كتَّاب إيلاف

هل نجح السيناريو الإيراني في غزة؟

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قبل اجتماع حول غزة على هامش حفل يُقام بمناسبة الذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف. 12 ديسمبر 2023. أ ف ب
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يدرك الكثيرون في منطقتنا والعالم أن إيران تدعم بشدة الهجوم الإرهابي السابع من أكتوبر الذي شنته حركة #حماس الإرهابية ضد إسرائيل، وبعيداً عن الخوض في نقاشات حول حدود هذا الدعم، وما إذا كان يصل إلى حد المشاركة في التخطيط وتقديم الدعم المعلوماتي وغير ذلك أم يقتصر على مشاطرة الأهداف والمصالح بين إيران وأحد الأذرع الإرهابية مايعرف بمحور "المقاومة" الذي تقوده، فإن من الضروري دراسة مكاسب إيران الاستراتيجية مما يجري في غزة.

الحقيقة التي لا شك فيها أن مجرد اندلاع صراع عسكري بين إسرائيل، وأي طرف في الشرق الأوسط يمثل مصلحة استراتيجية إيرانية مؤكدة، وتتعمق هذه المصلحة بالتبعية إذا كان هذا الطرف ينضوي تحت راية محور تقود إيران وتموله وتدعمه سياسياً واستراتيجياً.

إسرائيل في الخطاب السياسي الإيراني توصف بأنها "ورم سرطاني"، وبالتالي فهي تسعى دوماً لاستهداف إسرائيل بخططها ولكن بشكل غير مباشر، حيث ظلت طهران دوماً بمنأى عن التورط في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، واكتفت بتوظيف أذرعها الميلشياوية ابتداء من "حزب الله" اللبناني إلى الحركات الفلسطينية المسلحة في مواجهة إسرائيل والضغط عليها، ولا يجب أن ننسى أن العقيدة العسكرية الإيرانية تعتمد بشكل كامل على خوض الحروب بالوكالة، وهي استراتيجية تختلف مع عقيدة الجيش الإسرائيلي القائمة على نقل الحرب إلى أرض الغير، بحكم محدودية العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، وهنا تمثل الميلشيات الإرهابية عنصر ضغط بالغ الخطورة على إسرائيل لأن هذه الميلشيات تعتمد على إطلاق الصواريخ بأمدية وتقنيات مختلفة في العمق الإسرائيلي، وبالتالي تمثل عنصر ضغط شديد التأثير والخطورة على القرار الإسرائيلي، لاسيما في ظل تطور متسارع لمنظومات الصواريخ والمسيرّات التي تمتلكها هذه الميلشيات اعتماداً على الدعم التكنولوجي والتدريبي الإيراني.

قناعتي أن إيران لا ترغب في خوض مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل حالياً أو مستقبلاً، ولكنها تسعى لابقاء الأمر على حافة الهاوية، وتستخدم أذرعها في الضغط لانتزاع تنازلات غربية ـ إسرائيلية بالنفوذ الإيراني إقليمياً، ولكن ماحدث في غزة فاق التصورات، وخرج عن سيطرة التفكير الاستراتيجي الإيراني لأن ماحدث في الداخل الإسرائيلي يصعب القفز عليه أو تجاهله، وبالتالي فإن لحظة تصفية الحساب مع إيران ربما تكون قد حانت، والأمر هنا قد لا يعني خوض حرب إسرائيلية ضد إيران بالضرورة، لأن إسرائيل قد لا تكون مهيأة تماماً لخوض هذه المواجهة وتحمل تبعاتها أيضاً، ولكن من المرجح أن تبدأ جهود التصدي لتمددها الاستراتيجي الذي يهدد أمن دول أخرى، وأن تتركز الجهود على مكافحة الأذرع الإرهابية الميلشياوية التي تمولها في الكثير من دول المنطقة.

علاقات إيران بإسرائيل هي مسألة يربطها النظام بشرعيته السياسية، التي يستمد جانباً كبيراً منها من ادعاء العمل على تحرير القدس والعمل ضد إسرائيل، وذلك نلحظ أن فكرة العداء لإسرائيل لا تخمد بالنسبة للنظام الإيراني، حتى في أثناء فترات الهدوء التي سادت العلاقات المتوترة بشكل دائم بين واشنطن وطهران.

بالنسبة لإيران، وبغض النظر عن دعمها لخطط "حماس" الإرهابية بشان الهجوم على إسرائيل أم لا، فإن اندلاع الصراع الحالي في غزة يصب بمصلحة طهران، حيث عاد العداء لإسرائيل، على المستوى الشعبي على الأقل، يطغي على أجواء الشرق الأوسط، وانحسر الحديث عن التعايش والسلام والأمن والاستقرار، وهذا بحد ذاته يصب في مصلحة دعواتها المناوئة لاتفاقات السلام الموقعة بين دول عربية عدة وإسرائيل، ولاسيما أن أزمة غزة قد تسببت في تجميد أهم مرحلة من مراحل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب وهي المرحلة السعودية، بكل ما للمملكة العربية السعودية من ثقل روحي وديني ومكانة اقليمية ودولية بارزة، وحيث كان يعتقد أن توقيع اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل سيكون محطة نوعية فارقة من شأنها تغيير الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط.

ثمة احساس إيراني عميق بتقويض المسعي الأمريكي الخاص بمواصلة مسيرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب، حيث كانت إيران ترى في هذا السيناريو مسعى لتطويقها استراتيجياً عبر محور سلام وتعاون إقليمي بلغ ذروته بالاعلان عن مشروع الممر الاستراتيجي الذي يحقق نقلة نوعية للتعاون التجاري المشترك بين الهند وأوروبا مروراً بأراضي السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل. الحراك الاستراتيجي المتسارع في الشرق الأوسط حقق هدفاً في مرمي النفوذ الأمريكي العالمي بنجاح الوساطة الصينية بين إيران والسعودية، ثم تحقق هدف طهران الرامي إلى تأجيل خطط السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

بلاشك أنه لا يهم إيران كثيراً تطبيق حل الدولتين أو التوصل إلى تسويات تضمن عيش الفلسطينيين بكرامة وآدمية، ولكن يهمها بالدرجة الأولى أن تبقى إسرائيل مأزومة داخلياً وفي صراع مع جوارها المباشر، حتى لا تفكر في توجيه ضربة عسكرية لها أو التفرغ للتخطيط للقضاء على البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، لاسيما أن قدرة إسرائيل على بناء دبلوماسي دولي ضد إيران بات معقداً للغاية في ظل تداعيات حرب غزة، وبالتالي فقد انصرفت الأنظار تماماً ولو بشكل مؤقت عن التهديد النووي الإيراني، وممارسات إيران الإقليمية وانتقلت بؤرة الانشغال الدولي إلى إسرائيل وممارساتها في الأراضي الفلسطينية، وهذا بحد ذاته يوفر لإيران فسحة من الزمن للانتهاء من اتمام مخطط الحصول على قدرات نووية، فضلاً عن انشغال إسرائيل بأمنها الداخلي لبعض الوقت من دون أن تفكر في مناكفة إيران سواء بحرب سيبرانية أو تقليدية.

في ضوء ماسبق، ينظر الاستراتيجيون الإيرانيون بارتياح بالغ لما يحدث في غزة، ويتمنون تصاعد الأزمة انسانياً وعسكرياً حتى تغرق إسرائيل في تداعياتها وعواقبها، وهذا بحد ذاته يتماهى تماماً مع المصالح الاستراتيجية الإيرانية خلال المدى المنظور على أقل التقديرات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ارهاب حماس المزعوم لم يحدث ابداً
فاروق المصري -

نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقييماً شبه نهائي لتحقيقات دامت شهرين حول أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكدت فيه أن بعض "الفظائع" المزعومة عن حماس، ولقيت دعماً دوليّاً، لم تحدث على الإطلاق.‏وتساءلت الصحيفة إن كان بهدف حشد الدعم للرأي العام الدولي هو سبب نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو وزارة الخارجية الأكاذيب عن عمد في أحاديث دبلوماسية عالية المستوى، بعد أن لاحظ قسم التحقق من الأخبار بالصحيفة وجود عديد من القصص والشهادات غير المتسقة أو المفبركة بشكل كامل.

نجح في العراق والشام و اليمن وفشلتم على كل صعيد
فاروق -

نجح في العراق والشام و اليمن واحاط بالدول والممالك والمشيخات السنية إحاطة السوار بالمعصم ، لقد حطم عرب الجزيرة بغبائهم الجدار الذي صنعه خلفاء الإسلام لحماية الجزيرة العربية من الريح الصفراء ،،

الدور المصري في عملية حماس الارهابية
عابر سبيل -

أكثر ما يحيرني في هذه القضية هو كمية الاسلحة ونوعيتها التي كانت عند حماس من آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة والقذائف المختلفة، كيف وصلت الى غزة المحاصرة برا وجوا وبحرا، وليس لها منفذ الا سيناء ولا شك ان من هذا المنفذ الوحيد دخلت كل هذه الاسلحة ومن هذا المنفذ يستطيع اعضاء حماس الدخول والخروج متى شاءوا وبكل سهولة. فهل مصر ايضا متواطئة مع حماس في هذه العملية الارهابية ؟ انا اعتقد نعم لأن مصر هي التي صنعت حماس وهي التي ترعى وتنمي الفكر الارهابي الاخواني الذي تعتنقه حماس.

الذين صدعونا بايران ولهم علاقات سياسية و اقتصادية وثقافية مع ملالي طهران
خليجنا واحد -

اللي صدعونا ايران ايران ، شوف من صنع سلاحه بيده بين الشجاعية ومعسكر جباليا حكاية تصنيع أول صاروخ فلسطيني، صنع بأيدي نضال فرحات وتيتو مسعود، وكان اسمه (قسام)، وأشرف على ذلك القائد عدنان الغول (أبو التصنيع العسكري).كبر القسام وصار عياشاً، وسيكبر حتى يصبح صاروخاً باليستياً يسمى (صلاح) ربما، نسبة للقائد العام للقسام صلاح شحادة ،، الغرض مرض ،،

المطبعون ، والاقليات الغادرة الحاقدة هذه نظرتهم اليكم ،،
زياد -

أيها المطبعون المنبطحون، هكذا ينظر إليكم وزير داخلية الاحتلال: ‏" هم دوابّ موسى ويجب علينا فقط ركوبهم للوصول إلى الوجهة النهائية ‏فشراء سرج جديد وعلف جيد للدابة واجب ، ولكن يجب أن ينظر صاحب الدابة إليها كوسيلة للركوب فحسب. لأن مكان الدابة في الإسطبل ولا أحد يذهب بها إلى غرفة استقبال بيته" ‏هل فهمتم؟

مغالطات كثيرة في المقالة
احمد محمد -

لا يوجد إرهاب حمساوي، ما حصل هو دفاع عن النفس من حركة مقاومة فلسطينية ضد إحتلال انتهك كافة المواثيق الدولية في السنوات ال 75 الماضية ولم يلتزم بأي قرار أممي تجاهه.والحديث عن قتل الرضع والحوامل تبين للجميع انه جزء من الدعاية الاسرائيلية الكاذبة لتبرير الهجوم على الشعب الفلسطيني، يبدو ان الدكتور قارئ المقال غير متابع للأخبار ولا يعلم ان كل الدعاية الاسرائيلية بنيت على اكاذيب لا صحة لها ولا أدلة، والأدلة الملموسة الوحيدة خرجت بالصوت والصورة أن المقاومة الفلسطينية هي عنوان للإنسانية والتعامل الأخلاقي مع الأسرى وهذا كان واضحاً جلياً. أدعوك يا سعادة الدكتور ان تقرأ أكثر وأن تكون متابع للتطورات والأخبار قبل ان تكتب في الصحف.

نعم نجح السيناريو الايرانى
فول على طول -

نعم نجح السيناريو الايرانى لسبب واحد فقط وهو الغباء المتوفر فى الذين أمنوا وخاصة الناطقين بالعربيه ..ومن يجد غبي بالمجان فلا بأس ولا مانع .. هنيئا لايران ولا عزاء للقطعان . انتهى

نشوف فيكم يوم اسود يا زمرة الانعزاليين والشعوبيين الشتامين اللئام ،،
حدوقه -

لا أحد في العالم من الشعوب الحرة يقف مع عدوان الصهاينة على شعب غزة الا هذه الزمرة الخائنة الشتامة اللئيمة من الأقليات الغادرة الحاقدة طوال تاريخها من الكنسيين والملاحدة الشعوبيين الانعزاليين اللئام رغم ان اليهود يعتبرونهم دواب ويدنسون مقدساتهم ويسيئون إلى رموزهم ، لكنها الوساخة والنتانة ، نشوف فيكم يوم اسود في الدنيا قبل الآخرة يا زمرة الانعزالية والشعوبية الشتامين اللئام ،،

الى عابر سبيل وبعد التحيه
فول على طول -

مصر أكبر دوله ارهابيه فى العالم بل تصدر الارهاب الى العالم كله ..وزعماء الارهاب فى العالم كله مصريون أو تعلموا فى مصر وهذا معروف للعالم كله . دور مصر فى نشر الكراهية لليهود - والنصارى بالمره - معروف جدا ..بها أكبر مؤسسه ارهابيه فى العالم وهو الأزهر الشريف . بكل تأكيد مصر تدعم حماس قلبا وقالبا - بالرغم من الأذى الحمساوى لمصر - ولكن كراهية فى اليهود ..وأنا على يقين بأن تهريب الأسلحه والمتفجرات الى غزه تم عن طريق مصر .