ثقافات

عد أحد روّاد القصيدة السبعينية وأكثرهم حضورا وانتظاما وإنتاجا

وفاة الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري

الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من الرباط:توفي الأربعاء، بالدار البيضاء، الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري عن عمر يناهز 78 سنة.وتلقى كُتاب المغرب خبر وفاة الحمري بكثير من الحزن والأسى،الشيء الذي يؤكد قيمته ومكانته في المشهد الأدبي المغربي المعاصر.

ونعى المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب "عضو الاتحاد، الشاعر المغربي الكبير عنيبة الحمري". فيما كتب الشاعر عبد الرحيم الخصار: "خبر مؤلم: رحيل الشاعر الرائد محمد عنيبة الحمري". وكتب الأديب أحمد المديني، على حسابه ب"فيسبوك": "وداعًا صديقنا وزميلنا في كلية الآداب في فاس الستينات .الشاعر محمد عنيبة الحمري من كبار "رجال ظهر المهراز" الجيل المرسخ والمجدد للأدب الحديث في المغرب، وعنيبة أول شاعر مغرد فيه ونحن رواد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. اليوم رحل شاعر ورمز وإنسان من جيلنا لا يُعوّض، فكأننا رحلنا جميعًا".

وكتب الشاعر والروائي والأستاذ الجامعي محمود عبد الغني: "صديقي الشاعر محمد عنيبة الحمري في ذمة الله (...). قل لي كيف أبكيك؟ كيف أرثيك؟ كيف أكتب عنك؟ كيف أستذكرك بأناقتك وضحكاتك يا أصفى الشعراء والناس، يا ألطف الرجال ومهذبهم. لن أعتبره موتا بل غيابا لفترة لأن التراب سيعيدك دوما إلينا".

ويعد الحمري من أهم شعراء المغرب المعاصرين. وهو، كما يقول عنه الناقد نجيب العوفي، "شاعر سبعيني عريق، يقف في الرَعيل الأول من الشعراء السبعينيين البواسل، الذين تحنَكوا بين مطرقة وسندان وطلعوا مع لظى سنوات الجمر والرصاص، وانخرطوا بشعرهم في المَعْمَعان"، الذي ما إن يُذكر اسمُه، حتى "تفدَ إلى الذاكرة على التوّ، لغة شعرية أنيقة ورشيقة، جزلة وسلسة، سهلة وممتنعة، مُضَمَخة بعبَق التراث ومغموسة بماء الحداثة، محلّقة في أجواء المجاز والاستعارة، ومغروسة في حَمَأ الواقع المسنون".

فيما كتب عنه القاص والشاعر سعيد منتسب، أنه "أحد روّاد القصيدة السبعينية وأكثرهم حضورا وانتظاما وإنتاجا وجاذبية. ذلك أنه أعطى قصيدته بعداً متفرداً في تفاعلها مع الشعر والنثر في أرقى صياغاته، وعالج في شعره الإنساني والوجودي برؤية منقوعة في المياه المتكاملة والعميقة للكون".

وشدد منتسب على أن الحمري "شاعر متمرّد وساخر وجريء.. لا يحرث في العدم اللغوي.. شاعر قوي. قوته ليست في "التدمير الاستعراضي" لأبنية النص وإيقاعاته، بل في مناعة جهازه الشعري؛ وهي المناعة التي راكمها بجدارة الممسكين بـ "العروض الشعري"، إقامةً وتمكناً وتمزيقاً وتخريقاً؛ وبرشاقة منجل يحصد القمح، وعينه على الخبز في فرن القصيدة".

ولد الحمري، بالدار البيضاء سنة 1946، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، قبل أن يحصل على الإجازة في الآداب سنة 1969، وعلى شهادة الكفاءة التربوية من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في دجنبر 1976 بالرباط. ثم عمل بقطاع التربية الوطنية، إلى حين تقاعده.

ومن أهم أعمال عنيبة الحمري الشعرية "الحب مهزلة القرون" (1968)، و"الشوق للإبحار" (1973)، و"مرثية للمصلوبين" (1977)، و"داء الأحبة" (1987)، و"رعشات المكان" (1996)، و"سم هذا البياض" (2000)؛ وصولاً إلى مجموعته الشعرية الأخيرة، بعنوان "تحتفي بنجيع القصيد" (2020). كما أن له كتابات في الشعر والأدب، بينها "في الإيقاع الشعري دراسة عروضية" (2002)، و"إعدام الشعراء" (2020)، و"حين يخطئ الموت طريقه (2020).

كلام الصور:

الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف