ثقافات

مشاركون: إنها تعيش ظروفاً حرجة في مسارها السياسي والاستراتيجي

منتدى أصيلة يرسم صورة متشائمة لحضور وتأثير أوروبا

جانب من ندوة منتدى أصيلة الثالثة (رضا التدلاوي)
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من أصيلة: خيمت نبرة التشاؤم، على مداخلات المشاركين، في ندوة "أوروبا: بين نوازع القوة والخروج من التاريخ؟"،ثالث ندوات منتدى اصيلة، التي نظمت على مدى اليومين الماضيين. وتوزعتها ثلاث جلسات، انطلاقا من أرضية ترى أن أوروبا التي وضعت مسارات التحديث الكبرى التي غيرت وجه البشرية، من إصلاح ديني وديناميكية تنوير وثورة صناعية ونظم ديمقراطية ليبرالية، وسيطرت بالكامل على بقية العالم في مراحل طويلة من التاريخ، وحملت إليها نموذجها السياسي والاقتصادي والفكري، تعيش اليوم على وقع تراجع وتقهقر، انعكس في ضعف حضور وتأثير الدول الأوربية الكبرى في الأزمات العالمية الراهنة.


أحمدو ولد عبد الله وزير خارجية موريتانيا الاسبق ونبيل يعقوب الحمر مستشار ملك البحرين وخميس الجهيناوي وزير خارجية تونس الاسبق والدكتور تاج الدين الحسيني يتابعون الندوة (رضا التدلاوي )

وتحدث محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب الاسبق ، في كلمة افتتاح الندوة، عن تحذيرات كبار القادة والسياسيين والمفكرين الأوروبيين،في السنوات الأخيرة، من انحدار بلدان الاتحاد الأوروبي إلى خطر الخروج من التاريخ، مشيرا إلى أن هذه الدول هي التي قادت النهضة التي عرفها العالم منذ القرن السادس عشر.

مصاعب وتحديات الاندماج الأوروبي
بدوره، قال منسق الندوة، تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس في الرباط وعضو أكاديمية المملكة المغربية، في الجلسة الاولى إن "علاقاتنا بأوروبا قوية إلى أبعد الحدود"، وأن هذا النوع من "الترابط القائم بين الطرفين يجعل من كل ما يقع في بلداننا ذا أثر واضح في الفضاء الأوروبي، كما أن ما تعرفه أوروبا من تحولات له انعكاسات كبرى علينا". وأشار الحسيني إلى أن أوروبا تعيش اليوم ظروفا حرجة في مسارها السياسي والاستراتيجي والاقتصادي، وذلك في مقابل تاريخ أوروبا وحضورها القوي وهيمنتها العالمية منذ قرون.


نبيل الحمر يلقي مداخلته في منتدى أصيلة

من جهته، قال نبيل يعقوب الحمر، مستشار ملك البحرين لشؤون الإعلام، إن الموضوع المتعلق بنوازع القوة والانحدار والخروج من التاريخ في أوروبا، وغيرها، شائك ومعقد، يتعلق بتحوّل الدول والشعوب والتأثيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تؤثر في هذا السياق. ورأى الحمر أنه "لا يوجد حاليًا أي دليل على أن أوروبا تخرج من التاريخ أو تنحدر بشكل ما"، مشددا على أنها "لا تزال تلعب دورًا مهما في الشؤون العالمية وتحتفظ بتاريخ غني وتراث ثقافي واقتصادي قوي"، مع حديثه، في المقابل، عن "بعض التحديات والمشكلات التي تؤثر على بعض الدول الأوروبية بشكل أكبر من غيرها"، من دون أن يعني ذلك أنها تدخل في مرحلة الانحدار التاريخي.

