المقدمة الرابعة من كتاب: الأحكام الشرعية.. لحياةٍ مدنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كيف نتعامل القرآن؟
في القرآن آياتُ ترهيب وترغيب، وَعيدٌ وتبشير، قوانين عامة وأحكام خاصة، نصوص صريحة بالقتل، وأخرى للصلح والسلام، تكفيرٌ وقبول.. فكيف نتعامل مع القرآن وهو من أهمّ أُسس التشريع؟ كيف نتعامل، وهناك الكثير من الأحكام "القاسية" أو "الغريبة"، مسندوة لنصوص قرآنية واضحة؟
سأضرب مثلاً تشبيهياً وأبني عليه فكرتي في التقاط الأحكام من نصوص القرآن.
سأمثّل القرآن بالصيدلية ( Pharmacy )، وهي كما الحال، تحتوي على أنواع الأدوية والعلاجات التي يحتاجها المريض أو من يحس بوعكة، لكن هذه الأدوية تحتاج إلى مرشدٍ مختص للحصول والتعامل معها، وهي لا تؤخذ حسب المزاج أو دون استشارة مختص.
الخطأ في تناول الأدوية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في صحة الإنسان، وربما تؤدي إلى الموت، فكل دواء وبجرعة محددة، هو لعلاج مرض محدد، الإفراط في استعماله أو إهماله، لن يؤتي إلّا بتدهورٍ أكثر في الصحة.
وهناك حالات أخرى يجب الحذر منها، وهي أخذ الدواء الصحيح للمرض الصحيح، فالمصاب بإلتهابٍ في عضو ما في البدن، يجب أن يأخذ مضادات حيوية ( Antibiotic )، ولو أخذ أحد علاجات مرض السكري ( Mitformin ) مثلاً فلن يتعالج من الإلتهاب مهما زاد من جرعات الدواء الخطأ.
المعالجات الفقهية التي تستند على آيات قرآنية، لا تختلف كثيراً عن حالة الخطأ في تناول الأدوية، يجب على الفقيه أن ينسّق بين الحاجة الفكرية وبين الآية الحقّة، لا يأخذ بآيات قرآنية عالجت قضايا اندثرت من حركة التاريخ.
في الصيدلية، يجب أن تُدقق كل فترة صلاحية الأدوية، وتُجدّد بأخرى ذات صلاحية زمنية جديدة، وهذا لا يعني استبدال الدواء بآخر من جنس آخر، بل بجديد من نفس الجنس، لكن بصلاحية زمنية حديثة، ولو بقت كل تلك الأدوية على حالها دون تجديد، ستقتل مستهلكيها.
في القرآن، نحتاج إلى فهم جديد لما مطروح فيه، لاستنباط الحكم الشرعي، أما أن تبقى الأحكام وفق مفاهيم 1000 عام وأكثر، أكيد ستكون ضارة وتسبب كوارث.
نحن لا نطالب بإلغاء آياتٍ من القرآن، بل إلى جرأة في الفهم الذي نراه يخدم جيلنا ويساير حياتنا.
هناك أدوية تم سحبها ومنع إعادة انتاجها مرةً أخرى، مثل علاج (xVoix) ومادته العلمية (Roficoxib) الذي كان مسكّناً للآلام، لكن أكتشف بعد حين أنه يسبب الجلطات القلبية والدماغية، كذلك تم سحب علاج (Ridact) ومادته العلمية هي (Sibutramine) وهو منحّف فعال، لكن تبين انه يسبب الجلطات القلبية والدماغية، وغيرها من الحالات. لم يستحِ علماء الصيدلة من سحب منتجاتهم واعترافهم بخطئهم طالما كانوا يفكرون بصحة الإنسان.
علينا سحب الاستنباطات والأحكام الشرعية التي تسبب مشاكل للمجتمع، فإن كانت مفيدة في فترة زمنية وفق مقدرات وتفاصيل ذلك الزمن، فهذا لا يعني أن نتكابر ونصر على بقاءها من باب أنّ لها أصلاً في القرآن.
أغلب الأدوية يُكتب عليها ( يُحفظ بعيداً عن متناول الأطفال )، وهذه العبارة هي عبارة مؤدبة لمن أراد أن يقول ( يُحفظ بعيداً عن متناول الجاهلين ).
