اقتصاد

لا تداعيات كارثية للعملية الانتحارية الفاشلة

"عملية سوسة" الإرهابية استهدفت ضرب القطاع السياحي في تونس

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يرى الخبراء والمهتمون في تونس، أنّ الارهابي الذي فجّر نفسه بالقرب من نزل في مدينة سوسة الساحلية ولم يمت سواه، إنما كان يستهدف ضرب القطاع السياحي وإثارة الهلع في نفوس السائحين، لكنّ الأرقام تؤكد فشل الارهاب في مساعيه.

محمد بن رجب من تونس: خلّفت العملية الارهابية النوعية الأخيرة في مدينة سوسة السياحية سخطاً واستنكاراً كبيرين لدى المواطنين، خاصة وأنها عملت على ضرب القطاع السياحي الذي يشغّل أكثر من نصف مليون تونسي، والذي يعدّ أحد أهم الموارد الأساسية للإقتصاد التونسي.

القطاع يتعافى

أكد وزير السياحة التونسي جمال قمرة عقب العملية الإرهابية في سوسة تطور عدد السيّاح ليبلغ حتى موفى شهر أكتوبر الماضي 5 ملايين و400 ألف سائح، أي بزيادة 5.4% مقارنة بموسم 2012، مبرزًا تحقيق نموّ في المداخيل بنسبة 3%.

وأشار الوزير إلى تحقيق زيادة في شهر أكتوبر بلغت 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وشدّد خبراء في الإقتصاد على أنّ الإرهابيين لم يقبلوا تعافي الموسم السياحي بعد حادثتي اغتيال كل من شكري بلعيد ومحمد ابراهمي، وأحداث جبل الشعانبي والعمليات الأخيرة التي استهدفت الأمنيين، إلى جانب الثقة التي تهتزّ في تونس من طرف وكالات الأسفار السياحية العالمية، وهو ما جعلهم يتحركون للقيام بعمليات نوعية لضرب القطاع السياحي.

وأبرز رضوان بن صالح رئيس الجامعة التونسية للنزل لـ"إيلاف" أنه تمّ تسجيل مؤشرات إيجابية للموسم السياحي القادم من خلال توقع ارتفاع إقبال السيّاح الألمان والبريطانيين، إلى جانب ضرورة العمل على دعم السوق الروسية والإيطالية تمامًا، كما السوق الفرنسية الأهم للسياحة التونسية، بالرغم من تسجيلها تراجعًا بنحو 20% خلال الموسم الحالي بسبب الأزمة الإقتصادية التي تعيشها فرنسا.

ويرى الخبراء أنّ الإرهابيين فشلوا في بث الفوضى والخوف بين السيّاح لإلغاء حجوزاتهم و تغيير وجهاتهم إلى بلدان أخرى، ولا أدل على ذلك من وصول باخرة قبل يومين تحمل أكثر من 2400 سائح.

تأثير محدود

أشار وزير السياحة إلى أنّ التأثير الآني للعملية الإرهابية كان محدودًا للغاية بعد أخذ كل الإحتياطات والتدابير الأمنية من خلال خلية الأزمة التي تهدف إلى الإحاطة بالمقيمين بالنزل من الناحية النفسية والمادية، إلى جانب الاهتمام بالمنظومة الأمنية داخل النزل للحيلولة دون حدوث أي عملية إرهابية يمكن أن تكون نتائجها كارثية على القطاع السياحي في تونس في ظل الإستعداد للموسم القادم 2014.

وأبرز قمرة أنه لم يتمّ إلغاء حجز أي فوج سياحي، مؤكداً في الوقت ذاتهتسجيل انخفاض على مستوى نسبة الحجوزات في اليومين الأخيرين بعد العملية، وذلك مقارنة بما حصل من إلغاءات كبيرة بعد الأحداث الإرهابية السابقة، وهو ما يؤكد التأثير المحدود لما حصل في سوسة.

من جانبه، أكد رضوان بن صالح رئيس الجامعة التونسية للنزل، أنّ العملية الإنتحارية التي حصلت في المنطقة السياحية بسوسة لم تؤثر على القطاع ولم يتم تسجيل إلغاء حجوزات من طرف السياح، مشيرًا إلى أنّ حالة الخوف التي أصابت المقيمين في النزل كانت ظرفية، إذ سرعان ما عادوا للتمتع بالفترة التي يقضونها في تونس وعادت الحركة عادية إلى مجمل النزل والشواطئ.

وأضاف أنّ خلية الأزمة التي بعثتها وزارة السياحة مباشرة بعد العملية الإنتحارية كما الجمعية التي بعثها عدد من المهنيين والفاعلين في القطاع السياحي من أجل أداء دور مهمّ جدًا، والمتمثل في بعث رسائل طمأنة إلى وكالات الأسفار العالمية والأسواق العالمية عمومًا، للتأكيد على أنّ تونس آمنة ومستقرة والسيّاح ينعمون فيها بالراحة والإستجمام.

وأشار إلى أنّ وكالات الأسفار أشادت بحسن التعامل مع الحادثة وحسن حماية السيّاح والتعامل معهم، وهو ما يؤكد أنّ إلغاء الحجوزات لم يحصل بالرغم من أنّ حصوله على المدى القريب ممكن ولكنه سيكون محدودًا اعتبارًا للمجهودات المبذولة.

إلغاء حجوزات

أكد الخبير الإقتصادي منجي المقدم أنّ العملية الإرهابية في المنقطة السياحية بسوسة سيكون لها تأثير سلبي على القطاع السياحي على المديين القريب والمتوسط، وعلى الإقتصاد التونسي عموماً، مشيرًا إلى أنّ الإرهابيين يهدفون إلى ضرب السياحة ووضع حدّ للتطور الحاصل في الشهرين الماضيين، وقد قام عدد من السياح فعلاً بإلغاء حجوزاتهم بعد تلك العملية.

وشدّد على ضرورة العمل الجدّي حتى لا تتفاقم الأزمة ويتواصل تأثيرها في الفترة القادمة بشكل كبير، خاصة وأنّ نهاية الموسم السياحي تشهد إبرام عقود سياحية استعدادًا للموسم القادم.

من جانبه، عبّر رئيس الجامعة التونسية للنزل عن مخاوفه من حصول عمليات إرهابية مماثلة تمثل الضربة القاصمة للقطاع السياحي في تونس، ولكن تم اتخاذ كل التدابير الأمنية في المناطق السياحية لتشديد المراقبة والتثبت والإحتياط وتعزيز المراقبة بوضع كاميرات مراقبة في الأماكن التي يمكن أن يتسلل منها الإرهابيون، على حدّ تعبيره.

الإستقرارالسياسي

أشار المقدم إلى هشاشة القطاع السياحي مبرزًا تخوّفه من إمكانية تأثير العملية الإرهابية على الإستثمارات لا في القطاع السياحي فحسب، بل في مجمل الإقتصاد التونسي، وهو ما يمكن أن يؤثر على نسبة النمو المنتظرة في نهاية 2014 والتي حددت مبدئيًا بنحو 4%.

وأكد ضرورة وعي السياسيين بخطورة الوضع الإقتصادي في تونس، وكذلك الوضع في القطاع السياحي بعد العملية الإرهابية في سوسة، فهم مدعوون إلى الحوار الجدّي والخروج بتوافق يرضي الجميع ويؤسس لمرحلة سياسية جديدة سمتها الإستقرار الأمني والسياسي والإجتماعي لتبعث الإطمئنان لشركاء تونس في الداخل والخارج فيعود الإستثمار.

من ناحيته، قال محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري خلال الجلسة العامة للغرف التجارية الأفريقية، وفي اختتام منتدى "شراكة التنمية بين تونس وأفريقيا"، إنّ الاستقرار الأمني وأساسًا السياسي يمثلان المدخل الرئيسي والخيار الأمثل أمام تونس حتى يستعيد الاقتصاد أنفاسه"، وأضاف أنّ الإستقرار السياسي سيكون له تأثير إيجابي على ترقيم تونس، وبالتالي إقبال المستثمر التونسي والأجنبي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف