لا إصابات في الحادثتين لكن الفزع سيد الموقف
إنتحاري فجر نفسه في سوسة التونسية وآخر حاول نسف ضريح بورقيبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فجر انتحاري نفسه الاربعاء على شاطئ مدينة سوسة في حين تم احباط هجوم كان يستهدف ضريح الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير المجاورة مع وصول اعمال العنف في تونس إلى الساحل الشرقي السياحي.
تونس: فجر انتحاري نفسه على شاطئ في مدينة سوسة السياحية التي تبعد 140 كلم جنوبي العاصمة والمقفرة من السياح في هذه الفترة من العام. ولم يوقع التفجير ضحايا "باستثناء الانتحاري"، بحسب وزارة الداخلية.
وفي المنستير التي تبعد 20 كلم عن سوسة تم رصد انتحاري وتوقيفه حين كان يتأهب لتنفيذ هجوم على ضريح الحبيب بورقيبة اول رئيس لتونس (1957-1987) بعد استقلالها عن فرنسا، بحسب المصدر ذاته.
واوضح محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية ان الحادثين من فعل تونسيين من "السلفيين التكفيريين" احدهما "اسمر البشرة" والاخر عائد من بلد مجاور دون ان يحدد اذا كان يعني ليبيا او الجزائر المحاذيتين لتونس.
وقال شهود لوكالة فرانس برس ان التفجير الانتحاري وقع عند الساعة 09,30 بالتوقيت المحلي (08,30 تغ) قرب فندق رياض النخيل وسط سوسة. وحاول الانتحاري دخول الفندق من باب خلفي لكن تم رصده من الحراس الذين منعوه من الدخول وطاردوه لعشرات الامتار حتى الشاطئ حيث فجر نفسه.
واضاف المتحدث باسم الداخلية ان وحدات مكافحة الارهاب تقوم بعملية تمشيط في المنطقة بحثا عن شخص متواطئ مع الانتحاري لاذ بالفرار.
وقالت الوزارة في بيان انه تم فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث.
وقال شهود اتصلت بهم فرانس برس هاتفيا ان تظاهرة تلقائية نظمت في وسط مدينة سوسة "للتنديد بالارهاب".
وبعد نصف ساعة من هذا الحادث، تم إحباط محاولة تفجير ضريح الحبيب بورقيبة في موطنه في مدينة المنستير المجاورة لسوسة حيث تم رصد شاب يحمل متفجرات وتوقيفه، بحسب المتحدث باسم الداخلية.
وقال العروي "تم توقيف شاب يحمل متفجرات" موضحا انه "يبلغ من العمر 18 عاما وكان يحمل حقيبة بها قنبلة كان ينوي تفجيرها".
واوضح مصور اصيل المنستير ان الشاب تم رصده من قبل السكان بسبب حركاته المشبوهة حين كان في مقبرة قريبة من ضريح بورقيبة وهو معلم سياحي في المدينة مفتوح للزوار.
وتم توقيفه من الحرس الرئاسي الذي يحرس الضريح، بحسب ما أوردت اذاعة موزاييك اف ام الخاصة التي قالت ان الشاب يدعى ايمن سعدي بالرشيد وهو اصيل مدينة زغوان التي تقع على بعد 50 كلم جنوبي العاصمة وهو موضع اربع بطاقات جلب.
والتفجير الانتحاري ومحاولة الهجوم على ضريح بورقيبة الذي يعتبر رمز الحداثة في تونس، هما اول واقعتين من نوعهما في تونس منذ ثورة 2011.
والعمليتان اللتان لم تتبنهما اي جهة حتى الان، يشكلان تصعيدا في اعمال العنف التي تنسب الى مجموعات اسلامية متطرفة على صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، بحسب السلطات والتي كانت عملياتها محصورة حتى الان في مرتفعات البلاد الغربية القريبة من الحدود مع الجزائر.
وشنت هذه المجموعات المتطرفة العديد من الهجمات على قوات الشرطة والحرس في الاسابيع الثلاثة الاخيرة حيث قتل تسعة من عناصر الامن خلال شهر تشرين الاول/اكتوبر في اشتباكات متفرقة.
ويأتي تصاعد العنف في الوقت الذي تعمل فيه الطبقة السياسية على الخروج من ازمة سياسية عميقة في البلاد نجمت عن اغتيال النائب القومي الناصري محمد البراهمي في 25 تموز/يوليو (ذكرى اعلان الجمهورية) بعد ستة اشهر من اغتيال القيادي اليساري الماركسي شكري بلعيد.
وتجري مفاوضات من اجل تشكيل حكومة مستقلين تخلف حكومة رئيس الوزراء الاسلامي الحالي علي العريض.
الرئاسة تدعو الى التعاون مع الشرطة والجيش
دعت رئاسة الجمهورية في تونس الاربعاء المواطنين الى "مزيد التعاون مع الاجهزة الأمنية والعسكرية في جهود مجابهة ظاهرة الارهاب" إثر تفجير انتحاري نفسه في سوسة (وسط شرق) ومحاولة آخر استهداف ضريح الرئيس الراحل الجبيب بورقيبة في المنستير المجاورة لسوسة.
واكدت الرئاسة ان مثل هذه الاعمال "لن تنجح في تقويض (..) المسار الانتقالي .." في تونس.
وقالت الرئاسة في بيان "تدعو رئاسة الجمهورية كافة المواطنين لمزيد من التعاون مع الاجهزة الامنية والعسكرية في جهود مجابهة ظاهرة الارهاب، وذلك عن طريق الإبلاغ عن أيّ تحركات مشبوهة ومدّها بما لديهم من معلومات لتحقيق النجاعة القصوى في مواجهة التهديدات الارهابية التي تتعرض لها بلادنا".
وذكرت بأن "المجلس الوطني للأمن" الذي يضم خصوصا وزيري الدفاع والداخلية والقيادات العسكرية والامنية، وضع خلال اجتماعه الجمعة الماضي "خطة أمنية متكاملة لتفعيل التصدي لاي عملية إرهابية قد تجد بالبلاد، وهو ما مكّن الأجهزة الامنية والعسكرية من مواجهة هذه التهديدات بفاعلية عالية".
وقالت ان "هذه العمليات والتهديدات المحدقة بالبلاد لن تنجح في تقويض الجهود الوطنية لانجاح المسار الانتقالي وتجاوز الصعوبات الراهنة" معربة عن "ثقتها في قدرة أمننا وجيشنا الوطنيين ووعي شعبنا في كسب هذه المعركة".