اقتصاد

المحادثات اتخذت منحى تصعيديًا والأزمة نحو أسبوع جديد

"الموازنة" تدخل الولايات المتحدة مرحلة شديدة الخطورة

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حذر رئيس البنك الدولي من أن أميركا دخلت مرحلة "شديدة الخطورة"، بعدما فشل مسؤولوها مجددًا في التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة الموازنة الفدرالية. واتخذت المحادثات حول سقف الدين منحى تصعيديًا جديدًا بعدما اتهم الجمهوريون أوباما برفض اقتراحهم.

واشنطن: حذر رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم من أن الولايات المتحدة دخلت مرحلة "شديدة الخطورة"، بعدما فشل مسؤولوها مجددًا السبت في التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة الموازنة الفدرالية ويرفع سقف الدين العام.

وقال كيم في ختام الاجتماع السنوي المشترك للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن: "نحن الآن على بعد خمسة أيام من لحظة شديدة الخطورة".

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن السيولة الموجودة لديها تكفي حتى 16 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وبعد هذا التاريخ، أي اعتبارًا من 17 الجاري، لن تتمكن الوزارة من الوفاء بالتزامات الولايات المتحدة المالية إذا لم يتم رفع سقف الدين العام.

وإذا لم يتوصل المسؤولون الأميركيون إلى حل قبل هذه المهلة، فإن الولايات المتحدة ستدخل مرحلة التخلف عن السداد، وهو ما سينعكس سلبًا على الأسواق المالية العالمية، وسيكون المتضرر الأكبر الدول النامية. واضاف كيم "كلما اقتربنا من المهلة النهائية كلما اصبحت اكبر الصدمة بالنسبة إلى الدول النامية".

وحذر من انه "اذا بلغنا المهلة النهائية، سيكون ذلك حدثًا كارثيًا للدول النامية، وقد يكون أيضًا ضارًا جدًا للاقتصادات المتطورة".

ومن ابرز المخاطر الناجمة من عدم رفع سقف الدين العام الاميركي ارتفاع اسعار الفائدة في الولايات المتحدة وبقية اقتصادات العالم، وانهيار الثقة بالاقتصاد الاميركي وتباطؤ نموه، وهو ما سيحصل اذا لم يبادر الكونغرس قبل 17 الجاري الى رفع سقف الدين العام، البالغ حاليا 16 الف و700 مليار دولار.

نحو أسبوع جديد
هذا واتخذت المحادثات حول سقف الدين في الولايات المتحدة منحى تصعيديا جديدا السبت، بعدما اتهم الجمهوريون الرئيس باراك اوباما برفض اقتراحهم، ما يجعل من المؤكد تواصل الازمة حتى الاسبوع المقبل. وبعد الوصول الى المأزق في مجلس النواب اتجهت الانظار السبت الى مجلس الشيوخ، حيث كان زعيما كتلتي الجمهوريين والديموقراطيين يحاولان التوصل الى تسوية.

الا ان زعيم كتلة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد استبعد التوصل الى اتفاق السبت. في حين عقد اعضاء مجلس النواب جلسة قصيرة صباح السبت، ولن يعودوا الى الاجتماع مجددا قبل مساء الاثنين. وقال اريك كانتور زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب "آسف لرفض الرئيس العرض الذي وضعناه على الطاولة"، ما كبح اجواء التفاؤل النسبي التي كانت سائدة حتى الان حيث كان كل من الطرفين يؤكد ان المحادثات ستتواصل.

كما قال النائب الجمهوري جون فليمينغ ان "هذه المحادثات والمفاوضات مع الرئيس ليست صادقة، لذلك فهي لا تصل الى اي نتيجة". ولم يعلق البيت الابيض على هذه الاتهامات بالتشدد الا انه اعرب عن الاسف لرفض مجلس الشيوخ، المتوقع اصلا، لاجراء كان يمكن ان يسمح للدولة الفدرالية بالمضي في الاستلاف حتى نهاية العام 2014.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "قبل خمسة ايام فقط من وصول الدولة الى مرحلة التخلف عن السداد على الكونغرس ان يقدم حلا يضع حدا لشلل الحكومة ويتيح لنا دفع فواتيرنا". وفي كلمته الاسبوعية السبت اعرب الرئيس الاميركي عن معارضته لفكرة رفع سقف الدين لبضعة اسابيع فقط، كما طالب الجمهوريون في عرضهم الاول. ورفع سقف الدين لفترة قصيرة يمكن ان يتيح حسب الجمهوريين التفاوض خلال هذه الفترة على اتفاق واسع لاصلاح البرامج الاجتماعية الاميركية مع الابقاء على ضغط سقف الدين.

وحذر الرئيس الاميركي في كلمته من انه "لن يكون من الحكمة كما يقول البعض رفع سقف الدين لشهرين والاستخفاف باول تخلف مقصود عن سداد (المستحقات) وسط الموسم التجاري لعيد الميلاد".

بلاء الاقتراض
ولفت الرئيس الديموقراطي، الذي يخوض منذ بداية تشرين الاول/اكتوبر مواجهة مع خصومه الجمهوريين حول ميزانية الدولة الفدرالية، الى ان "الاضرار التي ستلحق بسمعة الاقتراض بدون شوائب التي تتمتع بها الولايات المتحدة، لن تؤدي فقط الى تدهور في الاسواق، بل سيكون الاقتراض اكثر كلفة بالنسبة إلى جميع الاميركيين".

وادى هذا التشدد في موقف البيت الابيض الى نقل ثقل المفاوضات الى مجلس الشيوخ، حيث كان الجمهوريون والديموقراطيون فيه اعلنوا السبت العمل على خطة تكون بديلًا من خطة مجلس النواب. والمعروف عن الشيوخ انهم اقل تشددا من النواب، حيث توجد مجموعة من المحافظين المتشددين من حزب الشاي في مجلس النواب تمارس ضغوطا باتجاه التشدد. مع العلم ان اي اتفاق يتم التوصل اليه يجب ان يحظى بموافقة مجلسي النواب والشيوخ.

وبسبب عدم التصويت على نفقات الدولة وعائداتها في الكونغرس، تغرق الولايات المتحدة منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر في حالة شلل اداري. وقد صدر الامر بوضع مئات الاف الموظفين في اجازة غير مدفوعة. وبسبب ردود الفعل الغاضبة على هذا الامر فتحت ولايات عدة، مثل نيويورك واريزونا وكولورادو ويوتاه وداكوتا الجنوبية، السبت، حدائقها الوطنية السبت بعد التوصل الى اتفاق مع جهاز الحديقة الوطنية، وهو وكالة فدرالية تدير الحدائق العامة في البلاد، اجبرت على وقف عملها بشكل شبه كامل بسبب فقدان التمويل.

وبامت الحدائق العامة او المعالم الكبيرة، مثل تمثال الحرية، بفتح ابوابها السبت امام السياح، بعدما امنت السلطات المحلية نفقات تشغيلها. ولن يبقى بعد الاثنين سوى ثلاثة ايام للاتفاق على حل واقراره داخل مجلسي النواب والشيوخ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف