وفائي دياب .. لماذا لم ترحم حالك؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مثل نسمة عذبة، خفيفة، مرت ذكرى وفائي دياب في ذهني صباح امس الاثنين (18 ديسمبر/ كانون الاول) ... لماذا؟ لست ادري، ولم اسأل نفسي، فليس غريبا ان اتذكر وفائي الذي عملت محررا تحت ادارته عدة سنوات في "الشرق الاوسط"، وتواصلت بيننا، بعد ذلك، علاقة طيبة، حتى انني كنت اتصل به كلما زرت الكويت فيحرص من جانبه على كتّاب وزملاء: خطفك الموعد في رحلة الشتاء، يا وفائي! المجئ اليّ حيث اكون وعلى دعوتي الى عشاء او غداء.
منذ شهرين، او يزيد، هاتفني وفائي من لندن اثناء زيارته لعائلته، قال: غدا صباحا انا عائد الى الكويت. كان بودي ان اراك. قد نلتقي قريبا، ربما في عمل مشترك، فالكثير من اصحابك (يعني الكويتيين) مقبلون على اصدار صحف جديدة". واتفقنا على التواصل.
ومثل نسمة عذبة، خفيفة، مرت سريعا ذكراه وصورته (الباسمة ابدا) في ذهني صباح الاثنين ... لا ادري لماذا. بعد الظهر، اتصلت بصديقنا وزميلنا المشترك بكر عويضة فلم أجده في بيته. كنت ازمع اقتراح لقاء على فنجان قهوة. في المساء اتصل بكر بي لينقل بصوت حزين الخبر المفجع بفقدان وفائي دياب مساء السبت.
بكل ثقة واصرار استطيع القول ان وفائي دياب كان احد رموز الزمن الجميل الدارس في "الشرق الاوسط" الى جانب عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد ومحمد العوام ومحمود عطا الله وفهد الطياش ومحمود كحيل وبكر عويضة، الذين عملت معهم. حقق ذلك بمهنيته التي تجلّت خصوصا في تلقائيته وتواضعه وادبه الجم .. في روحه المرحة وضميره الصادق الصريح ككتاب مفتوح من غير دسائس او مؤامرات او ضغائن يتميز بها عادة غير المهنيين.
ومن علائم مهنيته، ان وفائي دياب كان يحمل هموم زملاء العمل، بمن فيهم السعاة والفرّاشون، كلما رأى احدهم منكبّا على عمله سعى الى التخفيف عنه بعبارته الاثيرة الشهيرة: "ارحم حالك يا زلمة". ومن هذه العلائم ايضا انه أبقى لنفسه بين الذين عملوا معه احمالا من الحب .
وفائي، هل رحمت حالك قبل ان تداهمك ازمة القلب اللعينة؟
وفائي دياب ... ارقد بسلام، محفوفا بالحب الذي تركته لنا، وابقيته بيننا.