أخبار

تيك توك وانستغرام ويوتيوب جعلوا ثقافة الشعور بالملل سائدة

أميركا "مصدومة".. حتى طلاب كليات النخبة لا يقرأون كتاباً كاملاً!

القراءة تتراجع بشدة في كل مكان حول العالم.. ثقافة التصفح السريع في تيك توك تتقدم
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من واشنطن: أعرب العديد من أساتذة الجامعات الأميركية، بما في ذلك كليات القمة و"الصفوة" الشهيرة جداً، عن قلقهم بشأن الطلاب الذين يأتون إلى الكلية غير قادرين على قراءة كتاب من بدايته إلى نهايته.

في جامعات وكليات النخبة، مثل كولومبيا وجورج تاون وستانفورد، وصف أساتذة الجامعات ظاهرة شعور الطلاب بالإرهاق من فكرة قراءة كتب بأكملها بأنه أمر صادم.

ووصف نيكولاس ديمز، أستاذ العلوم الإنسانية بجامعة كولومبيا، شعوره "بالحيرة" عندما أخبرته طالبة في عامها الأول أنها لم يُطلب منها مطلقًا قراءة كتاب كامل في مدرستها الثانوية.

ويرى بعض الأساتذة أن بعض الطلاب يمكنهم بالطبع قراءة كتاب كاملاً، لكنهم وصفوهم بأنهم "الآن يشكلون الاستثناء" وليسوا القاعدة، بينما يرى آخرون أنهم "يشعرون بالعجز" عند مواجهة النصوص الصعبة والطويلة.

وأعرب العديد من أساتذة الجامعات عن قلقهم لمجلة أتلانتيك بشأن الطلاب الذين يأتون إلى الكلية غير قادرين على قراءة الكتب كاملة الطول.

وقد لا يعني هذا أنهم لا يريدون القراءة، بل إنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك. لقد توقفت المدارس المتوسطة والثانوية عن مطالبتهم بذلك، وهي صدمة كبيرة لنظام التعليم الأميركي.

وفقاً لصحيفة "نيويورك بوست" وجد استطلاع حديث أجراه مركز أبحاث EdWeek على حوالي 300 معلم من الصف الثالث إلى الثامن أن "17% فقط قالوا إنهم يدرسون في المقام الأول نصوصا كاملة"، مع ما يقرب من 25 % قالوا إن الكتب الكاملة نفسها لم تعد محور التركيز في مناهجهم الدراسية.

المشكلة تبدأ من المدارس الحكومية
ورغم أن المدارس الخاصة ليست محصنة ضد هذه المشكلة، فإن المشكلة أكثر وضوحا بين الطلاب الذين التحقوا بالمدارس العامة، حيث يُلقى اللوم على إعداد الاختبارات القياسية.

وصف أحد أساتذة العلوم الإنسانية بجامعة كولومبيا شعوره "بالحيرة" عندما أخبرته طالبة في عامها الأول أنها لم يُطلب منها مطلقًا قراءة كتاب كامل في مدرستها الثانوية العامة.

"يبدو أن المدارس الخاصة، التي تنتج حصة غير متناسبة من طلاب الكليات النخبة، كانت أبطأ في التحول بعيدًا عن قراءة المجلدات الكاملة - مما أدى إلى ما يمكن وصفه بأنه فجوة محيرة في مهارات القراءة بين الطلاب الجدد".

تيك توك ويوتيوب
علماء النفس يشتبهون في أن وفرة تطبيقات الوسائط الاجتماعية مثل تيك توك و يوتيوب، وانستغرام، وغيرها قد تجاوزت القراءة الترفيهية.

يقول دانييل ويليهام، عالم النفس بجامعة فيرجينيا: "لقد تغيرت التوقعات بشأن ما يستحق الاهتمام، وأصبح الشعور بالملل غير طبيعي".

التحول في القيم ولا علاقة للسوشيال
وقد عزا بعض الخبراء تراجع قراءة الكتب إلى تحول في القيم وليس في مجموعات المهارات. ويزعمون أن الطلاب ما زالوا قادرين على قراءة الكتب ــ ولكنهم اختاروا عدم القيام بذلك. والواقع أن الطلاب اليوم أكثر قلقاً بشأن آفاق عملهم مقارنة بما كانوا عليه في الماضي".

الثقافة الحقيقية مصدرها الكتاب
ورغم أن الأساتذة بدأوا طوعا في تقليص مناهجهم الدراسية لصالح نصوص أو مقتطفات أقصر، فإن الكثيرين ما زالوا يشعرون بالحزن على فقدان الإثراء الثقافي الذي يأتي من القراءة.

قالت فيكتوريا كاهن، أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: "الكثير من الأفكار المعاصرة حول التعاطف مبنية على التماهي وسياسات الهوية. القراءة أكثر تعقيدًا من ذلك، لذا فهي توسع نطاق تعاطفك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السبب
زارا -

السبب الأهم هو الجري المستمر اللاهث الذي يعيش فيه عالمنا اليوم، عالم الرأسمالية التي تقول لكل فرد: ان لم تجرِ فسيفوتك كل شيء وتكون فاشلا ....الجري وراء كل شيء هو صفة زمننا، وقراءة الكتب واستيعابها والتمتع بها لا يمشي مع هذا المفهوم.ليس الطلاب فقط، بل حتى المدرسين في المدارس والجامعات يفضلون المصادر الالكترونية لأن ما يطلب منهم انجازه، خصوصا في الجامعات، خرافي وغير معقول ولذا ليس لديهم الوقت لقراءة الكتب الجامعية اوغيرها، الا بنسبة قليلة جدا.الاستغراب هو ان ينصدم العالم الرأسمالي الغربي من عدم اهتمام الشباب بالقراءة،في الوقت الذي تطلب منهم باستمرار ان يجروا.