وقال الحمر إن هذه التحديات "جاءت من ضمن الدور الذي أطلعت به سياسياً واقتصادياً وعسكرياً طيلة القرون الماضية من الهيمنة على مناطق كثيرة في العالم ومسؤولياتها في هذا الجانب". ومن بين هذه التحديات التي تواجهها أوروبا اليوم، يضيف الحمر، هناك الأزمات المالية التي تعرضت لها بعض الدول الأوروبية خلال العقد الماضي، ومسألة الهجرة واللاجئين، فضلا عن التحديات السياسية الداخلية وما تعانيه بعض الدول الأوروبية من توترات سياسية داخلية وانقسامات اجتماعية وثقافية قد تؤثر على القدرة على اتخاذ قرارات موحدة والتعاون الفعال بين الدول الأعضاء. كما تحدث عن تحديات الأمن والتهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة والتحديات الأمنية الأخرى، التي قد تعزز المخاوف بشأن استقرار أوروبا وتؤدي إلى التأثير السلبي عليها. واستحضر الحمر الحرب بين روسيا وأوكرانيا،مشيرا إلى أنها أثرت سلبًا على مبدأ الحريات في أوروبا، وأيضًا على المستوى العالمي. وأضاف أن أوروبا لطالما كانت منطقة مهمة على الصعيد العالمي، وقد شهدت تاريخاً طويلاً من الصراعات والتغيرات السياسية والاقتصادية.


فينيسنزو إنزو أمندولا، الوزير الايطالي السابق للشؤون الأوروبية

وقال إنها تطورت بشكل كبير وشهدت تكوين الدول الوطنية وتوحيد بعض القارات، كما تأسست الاتحادات الأوروبية وبدأ العمل على تعزيز التكامل السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء، بشكل أدى إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي الذي يهدف إلى تعزيز السلام والازدهار في المنطقة، كما تشكلت تكتلات قوية تنافست مع أوروبا وغيرها من القوى الدولية.
أما فينيسنزو إنزو أمندولا، الوزير الايطالي السابق للشؤون الأوروبية ، فاستعرض المسار الذي مرت منه أوروبا، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، على درب توحيد جهود البناء، وتحقيق التضامن والحفاظ على السلم، مستعرضا طرق التعاطي مع الديمقراطية، وصولا إلى ما يكتنف تعاطيها مع العولمة من تحديات.

بدوره تحدث الدبلوماسي المغربي حسن أبو أيوب، الوزير السابق في السياحة والزراعة والتجارة الخارجية،عن الصدمات التي واجهتها أوروبا في السنوات الأخيرة.

واستعرض ابو ايوب جملة ملاحظات بخصوص حاضر ومستقبل أوروبا في علاقة بعدد من عناصر التدهور والتقهقر، قبل أن يتحدث عن تصاعد الخطاب الشعبوي، والإشكال الديمغرافي بفعل التدهور المستمر لهرم الأعمار، وتداعيات التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن 20 بالمائة من جنوب القارة مهدد بالجفاف.


لويس أمادو، وزير خارجية البرتغال سابقا

واستحضر أبو أيوب الذعر المرتبط بالنمو الاقتصادي، بفعل توالي الصدمات، وتراجع وتأثر مستوى الابتكار والبحث العلمي، مقارنة بالصين مثلا، فضلا عن عدد من التداعيات المرتبطة بعدد من التحولات المفصلية في التاريخ المعاصر لأوروبا، خصوصا طريقة تدبيرها لعلاقتها بروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

من جهته، استعرض ناصيف حتي، وزير الخارجية والمغتربين اللبناني الاسبق ، جملة ملاحظات، رأى أنها تفسر وضعية أوروبا، منطلقا في ذلك من الأزمة الاقتصادية التي شهدتها، وتداعياتها حتى الآن على الصعيد الاقتصادي والمالي والمصرفي، بشكل أثر على عملية البناء الأوروبي. كما تحدث عن جدلية الأفضلية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وإن كانت للتوسع أم الاندماج، مشيرا في هذا الصدد إلى اختلاف واضح في ما يخص عملية إدماج عدد من الدول داخل الاتحاد الأوروبي.


عبد الله ساعف يلقي مداخلته

وتطرق حتي إلى العولمة المتسارعة، عالميا وأوروبيا، وما أدت إليه من تشتت وانشطار ضمن الدول وبينها، متحدثا عن مقاومة وردود فعل تقوم على الانغلاق بناء على كل ما هو وطني وإثني أو ديني، وغيرها، بشكل أدى إلى عودة الجدل حول مسألة تعدد الهويات داخل الفضاء الأوروبي.
وتحدث حتي عن تداعيات الهجرة غير القانونية، التي دفعت اليمين المتطرف إلى شيطنة الآخر، وفجرت خلافات أوروبية حول من يتحمل عبء النازحين والمهاجرين.كما تطرق إلى بحث أوروبا عن نموذج للتعاون الاقتصادي، مشددا على أنها لم تستطع أن تتحول من قوة في الجغرافية الاقتصادية إلى قوة في الجغرافية السياسية. ورأى أن الأزمة الأوكرانية جاءت حربا عاكسة للأزمات المتعددة التي تعيش أوروبا على وقعها، مشددا على أن هذه الحرب أعادت أوروبا لأن تصبح من جديد مركز الثقل في الصراع الدولي، وذلك كما كان عليه الحال خلال الحرب العالمية الثانية، بحيث أسقطت عملية السياسة الخارجية المستقلة لتلتحق بالحلف الأطلسي.

وتحدث حتي ايضا عن مشاكل الثنائي الفرنسي &- الألماني، التي أثرت على دور القاطرة في أوروبا، قبل أن يتحدث عن حوض المتوسط، والطريقة التي تدبر بها أوروبا علاقاتها مع دول شرق وجنوب الضفة المتوسطية.
وخلص، في آخر ملاحظاته، إلى أن أوروبا اليوم محاصرة في الداخل وفي المحيط المباشر في كثير من القضايا والمشاكل، الشيء الذي يفرض عليها "أن تخرج من سياسة تربيع الدوائر".

بدوره ، تحدث خميس الجهيناوي، وزير خارجية تونس الأسبق، عن العقود الستة الأخيرة من عمر أوروبا، والتحديات التي واجهتها هذه الأخيرة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي جاء كترياق للأزمات التي عاشتها أوروبا في السابق.

ورأى الجهيناوي أنه بقدر تحقق التطور الاقتصادي،كان هناك إشكال في ما يخص الشق السياسي والأمني، كما أن الحرب عادت مجددا إلى قلب القارة العجوز، وذلك ضدا على كل ما أسس الاتحاد الأوروبي من أجله.

وقال الجهيناوي إن المصالح الوطنية للأعضاء صارت تسبق المصالح المشتركة للاتحاد. كما استعرض التحديات التي تواجه أوروبا، متحدثا عن تحدي الحفاظ على نموذج القيم، قبل أن يتطرق إلى تحدي آخر يواجه أوروبا، يتمثل في صعوبة تحديد أسس السياسة الخارجية، ورأى أن هذه السياسة هي سياسة مشتركة، لكنها ليست موحدة.

عناصر القوة ومكامن الضعف
انطلقت ثاني جلسات الندوة، في اليوم التالي ( الاحد)، بكلمة لمسيرها مصطفى حجازي، خبير الاستراتيجية السياسية والمستشار السياسي الاسبق لرئيس الجمهورية المصرية، قال فيها إن الحديث عن إعادة تموضع أوروبا قياسا على ماضيها الكولونيالي قد يبدو تراجعا، أما قياسا على المستقبل فهو إعادة تموضع بالنسبة لها ككتلة إنسانية لموقع جديد في التاريخ.

وتحدث لويس أمادو، وزير خارجية البرتغال سابقا، عن التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي، في الوقت الراهن، في سياق التحولات التي يشهدها العالم، كما استحضر المسار الذي قطعه منذ إنشائه. واستعرض عبد الله ساعف، وزير التربية الوطنية المغربي الاسبق ،ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بالرباط، مجموعة ملاحظات حول أوروبا، في علاقة بما يمثله الاتحاد الأوروبي اليوم، انطلاقا من علاقته بالمغرب.
وبدأ ساعف ملاحظاته بالعناصر الإيجابية، بالنسبة لأوروبا، ركز فيها على الآمال التي رافقت انطلاق علاقات الاتحاد الأوروبي مع الضفة الجنوبية للمتوسط، مشددا على أن المشروع كان محمولا من طرف قادة كبار لهم رؤية. وقال إن أوروبا كانت بالنسبة لنخب الضفة الجنوبية شيئا مهما.
وأضاف: "كنا نرى في علاقتنا بأوروبا فرصة للاندماج في حركة للتاريخ، تهم التحديث والديمقراطية والتنمية، وغيرها. كانت تمثل لنا ما يشبه الفرصة التاريخية".

وتساءل: "ماذا يبقى اليوم من كل هذا"، ليجيب: "يبقى الكثير، لكن أوروبا متعددة وليست واحدة. لقد تراجعت أوروبا التي كنا نرغب في إقامة علاقات معها في مواجهة أوروبا هي في طور إعادة البناء". واستعرض ساعف جملة معطيات تبين حجم المبادلات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، كما تظهر قوة هذه العلاقة ومستوى تأثيرها على مسلسل التنمية في بلده، مشيرا إلى أن محاولات توجيه العلاقة وإخضاعها للمعايير والحاجيات الأوروبية كان لها تأثير مهم على المعاملات وعلى السياسات العمومية بالنسبة لمجتمعات الضفة الجنوبية ككل.

بالنسبة للوجه الثاني للملاحظات، اي الوجه السلبي ، تحدث ساعف عن نوع من عدم ارتهان المغرب، شيئا فشيئا، لشريك واحد، من خلال تنويع للشراكات والدخول في علاقات مع شركاء آخرين، خصوصا الصين والولايات المتحدة .

وفتح ساعف قوسا للحديث عن ما تعنية قوة دولة ما،ليتحدث عن قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية وثقافية، يكون لها خطاب تتوجه به لباقي العالم.

في هذا السياق، رأى ساعف أن الاتحاد الأوروبي يلبي أهم شروط القوة، ولكن على الجانب العسكري والسياسي هناك غياب لسياسة مشتركة.
وتحدث ساعف ايضا عن إشكال في التصور يتعمق، يتعلق بنزوع نحو ممارسة للأبوة وإعطاء الدروس، مشددا على أنه في المغرب كما في عدد من دول إفريقيا، الدروس لا يجب أن تأتي من الخارج. وتحدث ساعف ايضا عن رؤية أوروبا لنفسها كمركز للعالم، مع محاولات إعطاء الدروس للآخرين وتنقيطهم. ورأى أن هذه التصرفات إنما تقوي وتزيد من جرعات الصراع. وخلص ساعف إلى أن فرص هذا الصراع صارت تتعدد أكثر.
في نهاية مداخلات المشاركين، قدم حجازي خلاصة اختصر بها مضمون ما قيل، بحديثه عن "حالة من التفاؤل وحالة من التشاؤم، مع غلبة للتشاؤم". وخلص حجازي، في علاقة بمداخلات المشاركين، إلى أن على الاتحاد الأوروبي إن لم يستطع أن يكون عملاقا سياسيا، فإن عليه أن يكون له مكان في قاطرة تطوير الأفكار، وإقامة شراكات على قاعدة هذه الأفكار.
وأضاف أن على الاتحاد الأوروبي إذا أراد أن يكون له موقع أكثر تقدما في جواره، خصوصا في إفريقيا والعالم العربي، أن يتخلى عن دور "تاجر الشنطة" الذي يأتي ليبيع المشروعات لمجتمعاتنا وحكوماتنا ثم يغادر ويترك أهل الدار على ما هم عليه. ورأى أن كل هذا تسبب في استدانة ومآسي ودكتاتوريات وحكومات شمولية مستبدة، الشيء الذي يستدعي إقامة شراكة حقيقية وليس نصف شراكة بين الجانبين.


جانب من الندوة

مستقبل البناء الأوروبي
خلال الجلسة التي ترأسها التونسي نجيب فريجي وهو رئيس المعهد الدولي للسلام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنامة، جرى تناول اتجاهات وآفاق مستقبل البناء الأوروبي من زاوية سؤال كيف ينظر المغرب للاتحاد الأوروبي ويواجه فكرة تنويع شراكاته. وقال محمد بلماحي، السفير المغربي السابق لدى الهند وبريطانيا ، إن أوروبا مهمة بالنسبة للمغرب، إذ تمثل ما بين 65 و70 بالمائة من التبادلات التجارية والاستثمارات الخارجية الأجنبية.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك الأول للمغرب وكذلك سيبقى. لكن من بين دول هذا الاتحاد 5 فقط تمثل 85 بالمائة من المبادلات.
وأشار بلماحي إلى أن أول نقطة في علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي تتمثل في تنويع الشراكات من داخله، وقال إن هناك جهدا يبذل في هذا الاتجاه مع دول أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية وغيرها، وأيضا في اتجاه أوروبا الشمالية.

ودائما في ما يتعلق بمسألة تنويع المغرب لشركائه، قال بلماحي إن بلاده قامت بخيار يتمثل في انحيازها إلى المعسكر الغربي، مشير إلى أن هذا المعسكر، يشمل خارج أوروبا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا واليابان وإسرائيل.

وتحدث بلماحي في هذا السياق عن محاولات مغربية لإدخال اللغة الإنجليزية في التعليم. وبعد أن تحدث عن دول البريكس، مركزا على العلاقة المتقدمة للمغرب بالهند، خلص بلماحي إلى أن ما يبقى من كل هذا يتمثل في إفريقيا وحوض متوسطي يربط بين ضفتين، مشيرا إلى أن جدار برلين سقط، غير أن جدار آخر قد ظهر على مستوى الحوض المتوسطي، تظهر فيه فروقات اقتصادية وثقافية وهوياتية.

وتحدث بلماحي ايضا عن تحول في علاقة أوروبا بالشرق الأوسط، الآن ومستقبلا. وبالنسبة للحرب في أوكرانيا،وقال إن الأمر يتعلق بجرح متواصل سيصير شبيها بالحالة الكورية.

بدوره ، تحدث يونس معمر، الخبير المغربي في الطاقة، عن تقلص أوروبا كقوة اقتصادية، وذلك مقارنة بما كانت عليه في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، ضاربا المثل بالمملكة المتحدة التي قال إن ناتجها الداخلي الخام كان يمثل ضعف الناتج الداخلي الخام للصين، التي صار ناتجها الداخلي الخام، اليوم، خمسة أضعاف ناتج المملكة المتحدة.

ورأى معمر أن لأوروبا مصادر قوتها، لكن هناك قوى جهوية أخرى أكثر أهمية. وتطرق معمر لعلاقات بلاده بالاتحاد الأوروبي ، مشددا على حقها في الاحترام من طرف شركائه، دون وصاية أو توجيه أبوي.

وبخصوص الآفاق، قال معمر إن الحل لا يمكن أن يكون إلا بتعاون مشترك. وعدد، في هذا السياق، جملة عناصر مستجدة، تشمل الطاقة المتجددة وغيرها، فضلا عن التغيرات المناخية، وتحديات الأمن الغذائي، والنمو الديمغرافي المتسارع، ومسألة الذكاء الاصطناعي. كما تطرق معمر إلى محاولات أوروبا فرض نموذج للأسرة على شركائها، وشدد في هذا الصدد على أن ذلك يمثل شكلا من أشكال عدم الاحترام. فهناك قيم يتعين احترامها، يضيف معمر، وهو ما يعني أن الحل يكمن في التشبع بثقافة احترام الآخر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف