ثقافات

شعر

أن تكونَ إنساناً وملاكاً واقفاً بقامتك الفارعة

لوحة للرسام والأديب اللبناني جبران خليل جبران
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

احــــمــلْ خــفـافــاً أو ثـــقـــالاً

فــالحمــائــلُ عــبءُ ظــهـرِكْ

وابعـد عــن الــدنَس البـــذيءِ

فــما أعــزّكَ غـيــرُ طــهــركْ

اسطعْ كما الشمس الضحــوك

وكــن صبــوحاً مثــل فــجرك

فالــلــيل خَـــفّ على فـــؤادك

والــرحـابــة طـــوعُ أمــــرك

*****

لا تـــبكِ إنْ عـصــفَ الأسـى

ما شال هـمَّكَ غــيـرُ صبـرك

الشـعـر والكـلـمــات تحــزنُ

حـيــنــما تـبــكي كــحـبْــرِك

وتمــوت كـالنـســيـان إن لـمْ

تـنـتـفـضْ من قــاعِ قــبــرِك

حلِّــقْ كــمـا النـسر العـنيــد

فــلا جــناحٌ مـثـلُ طـــيـرك

وانـهــلْ مــن الغيــمِ الـرّواءَ

لــكي يــطولَ ربـيـعُ عمرِك

وانــثر مدادك فــي الكــتابِ

لـكي يــخــلَّدَ سـطْــرُ نثــرك

إنْ أنــت أكــمـلـتَ البــهــاءَ

فـقـد ترصّـعَ تــاجُ نصــرِك

كــن كالــريـاح بــلا بـقــاعٍ

ضاق صدرُك وسط جحرك

غـادرْ بـــعـيــداً للــتــخــومِ

ولا تــكـن عــبــداً لشـبــرِك

مــدَّ الذراعَ إلــى الأعــالي

تــلتـــقــطْ ألَــقــاً لشـعـرِك

هـيّــا تـفـجّـرْ كـالـمـعـيــنِ

وضـخَّ نعاً بـين صخـرِك

زفَّــتْـكَ صائغةُ القــصـيــدِ

إلى عــروسٍ مـثلِ تِــبْرِك

هـــذا يـحـفُّــكَ بــالــورودِ

وذاكَ مـبـتسِـمٌ لـصهــرِك

فـــالفــنُّ عافــيـة العـقـولِ

وأنت كــنْــزٌ رغـم فـقرك

كـنـزٌ بــهِ دررُ القـصـيـد

تجيء من أعماقِ بـحرك

*****

أعمــارُنا مــثـل النسائــمِ

تشـتهي أنـفاسَ عـطـرِك

وتـسرّنـي حــلْوَ الكــلام

تبــوحُ لـي همْساً بِسّرِك

وتـقـولُ لي: إنّ الجَمالَ

غـفا سعيـداً قربَ نهرِك

أحلامهُ السفــنُ الوديعـةُ

أبْحرتْ في عذْبِ سحرِك

ووســادهُ ريــشُ الــنعـامِ

يغـارُ من تحـنانِ صدرِك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف