كتَّاب إيلاف

السعودية.. بين خصومها و منصفيها؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في الذكرى السنوية الرابعة والسبعين لليوم الوطني السعودي والذي هو يوم توحيد الجزيرة العربية لأول مرة منذ قرون طويلة تحت الراية السعودية مما أهلها لدخول العصر الحديث بجدارة ومفارقة العصر الجاهلي التي كانت تعيش في، وتوديع العزلة التاريخية التي كانت أسيرة لها منذ أن تأسست الحواضر والأمصار خارج نطاق الجزيرة العربية وتحديدا منذ أن نقل الخليفة الراشدي الرابع الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة في العراق بموجب متطلبات إدارة الصراعات العسكرية والحرب الأهلية الإسلامية التي نشأت وقتها !، أقول في تلك المناسبة الجليلة بل والتاريخية كتبت مقالا أحيي فيه وحدة الجزيرة العربية (إيلاف 16 سبتمبر 2006) وأذكر فيه الإيجابيات دون إغفال جوانب النقص في التجربة السعودية !، فماذا كان رد الفعل؟ رغم أنني لا أتوقف كثيرا عند التعليقات ولا تهزني الإتهامات الظالمة والدعايات الرخيصة الخبيثة التي هي أفضل ما أنتجه العقل العربي في تاريخه الطويل الحافل بالهزائم والإنكسارات والخيبة و (طيحان الحظ)!!؟ لقد تهاطلت علي الإتهامات بالعمالة والطائفية والقبض والدفع والرشاوي!!؟ وكتب أحدهم متهما إياي مباشرة بكوني مرتزق؟ ولربما صهيوني وإمبريالي... إلى آخر تلك التعابير الرخيصة والمعبرة عن لسان حال ونفسية كاتبيها؟ والغريب أنه في ظل تمتعنا بأجواء الحرية شبه المطلقة في (إيلاف) و بغياب الرقابة السخيفة أو مصادرة الآراء فإن بعض القراء قد نصبوا أنفسهم ضباطا للأمن والمخابرات يحصون على الكتاب أنفاسهم ويحاسبون آرائهم؟ بل ويصدرون الأحكام وغالبا ما تكون الإدانة والتخوين وبقية العبارات السخيفة العقيمة المريضة ! وعدتهم العقابية المتوفرة بين أياديهم هي لغة الإتهامات والتجريح والتشوية وإطلاق الإفتراءات الظالمة دون تثبت ولا دليل مخالفين الحد الأدنى من تعاليمهم الدينية إذا كانوا مسلمين؟ أو حتى بوذيين وهندوس ! وموزعين صكوك الغفران والتقوى على الآخرين ! ملطخين سمعة أهل الآراء الحرة في الطين بأسمائهم الوهمية ومسمياتهم الهزلية وناشرين للفتنة والعداوة والبغضاء بين الشعوب العربية ومن منطلقات وأهداف مختلفة، فذلك يساري مترسب من عصر الشيوعية المنقرضة لا يعجبه النظام السعودي المحافظ؟ وذلك شيعي مغالي و متعصب لا يطيق الوهابيين؟ وآخر سني متطرف يخاصم السعودية لمحاربتها لإرهاب الجماعات السلفية؟ وذاك سلفي متحجر وتكفيري لا تروق له سياسة الإنفتاح السعودية المتدرجة؟ وآخر يعناش على ذكريات حروب عبد الناصر وصدام ضد السعودية في غابر الأيام، ولم أفاجأ طبعا بحجم العداء الشعبي العربي للمملكة العربية السعودية بل لمجمل التجربة السعودية؟ فذلك من عزم الأمور، ومن طبائع الأحوال، فالمواطن العربي ملقن منذ أيامه الأولى على العداء ضد كل ما هو خليجي أو سعودي رغم أن الخليجيين والسعوديين ليسوا وحدهم من يمتلك البترول ولكنهم عرفوا كيف يوظفون عوائد ذلك البترول و ينقلوا شعوبهم من العصر الجاهلي للعصور الحديثة؟ وعرفوا كيف يوزعون فوائض الثروة رغم الكثير من السلبيات بطريقة تضمن الراحة لمواطنيهم؟ في ظل إستقرار سياسي ونهضة تنموية لم تخل من منغصات ولكنها طيبة ومستمرة، والبترول كما أعلم ويعلم الجميع متوفر في العراق وسوريا وليبيا والجزائر واليمن ولم يلعن أحد تلك الشعوب أو يخاصمها لأنها إمتلكت الثروة البترولية ولم تحسن التعامل معها بل صرفتها في الشفط والسلب والنهب ومشاريع الحروب وتمويل المؤامرات؟ والعجيب أنه ما أن يتصدى كاتب ما لذكر بعض إيجابيات التجارب الخليجية المدهشة حتى تنتفض الأفاعي والعقارب لتبث سموم الإتهامات الرخيصة الظالمة و خصوصا في جانبها السهل وهو الدفع والقبض والرشوة؟ وبقدر تعلق الأمر بشخصي المتواضع يهمني التأكيد على جملة من الأمور التالية :
لم يسبق لي زيارة السعودية في حياتي؟ ولم أؤد حتى مناسك الحج أو العمرة لضيق ذات اليد، وإرتباطا بذلك فإنه يهمني التأكيد على عدم معرفتي بأي مسؤول سعودي ومن أي مستوى سواءا في أجهزة الإعلام أو غيرها؟ كما أنني أتحدى من يوجه لي تهمة القبض من أي طرف؟ ولو كنت رخيصا أبحث عن المال على حساب دماء الشعوب لدخلت ضمن جوقة مرتزقة الكتاب الأخضر لصاحبه العقيد الشاعر الهمام وحصلت على ما أريد؟ ولساهمت أيضا في الزفة الإعلامية التي كان يقيمها النظام العراقي البائد وحصلت على مبتغاي، والطريق للإرتزاق سهلة وأسهل مما يتصور البعض؟ وأكرر تحدياتي لكل من يستطيع أن يثبت كوني قد تقاضيت أي مبلغ أو منحة أو هبة أو هدية من أي طرف سعودي؟ حتى البلد الكريم والطيب الذي أعيش فيه وهو النرويج لا توجد فيه سفارة سعودية ولا أي سفارة خليجية أخرى؟؟ فما هو موجود سفارات لدول لا تدفع؟ مثل مصر والمغرب وتونس!! فعن أي قبض يتحدثون؟ ثم وهنالك نقطة جوهرية تتمثل في كون السعودية ليست بحاجة لمديح أو تملق مني ولا من غيري، فهي تمتلك من الوسائل الإعلامية الأرضية والفضائية ما يغنيها عن كل ذلك التوسل الرخيص؟ ولكنها عقلية المؤامرة العربية وترويج الأكاذيب التي جعلت من أمتنا العربية مهزلة الأمم الحية؟... فياحبذا لو وجهت جيوش الحقد طاقاتها نحو إصلاح حال شعوبها.. فقد يتغير الموقف والحال وقتها؟ ولكن هيهات فالإناء ينضح بما فيه وستظل عقلية الدجل هي عدة بعض العرب لدخول القرن الحادي والعشرين!!. وستظل السعودية وبقية دول الخليج غير الطاردة لشعوبها هدفا عدوانيا سهلا لكل الأفاعي والعقارب والمرضى النفسيين وهم جيوش جرارة في عالمنا العربي السعيد؟ فإذا كنت تريد أن تكون ثوريا وتدخل التاريخ فما عليك سوى شتم السعودية وجاراتها الخليجيات ليتحقق الهدف؟.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.

dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف