اقتصاد

مجموعة الثماني توافقت على سعر لبرميل النفط بين 70 و80 دولاراً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قلق على الاقتصاد وانقسام على إيران وتعهدات بيئية
مجموعة الثماني توافقت على سعر لبرميل النفط بين 70 و80 دولاراً

لاكويلا - وكالات: حذر قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى من أن الوضع الاقتصادي لا يزال غامضاً، لافتين إلى ما لهذا الأمر من تداعيات اجتماعية خطرة، ولكنهم قطعوا تعهداً طموحاً بشأن المناخ اصطدم برفض الدول الناشئة. وقرر القادة خلال قمتهم المنعقدة في لاكويلا (وسط إيطاليا) خفض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بحلول العام 2050 إلى نصف ما كانت عليه في 1990، وخفض انبعاثات دولهم إلى "80% أو أكثر"، وذلك لعدم زيادة حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين، بحسب ما جاء في الإعلان الصادر من قمتهم.

وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام الصحافيين "أخيراً توصلنا إلى توحيد دول مجموعة الثماني حول هدف الدرجتين".
وهذا التعهد الذي أمكن تحقيقه بفضل التعديل الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة منذ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، يصطدم برفض منتدى الاقتصادات الرئيسية (ام اي اف) الذي يجمع بين مجموعة الثماني والدول ذات الاقتصادات الناشئة.
وأكدت قمة الثماني أن "هذا التحدي العالمي لا يمكن مواجهته إلا بتحرك عالمي". لهذا السبب جددوا رغبتهم في أن يتقاسموا وجميع الدول هدف خفض الانبعاثات العالمية بحلول 2050 إلى 50% على الأقل".
وبهذا تكون القمة وضعت الكرة في ملعب الدول الناشئة التي ستنضم إلى قمة الثماني الخميس في لاكويلا. ولكن مغادرة الرئيس الصيني هو جنتاو على عجل الثلاثاء بسبب أعمال العنف التي اندلعت في إقليم شينجيانغ، لم تترك مجالاً لتوقع حصول تقدم كبير في هذا المجال، نظراً إلى أن الصين تبوأت في العام 2008 المرتبة الأولى في قائمة الدول الأكثر تلويثاً.

وعلى الصعيد الاقتصادي، لفتت القمة إلى حصول تحسن طفيف في الاقتصاد العالمي و"مؤشرات على استقرار"، مبقية في الوقت عينه على حذرها الشديد حيال فرص حصول نهوض دائم. واعتبرت القمة في رؤيتها للأوضاع الاقتصادية، والتي انتظرتها الأوساط الاقتصادية بفارغ الصبر، أن "الوضع لا يزال غامضاً، وهناك أخطار كبيرة لا تزال محدقة بالاستقرار الاقتصادي والمالي"، محذرة من أن "تداعيات الأزمة الاقتصادية على أسواق العمل قد تهدد الاستقرار الاجتماعي".

وتعهد زعماء كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان بالتفكير في إعداد "استراتيجيات للخروج" من خطط الدعم التي أقروها، ولكن من دون أن يغلقوا الباب أمام جرعات دعم جديد للموازنة. وفي الملف النفطي، دعا القادة الدول المنتجة والمستهلكة إلى "زيادة الشفافية وتعزيز الحوار في ما بينهم من أجل الحد من التقلبات المفرطة في الأسواق" التي قد تهدد جهود النهضة. وحذر القادة أيضاً من أنهم لم يعودوا قادرين على "مواصلة السكوت" على التهرب الضريبي.

وعلى الصعيد الدبلوماسي يتوقع أن تفلت ايران من إدانة، كان محتملاً أن تصدر من القمة، رغم قمعها التظاهرات الاحتجاجية على فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية في انتخابات طعنت المعارضة بنزاهتها، والسبب في ذلك رفض روسيا أي تدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية.

أما بخصوص كوريا الشمالية التي أجرت تجربة نووية ثانية في مايو، وأجرت تجارب جديدة على إطلاق صواريخ بالستية، فستلقى "إدانة شديدة" من القمة، بحسب فراتيني.

وتوافق قادة دول مجموعة الثماني اليوم الأربعاء على أن سعراً عادلاً لبرميل النفط ينبغي أن يراوح بين 70 و80 دولاراً، وفق ما أعلنت متحدثة باسم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف. وقالت ناتاليا تيماكوفا على هامش قمة مجموعة الثماني في لاكويلا في إيطاليا إن "قادة مجموعة الثماني توافقوا على أن هذا السعر عادل". وأضافت أن مدفيديف أبلغ نظراءه أن "ضبط هذه الأسعار أمر يصعب تحقيقه".

وأعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في مقال نشر الأربعاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" عن رغبتهما في تحديد "نطاق سعري" للنفط "يتماشى مع ركائز" الاقتصاد. وبعدما تراجعت من سعر قياسي بلغ 147.50 دولاراً للبرميل في يوليو إلى 32.40 دولاراً في ديسمبر، عاودت أسعار النفط ارتفاعها التدريجي منذ بداية العام، وتدور اليوم في فلك 60 دولاراً.

التزام الوفاء بالوعود لزيادة مساعدة أفريقيا

هذا، والتزمت مجموعة الثماني في أول أيام قمتها اليوم الوفاء بوعودها لجهة زيادة المساعدة العامة للتنمية لمصلحة أفريقيا، إضافة إلى زيادة هذه المساعدة بمعدل 25 مليار دولار سنوياً خلال الفترة بين 2004 و2010 "مع مانحين آخرين".

وأورد نص بيان حول "التنمية وأفريقيا" "نشدد على مدى أهمية الوفاء بالتزامات زيادة المساعدات التي اتخذناها في غلين إيغلز (إسكتلندا)، بالنسبة إلى أفريقيا، وينبغي خصوصاً أن نزيد المساعدة العامة للتنمية بمعدل 25 مليار دولار سنوياً بحلول العام 2010 مع مانحين آخرين، وذلك مقارنة بالعام 2004".

وأكدت المجموعة المجتمعة أيضاً أنها "ستعد اقتراحاً يتعلق بالمبادىء والممارسة السليمة للاستثمار الزراعي الدولي"، وذلك في وقت تشهد فيه الدول النامية، وخصوصاً في أفريقيا، عمليات شراء كثيفة للأراضي الزراعية.

اتفاق على خفض الانبعاثات الغازية للنصف بحلول 2050

كما قررت مجموعة الثماني اليوم خفض انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بحلول العام 2050 إلى نصف ما كانت عليه في 1990، وخفض انبعاثاتها هي إلى "80% أو أكثر"، وذلك لعدم زيادة حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين، بحسب ما جاء في الإعلان الختامي لقمة لاكويلا (إيطاليا). وقال قادة الدول الصناعية الثماني في الإعلان "نحن نتفق مع الرأي العلمي القائل إن ارتفاع معدل حرارة الأرض بعد العصر الصناعي يجب أن لا يتجاوز درجتين مئويتين". واعتبر الإعلان أن "هذا التحدي العالمي لا يمكن مواجهته إلا بتحرك عالمي. لهذا السبب نجدد رغبتنا في أن نتقاسم وجميع الدول هدف خفض الانبعاثات العالمية بحلول 2050 إلى 50% على الأقل، وندعم أيضاً هدف تقليص انبعاثات غازات الدفيئة في الدول المتطورة بنسبة 80% أو أكثر بحلول 2050 مقارنة بالعام 1990 أو بسنوات تالية". وهذه العبارة الأخيرة تترك الباب مفتوحاً أمام الولايات المتحدة التي تعهدت بخفض انبعاثاتها بحلول 2050 بأكثر من 80% مقارنة بما كانت عليه في 2005.

مستشار مدفيديف: خفض انبعاثات الغازات 80% غير مقبول

وسرعان ما اعتبر كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن هدف مجموعة الثماني خفض انبعاثات غازات الدفيئة في الدول الصناعية الكبرى بنسبة 80% أمر "غير مقبول" بالنسبة إلى الاقتصاد الروسي. وقال أركادي دفوركوفيتش للصحافيين "بالنسبة إلينا، فإن رقم الـ80% غير مقبول، وعلى الأرجح لا يمكن تحقيقه". وأضاف "لن نضحي بالنمو الاقتصادي لمجرد خفض الانبعاثات الملوثة".

"الثماني" تحذر من تداعيات الأزمة رغم مؤشرات الاستقرار

واعتبر قادة مجموعة الثماني في إعلان مشترك اليوم أن هناك "مؤشرات على استقرار" الاقتصاد العالمي، ولكن "مخاطر كبيرة" لا تزال محدقة به، محذّرين من أن تداعيات الأزمة الاقتصادية على سوق العمل "قد تهدد الاستقرار الاجتماعي".
وقال القادة في إعلان مشترك نشر خلال قمتهم المنعقدة في لاكويلا الإيطالية، أنه "في الوقت الذي توجد فيه مؤشرات على الاستقرار، ولا سيما نهوض أسواق البورصة، فإن الوضع لا يزال غامضاً، وهناك مخاطر كبيرة لا تزال محدقة بالاستقرار الاقتصادي والمالي".

وحذّر القادة أيضاً من أن "تداعيات الأزمة الاقتصادية على أسواق العمل قد تهدد الاستقرار الاجتماعي". وإذا كان زعماء كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان لا يزالون يدعون إلى مواصلة جهود الإنعاش الاقتصادي، فإنهم أشاروا في الإعلان إلى أنه من "الضروري" إعداد "استراتيجيات للخروج" من خطط الدعم.
وفي الوقت الذي أدت فيه هذه الخطط إلى ارتفاع هائل في المديونات العامة، تعهد القادة بضمان "موازنات قابلة للتطبيق على المدى المتوسط".

وفي الملف النفطي دعا القادة الدول المنتجة والمستهلكة إلى "تحسين الشفافية وتعزيز الحوار في ما بينهم من أجل الحد من التقلبات المفرطة في الأسواق" التي قد تهدد جهود النهوض.
وحذر القادة كذلك من أنهم لم يعودوا قادرين على "الاستمرار في التهاون مع بقاء رساميل ضخمة مخبأة تهرباً من الضريبة".
وأكد الإعلان الذي أقره القادة خلال غداء عمل في مستهل قمتهم أنه "يجب أن تتم مناقشة وإقرار مجموعة من الإجراءات المضادة الفعالة التي يمكن أن تستخدم ضد الدول التي لا تحترم المعايير الدولية المتعلقة بالشفافية الضريبية".

بدء قمة مجموعة الثماني في لاكيلا الايطالية

هل مجموعة الثماني في سبيلها إلى الزوال؟

اجلاء المشاركين في قمة الثماني تفرضه الهزات الارضية

عشية انعقاد قمة مجموعة الثماني في إيطاليا:
روسيا والصين والبرازيل يضغطون من أجل عملة عالمية

فراتيني: إدانة إيران غير متوافرة حتى الساعة

وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي ترأس بلاده مجموعة الثماني المنعقدة على مستوى القمة في لاكويلا، أعلن للصحافيين اليوم أن "شروط" إدانة إيران في القمة "غير متوافرة حتى الساعة". وقال فراتيني إنه "بشأن إيران، سنجد التعبير اللازم. وما يهم هو أن المجتمع الدولي لا يتسامح مع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان".

وتعتبر الأزمة السياسية في إيران والبرنامج النووي الإيراني المثير للجدل ومسألة تعزيز العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية لمنعها من حيازة السلاح النووي، موضوعات مهمة مطروحة على بساط البحث في قمة الثماني التي افتتحت ظهر الأربعاء في لاكويلا، المدينة الواقعة في وسط إيطاليا.

من جهته، دعا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى توسيع مجموعة الثماني لتشمل عدداً أكبر من الدول. وقال دا سيلفا الموجود في روما حالياً، ويشارك في أعمال اليومين الثاني والثالث من قمة الثماني في لاكويلا، "لا يتعين عليّ أنا تحديد كيفية عمل مجموعة الثماني، لكن مجموعة البلدان فيها ينبغي أن تكون أكبر".

ورداً على سؤال عن إمكانية عقد لقاء ثنائي مع رئيس الوزراء الايطالي، أوضح الرئيس البرازيلي وهو يستعدّ لمغادرة العاصمة الإيطالية إلى لاكويلا، "سوف أجتمع مع الرئيس (الحكومة سيلفيو) برلسكوني، إذا كان في القمة متسع من الوقت". وأردف مازحاً "سنتقابل كل يوم، ويمكننا الحديث عن كرة القدم أيضاً".

وكانت قمة قادة مجموعة الثمانيبدأت الاربعاء بغداء عمل في مدينة لاكويلا الايطالية يجري خلاله بحث وضع الاقتصاد العالمي. والى جانب اسوأ ازمة عالمية تشهدها فترة ما بعد الحرب، سيبحث قادة الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا واليابان حتى الجمعة مواضيع التغير المناخي ومكافحة الفقر وملف ايران التي تثير انشطتها النووية قلق المجموعة الدولية.

وستوسع المحادثات الخميس والجمعة لتشمل القوى الكبرى الناشئة ودول افريقيا ومنظمات دولية.
وبالاجمال ينتظر مشاركة حوالى اربعين رئيس دولة وحكومة ومسؤول من مؤسسات دولية في قمة لاكويلا، المدينة التي ضربها زلزال مدمر اوقع 299 قتيلا في 6 نيسان/ابريل.

واضطر الرئيس الصيني هو جينتاو للعودة الى الصين ليل الثلاثاء الاربعاء بسبب اعمال العنف الاتنية في منطقة تشينجيانغ الصينية.

منظمات الاغاثة تدعو مجموعة الثماني الى الوفاء بوعودها لافريقيا
من جهة ثانية طالب عدد من ابرز منظمات الاغاثة دول مجموعة الثماني وخاصة ايطاليا الدولة المضيفة للقمة، اليوم الاربعاء بان تتخذ تحركات عاجلة للوفاء بوعدها ودفع مبلغ 23 مليار دولار من اجمالي المبلغ الذي وعدت بتقديمه الى افريقيا.
ولم تف العديد من حكومات مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى تماما بالوعد الذي قطعته في الاعلان الذي وقعته في قمتها عام 2005 بارسال مبلغ 50 مليار دولار اضافية كمساعدات لافقر قارة في العالم بحلول عام 2010.

ومع اقتراب عام 2010 ومع اجتماع القادة في مدينة لاكويلا الايطالية الجبلية، تقوم منظمات الاغاثة بالضغط على القادة من اجل اتخاذ قرارات بشان افريقيا بنفس السرعة التي سارعوا فيها الى انقاذ البنوك المتعثرة.
وقالت فريدة بينا رئيسة مكتب ايطاليا لمنظمة اوكسفام "لقد حان الوقت لان تقدم مجموعة الثماني برنامجا طارئا".

وقالت ان مبلغ "23 مليار دولار ليس مبلغا كبيرا مقارنة مع ما انفق على انقاذ البنوك .. وفي اوقات الازمات يجتمع القادة ويتصرفون كقادة. ونود ان نرى القادة يقومون بعملهم".
وقال اوليفر بوستون المتحدث باسم حملة "وان" التي يقودها المغنيان بونو وبوب غلدوف للصحافيين "نحن نحاول تحميل مجموعة الثماني مسؤولية الوعود التي قطعتها".

اليابان: مجموعة الثماني تساند اقتراحنا للاستثمار الزراعي
أبلغ مسؤول في الحكومة اليابانية الصحافيين أن مبادرة اليابان لوضع مبادئ للنهوض بالاستثمارات الزراعية قد حظيت بدعم سائر قادة مجموعة الثماني خلال قمتهم المنعقدة اليوم الاربعاء. وأضاف المسؤول أن اليابان تريد أن ترأس اجتماعاً للدول والمنظمات الدولية المعنية للعمل على وضع تفاصيل مثل هذه المبادئ، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.

اليوم الاول يتمحور حول الأزمة الاقتصادية وايران

سيعمل قادة مجموعة الدول الثماني الأكثر تصنيعاً اليوم على الخروج بموقف موحد في اليوم الأول من القمة في لاكويلا، في وسط إيطاليا، بشأن الأزمة الاقتصادية العالمية وإيران. وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني الثلاثاء للصحافيين إن "القمة تبدأ في أجواء جيدة" نظراً إلى تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقرر الرئيس الصيني هو جينتاو الذي كان في إيطاليا للمشاركة في القمة، العودة إلى الصين بسبب الاضطرابات التي يشهدها إقليم شينجيانغ. وهبطت طائرة الرئيس الأميركي باراك أوباما في روما بعيد الثامنة بتوقيت غرينتش. ويفترض أن يلتقي الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو قبل التوجه إلى لا كويلا للمشاركة في أول قمة لمجموعة الثماني منذ تنصيبه.

واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء أنه "من المهم" إجراء حوار مع إيران وكوريا الشمالية لتشجيعهما على التخلي عن التسلح النووي، وذلك خلال مؤتمر صحافي في روما قبل بدء قمة مجموعة الثماني.

وفي معرض حديثه عن زيارته الأخيرة إلى موسكو حيث وقع اتفاقاً حول خفض الترسانتين النوويتين، شدد الرئيس الأميركي على أنه "حتى وإن كان على الولايات المتحدة وروسيا تحمل مسؤولياتهما الخاصة، من المهم جداً للمجموعة الدولية إجراء حوار مع دول مثل إيران وكوريا الشمالية لتشجيعهما أيضاً على اتخاذ خطوات في الاتجاه نفسه، وليس في الاتجاه الذي يمكن أن يقود إلى سباق تسلح". وأضاف أوباما في ختام لقاء عقده مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو "هناك سبل أخرى يمكن لهذه الدول أن تضمن سيادتها من خلالها".

وفي حين يبدو أن الاقتصاد العالمي قد تخطى الأسوأ، إلا أن انتعاش الاقتصاد لا يزال يسير بخطى غير واثقة. وقال مسؤول في الوفد البريطاني "الفكرة السائدة أن هناك إشارات استقرار في الاقتصاد العالمي، لكن الأمر غير أكيد. وعلينا أن نواصل تطبيق سياسات (الإنعاش) التي نعتمدها في الوقت الحالي". لكن تضخم العجز العام بسبب خطط الدعم الكثيفة هذه يثير المخاوف.
وبشأن عدم استقرار أسعار النفط، دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء بريطانيا غوردون براون الأربعاء في صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى تحديد "نطاق سعري " للنفط "يتماشى مع ركائز" الاقتصاد.

وفي كل الأحوال، يرى أعضاء وفود عدة أن مجموعة الثماني، التي فقدت بعضاً من سيطرتها على الاقتصاد العالمي لمصلحة مجموعة العشرين، لن تعلن عن تدابير اقتصادية ملموسة. فهي تعتبر محطة قبل قمة العشرين في بيتسبرغ، في الولايات المتحدة، في نهاية سبتمبر. وستكون الأزمة التي مرت بها إيران بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد والتظاهرات المعارضة له، وكذلك مسألة حظر الانتشار النووي وإطلاق كوريا الشمالية صواريخ جديدة، محور المباحثات على مائدة العشاء الأربعاء.

وقال سيلفيو برلوسكوني إن فرنسا تؤيد فرض عقوبات إضافية لكن، دولاً أخرى ترفضها لأنها برأيها "لن تعطي نتيجة"، موضحاً أنه من جانبه "يؤيد الحوار". وينضم الخميس والجمعة إلى المشاركين قادة مجموعة الخمس (جنوب أفريقيا والبرازيل والصين والهند والمكسيك) وأستراليا وأندونيسيا وكوريا الجنوبية للتطرق إلى مسألة الاحتباس الحراري.

وستجرى في مساء التاسع من هذا الشهر مباحثات بين زعماء الدول الثماني وبلدان الخماسي وكذلك أستراليا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية حول القضايا التجارية بمشاركة ممثلين عن منظمة التجارة العالمية، وكذلك حول مشاكل المناخ بمشاركة منظمة الأمم المتحدة والدانمرك.

وسيلتقي في اليوم الثالث والأخير من القمة زعماء دول مجموعة الثماني والدول الأفريقية البارزة وممثلون عن الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التنمية الاقتصادية والتعاون ومنظمة الطاقة العالمية، لمناقشة مسائل تقديم دعم دولي لبلدان القارة الأفريقية ومساعدتها على تجاوز آثار الأزمة المالية - الاقتصادية العالمية. وتختتم الفعاليات باجتماع يضم جميع زعماء الدول المشاركة في القمة.وفي الإجمال، سيشارك في القمة نحو أربعين رئيس دولة وحكومة، وخصوصاً من أفريقيا، إضافة إلى مسؤولي مؤسسات دولية. ودعيت إلى القمة أيضاً مصر والدنمارك وهولندا وأسبانيا وتركيا والجزائر وأنغولا وأثيوبيا وليبيا ونيجيريا والسنغال. وأكد برلوسكوني أن نحو عشرة بيانات ختامية جاهزة حول الإرهاب والحد من الانتشار النووي، فضلاً عن البيان الختامي. كما أكد أن مجموعة الثماني ستطلق مبادرة لمكافحة الجوع في العالم بقيمة تتراوح ما بين "10 إلى 15 مليار" دولار.

هزة خفيفة أثناء القمة.. واحتمال نقلها إلى روما
أعلن المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين أن هزة أرضية خفيفة أخرى وقعت اليوم على بعد 7 كيلومترات عن مكان انعقاد قمة "G-8" في مدينة أكويلا الإيطالية. وذكر المعهد أن قوة الهزة التي وقعت في الساعة السادسة مساء حسب التوقيت المحلي، بلغت درجتين حسب مقياس ريختر. ووقعت 15 هزة أرضية جديدة منذ منتصف ليل الأربعاء قرب مدينة أكويلا الإيطالية وفق ما ذكره المعهد الإيطالي. وتراوحت قوة الهزات التي رصدها العلماء الإيطاليون بين 1 و2.8 درجة.

وأشارت تقارير إعلامية إيطالية إلى أن قمة مجموعة الثماني ستنقل من مدينة أكويلا إلى روما في حالة تعرض المدينة إلى هزات أرضية قوية. وقالت وسائل إعلام إيطالية إن مثل هذا القرار سيتخذ في حال وقوع هزات أرضية بقوة 4- 4.5 درجة حسب مقياس ريختر في أثناء انعقاد القمة. وأعدت السلطات الإيطالية خطة لنقل رؤساء دول وحكومات البلدان المشاركين في القمة من أكويلا الى روما على متن مروحيات.

وكان برلسكوني قد قرر نقل قمة "G-8" من جزيرة مادالينا إلى مدينة أكويلا التي تضررت من الزلزال العنيف الذي أصابها في 6 أبريل 2009. وقد أسفر الزلزال الذي ضرب وسط إيطاليا عن مصرع 294 شخصاً، وجرح 1.5 ألف شخص.


وأكد برلوسكوني أنه ليس هناك "مخاطر" على المشاركين في حال وقوع هزات في لاكويلا لأن المباني التي ستعقد فيها القمة مقاومة للزلازل. وكان قرر نقل مكان انعقاد القمة الذي كان مقرراً أصلاً في سردينيا، إلى لاكويلا التي لا تزال تحمل آثار الزلزال المدمر الذي أوقع 299 قتيلاً في السادس من إبريل.

وأعلن الدفاع المدني الإيطالي الإثنين لوكالة فرانس برس أنه سيتم إجلاء المشاركين في قمة مجموعة الثماني فوراً في حال وقوع هزة أرضية تزيد قوتها على أربع درجات. والجمعة، سجلت هزة ارضية بقوة 4.1 درجات على مقياس ريشتر، وحدد مركزها على بعد حوالي كلم من الثكنة العسكرية التي تعقد فيها القمة.

البابا يلتقي عقيلات قادة مجموعة الثماني
من جهة ثانية، أفادت مصادر إيطالية أن البابا بنديكتوس السادس عشر التقى في حاضرة الفاتيكان اليوم الأربعاء عقيلات عدد من القادة المشاركين في قمة مجموعة الثماني لمدة 10 دقائق، وقد خصّص لكل منهن دقيقة واحدة.

ونقلت وكالة "آكي" الايطالية للأنباء عن مصادر مطلعة لم تحدّدها، أن اللقاء "كان ودياً وسريعاً وشكلياً للغاية، وارتدت فيه السيدات الأوائل أثواباً سوداء تليق بالمناسبة، عدا عقيلة رئيس جنوب أفريقيا التي كانت ترتدي زياً تقليدياً".

وأشار المصدر إلى أنه تلا اللقاء مع الحبر الأعظم جولة في حدائق الفاتيكان. وحضر اللقاء وزيرة التربية الإيطالية ماريا ستيللا جيلميني ووزيرة تكافؤ الفرص مارا كارفانيا.

الكرملين يشيد بمستوى تنظيم قمة "G-8"

إلى ذلك، أشاد الكرملين اليوم بمستوى تنظيم قمة الدول الثماني الكبرى التي بدأت أعمالها في مدينة أكويلا الإيطالية اليوم.
وقالت ناتاليا تيماكوفا، السكرتيرة الصحافية للرئيس الروسي، إن القمة تستجيب لجميع المتطلبات، مؤكدة أن كل شيء أعد فيها للعمل.

ويمثل روسيا في قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى التي ستستمر حتى العاشر من هذا الشهر الرئيس دميتري ميدفيديف. ويحضر الاجتماع كذلك أركادي دفوركوفيتش، مساعد الرئيس الروسي.

روسيا لمجموعة الثماني: لا يمكن تقنين سعر النفط إدارياً

وأضافت المتحدثة باسم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه أبلغ قمة مجموعة الثماني المنعقدة في إيطاليا أنه يستحيل تقنين أسعار النفط عن طريق إجراءات إدارية. وصرحت مساعدة ميدفيديف ناتاليا تيماكوفا للصحافيين قائلة "خلال الجلسة الصباحية قال الرئيس ميدفيديف إن التقنين الإداري لأسعار النفط مستحيل". وأشارت إلى أنه حدد السعر العادل للنفط في نطاق 70 الى 80 دولارا للبرميل.

وبحسب مسودة بيان معدة للقمة سيدعو قادة مجموعة الثماني الى الحد من التقلبات في أسعار الطاقة قائلين ان عدم امكانية التنبوء بالسعر ينال من قدرة الصناعة على الاستثمار.

خلافات بشأن المناخ

تشير مسودة وثائق خاصة بقمة مجموعة الثماني إلى أن زعماء المجموعة يعتقدون أن الاقتصاد لا يزال يواجه "مخاطر ملموسة" وربما يحتاج مزيداً من المساعدة. كما تظهر المسودة أيضاً أنه لم يتم الاتفاق بشأن أهداف تغير المناخ للعام 2050.

وتعطل إحراز تقدم بخصوص قضايا البيئة بانسحاب الرئيس الصيني هو جين تاو من المحادثات بسبب اضطرابات في شمال غرب الصين قتل فيها 156 شخصاً. وقبل عودة الرئيس الصيني إلى بلاده تحدث رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عن "معارضة" صينية بشأن أهداف المناخ.

وأفادت مسودة بيان يعد لإصداره في قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني "على الرغم من ظهور دلائل على الاستقرار ومنها انتعاش أسواق الأسهم، إلا أن الوضع يظل غير واضح، ومازالت مخاطر كبيرة تهدد الاقتصاد والاستقرار المالي". وقالت المسودة "اتفقنا على الحاجة لتحضير استراتيجيات مناسبة للتخلي عن الإجراءات الاستثنائية فور التأكد من الانتعاش الاقتصادي، وأن استراتيجيات الخروج ستختلف استناداً إلى الأوضاع الاقتصادية والماليات العامة".

وقال رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر "قبل الحديث عن تحفيز إضافي سأحث كل الزعماء على التركيز أولاً على ضمان إنفاق حزمة التحفيز التي أعلنت بالفعل". وجاء ذلك متوافقاً مع تصريحات لصندوق النقد الدولي الذي قال إنه يعتقد أن الاقتصاد العالمي بدأ يخرج من الركود، لكن الانتعاش سيكون ضعيفاً، وانه ينبغي أن تظل سياسات الدعم قائمة.

وقال محللون إن زعماء المجموعة كانوا قد أساءوا تقدير حجم المشكلات الاقتصادية التي كانت تواجههم خلال اجتماعهم في اليابان العام الماضي، ومن المتوقع أن يركزوا على ما يجب عمله لمنع تكرارها. ولم تتحدث المسودة عن سعي الصين إلى عقد مناقشة بشأن بديل طويل الأجل للدولار كعملة للاحتياطيات العالمية وأشارت فقط إلى "اختلالات". وأوضحت المسودة "النمو المستقر طويل الأجل سيتطلب خروجاً سلساً من الاختلالات الراهنة في موازين المعاملات الجارية". ورأى محللون أن قرار المجموعة، التي تضم الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا وروسيا، عدم الإشارة بشكل مباشر يمكن أن يزيل عاملاً مزعزعاً للاستقرار من أسواق العملة. والتجارة هي إحدى المجالات التي يحتمل تحقيق انفراجة بها.

وتشير مسودة البيان الختامي إلى أن مجموعة الثماني ومجموعة الخمس التي تضم أسواقاً ناشئة رئيسة ستتفقان على إنجاز جولة الدوحة المتعثرة من محادثات التجارة العالمية في 2010. وسيناقش الزعماء أيضاً مقترحاً أميركياً بأن تلتزم الدول الغنية بتقديم 15 مليار دولار على مدى سنوات عدة لدعم التنمية الزراعية في الدول الفقيرة لضمان الأمن الغذائي.


مجموعة الخمس: الدول الفقيرة تتحمل تبعات أزمة لم تصنعها


من جانبها، قالت مجموعة دول الاقتصادات الصاعدة الخمس الكبرى في إيطاليا اليوم إن الدول النامية تضطر إلى تحمل جانب كبير من تداعيات أزمة مالية ليست من صنعها. وأضافت دول المجموعة في بيان عقب محادثاتها في لاكويلا قبيل القمة المشتركة مع مجموعة الثماني للدول الغنية غداً الخميس أن إتمام جولة الدوحة من محادثات منظمة التجارة العالمية بنجاح سيكون حافزاً كبيراً لاستعادة الثقة في الأاسواق العالمية.

كما طلبت الدول الناشئة التي تشكل مجموعة الخمس من دول مجموعة الثماني، أي الدول الغنية، الوفاء بوعودها في مجال دعم التجارة الدولية والتصدي للحمائية لمواجهة الأزمة. وقال الرئيس المكسيكي فيليبي كالدرون خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة الثماني في لاكويلا في إيطاليا "من المهم تقديم وسائل، ولكن الأهم أيضاً هو الوفاء بالتعهدات".

وأضاف الرئيس المكسيكي "نحن قلقون من مسألة استعمال الموارد لإعادة تأمين تدفق القروض العالمية، خصوصاً في الدول النامية، حيث تقلصت بشكل كبير القروض والاستثمارات بسبب الأزمة". وتعاني المكسيك كثيراً بسبب الأزمة في الولايات المتحدة. كما أعرب عن قلقه من "اعتماد الحمائية مجدداً" التي "تعوق استئناف النمو"، ولكنه لم يعط مع ذلك أمثلة محددة.

من ناحيته، دعا الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما خلال مؤتمر صحافي إلى "إصلاح سريع لمؤسسات بريتون وودس لتأمين تمثيل الدول النامية". كما أعرب الرئيس البرازيلي لويس أناسيو لولا دا سيلفا عن حذره من بعض الدول الغنية التي تأمل "فقط بأن تنتهي الأزمة ومن دون أن تغير أي شيء في النهاية".

وفي بيان نشر إثر اجتماعهم على هامش قمة مجموعة الثماني، أعرب قادة مجموعة الخمس عن "قلقهم من الحالة الراهنة للاقتصاد العالمي التي تحمل الدول النامية عبئاً كبيراً بسبب أزمة لم يتسببوا بها". واعتبروا أيضاً أن "خاتمة مثمرة لمفاوضات الدوحة على أساس دفع التنمية التي حددت لها من شأنه أن يقدم حافزاً مهماً لعودة الثقة في الأسواق العالمية، والحؤول دون عودة اتجاهات الحمائية التي تؤثر سلباً، خصوصاً على الدول النامية".


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف