اقتصاد

الانتخابات الرئاسية في إيران: الاقتصاد هو العامل الحاسم

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع دنو يوم التصويت في الانتخابات الرئاسية الايرانية، اصبح الاقتصاد العامل الأهم بالنسبة للمرشحين الستة الذين يتنافسون على الرئاسة.

وفي سعيهم للفوز باصوات الناخبين، يعد بعض المرشحين بتوفير فرص عمل جديدة ويعد آخرون بمساعدات مادية وذلك للتصدي لأزمة البطالة التي تعصف بالبلاد.

قد يبدو لأول وهلة ان الرئيس الحالي حسن روحاني سيفوز بفترة رئاسية ثانية نظرا لسجل انجازاته، ولكن ذلك ليس بالأمر المحسوم بأي حال من الأحوال.

وكان الرئيس روحاني تمكن من ابرام اتفاق تاريخي مع القوى الدولية في عام 2015 حول برنامج ايران النووي، وهو الاتفاق الذي وضع حدا لأزمة مع الغرب استمرت لعدة سنوات.

رفعت العقوبات الدولية المفروضة على ايران نتيجة ذلك الاتفاق، ولكن الايرانيين العاديين يقولون إنهم لم يشعروا بمنافع رفع العقوبات في حياتهم اليومية.

يقول علي سعيدي، وهو وكيل عقارات يبلغ من العمر 33 عاما، "نأى كثيرون بأنفسهم عن سوق العقارات في السنتين الماضيتين، اولا بأمل ان تنخفض الاسعار بعد رفع العقوبات، والآن خوفا مما قد يحصل بعد الانتخابات. لقد هجر العديد من زملائي العمل في هذه المهنة لأن السوق ميتة."

وكان قطاع الاسكان في ايران قد انكمش بنسبة 13 في المئة في السنة المنتهية في آذار / مارس 2017، بينما نما الاقتصاد العام بنسبة 6,6 في المئة تقريبا في نفس الفترة حسب تقديرات صندوق النقد الدولي وذلك نتيجة ارتفاع صادرات النفط بعد رفع العقوبات.

يسمع الشباب في ايران من أمثال علي سعيدي الكثير من الوعود يطلقها مرشحو الرئاسة هذه الأيام.

فرئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف، وهو أحد المرشحين، وعدهم باستحداث 5 ملايين فرصة عمل جديدة في غضون 4 سنوات اذا انتخب رئيسا.

وكان الرقم القياسي لاستحداث فرص عمل جديدة في ايران في العقود الأربعة الماضية لم يتجاوز 600 الف فرصة عمل جديدة في السنة.

&

EPA يحاول المرشحون اغواء الناخبين بوعود عن فرص عمل جديدة

&

يذكر ان معدل البطالة في ايران الآن يبلغ 12,7 في المئة، الذي يمثل ارتفاعا يبلغ 1,7 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ويعني هذا المعدل ان 3,3 ملايين ايراني عاطلون تماما عن العمل.

ولكن نسبة البطالة في اوساط الشباب تبلغ الثلث، وترتفع الى النصف بالنسبة للنساء في هذه الفئة العمرية.

ويعد قليباف العاطلين عن العمل براتب شهري يبلغ 2,5 مليون ريال (66 دولارا امريكيا)، في أول بادرة من نوعها منذ اندلاع الثورة الاسلامية قبل 38 سنة.

يذكر ان هذا الوعد سيكلف 2,6 مليار دولار، ولكن قليباف لم يوضح من أين سيأتي بهذه المبالغ ولم يتطرق الى الكيفية التي سيتمكن بها من مضاعفة وتيرة استحداث فرص العمل في ايران.

السعي للحصول على الأصوات

أما المرشح ابراهيم رئيسي، وهو مرشح محسوب هو الآخر على التيار المحافظ، فقد بز قليباف بالقول إنه سيستحدث 6 ملايين فرصة عمل جديدة.

كما وعد رئيسي، رجل الدين البالغ من العمر 57 عاما والنائب العام السابق الذي يدير ضريح الإمام الرضا في مشهد شمال شرقي ايران والأموال التي يحتكم بها، بمضاعفة المساعدات المالية المقدمة الى الـ 30 في المئة من الايرانيين الاكثر فقرا ثلاث مرات.

يذكر ان الايرانيين يتسلمون مبلغا قدره 455 الف ريال شهريا للتعويض عن رفع الدعم عن الوقود. ومن شأن مضاعفة هذا المبلغ ثلاث مرات ان يكلف الخزينة 3,5 مليار دولار في السنة.

&

AFP ارتفعت نسبة البطالة في ايران في العام الماضي

&

ولم يوضح رئيسي مصدر الأموال التي وعد بها فقراء الايرانيين.

يقول أحمد علوي، وهو اقتصادي ايراني مقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم، "انهم يشبهون الذين يشاركون في مزاد. ان الاقتصاد لا يعمل بهذه الطريقة."

ويضيف "كلامهم معسول، ولكن الأمر الذي يتناساه المرشحون الشعبويون هو ان ذكريات الرئيس السابق محمود احمدي نجاد ما زالت طرية."

وكان أحمدي نجاد في الفترتين الرئاسيتين اللتين قضاهما (من 2005 الى 2013) قد دشن برنامج منح الهبات المالية بعد ان قام برفع الدعم الحكومي كما اتاح للمصالح الصغيرة الحصول على قروض زهيدة الثمن وأطلق مشاريع كبيرة لاسكان الفقراء.

ولكن عندما انتهت فترة رئاسته الثانية، كان الاقتصاد الايراني ينكمش بنسبة 7 في المئة في السنة، كما وصلت نسبة التضخم 40 في المئة. انحى أحمدي نجاد باللائمة لهذا التدهور على العقوبات الدولية، ولكن الاقتصاديين حملوا سياساته الشعبوية وادارته السيئة للاقتصاد مسؤولية ذلك.

فرصة ثانية؟

لقد تمكن الرئيس حسن روحاني من احياء النمو الاقتصادي وخفض نسبة التضخم وتحويل العجز التجاري الى فائض.

ولكن سقف التوقعات عال جدا، والسبب هو روحاني نفسه لأنه وعد الشعب الايراني بمعجزات عند رفع العقوبات.

يقول معظم العاملين في القطاع الخاص الناشئ في ايران إنهم مستعدون لمنح روحاني فرصة ثانية.

ويقول حميد حسيني، رئيس مجلس ادارة مصفاة سوروش النفطية، "نريد منه أن يرتقي بالجو العام لقطاع المال والأعمال وان يحرر الاقتصاد من مساوئ الفساد والاحتكارات والمضاربات."

حسيني عضو في غرفة التجارة والصناعة والتعدين الايرانية، وهو مؤسس اتحاد تصدير المنتجات النفطية الايراني.

ويقول إن مجموعة كبيرة من رجال اعمال القطاع الخاص قد تداعت لمساندة روحاني في الانتخابات.

واضاف "منحت حكومته المجتمع أملا برفع العقوبات وتعزيز النمو وتشجيع قطاع السياحة وجذب الاستثمارات الاجنبية، لذا ينبغي عليه ان يكون واثقا من نفسه في السباق الرئاسي."

ولكن الخيارات لبعض الايرانيين الشباب - مثل علي سعيدي - ليست بهذا الوضوح.

يقول سعيدي "كل ما يهمني ان يتحرك سوق العقارات، والمرشحون الرئيسيون هم المحامي (حسن روحاني) ورجل الدين (ابراهيم رئيسي) ورئيس البلدية (محمد باقر قليباف). سأصوت لرئيس البلدية، ولكن الفائز سيكون رجل الدين."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف