صديقي بين حانا ومانا: ردا على مقال النابلسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يقول صديقي العزيز في مقاله: " وكان من ضمن هؤلاء الأصدقاء الكتّاب الأقباط وهم أربعة أو خمسة ممن يكتبون أسبوعياً في "إيلاف". حيث أصبحت "إيلاف" بالنسبة لهم بمثابة "حائط مبكى"."
لست أدري أولاً لماذا يعتبر صديقنا عرض هؤلاء الكتاب الأربعة أو الخمسة -الذين لم ينظر إليهم إلا من نافذة طائفية- لما يؤرقهم بمثابة بكاء يلزمه حائط مبكى، ولماذا في نظره لا تعتبر كتاباتهم من منطلق العرض لوجهة نظرهم، في أحوال تستدعي البكاء من الجميع، وليس فقط من كتاب إيلاف الأقباط، وكأن الكتاب المسلمين في غاية الحبور والسعادة مما يجري في منطقتنا، ويأتي الأقباط بنواحهم وعويلهم، ليفسدوا عليهم بهجتهم، وما يمرحون فيه من سعادة ورغد في العيش؟
ولست أدري لماذا شاء صديقي أن يوجه نقده عاماً وطائفياً، ليطال كل قبطي يكتب في إيلاف، ولم يشأ أن يكون منصفاً، وأن يتوجه بالنقد مباشرة، إلى الكاتب الذي يرى وجوب توجيه النقد إليه، إلا إذا كان هؤلاء الأقباط أقل في نظره من أن يواجه كل منهم على حده، وأنه لضيق وقته الثمين، قرر أن يأخذهم معاً جملة، حتى لو كان بتعميمه، يشوه زملاء له، لم يسبق لهم إلا أن قدموا له وافر الاحترام والتوقير، واجتهدوا قدر ما يستطيعون أن يقدموا للقراء معالجة منطقية ومحترمة.
يقول صديقي العزيز: " بعض الإخوة الكتّاب الأقباط، قد هاجموا الإسلام بسطحية وانفعالية هجينة"، وأنا أشكره لأنه تذكر هنا وأخيراً استخدام كلمة "بعض"، وإلا كان من حقي شخصياً أن أتهمه بالسب والقذف، أو بالتحريض ضد شخصي الضعيف.. وربما هو نقص في معلوماتي، الذي يدعوني للتساؤل، إن كان هناك من يفعل ذلك حقاً في موقعنا إيلاف، فمواقع الإنترنت مليئة بالسخافات وازدراء جميع الأديان، كما هي مليئة أيضاً بالخرافات والجنس المبتذل والدعوة إلى الإرهاب والتعليم لفنونه.. لكنني فعلاً لم أقرأ في إيلاف ما يمس الأديان، سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، وإن كان هناك نقد لبعض المؤمنين بتفسيرات متشددة لهذه الأديان، وشتان بين نقد الدين، ونقد المتدينين، وأعتقد أن صديقي يعي هذا الفرق جيداً.
يحرص صديقي على تذكير الأقباط النائحين الباكين بأنه يتفضل بمساندة الأقباط، قائلاً: " كنتُ، وما زلتُ، وسأظلُ إلى الأبد، مؤيداً ومناصراً لمطالب الأقباط الوطنية، في حقهم بالمواطنة الكاملة في وطنهم مصر، انطلاقاً من ليبراليتي"، وهذا فضل عظيم منه، يستحق عليه وافر الثناء، وإن كان موقفه هذا، لا يعطيه الحق في التصنيف الطائفي، والتعميم المخل والمعيب، ثم التحريض ضد الكتاب الأقباط، وهذا أقل ما يقال عن ذلك المقال المؤسف.
يعود صديقنا لينسى أن هناك في اللغة العربية كلمة "بعض"، ليسدر في تعميماته قائلاً: "المثقفون والكتّاب الأقباط في الخارج، لا يفتأون هنا في "إيلاف" وفي غيرها من الوسائل الإعلامية، يسخرون من الإسلام ونصوصه"، وأنا أقول له، لماذا يا صديقي لم توجه نقداً قوياً وحاسماً لمن يكتب في إيلاف كلمات بنطبق عليها وصفك، ولماذا تنتظر حتى يصبح من يكتبون تلك الكلمات المشينة أكثر من قدرتك على حصرهم؟
أما من يكتبون بالنهج الذي أشار إليه صديقنا خارج إيلاف، فهم بلاشك كثيرون، كما أن هناك من جميع الأديان من يزدرون بأديان غيرهم، فالساحة الافتراضية فوضى عارمة، وليس الأمر فيها أمر كتاب أقباط، بل هي ظاهرة عامة، ترجع بالأساس لإساءة استخدام الحرية، وإلى العقلية الفاشية المتعصبة لشعوبنا، باختلاف انتماءاتها الدينية.. لو أنصف صديقنا، وأراد أن يخرس السفاء الذين يتطاولون على الأديان، فعليه أن يتوجه إلى ياهو وجوجل، ليفرضوا رقابة صارمة على كل ما يكتب، في المواقع والمدونات والمنتديات وغيرها، ولا مانع أيضاً من مطاردة الكتابات الإباحية والجنسية، التي تفسد أخلاق شبابنا وتحرضهم على الفسق والفجور، وربما أنضم معه في دعواه هذه إن شاء أن يرفعها، على ألا يتهم الأقباط وحدهم، بما رماهم به من سفه، فالموضوع ليس طائفياً ولا قبطياً، كما أنه غير إسلامي، الموضوع يا صديقي هو تردي الثقافة في بلادنا، وأنت قد اعترفت في مقالك بهذا، ومع ذلك صغت المقال بطريقة طائفية محزنة!!
يحزنني أن أعجز عن فهم المنطق الذي يتحدث به صديقي د. شاكر، فهو في معرض حديثه عن بعض ما يتناوله، من يصر على تصنيفهم ككتاب أقباط، يقول: "وبعض المثقفين المسلمين، هاجموا، وانتقدوا، بشدة هذه الفتاوى الصبيانية، قبل أن ينتقدها أي كاتب قبطي، ويسخر منها، ويُسخِّرها للسخرية من الإسلام. ولكن الكتّاب الأقباط لا يوفرون فتوى أو مناسبة لمهاجمة الإسلام".. وأنا أسأل صديقي العزيز، لماذا تعتبر ما كتبه مثقفون مسلمون هو مجرد "نقد"، في حين تعتبر ما كتبه كتاب أقباط مهاجمة للإسلام، مع ملاحظة أنك تلقب هؤلاء بالكتاب، وتصنيف الكاتب، يختلف عن تصنيف أصحاب البذاءات على شبكة الإنترنت، فهؤلاء الأخيرين لا اعتبار لهم، فالسفاهة حق لكل سفيه على سطح الكرة الأرضية، أما من تعتبرهم "كتاب"، فكان الأولى بك يا صديقي أن تراجع كل منهم، إن لم يكن للفت انتباهه لما زل فيه، فلتحذيره من أنه حاد عن خط الكتابة الوقورة، وسلك طريق السفهاء؟!!
أم هي الحساسية الزائدة والعقلية الطائفية، التي تدفع إلى عدم احتمال الاستماع أو القراءة لقبطي، حتى لو كان أشد حرصاً وتحسباً في كتاباته، من جميع من يكتبون من إخوانه المسلمين؟!
يقول صديقي: "أن المتلقي العربي والعالمي في حيرة من أمر الأقباط في مصر. فالأقباط في مصر ليسوا كلمة واحدة، وليسوا موقفاً واحداً.....ونحن الكتّاب أصدقاؤهم، حائرون بين (حانا ومانا)."
يؤلمني بحق أن يقع صديقي في الحيرة، خاصة إذا كانت تلك الحيرة بين (حانا ومانا) كما يقول، وقانا الله جميعاً شر (حانا ومانا) هذه.. ورغم أني لا أعرف حقيقة، ماهي (حانا ومانا) بالتحديد، إلا أنني قلت لنفسي أنها ربما "التعدد في الرأي والرؤية"، رغم أن هذا التعريف يتناقض مع ليبرالية صديقي العزيز، والتي تنادي بالتعدد، وتشجب محاولة فرض الرأي الواحد، خاصة أن صديقي قد نجح في تشخيص سياق تلك الرؤى المتعددة، حيث نسب بعضها إلى سياق تحالف الكنيسة وقياداتها مع النظام الحاكم، والبعض الآخر إلى أقباط المهجر، الذين يعيشون في بلاد الحرية، التي تتيح لكل شخص أن يعبر عن نفسه بصدق وصراحة.
الحل الوحيد الذي أقترحه على صديقي، للخروج من براثن (حانا ومانا)، ويوحد الأقباط دوناً عن جميع الشعوب والجماعات، الدائبة الاختلاف في الرؤى، أن يوحد السياق الذي يتحدث فيه الجميع، فيوفر للكنيسة القبطية وقادتها بيئة حرة وديموقراطية بحق، تماثل البيئة التي يعيش فيها أقباط المهجر، أو أن يعمل على سيادة الشمولية والاستبداد الشرقي في بلاد المهجر، حتى وإن كان على د. شاكر في هذه الحالة أن يقصف قلمه، أو أن يكتب نفاقاً كالذي يضطر كتاب الشرق إلى اقترافه.
أتمنى أن أكون قد أسأت قراءة وفهم هذا المقال، فاعتزازي بما يكتبه د. شاكر النابلسي كبير، وسأكون شاكراً له، لو تفضل بتوضيح علني لما قد يكون قد اخنلط علي في هذا المقال، خاصة وأن مثل هذا الاختلاط لابد وأن يكون قد حدث لدى كثيرين.
kghobrial@yahoo.com
التعليقات
عندما يغيب الفكر
بهاء -رغم أني أختلف كثيرا مع كتابات مجدي خليل إلا أني أقدر منطقه وطريقة طرحه التي تبتعد عن التعميم الظالم والفرض المقدس وهنا الفرق الأساسي بين الكتابة انطلاقا من قاعدة فكرية قوية لا تلغي غيرها وترى الآخر، وبين الكتابة انطلاقا من أهواء شخصية تقدس نفسها ولا تحترم الآخر.
عندما يغيب الفكر
بهاء -رغم أني أختلف كثيرا مع كتابات مجدي خليل إلا أني أقدر منطقه وطريقة طرحه التي تبتعد عن التعميم الظالم والفرض المقدس وهنا الفرق الأساسي بين الكتابة انطلاقا من قاعدة فكرية قوية لا تلغي غيرها وترى الآخر، وبين الكتابة انطلاقا من أهواء شخصية تقدس نفسها ولا تحترم الآخر.
حريص ....
مسلم من السعودية ... -يا دكاتره ...انتبهوا .. وبعدين هدوا الأوضاع وانبسطوا ترى العيد بكرة ان شاء الله نفرح وننبسط ونستانس ونولع الالعاب النارية وانتم ..بلشانيين قبطي ومسلم وسني شيعي ومدري ايش ......خلاص كلكم معزومين عندي في عرعر سواء كنت مسلم مسيحي ان شاء الله بوذي كلكم معزومين عندي على فطور العيد صباحاً
ال مسلم من السعودية
George Rizkalla -كل سنه وأنت طيب ينعاد عليك بالخير عيد مبارك
ال مسلم من السعودية
George Rizkalla -كل سنه وأنت طيب ينعاد عليك بالخير عيد مبارك
الى مسلم من السعودية
زنفل -تحية خاصة لك اخي العزيز و كل عام انت و الاسرة الكريمة بخير و سعادة .
الى مسلم من السعودية
زنفل -تحية خاصة لك اخي العزيز و كل عام انت و الاسرة الكريمة بخير و سعادة .
عيد سعيد
emad -كل عام وكل اخوتنا المسلمين بالف خير -حفظ الله مصر والعالم من كل فتنة
عذرا للخطأ
بهاء -قصدت السيد كمال غبريال
عيد سعيد
emad -كل عام وكل اخوتنا المسلمين بالف خير -حفظ الله مصر والعالم من كل فتنة
الارهاب
احمد الجعافره -لا ادري لماذا وقع الدكتور شاكر النابلسي بين حانا ومانا فالاصل ان يكون قادرا على اتخاذ موقف مع احد الرأين المعارضين للتوريث والموافقين عليه من اعزائنا الاقباط فلا يعقل ان يصطف جميع الاقباط في جهة واحد ونحن نعرف ذالك من آراء قيادتهم السياسيه والفكريه فلأن صمتت بعض هذه القيادات المعارضه للتوريث بعض الوقت هذا لايعني اقرارهم بما يقوم به شنوده الذي تعرف انت وغيرك انه لا يمثل جميع الاقباط في مصر والمهجر
ريحة مسك
حنا -قسما عظما يا مسلم من السعودية انك مسلم وريحتك مسك و كل عام وانت طيب
الارهاب
احمد الجعافره -لا ادري لماذا وقع الدكتور شاكر النابلسي بين حانا ومانا فالاصل ان يكون قادرا على اتخاذ موقف مع احد الرأين المعارضين للتوريث والموافقين عليه من اعزائنا الاقباط فلا يعقل ان يصطف جميع الاقباط في جهة واحد ونحن نعرف ذالك من آراء قيادتهم السياسيه والفكريه فلأن صمتت بعض هذه القيادات المعارضه للتوريث بعض الوقت هذا لايعني اقرارهم بما يقوم به شنوده الذي تعرف انت وغيرك انه لا يمثل جميع الاقباط في مصر والمهجر
الحريات في المهجر
كركوك أوغلوا -وما لدينا ينطبق عليها المثل :- شتان ما بين الثرى والثرية !!..حتى البابا شنودة كان قد نفي بأمر السادات ولسنوات , فكيف له أن يختلف مع مبارك ؟؟!!..
كاتب يمجد الرقابة
علي أمزيغ -ينصح الكاتب صديقه ;الكبير والعزيز ;، شاكر النابلسي، أن يتوجه إلى ;ياهو وجوجل، ليفرضوا رقابة صارمة على كل ما يكتب، في المواقع والمدونات والمنتديات وغيرها، ولا مانع أيضاً من مطاردة الكتابات الإباحية والجنسية، التي تفسد أخلاق شبابنا وتحرضهم على الفسق والفجور، وربما أنضم معه في دعواه هذه إن شاء أن يرفعها ;.أهذه هي رؤيتك للحرية يا سيد غابريال؟ يبدو أن العرب، مسلمين ومسيحيين، من كل المذاهب، استحلوا الرقابة من نظم الحكم في بلدانهم، ويطمحون إلى تعميمها في العالم! ألا يطمح الكثير من الإسلاميين إلى أسلمة القوانين في عدد من البلدان الأوروبية، التي يعتبرونها دار حرب ، بعد أن منحتهم الملجأ والخبز وحرية التعبير؟!
الحريات في المهجر
كركوك أوغلوا -وما لدينا ينطبق عليها المثل :- شتان ما بين الثرى والثرية !!..حتى البابا شنودة كان قد نفي بأمر السادات ولسنوات , فكيف له أن يختلف مع مبارك ؟؟!!..
أفضل تعليق من مسلم ا
مصرى وبس -من أفضل التعليقات التى قرأتها فى حياتى هو تعليق الأخ المسلم من السعودية. كلمة بسيطة فى مكان ضعيف الإقبال ولكن الكلمة تحمل معانى الحب والإنسانية... تحياتى وكل عام وأنت ياعزيزى المسلم الذى من السعودية ومعك كل المسلمين الطيبين بخير وسلام.
أفضل تعليق من مسلم ا
مصرى وبس -من أفضل التعليقات التى قرأتها فى حياتى هو تعليق الأخ المسلم من السعودية. كلمة بسيطة فى مكان ضعيف الإقبال ولكن الكلمة تحمل معانى الحب والإنسانية... تحياتى وكل عام وأنت ياعزيزى المسلم الذى من السعودية ومعك كل المسلمين الطيبين بخير وسلام.
إلي كركوك اوغلو
المشاغب -انا في حيرة من امرك هل انت مسيحي ام علماني ام لاديني ام ماذا ؟؟ وأنا لااتفق معك في قولك (حتى البابا شنودة كان قد نفي بأمر السادات ولسنوات , فكيف له أن يختلف مع مبارك ؟؟!!) لان البابا شنودة لم يجبره أحد علي الاصطفاف في صف النظام الظالم الذي في رأي الكثير من المصريين السبب في تردي الاوضاع إلي جانب تأييد التوريث الذي يرفضه معظم المصريين ، كما أن احدا لايستطيع اجباره علي مالايريد حتي ولو كان رئيس الدولة ولعل رفضه تنفيذ احكام القضاء الخاصة باعطاء الالاف من المسيحيين الحق في الطلاق والاذن بالزواج الثاني خير دليل علي أنه اصبح دولة داخل الدولة وتصريحه الشهير (لااحد يمكنه اجبارنا علي مايتعارض مع الانجيل )يؤكد ذلك،إلي جانب اصراره علي تحدي الدولة واستلام السيدة وفاء قسطنطين زوجة راهب كنيسة ابو المطامير بمحافظة البحيرة التي اسلمت وحبسها بقرار منه في دير وادي النطرون وهناك معلومات تؤكد تعرضها للقتل في هذا الدير ويرفض السماح للحقوقيين برؤيتها للتأكد من نبأ قتلها من عدمه، ومن هنا فهو الاصطفاف مع النظام يعتبر نوعا من الانتهازية وفي نفس الوقت التغطية علي قيامه بتوزيع الادوار فهو يصطف إلي جانب النظام ورغبته في التوريث وفي نفس الوقت يغض الطرف تشجيعا للمظاهرات التي ينظمها اقباط المهجر التي شارك فيها رجال دين من الكنيسة المصرية الارثوذكسية وتربيطاتهم مع اعضاء في الكونجرس الامريكي لاتخاذ اجراءات ضد وطنهم مصر ولعل قرار الكونجرس رقم 1303 يعد دليلا دامغا ونوعا من الضغط واستعجالا للتدخل الاجنبي في مصر علي غرار العراق !!!
أهلا وسهلا ...
مسلم من السعودية .. -هلا هلا بكم جميعا ..... وكل عام والأمة العربية والأسلامية والبشر كلهم بخير إن شاء الله ..... شكرا لكم ....واهم شي (((هدوا الأوضاع)) .
أهلا وسهلا ...
مسلم من السعودية .. -هلا هلا بكم جميعا ..... وكل عام والأمة العربية والأسلامية والبشر كلهم بخير إن شاء الله ..... شكرا لكم ....واهم شي (((هدوا الأوضاع)) .