هناك حالات مرضية لا تحتاج الرواح إلى الصيدلية، فالكسور يعالجها مجبّر العظام، والبدانة تعالجها الرياضة والحمية، وهناك عالمٌ بأسره يسمّى بالعلاجات الطبيعية أو العلاج بالأعشاب دون الرجوع إلى حبة دواء واحدة من الصيدلية.
لِمَ كل هذا التمسك بآيات العقاب والصراع وتحويلها إلى أحكام؟ لِمَ كل هذا الإهمال لآيات الرحمة والانفتاح وعدم تحويلها إلى أحكام؟ لِمَ هذا الإصرار على الموروث الذي عرفنا كيف وصل إلينا وبأيّ طريقة؟
لَمْ يعد الزمن واقفاً ينتظرنا وهو يحلّق في ملكوت التطور والأبحاث والاستكشافات الكونية، علينا إداراك مَواطن الخلل، ونتدارك ذلك بفعل شيء يليق بنا كمجموعة بشرية مرهقة، تعيش جنباً إلى جنب مجموعات بشرية تعيش بسلام وأمنٍ واطمئنان.
(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) {سورة البقرة 185}، والآية (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) {سورة الزمر 53}، والآية (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) {سورة الأنفال 66}.. أليس الأولى ترجمة هذه الآيات وغيرها إلى نصوص شرعية؟ أو ليست نازلة من ربٍ غفورٍ رحيم؟ أو ليست جزءاً من القرآن الذي يؤمن به الفقيه القديم؟
كل هذه الآيات عبارة عن قوانين عامة، فمن استطاع الاتيان بالتكليفات المثقلة، فبها، وإلّا فإن رحمة (الله) تستوعب الإنسان المخلص العاجز (جاء إلى النبيّ (ص) شيخ كبير يدعم على عصا له، فقال : يا رسول (الله) إن لي غدرات وفجرات، فهل يغفر لي؟ فقال : " ألستَ تشهد أن لا إله إلا (الله)؟ " قال : بلى، وأشهد أنك رسول (الله). فقال : " قد غفر لك غدراتك وفجراتك ) {حديث متواتر}
هناك آيات قرآنية بصيغة الإطلاق، ويُترك تفسيرها إلى المزاج العقلائي العام للمجتمع متعلقةً بزمانها ومكانها، مثال على ذلك (إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان) {سورة النحل 90}، فالعدل مفهومٌ عام، وهو يختلف من مكان وزمان عن مكان وزمان آخرين، كذلك الآية (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) {الأعراف 715}، فمفهوم الطيب والخبيث يختلف من زمان ومكان إلى آخرين، مثال على ذلك، بول البعير وأكل الجراد كان مستساغاً في زمن ما، أما اليوم فهو مقزز وخلاف الذوق العام، وأكل الضفادع والحشرات هو من الطيبات في بعض الدول، بينما هو خبيث ومقزز في دولٍ أخرى.
نحن نرى في الفقه المعاصر أن ترجمة آيات الرحمة إلى أحكام، ستسهّل حركة الإنسان وتسهّل حياته (دون المساس في السيرة الأخلاقية والعقلائية للمجتمع) وهو واجبٌ علينا.
في القرآن، قوانين جزئية وقوانين كلية، ونحن نرى في الفقه المعاصر، أن القوانين الجزئية تُعرض على القوانين الكلية، فإن وافقتها مشت، وإن لم توافقها تُترك.
كل حركات وتفاصيل الكون والحياة تتطور، كل المفاهيم، النظريات، حتى الأمراض، تتطور وتحمي نفسها من الأدوية والعلاجات القديمة، ولا أدري لِمَ كل هذا العناد بالتمسك بالموروث واستنساخه جيلاً بعد جيل وطرحه على أساس مواكبة العصر؟
بعد 200 أو 300 عام أو أكثر، ربما تتحول الحياة إلى الجزء العلوي من الأرض في استغلالٍ لهذا الفضاء، وربما يتم استبدال أو الاستغناء عن تفاصيل السكن الحالية وحركة العربات ونوع الغذاء البشري، بأخرى لا نعلمها، نحن الغارقون في تخوم الماضي، فهل أعدنا العدّة لتلك الأيام القادمة؟
فاضل عباس
التعليقات
تعليق على المقال1
عمار -يتضمن المقال أفكاراً قد نختلف أو نتوافق عليها لكن يجب مناقشتها وتقييمها بعقلانية من منظور المنطق والتناسق الداخلي وباستخدام اصول الفقه الاسلامي وأحدث معطيات نظرية المعرفة الأخلاقية. القضية الأبرز في المقال تلك المتعلقة ب (الكثير من الأحكام الشرعية "القاسية" أو "الغريبة") حسب تعبير الكاتب، ربما تحديداً في مجالي العقاب والصراع. المقال يؤكد على مفهوم "الدواء والطب" وأهمية "المرشد" أو "المختص" في اختيار الدواء والعلاج الطبي، وهو منهج منطقي ضمن افتراضات. وفي الواقع، يؤكد القرآن على ذلك بقوله: "الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"؟ الكتالوج أو الدليل الالهي لسعادة وصحة الانسان ضروري حسب رأي الكاتب نفسه، سواء استحسن هذا الأمر الملحد أو العلماني أم لم يستسيغه. من ناحية ثانية، المقال يتجاهل بالكامل درجة القسوة في الاحكام التشريعية العلمانية وفوضى الواقع العلماني الراهن. بكلمات أخرى، يتجاهل المقال سؤال البديل للأحكام الشرعية ونتائج هذا البديل، ولعل ضخامة عدد الجرائم على النفس والملكية وتزايدها في دول العالم وعدم كفاءة النظام الجنائي العلماني خير مثال على هذا التجاهل. نقطة ثالثة لا تقل أهمية، ان الشريعة ترى ان الأصل في الأشياء هي الاباحة، والأصل في الأفعال هي الاباحة، لكن تحديد "الطيبات" و "الخبائث" حسب نظرية المعرفة الغربية لا يمكن القيام به بمعزل عن الدين والوحي، لأن العقل لا يستطيع ان يستقل بالتحسين والتقبيح، وهذه نقطة أساسية.
تعليق على المقال2
عمار -وما الحلول؟ حسب رأي المقال، يتراوح الحل بين "الجرأة في الفهم" وبين "سحب الاستنباطات والأحكام الشرعية" من الصيدلية (بأمر من؟ الأقلية مثلاً أم الأغلبية) وبين "ترجمة آيات الرحمة إلى أحكام". الحل الثاني لقضية "الاحكام القاسية والغريبة" للأسف لم يستند الى "المرشد المختص" وانما الى المريض الذي ينآى بنفسه عن الطبيب والصيدلي وهو حل يركز على الحدود ويتجاهل الدرء بالشبهات كافة! أما الحل الثالث فهو برأيي مقبول لكن في اطار أوضح وأكثر تفصيلاً، وضمن منظور متوازن وغير متحيز بأفكار "تقدمية" فارغة. برأيي فان طريقة التعامل مع القرآن والسنة النبوية هي ليست الانتقاء حسب التشهي، بل مراجعة منهج المقاصد العامة ومنهج ترجيح الأدلة وتبني منهج "النظم" او التكامل والتساند بين النصوص والمقاصد الشرعية، وليس على طريقة "ولا تقربوا الصلاة" وطريقة "لا اله" متجاهلين "وأنتم سكارى" و "الا الله". هذا يقتضي كشرط ضروري تقوى الله ومخافته من الافتراء عليه والخشية التامة من الوقوع في نطاق الآية التحذيرية: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا".
القائل بماضوية الشريعة
كافر يقام عليه الحد -القائل بماضوية احكام الشريعة وعدم مناسبتها للعصر " كافر " يستتاب ويرجع او تُحش رقبته غير مأسوف عليه انتهى .
الشريعة صالحة لكل زمان
ومكان هذا اعتقاد المؤمن -( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (المائدة:50) والحاصل أن الطرق كلها منحصرة في طريقين:-طريق من يؤمن بالله وبرسوله وبكتابه، وأهل هذا الطريق يرون صلاحية القرآن والسنة، وصلاحية أحكامهما إلى قيام الساعة، ويعلمون أن ما حكم الله به هو العدل والرحمة والمصلحة، وأنه لا أحسن من الله حكماً، ولا أعظم من رسوله بياناً.-وطريق من يكفر بالله وبعلمه وحكمته، ويكفر بدينه وبشريعته، وأهل هذا الطريق قد يتظاهرون بالإسلام مكراً وكيداً لأهله، وهم في حقيقة أنفسهم لا يعترضون على حد الرجم والسرقة والقتل فحسب، وإنما يعترضون على كل حكم يتصل بحياة الناس ومعاشهم، فيكفرون بما شرعه الله من تحريم الربا، والخمر والميسر، وإيجاب العفة والطهارة، والسلامة من الإثم، والفجور والخنا، وغير ذلك مما لا يناسب أهواءهم، ولا يرضى شهواتهم.ومما ينبغي تسجيله هنا: أن البشرية في عصورها المتأخرة جربت المناهج الأرضية، والأفكار البشرية، فلم تجن من ذلك سوى الظلم والخراب والدمار والتخلف والتأخر، وانتشار الأمراض والأوبئة، وكثرة المجرمين والزناة والبغاة، وهم ينتقلون من قانون إلى قانون، ومن تشريع إلى تشريع، ظلمات بعضها فوق بعض ( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) ولا خلاص لهم، ولا أمن ولا طمأنينة، ولا غنى ولا رفعة إلا فيما شرعه الله تعالى ورضيه وأمر به .
النوايا الحسنة لا تكفى
فول على طول -أولا الشكر الجزيل للكاتب على نواياة الطيبة ومحاولاتة الجادة للتعايش بسلام مع البشرية ومحاولة استنباط أو استخدام الايات القرانية السلمية التى تتسق مع الفكر الانسانى والعصر الحديث ولكن - واة من لكن - هل تقدر على ذلك أمام التيار الارهابى الجارف ؟ هل يمكن التصرف الان فى كتب التراث التى تؤكد على أن الجهاد فريضة باقية الى يوم الدين ...وبالمعنى الأصح قتل الكفار - الغير مسلمين - فى العالم كلة ؟ وماذا عن ورطة " القران صالح لكل زمان ومكان " والمقصود بذلك كل القران كما يؤكد العلماء الثقاة ؟ ..الكاتب السودانى محمد محمود طة طالب باستخدام القران المكى فقط وترك القران المدنى فأعدموة ...ويحسب لك أنك تجاهر بأرائك المميزة ونتعشم أن لا يصيبك مكروة . المفكر الشاب اسلام بحيرى تجرأ على انتقاد البخارى فسجنوة ..وسيد القمنى مهدد بالسجن والاغتيال ..ربنا يستر عليك . عموما محاولات اصلاح الاسلام أو التفسير العصرى المنطقى لنصوصكم تحسب لمن يحاول وهذا ما يتمناة منكم العالم كلة ....الأخرون لا يريدون منكم ترك الاسلام أو اعتناق أى دين اخر بل يتمنون أن تتعايشوا بسلام مع الأخرين ...وتتعاملون مع الأخرين كما تريدون أن يعاملونكم فقط ....تحياتى مع تمنياتى لكم بالتوفيق .
القتل انفى للقتل
والقصاص غرضه الردع -ما فيش آيات قتل في القرآن الكريم وإنما قتال للمعتدين وهذا حق مشروع تكفله حتى القوانين الوضعية لا قتل للمخالف في الدين بدليل وجود الملايين من الكفار والمشركين في ارض الاسلام وهم آلاف الكنائس والمعابد ، وإذا كان الكاتب يقصد بالقتل القصاص من القاتل فهذا حكم شرعي لمن اعتدى واهدر دم نفس معصومة بلا حق والقتل انفى للقتل والحدود الشرعية غرضها الردع والزجر في البدء ومحاطة بسياج من الضوابط المحكمة تجير فيها الشبهة لصالح المتهم مع فتح الباب على مصراعيه للعفو والتنازل ابتغاء مرضاة الله .
تعليق على المقال3
عمار -الحل الأول الذي اقترحه المقال –الجرأة في الفهم والتفسير- تم تجاهله عمداً لأنه يستحق تعليقاً متعمقاً ومستقلاً. الاجتهاد في النص، أي تفسيره وتأويله وترجمته الى حكم عملي، لا يكون كاملاً الا بحصر كافة النصوص في الموضوع قيد البحث وتفسيرها وترجيحها والا كانت الانتقائية المذمومة في نهاية التعليق الثاني أعلاه. ولا يكون الاجتهاد الشرعي من خلال الشطط بجعل التحسين والتقبيح عقليان بصورة حصرية. للعقل والعلم دور أساسي في معرفة فقه الواقع وفي تحديد نتائج تطبيق الأحكام وفي اختيار أفضل الطرق لتطبيق الأحكام وفي التخفيف من بعض النتائج غير المتوخاة من التطبيق. المعوق الأساسي في الاجتهاد الشرعي ليس في حصر النصوص على أهميته وانما في التفسير والترجيح. بداية لابد من الاعتراف بأن جزء من النصوص –في القرآن والسنة- قطعية الدلالة والثبوت وجزء منها ظنية الدلالة أو الثبوت. وبعضها يقيد او يخصص الآخر. هذا التعقيد يقتضي التمسك بنهج الأئمة الأربعة "رأيي صواب يحتمل الخطأ"، أو ما يمكن تسميته بمنهج عدم العصمة عن الخطأ، وما يستتبعه بالضرورة من مبدأ التسامح. اذن الدليل او الكتالوج ليس خطة جاهزة للتطبيق في جانبه الظني والمتغير. هنا لابد من التعددية الفقهية في اطار قطعيات العقيدة والشريعة. لكن هنالك أيضاً ما هو من القطعيات –ام الكتاب- التي تلقى كل الاحترام والالتزام، لأنها "الخير المشترك" للمجتمع وهويته وأخلاقه.
ليته صمت
ولم يعلق! -بابا الفاتيكان: الإسلام بذاته ليس عنيفًا. اسمع يا "فول" كلام البابا فرنسيس، وكفاك لعب عيال.
مفيش فايدة يا استاذ
فول على طول -لعل السيد فاضل عباس - كاتب المقال - أن يكون اقتنع تماما أنة " مفيش فايدة " وهى الكلمة الشهيرة للمناضل سعد زغلول ....بعد تعليقات مطولة عبارة عن سفسطة لغوية ولغو كلامى ليس أكثر وتلاعب بالألفاظ لا معنى لة ...لا تخرج بنتيجة واحدة مما سبق من تعليقات ...النتيجة الواضحة جدا هو " مفيش فايدة يا استاذ فاضل " غيرك كان أشطر كما نقول بالمثل المصرى ...هذة تعليقات من قراء تصطدم بك وتؤكد على أن القران صالح لكل زمان ومكان أى لا تقترب من المحظور ....والذى يقول أن الشريعة قديمة ولا تصلح فهو كافر ومرتد ويقام علية الحد ....سيدى الكاتب أنت لم تصطدم بعد بالعلماء أو الثقاة من أهل العلم . مع أن الشريعة وأهل العلم لم يتفقوا على شئ واحد فى الشريعة أو الحدود ...مثلا هناك اختلاف على طريقة الوضوء ..والاغتسال من الجنابة ..وعدد الركعات ...وطريقة الصلاة ...,هذة كلها أمور بسيطة فما بالك بالأحكام الشرعية ؟ ومع كل هذة الاختلافات غير مسموح الاقتراب أو التصوير ...أشفق عليك عزيزى الكاتب من هذا الطريق لأنة مفيش فايدة ...أعتقد أن العالم سوف يجبركم على التغيير فى حالة ان تبقى منكم بشر بدون قتل وقتال أو انقراض الدين كلة وهذا هو الأقرب . تحياتى على محاولاتك ويبقى سؤال أخير : هل ستستمر فى هذة المحاولات ؟
الشك والمعرفة
خوليو -هناك اتفاق عام بين الباحثين يقول ان الشك هو أساس المعرفة والحقيقة ،،يشك الباحث في قضية او فكرة فيبدأ بالبحث لمعرفة حقيقتها وقد يتوصل لمعرفتها او يفشل ،، مشكلة القران الكبيرة هي في التغيير الذي يطرأ على اياته وأحياناً بسرعة مذهلة مما يجعل اي باحث يندهش من تغيير الله لكلامه ،،لقد ذكر السيد الكاتب اية من الانفال تقول الان خفف الله عنكم بعد ان علم ان فيكم ضعفاً ،، الم يكن يعلم ان فيهم ضعفًاً قبل إنزال هذه الآية ؟ إذاً علينا ان نبحث والبحث يأخذنا لمعرفة الآية بالكامل ولماذا نزلت وأين ،،،يقول الأقدمون انها نزلت في معركة بدر حيث قال اله محمد له ؛ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال فان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين من الذين كفروا لانهم قوم لايفقهون وان يكن منكم ماءة يغلبون الفاً باْذن الله ،،،،، اي ان كل مؤمن صابر يغلب عشرة ،، كان مجاهدي محمد مقابل مقاتلي قريش فعندما سمعوا ما انزل تذمروا ،،واحد ضد عشرة ؟؟ فجاءت الان علم فيكم ضعفاً فتغيرت النسبة لتصبح ماءة صابر من الذين امنوا يغلبوا مائتين من الذين كفروا ،، اي هبطت النسبة لواحد يغلب اثنان ،،الاولون قالوا ان الواحد لعشرة نسختها الواحد لاثنين ،،، ابطل الله كلامه بهذه السرعة ؟ الا يخلق هذا بلبلة وشك ؟ واكيد هذا الامر يلزمه تدبير ،،والتدبير ليس سهلاً فكيف نبرر هذه البلبلة الفكرية الإلهية من اله قدموه بانه يعرف كل شيء ويعرف ما في الصدور ،،الم يكن يعرف ان فيهم ضعفاً من الاساس ؟ ،،، ياسيد هذه هي احدى مشاكل دين الذين امنوا حيث في كثير من الأحيان يستحيل التعامل معه بعقلانية ولا حل الا بفصله عن الدساتير العلمانية وتركه مسالة إيمانية يستحيل فهم تناقضاته الكثيرة التي بدل ان تكون حلاً اصبح مشكلة لإدارة شؤون المجتمع ،، المقارنة بالصيدلية لابأس بها ولكن الدواء هو من صنع انسان وهامش الأخطاء موجودة ،، اما ان إلهاً يخطىء ويبدل اياته ؟ ،، فهذا غير مقبول الا اذا كنّا تتحدث عن إنتاجات إنسانية وهنا تهيج وتموج الملايين الذين يفدونه باباءهم وأمهاتهم وجميع عائلاتهم .
أدب أدب يا اقليات فكرية
ومذهبية ودينية -على الأقليات الفكرية كالملاحدة والعلمانيين والليبراليين والأقليات المذهبية كالشيعة والدينية كالمسيحيين عدم التصريح او الدعوة الى ما يناقض الاسلام عقيدة وشريعة عبادات واحكام واخلاق وعلى هذه الأقليات إظهار الاحترام لمقدسات الأكثرية المسلمة السنية في مجتمعها وعدم التجاوز عليها والاساءة اليها والاستفزاز بدعوى حرية التعبير والتفكير والتزام الأدب والقانون والنظام العام وإلا .. انتهى
الرد المليان على عابد
الانسان شبهة خوري -شبهة يتردد صداها في مواقع الكنسيين واخوانهم الملحدين هل الله لا يعلم لماذا يبدل الله كلامه ؟ و نسف شبهة حول قول الله تعالى :الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً ? (الأنفال: 66) يقول الخوري الاحمق هل الله لا يعلم الغيب إلا بعد حدوثه ؟؟ فيأتي الرد المليان على عابدى الإنسان : أولا : قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: معنى {لنعلم ؛ لنرى. والعرب تضع العلم مكان الرؤية، والرؤية مكان العلم، كقوله تعالى{ألم تر كيف فعل ربك}الفيل: 1] بمعنى ألم تعلم قال ابن عباس: معنى العلم هاهنا: الرؤية ( تفسير إبن الجوزي ) العلم معناه : الرؤية علم الله نوعان علم الغيب و علم الشهادة لقوله تعالى (عالم الغيب و الشهادة) عن نفسه : قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ( 22 )سورة الحشر »وقال تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) الأنعامفعلم الشهادة هو علم الاختبار الذى يحاسبنا الله به فكما سنثبت و نبيّن أن علم المشاهدة او الرؤيا او علم الشهادة لم ياتى قط إلا و جاء على سبيل الأختبار و الأمتحان نأتي الان لتفنيد شبهة الأعجمي الجاهل فنقول وبالله التوفيق أن قوله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.) الأحزاب فهو بيان على شجاعة الصحابة رضوان الله عليهم فجاءت ايات الله لأختبار هذا الإيمان فى أشد الأحوال ألا و هى الحرب فأنزل الله من باب التشجيع والتحريض و التثبيت لهم قوله تعالى :يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) قال القرطبي:{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} لفظُ خبر، ضِمْنُه وعْدٌ بشرط؛ لأن معناه إن يصبر منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين.وكان ذلك فى غزوة بدر الكبرى و لمن لا يعرف بدر الكبرى :كان عددُ المسلمين في غزوة بدر حوالى ثلاثمئة رجلاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ ، أي كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث الع
اختصاصي رد مليان-١٢-
خوليو -جاء هذا السيد الاختصاصي بالرد وبالمليان كما يقول ليرد ،، غير ان رده جاء فارغاً بحشو كلام كما يفسر الماء بعد الجهد بالماء ،، يقول ان العرب تضع العلم مكان الروءية وهذه مكان العلم،، ويضرب لنا امثالاً من كتاب السجع المقدس وينتهي بعد لف ودوران مسبباً لنفسه الدوخة ويظن انه يدوخ الآخرين معه ،،وبعد ان توقف عن دورانه ذكر الآية؛ الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفاً ،،،،، لنوافق هذا السيد ونبدل في الآية فعل علم برأى ( استناداً على عربه ) فتصبح الآية ؛ الان خفف الله عنكم ورأى ان فيكم ضعفاً الى اخر الآية ،، علم فعل ماضي،، ورأى أيضاً ،،والسؤال الم يكن يعلم قبل ان ينزل الآية ان فيهم ضعفاً او لم يكن يرى قبل نزول الآية ان فيهم ضعفاً ؟؟ ومسألة اخرى وهي انه بعد نزول الآية التي تقول ان الواحد يغلب عشرة يقول المفسرون الاولون ( وهي لاحاجة لتفسير) انهم تذمروا وبعد تذمرهم قال لهم الان علم (رأى) كما يريد هذا السيد المرقع ( بالشدة على الراء) ان فيهم ضعفاً،، فبدل النسبة لتصبح واحد من الذين امنوا يغلب اثنان من الذين كفروا ،، لا احد يقول ان الله خفف عنهم لانهم انهزموا بل خفف عنهم لانهم تذمروا او احتجوا قبل المعركة ،، وليس كما يقول هذا المرقع بان ألههم خفف عنهم لانهم انتصروا بل على العكس فلا حاجة لإنزالها بعد الانتصار لانها كانت ستزيد من الافتخار بهم ان الواحد منهم غلب عشرة وصدق وعد ألههم ،، أيضاً تجاهل هذا السيد قول الأوائل ان اية التخفيف نسخت نسبة الواحد لعشرة بعد ان تدمروا ،، وهذه ليست اول مرة يحقق ذلك الاله ما يطلبه مجاهديه ( على وزن ما يطلبه الجمهور) ففي غزوة إطلاس قالوا له انختصي ؟ فانزل جِبْرِيل اية نكاح المتعة ؛ وما استمتعتم به منهن فأدوهن أجورهن فريضة،، اي حقق لهم طلبهم بسرعة وحلل لهم نكاح زوجات معارفهم ،، فقد تم سبي زوجات معارف لهم فخجلوا وطءهن استحياءً على بقية ضمير كان عندهم ،،فنزلت الآية ،،وبعد ذلك بزمن ألغاها كما بدل نسبة الغالب والمغلوب ،، فيا سيد ان كنت ظننت ان ردّك جاء بالمليان فهو فارغ ويستحق الشفقة عليه،، فلا تزعل .
الحماقة فالج
لا تعالج -الا الحماقة .. أعيت من يداويها
الخوارنه
............. -بعيداً عن هذيان الخوارنه وسوء أدبهم مع الخالق عز و جل وهذا غير مستغرب منهم فهم في البدء كانوا بذيئين وقحين مع ربهم المصلوب الانسان كما يعتقدون فنقول ان لله في اعتقادنا وفي اعتقاد الأسوياء من البشر ان يفعل ما يشاء وان يقول ما يشاء لا معقب ولا راد لأمره لهم الامر والنهي له والى الله تصير الأمور لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون هل فهمتم يا خوارنه ؟!!