اقتصاد

للحفاظ على تدفق السيولة النقدية

كريدي سويس: بنوك مركزية تتخذ إجراءات سريعة لتهدئة مخاوف المستثمرين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تحركت بنوك مركزية على المستوى العالمي للحفاظ على تدفق الائتمان بعد فترة عدم استقرار في القطاع المصرفي الأمريكي وعملية دمج بنك كريدي سويس.

فقد أعلنت ستة بنوك مركزية، من بينها بنك إنجلترا، أنها ستعمل على تعزيز تدفق الدولار الأمريكي عبر النظام المالي العالمي.

وكان بنك "يو بي أس" قد استحوذ الأحد على بنك كريدي سويس الذي يعاني من مشاكل مالية في صفقة مدعومة من الحكومة السويسرية.

وسيدخل الترتيب الخاص بالسيولة المالية من الدولار الأمريكي الذي أطلق عليه اسم "خط المبادلة" حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الاثنين.

وفي بيان مشترك، أطلق بنك إنجلترا وبنك اليابان وبنك كندا والبنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك سويسرا الوطني خطة عمل منسقة لـ "تعزيز توفر السيولة".

وقال الإعلان إن العمل المنسق يخدم "كمساند مهم لتخفيف الضغط في أسواق التمويل العالمية" ولتخفيف التأثير على توفر القروض للأسر وأنشطة الأعمال.

وبدلاً من الاقتراض من السوق المفتوح، سيكون بوسع البنوك البريطانية الذهاب مباشرة إلى بنك إنجلترا وسيكون بمقدورها الاقتراض من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وسيتم الأمر بنفس الطريقة مع البنوك في منطقة اليورو وكندا واليابان وسويسرا والولايات المتحدة.

وسيكون بإمكان البنوك الوصول إلى هذا التمويل بشكل يومي.

بنك يو بي إس يستحوذ على كريدي سويسكريدي سويس يقترض 54 مليار دولار من "المركزي السويسري" وسط مخاوف كبيرة

وقال بنك إنجلترا إن الترتيب، الذي تم تبنيه خلال الأزمة المالية في 2008 وجائحة كوفيد، سيدخل حيز التنفيذ الاثنين ويستمر حتى "نهاية إبريل/ نيسان على الأقل".

وفي اليوم الأول للتداول بعد عملية الاستحواذ الطارئة لبنك كريدي سويس، انخفضت أسعار الأسهم في البورصات الآسيوية.

ففي هونغ كونغ، انخفض مؤشر "هانغ سنغ" بحوالي 3 في المائة. وانخفض مؤشر نيكي في طوكيو بأكثر من 1 في المائة.

وقد انخفضت أسعار أسهم القطاع المصرفي عالمياً عقب انهيار بنك سيليكون فالي، على الرغم من التطمينات التي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن الولايات المتحدة ستفعل "كل ما يلزم" لحماية النظام المصرفي.

ومنذ انهيار بنك سيليكون فالي، انهار بنك "سيغنتشر" الأصغر واحتاج بنك "فيرست ريبابليك" للإنقاذ.

فقد توصل بنك تابع لشركة "نيويورك كوميونيتي بانكورب" هو بنك فلاغستار إلى صفقة مع الجهات التنظيمية للقطاع المصرفي لشراء أصول بنك "سيغنتشر"، حسبما أفادت الأحد مؤسسة ضمان الإيداع الفيدرالية الأمريكية.

وتتضمن الصفقة كافة إيداعات بنك "سيغنتشر" تقريباً، وبعض قروضه وجميع فروعه السابقة الـ 40.

EPA بنك انجلترا تحليل

فيصل إسلام

محرر الشؤون الاقتصادية في بي بي سي

يُظهر الإعلان عن "العمل المنسق" من قبل ستة من أكبر البنوك المركزية في العالم مدى خطورة تزايد القلق العام حول هشاشة النظام المصرفي العالمي.

فهذا التسهيل لم يتم استخدامه في المملكة المتحدة منذ المصاعب المالية التي وقعت في بداية جائحة كورونا قبل ثلاثة أعوام بالضبط. وهذه ليست خطوة هائلة كتلك التي اضطر بنك إنجلترا إلى اتخاذها، على سبيل المثال، بعد اعتماد الميزانية المصغرة الخريف الماضي. لكنها مؤشر واضح على أن سقوط عملاق سابق كبنك كريدي سويس قد يكون كافياً لإشعال فتيل قلق أكثر عمومية.

إن الخوف من التأثير المباشر لمشاكل بنك كريدي سويس أو بنك سيليكون فالي هو أقل من الخوف من تأثير سلسلة من العوامل المشتركة على بعض المؤسسات الأخرى. ومن الأمثلة على ذلك خروج إيداعات غير مؤمنة من بعض المؤسسات وذهابها إلى مؤسسات أكبر بسرعة مذهلة، بدون أن يضطر أي شخص لزيارة فرع مصرفي، بفضل التكنولوجيا، وبتأثير من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي. يضاف إلى هذا الاستجابة غير الواثقة من قبل بعض الجهات التنظيمية.

والصورة الأكبر هي، وكما قلت سابقاً، أن أسعار الفائدة المتصاعدة بسرعة ستعمل دائماً على تفجير بعض القنابل الموقوتة تحت بعض المؤسسات، وفي بعض الزوايا الغامضة من النظام المالي، حيث بدأ اللاعبون يصبحون أكثر اعتماداً على أسعار الفائدة المنخفضة جداً. وهذا يحدث الآن.

والأخبار المطمئنة قليلاً، على سبيل المثال هنا، هي أن البنوك البريطانية جيدة الرسملة ولديها أموال طائلة، أو كما عبر عن ذلك بنك انجلترا الأحد بأن الوضع "سليم وآمن". لكن حقيقة انضمامه إلى نظرائه حول العالم يمثل عرضاً للقوة ومحاولة لمنع المخاطر من التسرب والانتشار.

وبشكل خاص، هناك مخاوف من أن رفع أسعار الفائدة على الأموال التي تقرضها البنوك لبعضها البعض قد تصب بسرعة في الاقتصاد ويكون لها تأثير حقيقي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف