اقتصاد

خبير يؤكد أن العالم يتجه إلى التخلي عن الطاقة النووية

لا بديل لمصر عن استخدام الشمس لحل أزمة انقطاع الكهرباء

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يعتقد خبير الطاقة الدكتور هاني النقراشي أن الطاقة الشمسية هي الأفضل بالنسبة لمصر لتوفير الكهرباء، بسبب انعدام مخاطرها، وآثارها البيئية ضئيلة، وتتطلب استثمارًا في المال العام لفترة محدودة جدًا.

يرى الدكتور هاني النقراشي، خبير الطاقة العالمي المصري، والمقيم في ألمانيا، أنه لا فائدة في سياسة مصر التي تتجه الآن إلى الاعتماد في جزء كبير منها على إنتاج الكهرباء بطرق حرق الوقود الأحفوري وشطر اليورانيوم واللجوء إلى الفحم من اجل انتاج الطاقة التي تحتاجها البلاد. العالم يتخلى عن الطاقة النووية وفي حديث خاص معه، أشار الدكتور النقراشي إلى أننا في حالة توجهنا إلى الطاقة النووية التي يتحدثون عنها الآن في مصر فسوف نواجه مشكلة كبيرة في ما بعد، وهي عملية تفكيك تلك المحطات، وهي عملية تكلف 6 أضعاف تكلفة الإنشاء، ويجب أن تتم بعد أربعين عامًا، فإذا حسبنا نسبة التضخم خلال هذه الفترة سنجد أننا أمام تكاليف باهظة للغاية لتفكيك تلك المحطات وسنجد أنفسنا بعد هذه الفترة والتكلفة نبحث عن حل جديد للطاقة. وقال إن "انتاج الطاقة في مصر، هو أمر ضروري وحيوي، ويأتي في المرحلة التالية من الضروريات بعد توفير الماء والغذاء للإنسان، لأنها المحرك الأساسي للتنمية. ويضيف قائلاً إنه إذا انتظرنا إلى قرب نفاد كل الوقود الأحفوري والإنشطاري، سـيكون التزاحم على شـراء ما تبقى منه على أشـده، ولن نحصل عليه إلا بغالي الثمن الذي يقوض مقومات التنمية". وتابع: "إذا من الحكمة أن نبدأ فورًا في التخطيط لما بعد عصر النفط الذي طغى على حياتنا ... شريطة أن يتصف المخطط بالاستدامة، أي يسـمح بالاسـتمرار على نهجه طالما وجدت البشرية على وجه الأرض، وهذا لا يتأتى إلا إذا اتجهنا إلى الطاقات المتجددة". أهمية الطاقة الشمسية لمصر بنظرة إلى المتاح في مصر من الطاقات المتجددة المعروفة، يؤكد النقراشي أن الطاقة الشمسية، هي مستقبل مصر خاصة في الصعيد، وهي تعتبر في الوقت الحالي من اولويات احتياجات المجتمع المصري الآن، وفي المستقبل، بل تكفي لتلبية متطلبات العالم كله. ولكن نجاح أي مخطط في هذا الصدد يعتمد في الدرجة الأولى على التقنية المناسـبة لتحقيقه. ويفند طرق استخدام الطاقة الشـمسـية لإنتاج الكهرباء بقوله نجد أن هناك تقنيتين: الخلايا الشـمسـية التي تحوّل ضوء الشـمس إلى كهرباء مباشـرة، وهذه لا تتيح تخزين الكهرباء المُنتجة نهارًا لاسـتخدامها ليلاً، فلا كهرباء بعد غروب الشـمس. ثم تقنية تركيز أشـعة الشـمس بالمرايا للحصول على درجة حرارة عالية تسـمح بإنتاج بخار الماء بحيث تلبي نفس الغرض الذي أنشـئت من أجله المراجل التي تعمل بالوقود الحفري في أغلب محطات الكهرباء في العالم. وهنا تظهر فائدة هذه التقنية، فبجانب أنها تحل محل الوقود الحفري فهي تفتح المجال للتخزين الحراري وهذا التخزين متاح بتكلفة أقل مائة مرة من تكلفة تخزين الكهرباء. كذلك تظهر الميزة النوعية لمصر، حيث إن الأشـعة المباشرة لشمسها بخلاف تلك في دول الشمال يمكن تركيزها في بؤرة، وهذا هو شـرط تفعيل هذه التقنية. المحطات الحرارية الأنسب لمصر إن المحطات الشـمسـية الحرارية ذات التخزين الحراري تغني مصر كلياً عن استيراد الوقود لإنتاج الكهرباء وتغني كذلك عن المحطات النووية وفق ما يقول الخبير، حيث إنها تتميز بنفس الأداء ولكنها أسـرع في بنائها وإدخالها الخدمة ولا تنتج عنها نفايات خطيرة، فضلاً عن أنها أقل منها في السـعر الذي ينخفض مع تزايد إنتاج وحداتها. ومقارنتها بالمحطات النووية يظهر لنا مميزات أخرى منها سـرعة بنائها لتواكب التزايد على الطلب، غير أن مكوناتها تصنع محلياً مما يتيح فرص عمل وفيرة. ويضيف: "اختيار قدرة نمطية صغيرة للمحطة فيه يسـر للتمويل ويتيح إنتاجها بأعداد كبيرة. واختيار موقعها قرب التجمعات السـكنية ونشـرها على طول خطوط الكهرباء ينقص الحمل على الخطوط وينقص فواقد النقل. خاصة أن إختيار الموقع لا يراعى فيه وجود مجرى مائي لأن تبريد المحطة النمطية يجب أن يكون بالهواء. و إذا كان موقعها قرب البحر يسـتغل فائضها الحراري لتحلية مياه البحر". عند اتباع هذه السياسة سـترقى مصر إلى مصاف الدول المصدرة للكهرباء الشـمسـية، بل أيضًا إلى مصاف الدول المصدرة للخبرة والمعدات الخاصة ببناء هذه المحطات حيث يتوافر لديها كل مقومات التنمية". تحلية مياه البحر أمر ضروري من جهة أخرى، يري الدكتور هاني أن تحلية مياه البحر، هي المخرج الوحيد لمصر لتوفير الماء وبعده الغذاء. فإن قلة المتاح من ماء النيل تدفع المصريين إلى إنقاص مياه الري مما يتسـبب في تناقص الصرف الزراعي، وهذا بدوره سـبب تزايد ملوحة الأرض وإفسـادها لأجيال كما حدث لمن سـبقونا في هذه التجربة الخطيرة ولفت النظر إلى أن مصر ستحتاج إلى نهر آخر بعد فترة وجيزة، ولن تكفي المياه الجوفية لتلبية احتياجاتها، الأمر الذي يستدعي التوجه لتحلية مياه البحر. وأوضح أن الطاقة الشمسية تعتمد علي إنشاء محطات كبيرة بها تركيز عالٍ لحرارة الشمس وفي بداية إنشائها سوف تعمل بالشمس نهاراً، وبالوقود ليلاً لتفادي ارتفاع التكلفة، وفي مراحل تالية يتم إنشاء حقل شمسي ليلي لتعمل تلك المحطات بالطاقة الشمسية في ما بعد ليلاً ونهاراً ويمكن أن تلعب دوراً كبيراً في توفير الطاقة لتحلية مياه البحر. ولفت النظر إلى أن تكلفة إنشاء تلك المحطات متقاربة إلى حد كبير مع تكلفة إنشاء المحطات النووية إلا أنها لا تحتاج إلى التخلص من النفايات أو إلى التفكيك بالإضافة إلى أن فوائدها المستقبلية ستكون أفضل لحاجة أوروبا لاستيراد طاقة من الخارج، ومن الطبيعي أن تتوجه إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وليس الطاقة النووية". وأوضح أن الجزائر أيقنت تلك النقطة وبدأت بالفعل تخطط لإنشاء مثل هذه المحطات الشمسية، كما أن هناك خطًا كبيرًا للطاقة سيربط بين تونس وإيطاليا وألمانيا وسوف يتبعه توجه تونس لإنشاء محطات للطاقة المتجددة. مصر قادرة على تصدير الطاقة وفق رؤية علمية، اكد الدكتور النقراشي على أن مصر قادرة على تصدير الطاقة الشمسية إلى أوروبا إذا أنشئت محطات شمسية لتوليد الطاقة المتجددة خاصة أن الطاقة الشمسية الحرارية في مصر مضمونة المواعيد، ويمكن تخزينها لتعمل ليلاً. مؤكدًا في الوقت نفسه انعدام مخاطرها، وآثارها البيئية ضئيلة، وتتطلب استثماراً في المال العام لفترة محدودة جدًا، وتمتاز بضعف احتمال وقوع كوارث، كما أنها لا تنتج عنها مخلفات، ويمكن إعادة استعمال مواد الإنشاء أو تدويرها، وانخفاض احتمال المخاطر .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف