النظر
ولا العين دفتر جمرْ.

نحن كشعراء نسعى دوماً لترطيب وجه اللغة بمرهم الوعي، وكشط دهون الشروحات.
كون الشِعر في أصله عملية تعرية ومكاشفة وتفكيك وإسقاط أقنعة وعدم مهادنة، الشِعر عملية بحث مستمر، وغوص لتسمية الأشياء بأسمائها، ويبدو أنّ نصّي الشعري يحمل غضباً له ما يبرره، ذلك أن طريق الشِعر ليست هي الطريق العادية السالكة، ومن هنا أحاول أن أذهب إلى القيمة المعرفية أو أحاول رسم الفكرة عن طريق غير مألوفة، الشِعر يحب المفاجآت، يحب الطرق التي نسلكها لأول وآخر مرة، الشِعر الحقيقي وهذه وجهة نظري لا يقنع ولا يشبع من طريق واحدة يذهب منها ويعود إليها.
وجودي داخل القصيدة شبيه بزهرة عباد الشمس. دائماً هناك شمس تسرقني إلى نورها، لأكون عارية وبلا غبار الموتى.
والشاعر الحقيقي يتلبسه الشِعر حتى يصبح هويته اللغوية والاجتماعية والثقافية، بعبارة أدق هو أسلوب حياة كما أكد على ذلكَ راينر ماريا ريلكا، "أن الشاعر يظل شاعراً حتى في الطريقة التي يغسل بها يديه".
الشِعر بالنسبة لي مثل جرح ينفتح ومثله تتفتح بقية الأشياء. وهذا الوجود عبارة عن جرح، نحن قشرته كلما تألم أحدنا تهيج ذاك الجرح. لم أتمكن من العض، لهذا أربي أنياباً للشِعر.
القصيدة وأنا نتربص ببعضنا البعض. أباغتها كما تباغتني، تبادرني فأبادرها، تعرض عني فأعرض عنها لمزاولة مهام جنونية بديلة.
نحنُ في شباك طوال الوقت. نمارس نزواتنا كما نشاء، متى نشاء.
وإن لم أفعل ذلكَ بها فلن أعتبرني محرضة فعلية لإشعال فتيل الشِعر.

الورقة الفارغة
أيضًا
جثّة عالقة
في ذاكرة الانتظار.

هذا صحيح، إلا أن الزمن داخل القصيدة يفتك بعظام الوقت.
كما سبق وأن أشرت، القصيدة "الشِعر اليومي" يصحو بصحونا وينام معنا على نفس الفراش. يشاركنا كل شيء حد اللاشيء.
بت أرى الشِعر في كل شيء، بإمكاني أن أجده في جثة ملقاة على ناصية الحدث، في تابوت يومئ لي بقصيدة منتهية الصلاحية، في وردة شارفت على مغادرة عطرها وهكذا. نحن نقدم أنفسنا للشِعر على شكل مِحَنٍ متوالية، ليمنحنا بالمقابل حيوات بديلة أفضل من تلك التي خبرناها.

وَسْوَسَةٌ واحدةٌ فقط..
ويسري الكلامُ بعروقِ الكتابة.

إضافة ماقبل الأخيرة. القصيدة أيضاً تحتاج إلى توابل خاصة ويفضل أن تكون لاذعة وحارة. ثم تركها تنضج في فرن الدماغ على درجة حرارة المخيلة.

أقلِّب القصيدة في مقلاة العقل
أتبّلها بنبض ودمع،
لا حاجة لسكين وشوكة
فقط
امسح لعاب الحقيقة..
واشرب بعدها
كوب شمس.

فالقصائد تعرف أسراراً كثيرة.. أكثر من اليد التي تكتبها. وعلى القصيدة أن تكون جاهزة لصد مخالب الكلمات لا لمد أصابعها من أجل طلاء أظافرها باعترافات مراهقة.

أسوأ ما في الشعر..
الشعراء
أسوأ ما في الشعراء..
حدوسهم
أسوأ ما في الحدس..
الصواب
أسوأ ما في الصواب..
مسمار اليقين
أسوأ ما في المسمار..
صدأ الوجود.
وفي الأخير، على الأفعال أن تتضاجع، لا أن يُفرّق بينها في سرير اللغة.
أما الشاعر الفلسطيني فخري رطروط عضو مجموعتنا
يرى
الشعر كالآتي
اخترع الطغاة جوائز الشعر بديلا عن قص ألسنتهم.
ينجح الشعر حيث تفشل اﻷشياء العظيمة.
العالم لا يتسع لقدم الشاعر.
الشعر الذي يهدد بالانتحار في كل قصيدة هو شعر ضار.
وﻷن لا شيء مجاني في هذا الوجود فالشعر ثمنه باهظ.
الشعر يحتاج طاقتك كاملة ويحتاج أكثر من حياة لذلك تجد الشعراء هائمين مذهولين مثيرين للشفقة.
مهمة الشاعر تحويل القبح إلى جمال وأن يكون كشاشة سينما يجعل النمل والذباب والمخلوقات التافهة
كمخلوقات سينمائية تقوم بأدوار هائلة لدحرجة العالم إلى ثقوبها المظلمة.
مهمة الشاعر ألا يطمئن لهذا المنفى اﻷرضي،أن يظل على أسلاك السماء الشائكة يرنو بعينيه للفردوس الضائع.
الشعر علامة عدم انسجام مع الوجود
الشعر علامة كآبة عميقة لا شفاء لها
الشعر علامة على عدم تقبل الحلول الوسط
الشعر علامة على وجود هاوية كبيرة بين الشاعر وهذا العالم.
ما أعرفه أن كلمة شاعر ثقيلة ولا تليق بأحد،كيف يستسهلون كتابة كلمة شاعر أمام أسمائهم فذلك مرعب ورخيص.
الشعر يجعل العالم أقل قبحا وأكثر احتمالا،الشعر جاء معنا من تلك العوالم اﻷولية،الشعر برزخ اﻷشياء.
مهمة الشاعر إحصاء خسائر المعارك وعد الجثث وتقديم جردة للتاريخ.
لا أقبح من شاعر لا يعرف داخله ويريد تغيير العالم.
الشعراء الذين نجحوا في تغيير العالم عرفوا من أين يمسكوه.
الشعر يزهر في الخراب.
الورق المستخدم في كتب الشعر الرديء يكفي لتدفئة فقراء العالم.
لا تطلب من شاعر تغيير العالم وهو عاجز عن تغيير مكان نومه.
هناك أيضا زرائب للشعر الرديء ترافص فيه حمير كثيرة.
بغل الشاعر قادر على جر العالم.
بعض قطرات من الكلور تكفي لتنظيف بئر كبير،كذلك الشعر مع بئر العالم
الشعر كعب أخيل في الحروب.
حدثت حرب طروادة ﻷن هوميروس كان يشعر بالملل.
لا يجب تدليل الشعراء كثيرا،هذا يفسدهم.
الشعر يخلق ويهدم
الشعر الذي لا تعرف إنْ كان يقتل أو يحيي هو شعر جيد

هل لكم علاقات مع التجمعات السوريالية في شتى انحاء العالم؟
كتب بأكثر من لغة في عدة مجلات سريالية بأننا كمجموعة الشرق الأوسط وشمال افريقيا السريالية من أنشط المجموعات السريالية في العالم فيما يخص العلاقات المتشعبة مع المجموعات السريالية في كل أنحاء الكوكب ومهارات التعاونيات والتحالفات لممارسة الأنشطة السريالية الجماعية المختلفة، لدينا علاقات تعاونية مع أبرز وأنشط المجموعات السريالية العالمية، التاريخي والقديم منها، والمجموعات حديثة التكوين أيضا.
في العدد الأول من الغرفة كان هناك نص لمجموعة لندن السريالية للاحتفاء بالغرفة وحوار مع مجموعة مدريد السريالية ونص تأسيسي لمجموعة تكساس السريالية وغيرها من المجموعات التي اشتركت في تشييد الغرفة في عددها الأول كما أننا نرتبط بعلاقات وثيقة مع عدة مجموعات سريالية في أمريكا الشمالية وكندا وهناك اعضاء في هيئة تحرير الغرفة ككريج ويلسون وديفيد نادو هم سريليين نشطاء جدا في مجموعاتهم في امريكا وكندا أما الآن وبعد مرور عام من تأسيس مجموعتنا وميلاد مجلة الغرفة تطورت علاقتنا بشكل سريع جدا مع مجموعات عديدة في أمريكا اللاتينة كما ستجدون نصوص عديدة وألعاب سريالية ونقدية كتبتها مجموعة باريس السريالية
(مجموعة اندريه بريتون) خصيصا للعدد الثاني من الغرفة بنسخه الانجليزية رالعربية والفرنسية
أما عن تؤمتنا فإننا نتعاون بشكل كثيف في شتى الأنشطة مع مجموعة
" La belle inutile"
وهي مجموعة من سرياليين تاريخين انشقوا عن مجموعاتهم الاصلية منذ سنوات طويلة لأسباب يطول شرحها وكونوا مجموعة سريالية عالمية اتخذت من الجمع بين السريالية والعلوم والتكنولوجية شعارا لها وأسسوا دار نشر مستقلة تحت نفس الأسم
(La belle inutile editions)
اغلب اعضاء مجموعتنا السريالية انضموا مؤخرا لفريق عمل دار النشر / واهم اعضاء مجموعة لا بيل انوتيل هم بيير باتيو سريالي وخبير تكنولوجي وشاعر وباحث فرنسي وزازي وهي فنانة المانية وبيير وزازي هم اعضاء سابقين في مجموعة باريس بالاضافة ل "ج كارل بوجارت " وهو شاعر وفنان امريكي وعضو سابق في مجموعة شيكاغو السريالية بالاضافة للفنان والكاتب الأمريكي ريتشارد ميسيانو جينوفيز وغيرهم. هؤلاء السرياليون كان لهم دورا مهما في نهاية التسعينيات وبداية الألفينيات في ربط الأنشطة السريالية والمجموعات بالأنترنت وتاسيس وتطوير فنون الديجيتال ارت عالميا.
نحن نتعامل مع مجموعة
La belle inutile
بأننا جزء من المجموعة نتعلم منهم ونسعى لتطوير دار النشر لتصبح لها أنشطة عالمية لتطوير مجال النشر المستقل وعلاقته بالتكنولوجيا، ايضا نرتبط مع مجموع " لابيل انوتيل " في عدة مشاريع ترجمة واسعة النطاق سنبدأ فيها بعد العدد الثاني من الغرفة كما نخطط لإقامة فعاليات فنية معهم في اكثر مكان في العالم العام المقبل. أيضا اتفقنا مع العديد من المجموعات السريالية الأخرى والسرياليين المنفردين على أنشطة جماعية متنوعة عام 2021. أيضا هناك حديث عن تعاون في مجموعة أفلام قصيرة سريالية. اعتقد أن عام 2021 سيكون حافلا بالنسبة لمجموعة الشرق الأوسط وشمال افريقيا السريالية،
لكن الآن في اللحظة الراهنة نصب كامل تركيزنا على الانتهاء من العدد الثاني من الغرفة ومشاريع تطوير دار نشر "لابيل انوتيل" ومعرضنا المقبل

- هل تؤمنون بالدور الثوري للألعاب السوريالية، بالأخص لفن الكولاج الذي تمارسونه؟
لو اتفقنا على مفهوم الجمال التمردي، سنقول ان الجماليات التمردية في عالم أو العالم المستقبلي الرقمي قائمة على مفهوم الكولاج، سواء كان العمل بصري أو صوتي او ادبي أو سينمائي، الكولاج بشتى مفاهيمه هو الإطار الشكلي للمستقبل.
في عالم يتسم بالتصدع بلا حدود وبشكل متزايد،. التفكيك الكولاجي يصنع الموتور التقدمي لأي حركة مستقبلية سواء كانت فلسفية او فنية أو ادبية.
والآن يتعين علينا التخلي عن فكرة الوسائط أحادية التركيز، والاستمتاع بالتدفق الساحر للأجزاء وجمعها في ابنية واجساد جديدة. وبالنسبة للعالم النفسي للفرد الحاضر والمستقبلي، فإن الألعاب السريالية هي أفضل ممتص لصدمات الواقع السائر نحو حتفه.
إن تطوير نماذج نفسية جماعية مختلفة للاستجابة للأشكال الشعورية المتغيرة يصبح دافعا مركزا لتحرير الرغبة، هذا التجريد النفسية ينتج قوة تمردية هائلة في عالم تم تسليع باطن الإنسان فيه وتمسيخه، الالعاب السريالية بمثابة قتل للذاكرة وإحياء لمفهوم الذاكرة اللحظية التي هي في الأساس شهوة حرة غير مسبقة المفهوم، إن تطوير نماذج نفسية جماعية مختلفة للاستجابة للأشكال الشعورية المتغيرة يصبح دافعا مركزا لتحرير الرغبة، هذا التجريد النفسية ينتج قوة تمردية هائلة في عالم تم تسليع باطن الإنسان فيه وتمسيخه، الفكرة الأساسية هنا هي التوليف النفسي الذي تقوده الصدفة الموضوعية.
على مستوى الألعاب السريالية المكتوبة دائما نمارس كمجموعة ألعابا سريالية وكتابة آلية جماعية، أيضا نشترك مع مجموعات وسرياليين آخرين في نصوص سريالية جماعية.
على المستوى البصري والكولاجات هناك تنوع فيما يخص الإتجاهات البصرية والتقنية بين أعضاء المجموعة
ياسر عبد القوي بالاضافة لكونه فنان تشكيلي أكاديمي يرسم بالزيت والأكليريك والمواد التشكيلية الأخرى ويرسم رسم الكتروني يدوي ايضا هو فنان تصميم مطبوعات استثنائيا، ايضا هناك في المجموعة تهاني جلول وهي فنانة تقوم بتطوير شكل خاص بها من الفوتوغرافيا السريالية والفوتو مونتاج والكولاج الفوتوغرافي وحتى الاداء التعبيري السريالي مع فيديوهات فنية من صناعتها كاملة، عنفوان فؤاد ايضا تمارس الكولاج وفخري رطروط يرسم الكترونيا رسومات تحت عنوان كائنات فخري.
أما بالنسبة لمشروعنا البصري أنا وغادة كمال فنحن ندمج ما بين الكولاج السريالي الورقي والكولاج السريالي الرقمي والفوتو مونتاج عبر تطوير ادواتنا التقنية ودمج تلك الأشكال في بعضها البعض. أيضا بدأنا في ممارسة
فن ال Cinecollage، اي كولاجات سينمائية قصيرة. نحاول ترويض تقنيات تكنولوجية بصرية عالية الدقة لنتمكن من تطوير فن الكولاج السينمائي بدقة ال 4k
و ال 8k لكن سنأخذ بعض الوقت لنعلن عن اول منتج لنا. ربما عام
أيضا كان لنا كمجموعة تجربة فيلم سريالي جماعي قصير مع سرياليين من اكثر من مكان في العالم بعنوان
"هذه ليست رأسك "
موسيقى: كريج ويلسون
مونتاج: كريج ويلسون
تصميم سينمائي وأداء تعبيري وتصوير وبطولة
(عمل جماعي):
كريج ويلسون - محسن البلاسي - ياسر عبد القوي - ديفيد نادو - بيير باتيو - عنفوان فؤاد - تهاني جلول - باسم البلاسي - جورجيا بافليدو
مع rê platform و La bella lnutile
https://youtu.be/CVwadoqFXog
ايضا هناك فيلم جماعي قصير لمحسن البلاسي وتهاني جلول و المحلل النفسي والشاعر والفنان الفرنسي فيليب بوريه بتقنية ال Cinecollage
بعنوان غابة داخل "الجمجمة الفسفورية " لكننا نسعى للمزيد من تطوير فن الكولاج السينمائي بشكل جماعي وسنقوم باجراء لقاءات موسعة مع فناني الكولاج السينمائي السريالي العالميين لإيصال هذا الفن الى المخيلة العربية ودفع الفنانون العرب لممارسته

غابة داخل الجمجمة الفسفورية:
https://sulfursurrealistjungle.com/2020/10/14/a-jungle-inside-a-phosphoric-skull-collective-surrealist-short-film/
فيلم قصير لتهاني جلول عضوة مجموعة الشرق الأوسط وشمال افريقيا السريالية:
https://youtu.be/AVin6bgw9EU
ايضا العام المقبل سيكون هناك مشاريع جماعية بصرية عديدة سواء للمجمرعة أر بالتعاون مع المجموعات اخرى او سرياليون منفردون من اكثر من مكان في العالم
نحضر ايضا لمعرض جماعي في القاهرة بعد العدد الثاني من الغرفة مباشرة وسيضم كولاجات ورقية ورقمية ولوحات ستنظمه مجموعاتنا وسنعلن من خلاله عن انضمام فنانين جدد إلى مجموعتنا
اما عن الحديث عن الدور الثوري للألعاب السريالية في البداية ابتكر بريتون ورفاقه الالعاب السريالية الجماعية لاكتشاف الوعي وبمرور الزمن اتخذت الالعاب السريالية اشكالا بصرية وحتى سوسيولوجية وفزيائية فيما يخص الاكتشاف الحضري للمدن والأماكن وانعكاساتها على اللا وعي ' إن المتعة الخالصة التي يمنحها دمج اللا وعي الفردي باللا وعي الجمعي تمثل دافعا مثيرا للاكتشاف سواء كان باطنيا او خارجيا، قوة محرضة على البحث الدائم حول تفكيك المنطق السائد وأصفاد ما يسميه المجتمع بما يجب ان يكون.
إنها نشوة الدفئ داخل أروقة اللا وعي حيث تزول تناقضات الاغتراب الاجتماعي، كما أنه تدريب فاعل للشعراء والفنانين على التجديد الدائم لمخيلهم وتغذيتها بالتقنيات المتجددة دائما.

أيضا إن ممارسة الأوتوماتيكية الجماعية، هي الجنة المفقودة المحروم منها الفرد في ظل الرقابة الذاتية التي يفرضها المنطق السائد اجتماعيا تؤدي إلى تغيير نفسي ملموس في السلوك الاجتماعي وتفتح افق خياله نحو سبل جديدة لإطلاق العنان المطلق لخياله. إنها مفكك خارق لاي امتثال خنوعي سواء للغة أو لاقفاص الغرائز بشتى اشكالها، لنا أن نتخيل الوقع الثوري للمخيلة بالنسبة لهدم المعنى السائد للنشاط التعبيري وإعادة بنائه مرة اخرى بما فيه كل تنظيم أسلوبي مسبق، الألعاب السريالية بمثابة إعادة تشكيل للأنظمة العقلية وطرق تواصلها مع رفع كل شكل سلطوي وشمولي للغة التعبيرية سواء مقروئة أو بصرية.
تقول غادة كمال:
في هذا الوقت الذي أصبح فيه الإنسان مربوطا بمتطلبات تستنزف وقته ويومه ومجهوده والسير في دائرة الحاجة والضروري والسريالي الذي يريد أن يستفز مخيلة هذا الكائن المربوط في الساقية، لا تستطيع أن تعطيه كتابا، أو تدفعه لشراء كتاب، لكن تستطيع ببساطة أن تستفز مستقبلاته البصرية المستعبدة بالكولاج، وهذا هو منطلق فنون الكولاج بكل اشكالها بالنسبة لي، تحرير لا وعي الإنسان دون مجهود.

ماذا تودون ايصاله الى القارئ العربي من خلال نشاطكم الهائل هذا؟
قبل أن اتحدث عن رسالتنا للقارئ العربي، أود أن اشير أننا نحقق منجز هو الأضخم في المنطقة في مجال الإنتاج الثقافي المستقل والغير ربحي، الغرفة التي يشارك فيها اكثر من سبعين فنان/ة وكاتب/ة وشاعر /ة وناقد وناقدة من اكثر من خمسة وعشرين جنسية مختلفة، وموقع sulfur الذي يشارك فيه مجموعة من اهم الاسماء الشعرية في العالم،، كل هذا البناء العملاق و المترابط، ميزانيته من الأموال صفر منذ البداية، ومسعاه الربحي صفر منذ البداية.
سيطبع وستوزع ثلاثة نسخ انجليزية وفرنسية وعربية من العدد الثاني من مجلة الغرفة في أماكن كثيرة حول العالم بنظام الطبع تحت الطلب، من فرنسا، وستطرح بجانب النسخ الورقية نسخ "بي دي اف "مجانية فرنسية وعربية وانجليزية
والميزانية المالية صفر،. والهدف الربحي صفر.
كل مشاهدات وقراءات موقع سلفور المهولة، بميزانية مالية صفر ومسعى ربحي صفر. فقط لدينا إمكانياتنا الفنية والتقنية. مخيلاتنا هي كل ما نملك، نحن لسنا مادة سلعية للتجارة
ولا نريد لذلك أن يتغير، هذه رسالة تعرية صافعة لكل اسواق استعباد المخيلة وتسليعها ونخاستها.
هذا ما يمكن أن تشيده المخيلات الحرة.
نريد أن نرى المزيد من تجارب الإنتاج الثقافي المستقل في المنطقة
نريد ان نرسخ في العقل العربي بداية الطريق نحو معرفة قدرات مخيلته إذا تحررت بالكامل، وننشر ثقافة التمرد على كل القيود التي تحبس المخيلة الإنسانية اي كان شكل هذه القيود الإجتماعي والفلسفي واللغوي والبصري.
تقول غادة كمال:
ما أريد ايصاله هو أن يدرك المتلقي العربي أو غير العربي انه هناك حياة يستطيع فيها أن تجتمع فيها المادة والخيال فهما ليس ضدان لكنما تركيب الإنسان الأولي الذي يعتمد على ترابط الوعي واللا وعي وعدم تعارضهما وهذه هي النقطة العليا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف