فرصة للخروج من الركود
موسم المهرجانات ينشّط السياحة الداخلية بالسعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
«إيلاف» من الرياض: على عكس ما كان متوقعا، لم تطل رياح التقشف مهرجانات إجازة منتصف العام بالسعودية، وهو ما ساهم في إعادة التفاؤل إلى القطاع الاقتصادي ، حيث أعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار أن جميع مناطق السعودية ستشهد ابتداء من نهاية هذا الأسبوع، انطلاق 28 مهرجانا وفعالية سياحية، وهو ما وصفه اقتصاديون بأنه فرصة للخروج من حالة الركود سيما إن إي تحسّن في السياحة الداخلية يفضي إلى تعزيز القدرة الشرائية وبالتالي انتشال الاقتصاد من الركود.
و انتهت الهيئة من الإعداد لـ 28 مهرجان تتنوع فعالياتها ما بين اجتماعية وتراثية و رياضية وترفيهية وثقافية، فضلا حيث سيقام في منطقة حائل مهرجان الصحراء الدولي، و القصيم فعاليات مهرجان ربيع بريدة، ومهرجان الغضا بعنيزة، كما يقام في مكة مهرجان الحارة المكية وفي جدة مهرجان جدة التاريخية ومهرجان هيا جدة للتسوق، وفي الطائف فعاليات قرية الكرا السياحية.
وستشهد المنطقة الشرقية خمسة مهرجانات منوعة هي مهرجان ربيع النعيرية، ومهرجان الخبر السياحي، وأحساء أكشن، وسوق القيصرية بالأحساء، وفي منطقة الحدود الشمالية يقام مهرجان الأسر المنتجة، والمخيم الربيعي وفي منطقة الجوف مهرجان الزيتون بسكاكا وبمنطقة الباحة يقام مهرجان ربيع قلوة، هذا فضلا عن مهرجانات متعددة في المدينة المنورة و ينبع و جازان و منطقة عسير وفي منطقة تبوك و أملج.
صناعة دائمة
الباحث الاقتصادي خالد الزهراني، أوضح إن المهرجانات تأتي هذه المرة بعد ركود اقتصادي و انخفاض في القدرة الشرائية بين المواطنين بسبب برامج الترشيد الحكومية ، مشيرا في حديثه لـ"ايلاف" إن المهرجانات ستكون فرصة اقتصادية لتنشيط الحركة التجارية والسياحة الداخلية، سيما إن ثمّة رابطاً قوياً بين الحركتين السياحية والتجارية، حيث إنهما يمدان يد العون لبعضهما البعض ، و اي تحسّن في السياحة الداخلية يفضي إلى تعزيز القدرة الشرائية وتنشيط الحراك التجاري و توفير فرص العمل في الوظائف الموسمية
وقال الزهراني، إن العوائد المتوقعة للمهرجانات تقارب الـ 250 مليون ريال، وذلك في فترة أسبوع واحد ، مبينا أن هذا الرقم سيتضاعف عند تحويل هذة المهرجانات إلى صناعة دائمة وليست محصورة بالإجازات ، أسوة بدول خليجية بجوارنا ، مشيرا إن تطوير المهرجانات يساهم في تنشيط السياحة الداخلية أولا والسياحة الوافدة ثانيا، سيما ان السعودية تعتبر منطقة حركة بشرية هائلة بسبب الحج والعمرة ، وبالتالي يمكن من خلال تقديم مهرجانات متطورة ، جذب ملايين المعتمرين وأيضا تحويل مسار السائحين السعوديين المغادرين للداخل.
وسيلة مهمة للترويج
من جهته قال الباحث الاقتصادي عصام الكردواي، إن المهرجانات باتت صناعة عالمية، فهي لا ترتبط بتنشيط الحراك التجاري وحسب ، بل تعتبر ايضا عنصر جذب سياحي عالمي ، مشيرا في حديثه لـ ايلاف إن المهرجانات باختلاف أشكالها تحتل مساحات واسعة من اهتمام الإعلام ، وبذلك تساهم في الترويج للوجهات والمناطق، وتثير الرغبة لدى السائح لزيارة البلد الذي يقام فيه، حتى إذا لم يحضر هذه المهرجانات، وبالتالي تعد وسيلة مهمة للترويج وللجذب في آن واحد
و اشار الكردواي ، إن رؤية 2030 تراهن على أن تكون السياحة ذات عائد اقتصادي كبير، وهو ما يحتم علينا اإقامة بنية تحتية سياحية متطورة، تتمثل في تطوير مرافق سياحية مختلفة تلبي متطلبات السياح و الارتقاء بمستوى الخدمات في القطاع الفندقي والنقل مبينا ان على المهرجانات، ان تعمل على تكوين هوية وبصمة دائمة وأضاف "هناك مهرجانات سعودية اكتسب صيتا عالميا مثل " الجنادرية" و" سوق عكاظ" و حددت هوياتها وضبطت البرمجة السنوية لدوراتها وأصبح بإمكان منظميها المراهنة على استقطاب جمهور الى فعالياتها ، فيما لا تزال مهرجانات أخرى تتلمس طريقها.
تجدر الإشارة، إن مهرجانات إجازة منتصف العام لهذه السنة، ستكون استثنائية ، حيث ستتضمن إقامة حفل غنائي يقام لأول مرة منذ سنوات ، اذ أعلنت هيئة الترفيه عن إقامة حفل غنائي سيضم محمد عبده و رابح صقر وماجد المهندس، وتحتضنه الصالة المغلقة بمدينة الملك عبدالله الرياضية، وهو حدث يعتبر الاول من نوعه منذ اكثر من 9 سنوات، حيث كانت أخر حفلة أقامها محمد عبده في الرياض عام 1988 ، فيما كانت آخر حفل له في السعودية في جدة عام 2009.