اقتصاد

ديون بنحو 260 مليار يورو تشكّل تهديدًا لبقية الإقتصاد

إيفرغراند تتجنّب في اللحظة الأخيرة التخلّف عن تسديد قرض

مشاريع إيفرغراند العقارية الضخمة في هونغ كونغ. (من صفحة Christophe Barraud في تويتر)
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بكين: سدّدت شركة العقارات الصينية العملاقة والمديونة بشكل هائل "إيفرغراند" قرضًا قبل ساعات من انتهاء فترة سماح التسديد، بحسب وسيلة إعلام صينية رسمية.

وتقدَّر ديون المجموعة الصينية العملاقة بنحو 260 مليار يورو ما يشكّل تهديدًا لبقية الإقتصاد.

وبدت المجموعة المعروفة في الصين بناديها لكرة القدم "غوانغتشو اف سي" (غوانغتشو إيفرغراند سابقاً) الذي دربه في فترة ما بطل العالم الإيطالي فابيو كانافارو كأنّها غير قابلة للهزيمة قبل عدة سنوات.

غير أنّ الشركة التي قامت بتنويع واسع في أعمالها في السنوات الأخيرة تكافح منذ أسابيع لتسديد فوائد مترتّبة عليها وتسليم شقق.

في نهاية أيلول/سبتمبر لم تتمكّن المجموعة من تسديد دفعات قروض يبلغ مجموعها 131 مليون دولار (113 مليون يورو). وهذا الشهر، لم تتمكّن من الوفاء بقرض ثالث بقيمة 148 مليون دولار (127 مليون يورو). ومع ذلك، تستفيد المجموعة من فترة سماح مدتها 30 يوماً لكل قرض.

وكان الموعد الأخير لتسديد الدفعة الأولى هو 23 تشرين الأول/أكتوبر أي السبت. لكن على المجموعة أن تسدّد أيضاً 28 مليون يورو إضافية لدائنيها قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

تسديد القرض

وفاجأت الشركة المحلّلين بتسديدها 83,5 مليون دولار فوائد بحسب صحيفة سيكيوريتيز تايمز التي حصلت على المعلومة من "مصادر".

وأكّد شخص مطّلع على الصفقة لوكالة فرانس برس أنّ هذا التسديد قد حصل بالفعل.

وأثارت مخاوف انهيار شركة "إيفرغراند" هلع الأسواق العالمية في أيلول/سبتمبر. وتراجع سهم المجموعة الخميس بنسبة 10,5% لدى عودة التداول به في بورصة هونغ كونغ بعد أسبوعين من الإنقطاع.

ارتفع سهم إيفرغراند بنسبة تفوق الـ4% الجمعة عقب إعلان صحيفة سيكيوريتيز تايمز تسديد الشركة قرضها.

وبالإضافة إلى العقارات، تستثمر المجموعة في قطاعات السياحة والتكنولوجيا الرقمية والتأمين والصحة وكذلك في السيارة الكهربائية.

"ثلاثة خطوط حمر"

لكن في مواجهة تضخّم الديون في العقارات، فرض المنظّمون على القطاع "ثلاثة خطوط حمر"، تهدف إلى تقليص اللجوء إلى اقتراض المتعهّدين.

ومنذ ذلك الحين، كافحت الشركات الأكثر ضعفاً من أجل مواصلة نشاطاتها بينما تباطأت مبيعات العقارات وأسعارها بشكل حاد في الأشهر الأخيرة.

واعترفت "إيفرغراند" الشهر الماضي بأنها قد لا تكون قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها لكنها نفت أن تكون على وشك الإفلاس.

وما زاد من مخاطر إفلاس إيفرغراند هو فشلها في بيع 50,1 % من رأس مال إحدى شركاتها إلى مجموعة "هوبسون" الصينية للتطوير العقاري، في صفقة كان من شأنها أن تؤمّن لها 2,2 مليار يورو.

وخرج المصرف المركزي الصيني الجمعة عن صمته مؤكّداً أنّ الدين الهائل للمجموعة الصينية العملاقة يفترض ألّا يشكل خطراً على النظام المالي للبلاد.

إلّا أنّ البعض لا يزال غير مطمئنًا إزاء الوضع.

وتظاهر عشرات من المالكين الذين خسروا أموالهم والموردين الذين لم يتسلّموا مستحقّاتهم أمام مقر "إيفرغراند" في شينزين (جنوب الصين).

وقد يدفع الخوف من احتجاجات شعبية السلطات إلى التدخّل لإنقاذ أو إعادة هيكلة المجموعة المثقلة بالديون، حتى لو لم تعطِ بكين إشارة واضحة حتى الآن.

وقال المحلّل تشين لونغ من مكتب بلينوم في بكين إنّ ايفرغراند قد تكون قادرة على دفع هذه الفوائد كلّ أسبوعين تقريبًا"، هذه المبالغ قد لا تكون "هائلة".

ويعتقد تشين أنّ إيفرغراند تتسابق مع الوقت بانتظار "أعجوبة" أو مبادرة من بكين.

معاناة قطاع العقارات

وانخفضت أسعار الشقق الجديدة لأول مرة منذ ست سنوات في ظلّ معاناة عالمية لقطاع العقارات في ظلّ عدم ثقة المشترين في مواجهة خطر إفلاس العديد من المطوّرين.

وقالت الحكومة الصينية الأربعاء إنّ الأسعار في سبعين مدينة صينية كبيرة ومتوسطة الحجم تتّجه نحو الإنخفاض لفترة عام اعتبارًا من أيلول/سبتمبر.

وانخفضت الأسعار بمعدّل 1% تقريبًا بحسب أرقام وكالة الأنباء المالية بلومبرغ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف