مواجهة التطرف الديني والارهاب... النموذج السعودي مثالاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة؛ لا تعطني سمکة لکن علمني کيف أصطاد السمك؛ حکمتان صينتيان رائعتان من حيث عمق المعاني المکتنفة في أغوارهما، لا سيما لو قمنا بتجسيد تلك المعاني على أرض الواقع والتمعن في ما تحمله من دروس وعبر غنية ومفيدة الإنسانية في حاجة ماسة لها على مر العصور.
الحکمتان الصينيتان أعلاه، وجدتهما کضرورتين ملحتين لا بد منهما وأنا أتناول موضوعاً حيوياً وبالغ الحساسية والأهمية کموضوع النموذج السعودي في مواجهة التطرف الديني والارهاب، إذ شئنا أم أبينا، يمتلك هذا النموذج خصوصية متميزة ليس بالإمکان أبداً إيجاد آخر يضاهيه أو يشبهه من حيث الطرق والأساليب التي لجأت إليها المملكة واستخدمتها في التصدي لهذا التحدي ومواجهة تهديد لم تتعرض له السعودية وحدها، بل العالمان العربي والاسلامي والعالم کله أيضاً. غير أن الملاحظة التي يجب أخذها في الاعتبار والأهمية هي أن النمودج السعودي في مواجهة التطرف الديني والإرهاب يمکن اتخاذه أسلوباً وطريقة يحتذى بهما، ليس في العالمين العربي والإسلامي فحسب، بل على الصعيد الدولي أيضاً.
الحکمة في المواجهة السعودية
عملية التصدي والمواجهة السعودية انطلقت من حقيقة مهمة جداً، يبدو واضحاً من خلالها أن القيادة السعودية المعروفة بحکمتها في التأني والتروي لمواجهة التهديد والتحدي الذي يتخذ من العامل الديني ليس غطاءً فقط، وإنما وسيلة أيضاً من أجل تحقيق أهداف وغايات لا علاقة لها بالدين، لن تستعجل في التصدي بدوافع عاطفية وإنفعالية وإنما سعت لکي تغلب العوامل العقلانية والمنطقية على مواجهتها لهذا التهديد والتحدي الخطير.
الحقيقة الأهم التي استوعبتها القيادة السعودية، تجسدت في أنها عرفت أن للتحدي الدولي الجديد هدفين أساسيين، أولهما الدين الإسلامي، والثاني المملکة العربية السعودية باعتبارها حامية وحاملة لواء الدفاع عن الدين الإسلامي والذود عنه بکل غال ورخيص، لا سيما أنَّ العتبات المقدسة للإسلام قد خصها الله بها، ومن دون شك فإنَّ هذا التحدي والتهديد العالمي الجديد کان سينجح بصورة أقوى وأشد لو کانت القيادة السعودية قد أخفقت في مواجهته، ولکان العالم الآن يسير في طريق واتجاه يختلف عن الطريق الحالي.
عدم الانجراف وراء الکيد الشيطاني وإنما رده الى نحره
التطرف الديني المقترن بالإرهاب کوسيلة من أجل جعله أمراً واقعاً، کان تحدياً غير عادي، لا سيما لو تمت مواجهته بنفس الطرق والأساليب الشيطانية التي لجأ إليها، لذلك فإن الضرورة کانت تقتضي من القيادة السعودية أن تستلهم طرقها وأساليبها في مواجهة هذا التحدي والتهديد من القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة، وهو أمر يجب التوقف عنده ملياً، ذلك أن القيادة السعودية أدرکت ووعت بعمق أن هذا العصر ليس کالعصور الأخرى، وأن الإسلام الذي هو أمانة إلهية في عنق المملکة وشعبها أمام الأمة الإسلامية، ينبغي المحافظة عليه کما يجب، وإنطلاقاً من المعاني والمفاهيم السامية التي حملها ويحملها للبشرية على مر العصور. ولعل أهم ما تنبهت إليه القيادة السعودية وراعته على الدوام في التصرف من حيث مواجهة الخطر والتهديد غير العادي هو التأني والتروي لإصدار القرارات، وهو ما يمکن النظر إليه من إنه يعتبر الحديث النبوي الشريف المعروف: "إنَّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبتَّ لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى".
الاصالة والمعاصرة في مواجهة التحدي
هذا العصر، عصر العولمة والفضاء والإنترنت وثورة الجينات والتقدم العلمي المذهل في کل المجالات، يبدو واضحاً جداً أن القيادة السعودية الرشيدة قد عرضت هذا التحدي والتهديد على القرآن الکريم والسنة النبوية واستنبطت منهما الطرق والأساليب لمواجهة الخطر الداهم، ولذلك فقد رأت بأن رد الکيد الشيطاني الى نحره يعتمد على العودة إلى الأصل والعمق الشفاف للإسلام والمتجسد بالتسامح والتعايش وقبول الآخر، والأهم من ذلك اعتبار المتطرف والإرهابي کبداية مغرر به وخارج عن أصل الطريق السمح للإسلام وضروة العمل على إعادته للطريق من خلال توعيته وإرشاده.
هذه الطريقة والأسلوب الذي تعاملت وتعاطت به القيادة السعودية مع المغرر بهم کان في الحقيقة مصداقاً للآية الکريمة "أدع إلى ربك بالحکمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". إنَّ النجاح السعودي الباهر في إعادة أعداد کبيرة من السعوديين المغرر بهم إلى الطريق الصحيح وجعلهم يعون أنهم يسيرون في طريق آخره الضلال والجحيم، کان في حد ذاته توجيه طعنة نجلاء لهذا الکيد الشيطاني وتأکيد الحقيقة الإلهية المعروفة لکل مسلم ومسلمة "إن لهذا البيت رب يحميه".
عهد الملك سلمان بن عبد العزيز عهد مفصلي
مع التأکيد على الموفقية النوعية للقيادة السعودية في مواجهة کيد التطرف الديني والإرهاب على الصعيد السعودي ورده إلى أهله، فإنَّ التطور غير المسبوق الذي حدث في السعودية خلال عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين والطموح الأمير محمد بن سلمان، قد جاء مکملاً وبصورة ملفتة للنظر للتصدي السعودي للتطرف الديني والإرهاب، ذلك أن إيلاء هذا العهد الميمون للتسامح الديني والحوار والتنوع وفتح أبواب الحداثة والتطور في الفکر الديني قد أذهل العالم، لا سيما بعد صدور "وثيقة مکة"، بما تضمنته من طروحات ومبادئ غير عادية تجسد الماهية الحقيقية للدين الإسلامي وتدحض وتعري کل المحاولات والمساعي المشبوهة الجارية من أجل توظيف الکيد الشيطاني في تصوير الدين الإسلامي على أنه أساس التطرف والإرهاب ومهدهما، قد أثبت أن القيادة السعودية، لا سيما خلال عهد الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، تجعل من حماية الدين الإسلامي والمحافظة عليه من کل الشرور والمخاطر والتهديدات المحدقة به، مهمتها الاساسية، بل وحتى إن رٶية 2030، للأمير محمد بن سلمان، والتي جاءت أساساً امتداداً للمواجهة السعودية للتطرف الديني والإرهاب، حيث أن القيادة السعودية لم تکتف بعملها بالجوانب التوعوية والارشادية في مواجهتها المحتدمة والمصيرية مع الذين يعبثون بالدين الإسلامي وقيمه النبيلة، بل إنها منحت الجانب الحياتي أيضاً أهميته القصوى عندما سدت الأبواب بوجه الذين يستغلون عامل الفقر والحرمان لتحريف الأجيال الشابة واستخدامها من أجل تحقيق أهداف مشبوهة لا تمت للإسلام بصلة.
التعليقات
لماذا لا تكتب بموضوعية؟!
من الشرق الأوسط -" العودة إلى الأصل والعمق الشفاف للإسلام والمتجسد بالتسامح والتعايش وقبول الآخر" ؟؟؟!!!! من تحاول ان تخدع، نفسك، أم الناس؟!!!! اي "تسامج" واي "تعايش" واي "قبول للأخر" موجود في اصل وعمق الإسلام؟؟؟؟!!!! التعايش الذي اجبر الشعوب الأخرى ومنها شعبك الكردي، الى الدخول في الإسلام بحد السيف؟ التعايش الذي اجبر المسيحيين بدفع الجزية؟ التعايش الذي جعلهم يسبون نساء الكرد وغيرهم؟ ام التعايش الذي جعلهم يغسلون ادمغة فتيان الشعوب الأخرى بالضبط كما فعلت داعش بفتيان اليزيديين؟ التعايش والتسامح الذي يجعل اي شخص يرى انه غير مقتنع بالإسلام، في حكم الردة ويجوز قتله؟ هل تعلم انه ليس هناك اي دين آخر في العالم، لا قديما ولا حديثا، جاء بفكرة وحكم الردة؟ اي ان هذا الدين اجبر الناس الذين احتلوا ارضهم وسبوا نسائهم ونهبوا خيراتهم، على ان يدخلوا اليه، ثم اصدروا احكاما يجعلون فيه كل من يولد من الأبوين الذين اجبرا على الإسلام، مسلما، وان كبر وتجرأ على استخدام عقله في التفكير في بعض أسس هذا الدين وانتقاده فأنه يصبح في حكم الردة ويجوز قتله....... اهذا الذي تسميه دين التسامح والتعايش؟ الدين الذي احتل ارض اجدادك؟؟!!! أما السعودية، فجيد انهم يتوجهون للطراز الفكري اخيرا، ولكن بعد ماذا؟ بعد ان نشروا فكرهم البدوي السلفي الوهابي الى كل اجزاء العالم الإسلامي منذ نهاية الثمانينات خاصة، مستخدمين الأموال الهائلة في محاولة تدمير الفكر الصوفي (التوجه الوحيد الجميل في الإسلام) وكل التوجهات الوسطية التي كانت موجودة في العالم الإسلامي، وخاصة عند شعبك الكردي. ....السعودية وفكرها الوهابي الجامد دمر شخصية الإسنان المسلم في كل العالم، والآن هم يتغيرون؟؟!!
إلى متى سنضل نرد على الادعاءات
حدوقه -بصراحة لقد فجعت من حجم الكراهية الدينية مع ان الاسلام ما ضرهم بشيء فهاهم المسيحيون بالمشرق بالملايين ولهم آلاف الكنايس والاديرة وعايشيين متنغنغين اكثر من الاغلبية المسلمة ؟! محمد عليه الصلاة والسلام هو المؤسس للحضارة الإسلامية و التي منحت السلام للعالم لمدة عشرة قرون فيما يعرف باسم Pax Islamica. الأولى حب وتوقير النبي لعدة أسباب: ١- محمد عليه الصلاة و السلام ظهر في زمن انهيار الكنيسة المسيحية و تفاقم الصراع بين أبناء الدين المسيحي و الذي كان على وشك التحول إلى حروب دينية عظمى (مثل تلك التي شهدتها أوروبا لاحقا) تهلك الحرث و النسل. و لكن ظهورمحمداً قد ساهم بشكل مباشر في وأد ذلك الصراع عن طريق نشر الإسلام و الذي عزل جغرافيا المذاهب المتناحرة و قلل من فرص تقاتلها. فشكرا لمحمد2. التسامح الديني الذي علمه محمد عليه الصلاة و السلام كان كفيلا بحماية الأقليات المذهبية المسيحية من بطش الأغلبيات المخالفة لها في المذهب (مثل حماية الأورثودوكس في مصر من بطش الكاثوليك الرومان). و لولا محمد عليه الصلاة والسلام لاندثر المذهب الارثوذوكسي كما اندثرت الكثير من المذاهب تحت بطش سيوف الرومان..
خير الأمور الوسط لا ضرر ولا ضرار لا تشدد ديني ولا تطرف علماني وقومي ،،
حدوقه -لنقل بصراحة ان التطرف والإرهاب هو صناعة الأنظمة اساساً ، و بصراحة الانتقال من التشدد الديني الذي هو صناعة الدولة إلى التطرف العلماني ليس جيداً وخير الأمور الوسط ، وهذا ما يبدو انهم يفعلونه الان بمراجعة جملة سياسات الانفتاح وضبطها و التخفيف من حمى الوطنية والقومية التي عادت محيطها العربي والإسلامي ،،
رداً على الشرق أوسطي
حدوقه -وهل عرفت الانسانية المساواة والعدل والحرية والتسامح الا مع الإسلام ... خلي بالك يا مؤمن انه على خلاف ما يروجه الكارهون للإسلام والمسلمين ، فإن جيوش الفتح الاسلامية لم تحارب الشعوب الاصلية و ولم ترغمها على الإسلام و التقت مع جيوش الروم التي تحتل بلادهم في السهول المفتوحة و هزمتها وعندما انتصرت عليها لم تدخل المدن وانما عسكرت خارجها ، و لم تدخلها الا بعد ان اذن لها أباء الكنائس الذين فرحوا لانتصار المسلمين على الروم الغربيين الذين كانوا يضطهدون رعاياهم بشهادة الاباء انفسهم يقول مار ميخائيل السرياني الكبير " فغضب هرقل وكتب الى كافة انحاء المملكة يقول كل من لا يقبل مجمع خلقيدونية يقطع أنفه وآذانه وينهب بيته وفي شهادة تاريخية الأب باسيلي ( أسقف نيقوس في دير مقاريوس ) تنصف ألعرب المسلمين قال فيها /" لقد وجدت أخيراً في مدينة الاسكندرية السكون و الطمأنينة التي كُنت أحلم بها بعد زوال حكم الروم في مصر بيد العرب "
من الضروري حماية الكتاب من بعض التعليقات ،،
حدوقه -هذا المدعو شرق أوسطي يخاطب الكاتب بحزمة من الأكاذيب الرائجة في مواقع الكنسيين والملحدين المتطرفين عن الإسلام لاسند لها من التاريخ والواقع ، يخاطبه وكأنه طفل في الروضه ؟!
ماذا خسر العالم بغياب المسلمين ،،
رياض -يوما بعد يوم يتكشف العالم بكل سلبياته من فساد وظلم واستعلاء وسقوط في وحل النجاسة والوضاعة ، لنتأكد فعلا سبب محاربة العالم شرقه وغربه لهذا الدين ( النظيف ) في كل تعاليمه ومبادئه ، فكل مانراه في العالم من ظلم وانحدار هو بسبب ( غياب ) المسلمين عن المشهد ، حتى انني أتذكر كتاب للعلامة ابوحسن المودودي بعنوان (( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين )) ..والذين اوضح اثار غياب المسلمين وغياب تعاليم الاسلام عن هذا العالم ..انظروا كيف كان العالم ينعم بالسلام عندما كان المسلمون مسيطرون …اللهم اعد دينك لدنياك .
عجبت لك يا زمن الجبناء ،،
سفروت -الا تتكلمون عن ارهاب الدولة في سوريا ومصر والعراق واليمن وقبل ذلك في ليبيا ،، ؟! لقد قتل احد الحكام الإرهابيين مليون من شعبه وهجر ملايين وازال مدن من على وجه البسيطة ولا زال عضواً في الجامعة العربية والامم المتحدة ،
قانون الحرب
متابع -جرائم العدو الصهيو.ني في غزة تستند إلى موروث خطير ومعتقد يبرر كل انتهاكاتها تجاه الإنسانية، كل الحروب تعتمد على مرجعية دينية وفكرية، هذا يؤكد أهمية المناظرات بين الأديان والأفكار.
حسن معاملة اهل الإسلام لآسراهم يرد على كل مفتري
فاروق المصري -الواقع يكذب ما يدعيه المفترون على الإسلام ، انظر إلى حسن معاملة المسلمين السنة لآسراهم تاريخياً وواقعياً اليوم في إطلاق اسرى معركة الطوفان ضد الصهاينة وكيف خرجوا في احسن حال وأفضل هيئة ، هؤلاء ما كانوا خرجوا بهذه الصورة لو لم يكن لدى آسريهم اخلاق مستمدة من دينهم ،، وانظر إلى معاملة اصحاب الاديان الأخرى لأسرانا و مدنينا كما حصل لهم تاريخيا وواقعياً في العراق و افغانستان والصومال وفلسطين، تعرف الفرق ،، فلا نامت أعين المفترين الجبناء ،،
مواجهة التطرف بالاعتدال وليس بخلق تطرف آخر
حدوقه -السعودية الجديدة العظمى قدمت الوطنية على الإسلام، الوطنية الشوفينية المتشددة، التي اصبحت مذهب الدولة فكانت النتيجة ظهور جيل معادي للعروبة والإسلام، يسهل عليه الكفر والالحاد، للأسف اختارت السعودية الجديدة العظمى سلوك الطريق المنحدر للسير نحو الهاوية، الردة عن الاسلام واعتناق دين العلمانية، كان يكفي ان يقصي المتشددين ويقرب المعتدلين من الإسلاميين ويشيع جو الاعتدال والحرية (لا توجد حرية اليوم في السعودية الا للرقص والتطاول على ثوابت الاسلام!)، وكان يمكن اقامة حلف اسلامي مجاني من ملايين المسلمين الذين يفدون بأرواحهم ارض الحرمين لكن تم اختيار التطرف العلماني والوطنية القومية المتطرفة، كبديل عن التشدد المذهبي.