استحداث منشأة لتحويل 300 ألف طن نفايات إلى طاقة
القمة العالمية.. المباني تلتهم 80% من الكهرباء في الإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من أبوظبي: شهد اليوم الثالث لمناشط القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي تنظم على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، إعلان شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" عن عزمها تطوير منشأة حديثة لتحويل 300 ألف طن نفايات صلبة إلى طاقة بالتعاون مع شركة الشارقة للبيئة "بيئة".&
ستولد المنشأة 30 ميغا واط من الطاقة، إضافة إلى انطلاق معرض كفاءة استهلاك الطاقة الذي أكد خبراء مشاركون فيه أن المباني القديمة في الإمارات تلتهم 80 في المئة من الكهرباء أي ضعف المعدل العالمي، وسيحقق العزل الحراري للمباني أعلى توفير عبر تقليل تكاليف التبريد المرتفعة.
مشاركون في القمة
كما اتفق معهد "مصدر" وشركة هواوي على تطوير تطبيقات للمدن الذكية اعتمادًا على تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" لتسهم في رفع مستويات السلامة الصحية والإنتاجية والاستدامة، إلى جانب توقيع وزارة الطاقة الإماراتية اتفاقية مع معهد مصدر وشركة SKM للتكييف لتطوير مكيفات ذات كفاءة في استهلاك الطاقة من شأنها خفض استهلاك الطاقة بنحو 20 في المئة.
تفصيلًا، أوضح خبراء مشاركون في معرض كفاءة استهلاك الطاقة، الذي انطلق على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل، اليوم، أن مبادرات الحكومة الإماراتية، الهادفة إلى إخضاع المباني القديمة للتجديد وجعلها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة يمكن أن تحقق تخفيضًا كبيرًا في استهلاك الكهرباء.
العزل يرشد الاستهلاك 50%
وأفاد الرئيس التنفيذي لمجموعة "روكوول" ينس بيرغرسون، بأن التكلفة الكبرى المنفردة للطاقة في الإمارات تتمثل في تكييف الهواء، وأن العزل الحراري من شأنه تحقيق أكبر قدر من التوفير.&
وبيّن أنه على الصعيد العالمي يتراوح معدل استهلاك المباني للطاقة ما بين 30 و40 في المئة، لكن هذا المعدل يصل إلى 80 في المئة في دول مجلس التعاون الخليجي، لذا فإن إجراء عمليات تجديد للمباني بمنتجات مصممة وفق معايير تتسم بالكفاءة في استهلاك الطاقة يمكنه تقليل استهلاك الطاقة بمقدار النصف.
وأظهرت التجارب الدولية أن الدعم الحكومي القوي لعب دورًا مهمًا في تشجيع أصحاب المباني على اعتبار كفاءة الطاقة استثمارًا بدلًا من اعتبارها تكاليف غير ضرورية.
التنبؤ بمخاطر الصحة العامة
بدوره، أبرم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا اتفاقية مع شركة "هواوي" تهدف إلى التعاون في تطوير حلول تسهم في تعزيز الصحة العامة ضمن المدن، وذلك بالاعتماد على منصة تكنولوجيا "إنترنت الأشياء" لدى شركة هواوي والتطبيقات التي يوفرها معهد "مصدر"، ويسعى المشروع إلى تطوير حلول للتنبؤ والتحذير بصورة آنية من بعض المخاطر التي تؤثر على الصحة العامة لسكان المدن، ما ينعكس على تحسين الحالة الصحية.
تكنولوجيا إنترنت الأشياء
سيجري العمل على تطوير التطبيقات اعتمادًا على "منصة هواوي" الخاصة بتكنولوجيا إنترنت الأشياء، والتي تتكفل بجمع وتنظيم البيانات الواردة من أنماط عدة من أجهزة الاستشعار، وسترد البيانات من أجهزة استشعار تجارية يجري ارتداؤها ضمن الحرم الجامعي لمعهد مصدر لتوفير بيانات خاصة بأنماط الإشغال وصحة المشاركين، مثل المؤشرات الحيوية ودرجة حرارة الجسم.
تعزيز الصحة والإنتاجية
وأكدت المديرة المكلفة في معهد مصدر الدكتورة بهجت اليوسف أن هناك عوامل مناخية كالحرارة والغبار يمكن أن تكون لهما مخاطر صحية كالتسبب في أمراض الجهاز التنفسي، لذلك يمثل تسخير الإمكانات المتقدمة في مجال تحليل البيانات وتقنيات إنترنت الأشياء نهجًا مثاليًا وعمليًا يتيح جمع وربط وتحليل البيانات، بهدف تعزيز الصحة والإنتاجية.&
جانب من المشاركين في توقيع اتفاقية معهد مصدر وشركة هواوي
أضافت أن الاتفاقية من شأنها رفع مستويات الصحة والسعادة لدى المقيمين ضمن الحرم الجامعي للمعهد، إلى جانب تطوير نظم المعلومات الصحية لتحسين الوضع الصحي للجميع.
ترجمة البيانات
تمثل نظم "إنترنت الأشياء" أهم مقومات المدن الذكية الحقيقية: ويركز هذا المجال على ترجمة البيانات الواردة من مصادر متنوعة، كالأجهزة الكهربائية المنزلية والمنتجات التجارية وأي شيء يحيط بالبشر إلى معلومات ذات قيمة مضافة تعود بالنفع على قطاع الأعمال والمستهلك.&
واعتمادًا على نظام إنترنت الأشياء المتكامل ستترجم البيانات الخاصة بصحة الأفراد وأنماط الإشغال والعوامل البيئية إلى أفكار قابلة للتطبيق تمكن سكان مدينة "مصدر" من اتخاذ قرارات صحية أفضل وتعزيز الصحة والإنتاجية والاستدامة.
النفايات ستولد 30 ميغاواط طاقة
من جانبها، أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" عن عزمها تطوير منشأة حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات لتحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة بالتعاون مع شركة الشارقة للبيئة "بيئة"، وستعمل المنشأة الجديدة على تحويل 300 ألف طن من النفايات الصلبة كل عام، ما سيحول دون إرسالها إلى مكبات النفايات، وستعمل المنشأة على حرق ما يصل إلى 37.5 طنًا من النفايات الصلبة في الساعة، لتوليد 30 ميغاواط من الطاقة.
2.3 مليون طن نفايات سنويًا
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة بيئة خالد الحريمل بأن الشراكة مع "مصدر" ستفتتح آفاقًا جديدة أمام الشركة لتنفيذ المزيد من المشاريع والمبادرات النوعية التي تصب في مصلحة الإمارات، وبناء مستقبل مستدام وأخضر للأجيال المقبلة في الدولة، إذ تجمع "بيئة" كل عام حوالى 2.3 مليون طن من النفايات من نحو مليون أسرة في الشارقة، وتحول 70 في المئة من النفايات المجمعة إلى مرافق إعادة تدوير النفايات التابعة لها.
القمة العالمية لطاقة المستقبل تختتم أعمالها غدًا الخميس
"مصدر" المدينة الأكثر استدامة
وتطبق "مصدر" أفضل ممارسات إدارة النفايات في تطوير مدينة مصدر الواقعة في العاصمة أبوظبي، وهي واحدة من أكثر مدن العالم استدامة، إذ سيعمل مشروع إدارة نفايات البناء في الموقع ضمن المدينة على إعادة استخدام وتدوير مواد البناء الزائدة عن عمليات الإنشاء، بما في ذلك المعادن والبلاستيك والخشب والركام الأسمنتي.
20 % ترشيد الوقود
في سياق متصل، وقعت وزارة الطاقة الإماراتية اتفاقية مع &شركة SKM للتكييف ومعهد مصدر، لتطوير أجهزة تكييف متقدمة وذات كفاءة في استهلاك الطاقة تتلاءم والمناخ في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وتساعد الإمارات على ترشيد استهلاك الوقود بنسبة تفوق الـ 20 في المئة، إلى جانب مساهمتها في خفض تكاليف دورة حياة محطات التكييف.
50 % نصيب التكييف من الطاقة
تستهلك عمليات التكييف حاليًا 50 في المئة من طاقة الكهرباء في الإمارات، والتي يمكن أن ترتفع في أوقات الذروة في فصل الصيف إلى 75 في المئة، ومن الممكن أن يجري تصدير التكنولوجيا الجديدة إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي تتشابه مع الإمارات من ناحية طبيعة المناخ واستهلاك الطاقة، ما يسهم في دعم اقتصاد المعرفة المتنوع في الدولة.
Triple Helix يدعم اقتصاد المعرفة
وذكرت الوكيلة المساعدة لشؤون الكهرباء والطاقة النظيفة ومياه التحلية في وزارة الطاقة الإماراتية المهندسة فاطمة الفورة أن الوزارة تسعى إلى تحفيز وتسهيل البحوث التطبيقية في قطاع الطاقة في مجالات رئيسة، مثل تكييف الهواء، ووجدت الوزارة أن نظام Triple Helix نموذج فعال لتشجيع التعاون بين الصناعات والأوساط الأكاديمية والحكومية على المشاريع الرئيسة، وهذا أمر أساسي لتطوير اقتصاد معتمد على المعرفة، كما كان ينظر إليها مرارًا وتكرارًا في الاقتصادات الأكثر ابتكارًا في العالم، مبينة أن الوزارة تهدف مستقبلًا إلى تطوير المزيد من مشاريع Triple Helix بمشاركة المزيد من الصناعات والمؤسسات الأكاديمية في الإمارات.
نظمت القمة على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة
أما المديرة المكلّفة في معهد مصدر الدكتورة بهجت اليوسف فأكدت أن الاتفاقية تتماشى ومتطلبات الإمارات والمنطقة، وستساعد الدولة على خفض استهلاك الطاقة، وهي خطوة ضرورية على طريق تحقيق أهداف الاستدامة المنشودة.
خفض التكلفة للحد الأدنى
ويشير الفريق البحثي، الذي طور نظام Triple Helix، إلى أن تصميم مكيفات تشتمل على أجهزة ضغط هواء متطورة، وأجهزة تكثيف وتبخير كبيرة، وتحكم بدرجة حرارة سائل التبريد، ومراوح تكثيف متفاوتة السرعة، ومحركات عالية الكفاءة لأجهزة ضغط الهواء، من شأنه المساهمة في رفع مستوى كفاءة استهلاك الطاقة بمقدار كبير، إلى جانب خفض التكلفة إلى الحد الأدنى عبر تعويضها على المدى الطويل.
&