اقتصاد

بغية خفض العجز التجاري الأميركي

ترمب: لمعاملة الشركاء التجاريين بالمثل في مجال الرسوم الجمركية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف: قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة انه يعتزم فرض "رسوم جمركية على أساس المعاملة بالمثل" على الواردات القادمة من كل الشركاء التجاريين من اجل خفض العجز التجاري الأميركي.

وقال ترمب غداة اعلان عزمه فرض رسوم مرتفعة على واردات الفولاذ والألومنيوم هددت الدول المعنية بالرد عليها، "عندما يفرض بلد على واردات منتجاتنا رسوماً، لنقل 50%، وتكون الرسوم التي نفرضها نحن صفراً على المنتج نفسه الداخل إلى بلدنا، فهذا ليس عادلاً ولا ذكياً". وأضاف "سنبدأ قريباً فرض رسوم على أساس المعاملة بالمثل، وسنفرض الأمر نفسه مثلما يفرضون علينا. لا خيار مع عجز تجاري من 800 مليار دولار".

وبعد إثارة غضب شركاء اميركا التجاريين بتصريحاته حول الفولاذ والألومنيوم، يهدد اتخاذ خطوة اضافية بفرض رسوم على أساس المعاملة بالمثل على كل السلع والدول، بالقضاء تماما على أسس نظام التجارة العالمي.

ويقول اقتصاديون ان مثل هذه الخطوات تضر بالعمال الأميركيين والقطاع الصناعي، ولا سيما بقطاعي السيارات والدفاع العملاقين. وقد يتسبب ارتفاع سعر الواردات في زيادة التضخم والحد من النمو.

عندما فرض الرئيس السابق جورج دبليو بوش رسوما من 30% على الفولاذ في 2002، بينت دراسة ان ذلك تسبب بخسارة 200 ألف وظيفة أميركية. وألغيت هذه الرسوم بعد 18 شهرا عندما خسرت الولايات المتحدة دعوى امام منظمة التجارة العالمية.

وأشاد ترمب الجمعة بالحرب التجارية ردا على الغضب الدولي الذي أثاره اعلان قراره فرض رسوم جمركية اعتباراً من الأسبوع المقبل على واردات الفولاذ والألومنيوم، فيما أشاعت الأنباء قلقاً في الأسواق.

كتب ترمب في تغريدة صباحية "عندما تخسر دولة (الولايات المتحدة) مليارات الدولارات في التجارة مع كل الدول التي تتعامل معها تقريبا، فإن الحروب التجارية جيدة ومن السهل كسبها".

وكان الرئيس الاميركي أعلن الخميس عزمه ان يفرض "ولفترة طويلة" رسومًا بقيمة 25% على الفولاذ، و10% على الألومنيوم، من دون أن يحدد البلدان المستهدفة. على الأثر، أعلن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان الاتحاد الاوروبي "سيرد بقوة وفي شكل متناسب دفاعا عن مصالحه".

وقال يونكر في بيان "نأسف بشدة" للقرار الاميركي مضيفًا ان المفوضية ستعرض "في الايام المقبلة اقتراحًا باجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة تنسجم مع قواعد منظمة التجارة العالمية لاعادة التوازن الى الوضع".

أيدت ألمانيا الجمعة موقف يونكر من خلال اعلان برلين "رفضها" قرار ترمب، وفق شتيفن سيبرت المتحدث باسم انغيلا ميركل، الذي قال إن هذه الرسوم الجمركية الباهظة لن تتيح حل فائض قدرات الانتاج في قطاع التعدين على المستوى العالمي.

وفي كندا، الشريك التجاري الأول لواشنطن، حذر وزير التجارة الدولية فرنسوا فيليب شامبانيي من ان فرض أي رسوم جمركية ضد الصادرات الكندية الى الولايات المتحدة "لن يكون مقبولاً، وستكون له عواقب على جانبي الحدود".

واشارت وزارة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند الى ان الولايات المتحدة تحقق فائضًا من ملياري دولار من خلال تجارة الفولاذ مع كندا. وقالت موسكو انها "تشاطر العواصم الأوروبية القلق".

أما الصين، وهي المنتج الأول للفولاذ، ولكنها لا تصدر سوى كمية صغيرة إلى الولايات المتحدة، فلم تتطرق الى تدابير انتقامية واكتفت بدعوة واشنطن الى "الامتناع عن اتخاذ تدابير حمائية.

تراجع البورصات
أعلن عن التدابير الأميركية الجديدة، في حين يزور ليو هي، مستشار الرئيس الاقتصادي، واشنطن، حيث من المقرر ان يلتقي مسؤولين أميركيين ليس ترمب من بينهم، وفق ما علمت فرانس برس.

وحذرت تويوتا بدورها من "الزيادة الكبيرة في أسعار السيارات والشاحنات المباعة في أميركا" إذا اضطرت شركة السيارات اليابانية الى استيراد الفولاذ بأسعار مكلفة.

وكان على ترمب ان يقرر بشأن واردات الفولاذ بحلول 11 ابريل والألومنيوم بحلول 19 ابريل، علما انه يتهم الدول المنتجة بدعمها وبيعها بأسعار تقل عن كلفتها عبر ممارسة "الاغراق".

اثار اعلان ترمب المفاجئ قلق البورصات، فانخفضت بورصة وول ستريت 1,72% الخميس وطوكيو 2,5% عند الاقفال، وشهدت بورصات هونغ كونغ والصين تراجعًا ـ وبالمثل تراجعت البورصات الأوروبية من باريس إلى لندن، وسجلت بورصة فرانكفورت تراجعًا بنسبة 2% اضافية بسبب القلق على الاقتصاد الألماني.

وأعرب رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم باول عن تحفظاته ازاء سلاح العقوبات التجارية قائلا إن "الرسوم الجمركية ليست الطريقة الأمثل" وان المبادلات التجارية لها "تأثير ايجابي"بصورة عامة على الاقتصاد.

حرب تجارية
كشفت ادارة ترمب في منتصف فبراير عن ثلاثة سيناريوهات لفرض رسوم على واردات الفولاذ والالومنيوم بذريعة حماية الأمن القومي والوظائف، علمًا ان الولايات المتحدة هي اكبر مستوردي الفولاذ في العالم.

تضمن السيناريو الأول فرض رسوم على كل واردات القطاعين الاستراتيجيين، ويقترح الثاني فرض رسوم أغلظ على بعض الدول والثالث اعتماد حصص، وفق ما شرح وزير التجارة ويلبر روس.

وهناك تفكير في فرض رسوم تقل عن 24% على كل واردات الفولاذ ايًا كان مصدرها، أو رسوم تقل عن 53% على تلك الآتية من 12 بلدا بينها الصين وروسيا والبرازيل وكوريا الجنوبية وتركيا، او حصة توازي 63% على الواردات القادمة من كل بلد على أساس كميات 2017.

لا تختلف المقترحات المتعلقة بواردات الألومنيوم عنها مع رسوم عامة من 7,7% على الأقل، أو 23,6% على الأقل على تلك الآتية من الصين، وهونغ كونغ وروسيا وفنزويلا وفيتنام. وسيكون خيار الحصة 86,7% من الواردات على أساس أحجام 2017.

تثير تصريحات ترمب الخشية من حرب تجارية عالمية، لا سيما مع الصين، الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة، مع ان الفولاذ الصيني يمثل أقل من 2% من مجمل واردات الفولاذ الأميركية، التي تأتي بصورة رئيسة من كندا (16%) والبرازيل (13 %) وكوريا الجنوبية (10%).

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف