كتَّاب إيلاف

مبابي ينتصر على ماكرون وفايرة

كيليان مبابي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم في الوقت الراهن؟ قولاً واحداً هو النجم الفرنسي كيليان مبابي. ومن هو مستقبل كرة القدم خلال السنوات المقبلة؟ الإجابة ببساطة كيليان مبابي.

يبلغ النجم الفرنسي 25 عاماً، وهو الأفضل في حقبة ما بعد ميسي ورونالدو، كما أنه لا يمكن مقارنته مع النجوم الجدد مثل هالاند، وفينيسيوس جونيور، وبيلينجهام وغيرهم، حيث يجلس واثقاً في كوكب خاص اسمه "كوكب كيليان".

المعطيات السابقة تجعل من النجم الفرنسي أكبر قوة رياضية ناعمة لفرنسا، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتدخل سابقاً من أجل الإبقاء عليه في فرنسا مع فريق باريس سان جيرمان، مما يؤكد أن نجوم كرة القدم ليسوا مجرد نجوم داخل المستطيل الأخضر، وأن للسياسية ظلها الثقيل وتدخلاتها في الوقت الراهن في استخدام هؤلاء النجوم كواجهة وقوة ناعمة.

ولمن لا يعلم، فقد بذلت الولايات المتحدة، ممثلة في إدارة الدوري الأميركي جهداً لاستقطاب ميسي للدوري الأميركي، وجعلوه استثناءً في الجوانب المالية، ونجحت السعودية في جذب كريستيانو رونالدو، ويسعى الإسبان وتحديداً ريال مدريد للتوقيع مع مبابي، وكذلك ليفربول، وآرسنال من إنجلترا، وجميعهم لديهم هدف كبير وهو ضمان تأثير مبابي كقوة ناعمة رياصية عالمية.

ما هو الموقف الآن؟ الحقيقة أنَّ مبابي حقق ما يشبه المعجزة بقرار الرحيل عن باريس سان جيرمان نهاية الموسم الحالي، خصوصاً أن فرنسا بأكملها، بداية من السياسيين، وصولاً إلى إدارة باريس سان جيرمان، وكذلك والدة اللاعب فايرة العماري، جميعهم كانوا يرغبون في الإبقاء عليه بحديقة الأمراء، ولكل هدفه.

إقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي توقع الموت... حقاً؟

حكومة فرنسا وماكرون يريدانه قوة ناعمة لفرنسا، وألا يستفيد منه دوري آخر، وهو على الأرجح الدوري الإسباني، والذي يشكل نسبة كبيرة من الصورة الذهنية عن إسبانيا في الخارج، ويسهم في إنعاش السياحة في إسبانيا، خصوصاً أنَّ الريال والبارسا لهما شعبية كبيرة عالمياً.

كما أنَّ إدارة النادي الباريسي كانت ترى مبابي النجم الأكثر تأثيراً في حاضر ومستقبل النادي، والأم فايرة العماري هدفها مادي في المقام الأول، وتعلم جيداً أنَّ ابنها كان بمقدوره أن يحصل في باريس على ما يريد، وأكثر مما يريد، بل إنها كانت تتفاوض سراً مع النادي الباريسي لتجديد عقد الابن، في الوقت الذي تدرك جيداً رغبته في الرحيل.

إقرأ أيضاً: مغادرة القوات الأميركية في الميزان

واليوم قرر مبابي بصفة نهائية الرحيل نهاية الموسم، أي أنَّ اللاعب الأفضل في العالم نجح في أن يتجاوز ضغوط السياسة، وطموح إدارة النادي الباريسي في الإبقاء عليه بأي ثمن، وتمكن في الوقت ذاته من مواجهة "مطامع الأم".

وتشير آخر التقارير إلى أنَّ مبابي الذي قرر الرحيل عن باريس الصيف المقبل دون تحديد وجهته المقبلة، سوف يحصل في الريال في حال انتقل إلى صفوفه على راتب 50 مليون يورو سنوياً، و120 مليون يورو مكافأة توقيع، وكذلك حقوق الصورة والإعلانات التي سوف تخضع للتفاوض.

إقرأ أيضاً: لا مكان للانبهار.. انتهى زمن الكبار

مبابي انتصر على السياسة ممثلة في الحكومة الفرنسية وماكرون، وأفلت من ضغوط إدارة النادي الباريسي التي فعلت كل شئ لإقناعه بالبقاء، كما نجح في تفادي فخ المطامع المالية للأم، لينطلق بحثاً عن لقب "الأسطورة الكروية الأفضل"، وهو يملك من القدرات ما يجعله يذهب أبعد كثيراً من أساطير اللعبة، ولكن شريطة أن تكون الوجهة المقبلة هي ريال مدريد الذي يجيد دعم وصناعة الأساطير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف