ثقافات

أيقونة السلام الأميركية

سامانتا ريد سميث "أصغر سفيرة أميريكية" خلال حديثها للصحافة أثناء رحلتها إلى روسيا عام 1983(TASS)
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
Elaph - إيلاف · سامانتا

نشرت مجلة Géo-Histoire في عددها الصادر في شهر مارس-آذار الحالي، تحقيقًا حول الأميركية سامانتا ريد سميث التي كانت قد أرسلَت وهي في الحادية عشرة من عمرها رسالة إلى الزعيم السوفياتي يوري أندوروبوف راجية منه إنهاء العداء بين بلادها وبلاده، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما لتجنّب الحروب المدمّرة.

وقد استجاب الزعيم الشيوعي لتلك الرسالة داعيًا الفتاة الصغيرة لزيارة موسكو برفقة والديها.

وتلك الزيارة حققت لها شهرة عالمية واسعة لا تزال تتمتع بها إلى حدّ هذه الساعة، غير أن المسؤولين في البيت الأبيض لم يكونوا راضين تمامًا عن تلك الزيارة التي اعتبروها عملية دعائية للنظام الشيوعي، وبالتالي غير مفيدة للولايات المتحدة الأميركية. بل أن المؤرخ برنار لوكونت صاحب كتاب:"كي جي بي، القصة الحقيقية"، قدم أدلة على أن تلك الزيارة كانت بتخطيط من الاستخبارات السوفياتية لكي تبرز للعالم الذي كان آنذاك يعيش الحرب الباردة، أن روسيا بلد يسلك سياسة سلمية، ويتجنب كلّ المواجهات التي قد تؤدي إلى حروب ونزاعات بين الشعوب والأمم.

وكانت سامانتا قد رأت في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر -تشرين الأول 1982 صورة يوري أندروبوف على غلاف مجلة "التايمز". وكان آنذاك قد استلم قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي بعد وفاة ليونيد بريجنيف..
وكان من صقور الحزب حيث أنه لم يكن رحيما بالمعارضين.
وفي مجال السياسة الخارجية، لم يكن يُخفي معاداته العنيفة ضد الغرب، وضد الولايات المتحدة تحديدا.
وعندما كان سفيرا في المجر، أقنع سلطات بلاده بضرورة التدخل العسكري لسحق الانتفاضة الشعبية في بودابست.

نص الرسالة:
وفي رسالتها إليه، كتبت سامانتا تقول:" أخشى أن تشتعل حربًا نووية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية. أريد أن أعرف لماذا تريدون غزو العالم، أو على الأقل بلادنا. الله خلق العالم لكي نعيش فيه جميعًا، ولكي تعتني به، ونجنّبه كلّ مكروه، وليس لكي نتحارب حوله، أو لكي يُسيطر عليه شعب واحد".

بعد خمسة أشهر، وتحديدا في شهر أبريل\ نيسان 1983، ردّ عليها يوري أندروبوف مُطمئنا إيّاها، ومؤكدا لها أن الاتحاد السوفياتي سوف يفعل كل ما في وسعه ليجنّب العالم حربًا جديدة. وأضاف قائلا:" لنا رغبة قوية في أن نعيش في أمن وسلام. وأن تتطور العلاقات التجارية بيننا وبين جيراننا على هذه الأرض، ومع بلادك الولايات المتحدة الأميركية".

وخلال زيارتها إلى موسكو لم تلتقي سامانتا بالزعيم الشيوعي لكنها حظيت باستقبال جماهيري في"الساحة الحمراء".
وعند عودتها، شاركت في تأثيث برنامج تلفزيوني لاقى شهرةً واسعة. إلاّ أن حادثًا مأساويًا كان لها بالمرصاد. إذ أنها توفيت في حادث طائرة في شهر أغسطس\آب1983.

وكانت آنذاك في الثالثة عشرة من عمرها. وقد أثار موتها جدلًا واسعا في الولايات المتحدة الأميركية بعدما أظهرت وسائل الاعلام استغرابها وشكوكها بشأن ملاباساته...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف