الوقت ينفذ والمفاوضات مع بروكسل تتعثر
تصاعد التوتر بين الحكومة البريطانية وشركات الأعمال بسبب ما بعد بريكست
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قبل شهرين من نهاية الفترة الانتقالية التي أعقبت بريكست في يناير الماضي، يواجه مجتمع الأعمال البريطاني حالة من الغموض بعد تعثر المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين لندن وبروكسل.
لندن: يتعيّن على الشركات البريطانية التي أنهكها كوفيد-19 الاستعداد بشكل عاجل لمواجهة تبعات فشل الاتفاق التجاري لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي تعبر عن غضبها من حكومة تتهمها بالتخلي عنها.
وقبل نحو شهرين ليس إلا من نهاية الفترة الانتقالية التي أعقبت الخروج من الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير الماضي، يواجه مجتمع الأعمال حالة من الغموض التام بعد تعثر المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين لندن وبروكسل.
وسواء تم أو لم يتم التوصل إلى اتفاق، ليس أمام الشركات من خيار سوى الاستعداد ليوم تنفيذ بريكست، ولم تكن محادثة هاتفية الثلاثاء مع الحكومة كافية حقاً لطمأنتها.
لم تكن هذه المناقشة بين 250 من قادة الأعمال ورئيس الوزراء بوريس جونسون دافئة، بل غير ناجحة وكشفت عن توترات قوية.
وشبه وزير الدولة مايكل غوف الذي حضر الاجتماع، وفقًا للصحافة البريطانية، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالانتقال وتغيير المنزل، وهي عملية قال إنها مؤلمة في البداية ولكنها مُرضية على المدى الطويل.
وشجب العديد من المشاركين الموقف "الرهيب" والذي "لا يقدر مطلقاً مخاوفهم" عندما قال رئيس الوزراء إن وباء كوفيد-19 تسبب "بكثير من عدم الاكتراث" الذي جعل الشركات غير جاهزة، كما ذكرت هيئة "بي بي سي".
وأعربت الشركات بشكل خاص عن أسفها لعدم وجود معلومات حول ما يمكن توقعه، سواء بشان الإجراءات الجمركية أو العلاقة مع مورديها على الجانب الآخر من بحر المانش.
ومن شأن التوصل لاتفاق تجاري أن يجيب على عدد كبير من التساؤلات التي ما زالت بدون إجابة، لكنه سيظل أقل فائدة من عضوية السوق الأوروبية الموحدة. وسيتعين على الشركات المصدرة اتخاذ سلسلة من الخطوات الإدارية لضمان امتثال منتجاتها للقواعد الأوروبية.
الوقت ينفد
يمكن للشركات الأكبر تحمل تكاليف استئجار فرق مخصصة للاستعداد، لكن الشركات الأصغر تسير على غير هدى، على الرغم من الحملة الإعلامية الجديدة للحكومة التي حذرتها من أن "الوقت ينفد".
إلا أن اتحاد الشركات الصغيرة الذي شارك في اللقاء مع الحكومة الثلاثاء رحب بالتزام مايكل غوف بالنظر في مساعدة الشركات للحصول على معدات أو خدمات جديدة للتكيف مع بريكست.
وقال تيموثي أدلر، رئيس موقع الاستشارات "سمولبزنس" (Smallbusiness.co.uk) لفرانس برس بأسى، "قد تمثل الشركات الصغيرة 99% من الإجمالي، ويكاد لا يوجد شخص في الحكومة لديه خبرة في الأعمال وعندما يتحدث إلى الشركات، فهو يتحدث إلى أعضاء جماعات الضغط ضمن مؤشر الشركات الكبيرة في البورصة"، التي تضم المجموعات الرئيسية المدرجة في بورصة لندن.
وأضاف أن الحكومة ربما تحاول إلقاء اللوم على الشركات في عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، لكن معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة "ليس لديها القدرة على التعامل مع الاضطرابات وهي منشغلة تماماً في محاولة النجاة" من تبعات الأزمة الصحية.
إحباط
خلال اجتماع الثلاثاء، أكد بوريس جونسون أن فريقه ملتزم "بتهيئة الظروف" حتى تتمكن الشركات من "المنافسة والنمو"، بحسب مكتبه.
لكن المسوحات التي أجريت لدى شركات الأعمال تعكس حالة من الإحباط المتزايد.
ووفقًا لمسح أجراه معهد يوغوف عبر الإنترنت وشمل 1000 شركة ونُشر الاثنين، قال الثلثان إن الحكومة لم تتواصل جيدًا بشأن خططها المتعلقة بالتجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكشفت دراسة أجراها معهد المدراء الذي يضم أصحاب الشركات أن أكثر من نصف الشركات البريطانية تخشى أن يؤدي وباء كوفيد-19 إلى مفاقمة تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.
وقالت ألي رينيسون مديرة معهد المدراء: "إن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق مخيف بالفعل، حتى من دون الاضطرار إلى التعامل مع الوباء".
وأضافت أن "هذه الاضطرابات ستتراكم الواحد تلو الأخر وستكون أكثر إيلامًا للشركات البريطانية".