كتَّاب إيلاف

المياه الدافئة تشوي الجسد العراقي والسوري

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حلم روسيا القديم والمتوسط والحديث الوصول الى المياه الدافئة ، تورطها في افغانستان كان لهذا الغرض البعيد ، حربها اليوم الى جانب بشار الاسد لذات الغرض ، البحر المتوسط بالنسبة لامريكا خط احمر بطبيعة الحال ، فالبحر الابيض يتصل بالمحيط الاطلسي ، الذي يعتبر من ركائز اي استراتيجية تهدف احكام السيطرة على تجارة العالم ، تركيا ترى في البحر المتوسط مرفاها الى اوربا ، ايران ومنذ انبثاق الثورة الاسلامية تحلم بذلك ، تواجدها في لبنان بهذا الثقل ، ودعمها لبشار الاسد ، ونفوذها المتجذر والقوي في العراق لانها تحلم بالوصول الى المياه الدافئة هذه ، رغم مكاسبها العرضية في العراق التي تاتي على طريق الهدف البعيد  .

اليوم ، هناك معركة طاحنة في الموصل ، لانها بوصلة التواصل بين تركيا وهذه المياه اللعينة ، ولان ايران تريد ان تحمي خط تواصلها مع بشارالاسد عبر الموصل ، ام الربيعين ، نينوى المنكوبة ...

الحرب في الموصل صراع من اجل الظفر بشاطيء المتوسط ، طرطوس حلم روسيا ، الساحل فيما كان لروسيا فيه قاعدة او قواعد عسكرية ، فإن اسرائيل سوف تقوم قيامتها ، وتركيا فيما تمكنت من الساحل ، نقطة على الساحل ، في سوريا، فان حزب الله وايران قبل ذلك تصاب بالجنون والهلع ، وإذن الموصل اليوم تقرر مصير الجغرافية ومن ثم حركة التاريخ.

روسيا تحارب من اجل هذا الغرض مباشرة ، داخل سوريا ، معها  حزب الله  بكل ثقله ، كذلك بعض الفصائل الشيعية العراقية ، على ان هنا بعض المفارقات التي سوف تعلل سبب اختياري لهذا العنوان ...

الاولى : ان روسيا دخلت الحرب جويا ، وليس بريا ، وبحريا للتهويل والتهديد .

الثانية : ايران ترعى قوات النظام وحزب الله وبعض الفصائل الشيعية ، تمدهم بالسلاح والخبراء وبعض المقاتلين ولكن بمنسوب جدا قليل ، يكان ان يكون رمزيا .

تركيا كما نعرف على علاقة بصميم ما يجري في الموصل ، لا يمكن ان تسمح بنفوذ ايراني عبر  آخرين في الموصل ، لذلك تصر على مشاركة فعلية للقتال في الموصل ، بحجة محاربة داعش ،ولكنها تصرح ايضا وبشكل صارخ ،انها تريد ان تشارك في تحرير الموصل خوفا من نفوذ طائفي طاريئ ، وتقصد بذلك نفوذ ايراني ، ولتركيا اجندها الخارجية ايضا في هذه المهمة، فهي تسلح وتساند كثيرا من الفصائل المسلحة  المعادية للنظام، وتغذي الكثير من القوى الداعشية بالمال والسلاح ، وفيما ارادت الاشتراك الفعلي ، فهي تحاذر الى حد كبير المجازفة البرية ، بل سوف يكون سلاح الطيران هو المتسيد في استراتيجيتها هو المتسيد  لامد طويل ، هناك المملكة العربية السعودية ايضا ، تمد انصارها ومن يؤمن بقيادتها لمواجهة اي نفوذ  ايراني في الموصل ، وهنا ايضا مفارقة ، ومفارقة كبيرة .

صحيح ان تركيا تريد بل تصر على القتال او المشاركة في تحرير الموصل ، ولكن يبدو ان هذه المشاركة عبر غيرها ، من اكراد وتركمان وعرب ، سوريين وعراقيين بالدرجة الاولى .

الولايات المتحدة الامريكية تراقب ، يبدو انها لحد هذه اللحظة مطمئة ان الخطر الروسي لم يترسخ بعد على الشاطيئ اللعين ، ولكن لها فلسفتها الخطيرة تجاه كل ما يجري هنا ، فهي تريد تحرير الموصل من داعش ، ولكن تسمح لها بل توفر لها كل مستلزمات الانتقال الى سوريا ، حيث ادامة القتال والحرب الداخلية في هذا البلد المنكوب ، ربما تدعم تركيا في موقفها من بعض الاكراد السوريين الذين يفكرون في امتيازات كبيرة في مستقبل سوريا وهو الامر الذي ترفضه تركيا جملة وتفصيلا ، وتركيا تفكر جديا بالمنطقة العازلة  ، وهي ملجا للسوريين الهاربين من جحيم الحرب الداخلية ، وكثير من الاكراد لسبب من الاسباب ، تريدهم جيشا احتياطا للقتال في سوريا وشمالها ، ضد الاسد وضد الاكراد الانفصاليين ، حزب العمال الكردستاني  

 وبالتالي ،ان امريكا تراقب وتساهم بما يمليه عليها مصالحها ، ولكن عدتها في ذلك سلاح جو ، التحالف العالمي لمحاربة الارهاب ، ومقاتلين بالوكالة ، هنا او هناك .

ما هو حاصل هذا المشهد بكل تعقيداته ، اوما هو ابرز النتائج من كل هذا المشهد الدرامي المخيف ؟

يبدو لا انتصار نهائي لهذا الطرف أو ذاك ، اقصد اللاعبين الكبار ، امريكا وروسيا بالدرجة الاولى ، وتركيا وايران بالدرجة الثانية ، ولكن النتيجة الاخطر ، الماساة حقا ، ان مياه المتوسط سوف تمتليء  بالجثث العراقية والسورية ، اننا عراقون وسوريون ضيوف مستمرون في قاع البحر الابيض المتوسط ، فكما يبدو ان حيتان هذا البحر على علاقة تعاقد بينها وبين اللاعبين الكبار وفي الظل اللاعبين الصغار ,

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اجمل البحار لعين ؟
جبار ياسين -

لماذا يصب الكاتب غضبه على البحر الأبيض المتوسط . أوسط ابحار واجملها ، فارزة القارات التي تجعلها واحدة في عبارة التاريخ . اذكرو داريوس والمعارك البحرية بين الفرس والأغريق منذ القرن الخامس قبل الميلاد . لا جديد على شواطئ هذا البحر . الجميع يريد الوصول اليه . والجميع على حق ، فهو اجمل البحار .

تشوي؟
سعيد سالم -

المياه تسلق يا غالب ولا تشوي!