اقتصاد

لندن وواشنطن ترجحان سيناريو زرع قنبلة داخلها

ضربة جديدة للسياحة في مصر مع فرضية تفجير "الروسية"

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تلقت السياحة في مصر ضربة جديدة مع ترجيح بريطانيا والولايات المتحدة فرضية انفجار قنبلة ادت الى سقوط الطائرة الروسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ السياحي الشهير السبت الماضي.

القاهرة: أعلن الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية، الذي يطلق على نفسه اسم ولاية سيناء وينشط في شمال سيناء حيث عثر على حطام الطائرة، مسؤوليته عن إسقاط الطائرة السبت من دون ان يوضح كيف. ثم عاد وقال في تسجيل صوتي الاربعاء انه سيوضح "الية" اسقاطها "في الوقت الذي يريده".

وقالت بريطانيا والولايات المتحدة مساء الاربعاء إنهما ترجحان ان قنبلة وضعت على متن الطائرة قبل اقلاعها من شرم الشيخ هي السبب في تحطمها ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها معظمهم من السياح الروس الذين كانوا في طريق عودتهم الى سان بطرسبورع.

ويحذر الخبراء من مخاطر جدية على قطاع مهم من قطاعات الاقتصاد المصري واحد الموارد الرئيسة للعملات الاجنبية في البلاد.

وقال فواز جرجس الاستاذ في لندن سكول اوف ايكونوميكس في لندن "ان ما حدث يمكن ان يشكل ضربة قوية لصناعة السياحة في مصر التي عانت سابقا بشدة بسبب الاضطربات السياسية في البلاد خلال السنوات الاخيرة".

واضاف "السؤال الان هو هل سيذهب الناس الى شرم الشيخ؟".

وانضمت لوفتهانزا الالمانية الخميس الى الشركات البريطانية والايرلندية التي اعلنت تعليق رحلاتها من والى شرم الشيخ. وقررت لوفتهانزا واير فرانس الفرنسية السبت وقف تحليقهما فوق شمال سيناء حتى اشعار اخر بداعي "السلامة".

عملت مصر دوما على تسويق منتجعي الغردقة وشرم الشيخ باعتبارهما جوهرتي السياحة فيها وهما منتجعان يشتهران بشواطئهما الجميلة ويجتذبان خصوصا هواة الغطس .

وكانت كارثة الطائرة الروسية السبت الاخيرة في سلسلة من الاحداث التي هزت الثقة الدولية في الامان الذي توفره مصر للسياح.

ففي ايلول/سبتمبر الماضي، قتل ثمانية سياح مكسيكيين بالخطأ من قبل قوات الامن المصرية في الصحراء الغربية لمصر.

وفي اب/اغسطس، اعلن الفرع المصري لتنظيم القاعدة اعدام مواطن كرواتي تم خطفه بالقرب من القاهرة.

وجاءت الواقعتان بعد بضعة أشهر من احباط الشرطة محاولة اعتداء بقنبلة بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الاقصر السياحية.

&ويقول مسؤولو شركات السياحة ان كارثة الطائرة الروسية يمكن ان تكون الضربة الاكبر للسياحة حتى الان.

وقال حمادة ناجي وهو منسق رحلات سياحية في الغردقة ان "السياحة في مصر ببساطة ستموت في حال ثبت ان عملية ارهابية وراء إسقاط الطائرة".

ويقول الخبراء ان انتشار حطام الطائرة وأشلاء الضحايا على مساحة واسعة في صحراء سيناء يعني&أن الطائرة انشطرت في الجو.

- تأثير على المدى الطويل -

وقال جاك بيتر وهو مدير فنادق سافوي في شرم الشيخ لوكالة فرانس برس ان "الضرر وقع بالفعل وحتى لو تبين في نهاية المطاف ان سقوط الطائرة كان نتيجة خطأ ملاحي او مشكلة تقنية، فالناس اقتنعت بالفعل انها قنبلة" تسببت بتحطمها.

&واضاف "ليس هناك إلغاء لحجوزات حتى الان ولكننا قلقون على المديين المتوسط والطويل فالحجوزات، التي عادة ما تبدأ في هذا الوقت من العام في الصعود مع اقتراب عطلات عيد الميلاد ورأس السنة، ما زالت على حالها ولم تشهد أي زيادة".

تشكل السياحة عادة 12% من اجمالي الدخل القومي لمصر و15% من مواردها من العملات الاجنبية.

ولكن هذه الصناعة تراجعت منذ ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011 التي اسقطت حسني مبارك واعقبتها ثلاث سنوات من الاضطرابات السياسية والامنية مع تصاعد هجمات الجهاديين خصوصا في شمال سيناء.

وأضر عدم الاستقرار السياسي باقتصاد مصر وأدى الى انهيار احتياطياتها النقدية بالدولار.

والعام الماضي زار 10 ملايين سائح مصر اي اقل كثيرا من عدد سياح العام 2010 الذي بلغ 15 مليونا، بحسب الاعلام الرسمي.

وقالت شركات سياحية في روسيا السبت ان المبيعات انخفضت بنسبة تراوح بين 30% و50% في "رد فعل الصدمة" الذي اعقب تحطم الطائرة، بحسب وكالة انترفاكس الروسية نقلا عن مسؤول في قطاع السياحة.

وقال يوري بارزيكين نائب رئيس اتحاد صناعة السياحة الروسي لفرانس برس انه "كانت هناك إلغاءات في الايام الاولى (بعد الكارثة) ولكنها ليست إلغاءات كثيرة".

غير انه اضاف "اذا تأكدت فرضية العمل الارهابي فان ذلك سيثير المزيد من المخاوف".

واوضح ان خمس السياح الروس الذين يسافرون الى الخارج يذهبون الى مصر مشيرا الى ان الاضطرابات السياسية التي شهدتها مصر خلال السنوات الثلاث الاخيرة لم تؤد الى انخفاض يذكر.

شهدت شرم الشيخ تفجيرات في تموز/يوليو 2005 ادت الى مقتل 90 شخصا في واحدة من أكثر الهجمات الدامية في مصر.

وبالنسبة إلى كثيرين، فان كارثة السبت تذكر بهذه الهجمات.

&غير ان يارزيكين قال انه "لو اتخذت اجراءات امنية واعلن عنها على نطاق واسع فلن يكون هناك انهيار" في السياحة الروسية الى مصر.

وتابع "مصر هي الوجهة الرئيسة للروس ولا بديل لها في فترة الشتاء نظرا لطقسها الدافئ ومستوى وسعر الخدمات التي تقدم فيها".

شرم الشيخ .. جوهرة السياحة

يعتبر منتجع شرم المصري على البحر الاحمر حيث ينتظر الاف السياح البريطانيين اعادتهم الى بلدهم بعد تحطم الطائرة الروسية، جوهرة السياحة في مصر واحد الاماكن القليلة التي كان لايزال الطلب عليها كبيرا.

وتطغى ثلاثة ألوان على هذه المدينة الحديثة الواقعة في اقصى جنوب شبه جزيرة سيناء: لون البحر الازرق ولون الجبال الاصفر الداكن واللون الابيض للفيلات والفنادق الراقية الابيض.

بنيت شرم الشيخ قبل عشرين عاما واصبحت من اهم اماكن الغطس في العالم. وفي العام 2013، زارها 2،5 مليون سائح تحملهم العشرات من رحلات التشارتر يوميا وخصوصا من اوروبا الغربية ومن روسيا.

ومنذ ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011 التي أسقطت حسني مبارك، يقاطع السياح الغربيون المزارات السياحية لمصر الفرعونية وبقيت منتجعات البحر الاحمر، وعلى رأسها شرم الشيخ، من آخر الاماكن التي يرتادها السياح الاجانب في مصر.

اشتهرت المدينة كذلك لاستضافتها العديد من القمم والمؤتمرات الدولية خصوصا حول السلام في الشرق الاوسط.

وكان مبارك حول فيلته الفخمة فيها الى مقر ثان للرئاسة أشبه ب "كامب ديفيد" في الولايات المتحدة فاستقبل الكثير من الرؤساء والملوك فيها.

وبعد اسقاطه في 11 شباط/فبراير 2011 غادر القاهرة للاقامة في هذه الفيلا في شرم الشيخ قبل ان يتم توقيفه في نيسان/ابريل من العام نفسه ثم احالته على المحاكمة.

مثل بقية سيناء، اعادت اسرائيل شرم الشيخ الى مصر في العام 1982 بعد توقيع معاهدة السلام بينهما في العام 1979.

واطلقت منظمة اليونسكو على شرم الشيخ اسم "مدينة السلام" مع اربع مدن اخرى في العالم في العام 2002.

وفي ما بين عامي 2004 و2006 شهدت شرم الشيخ ومنتجعا طابا ودهب على البحر الاحمر موجة اعتداءات. وفي 23 تموز/يوليو 2005 اوقعت سلسلة من الاعتداءات في المدينة 90 قتيلا.

وحتى الايام الاخيرة، قاومت السياحة في شرم الشيخ تصاعد هجمات فرع تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سيناء حيث يقوم الجهاديون باعتداءات شبه يومية على قوات الجيش والشرطة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف