كتَّاب إيلاف

متلازمة كراهية الإمارات ..!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحرب على الإرهاب عمل مستمر لا كلل فيه، والحفاظ على القيم الإنسانية المشتركة والسعي للسلام والاستقرار مطلب عالمي تسهم فيه دولة الإمارات بشكل فعال وملهم للأخرين. وكنتيجة التميز الإيجابي الذي عرفت به دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة، فقد كثرت حملات الحسد والكراهية والحقد الدفين التي يشنها الإعلام التابع لتنظيمات إرهابية ودول وجماعات معروفة التوجه والأهداف ضد دولة الإمارات، حيث يبدو لي أن هذا الإعلام الهابط يتفرغ في معظم الأوقات ويترك مهامه ـ إن كان له مهام فعلية ـ ويركز جهده على انتقاد ومهاجمة كل سلوك أو موقف أو تصريح يصدر عن دولة الإمارات، ولاسيما فيما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة، حيث يسعى هذا الإعلام الهابط والموجه إلى "شيطنة" دولة الإمارات والتحريض على العداء لها و كراهيتها وتشويه سمعتها وصورتها بشتى السبل!

أسباب هذه الكراهية والضغينة في القلوب المريضة وحملات التحريض المدبرة تكاد تكون معروفة سالفاً، وفي مقدمتها يأتي الموقف الثابت لدولة الإمارات والقوي الواضح والمعلن تجاه العنف والإرهاب ومن يمولونه من التنظيمات المتطرفة والدول الراعية للإرهاب، وموقف دولة الإمارات راسخ كالجبال العتية وثابت ولن يتغير ولن تخضع فيه الإمارات الأبية لأي ابتزاز وضيع مهما كانت التضحيات التي تقدمها الإمارات وشعبها ولاسيما ما يقدمه أبناء الإمارات من الشهداء الأبرار، الذين يدفعون حياتهم ثمناً لنذالة وجبن تنظيمات الارهاب.

اللافت أن الكراهية والحقد قد بلغا حداً في النتانة والتفسخ أن بعض وسائل الاعلام المغرضة قد زعمت أن شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواجهم ثمناً للواجب الذي يؤدونه بشرف وأمانة في دولة الصومال، قد استشهدوا وهم يقاتلون إلى جانب الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهي فرية وكذبة جبانة لا تنطلي على أحد ولكنها تكشف عمق منسوب الكراهية والحقد العميق والمترسب في أقبية نفوس هؤلاء (المعروفين لنا) ضد الإمارات وشعبها.

من يتابع المنصات الإعلامية التابعة لتنظيمات الارهاب والتطرف والعنف، بغض النظر عن مكان صدورها، يجد أنها تتاجر كطبيعتها المعتادة بمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتستغل هذه المعاناة التي تسبب به تنظيم إرهابي، في الإساءة إلى سمعة الإمارات ودورها الإنساني ووقوفها مع الحق الذي تضطلع به إقليمياً ودولياً، وتستغل كل قنوات اتصالها وتواصلها مع دول العالم كافة، من أجل الدفع باتجاه اقامة دولة فلسطينية وضمان حق الفلسطينيين في حياة كريمة تليق بهم، وتحويل المحنة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الظروف الراهنة إلى فرصة للضغط على الجميع من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يمثل حلماً مشروعاً للشعب الفلسطيني.

بالأمس قرأت مقالاً لأحدهم يستغرب فيه عدم صدور بيان عن القمة العالمية للحكومات بشأن الأحداث الدامية في غزة، للتنديد بالممارسات الإسرائيلية وتأييداً ودعماً لأهلها، ويرى أنها قمة احتفالية للشهرة والاستعراض، وبغض النظر عن مسألة الشهرة والأضواء، التي لا تحتاج إليها دولة الإمارات قطعياً، فإنني بدوري استغرب استغراب من يفترض أنه خبير في العلوم السياسية ولم يكلف نفسه عناء قراءة بعض الأسطر على موقع القمة العالمية للحكومات، ويعرف قليلاً عن أهداف هذا الحدث السنوي العالمي، ويعرف ولو قليلاً عن الأجندة بالغة الأهمية التي تضم موضوعات حيوية للبشرية، ولكن ليس من بينها مناقشة القضايا السياسية والأمنية، ناهيك عن أن القمة هي منتدى دولي موسع شارك فيه أكثر من 25 رئيس دولة وحكومة، و 120 وفد حكومي وأكثر من 85 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 4000 مشارك في نحو 110 جلسة حوارية تفاعلية، تحدث فيه نحو مائتي شخصية عالمية وخبراء ومفكرين ونخبة من علماء العالم في مختلف التخصصات، ولا يصدر عنها بيان ختامي، بل هو منصة عالمية تهدف إلى استشراف مستقبل الحكومات حول العالم، وبرامج عمل حكومات المستقبل مع التركيز على توظيف التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية وتبادل المعارف والخبرات بين الحكومات، وترسيخ الجانب المعرفي في العمل الحكومي، لتمكينه من مواكبة المستجدات واستشراف المستقبل.

ومن خلال عملي البحثي ـ كمراقب ـ لن أكون مبالغاً إن قلت أن دولة الإمارات تقف بكل جدية وإصرار في صدارة الدول المدافعة عن الشعب الفلسطيني في الظروف الراهنة، سواء من خلال الحجم غير المسبوق من المساعدات الانسانية والاغاثية والصحية التي تقدمها دولة الإمارات بأشكال متنوعة لقطاع غزة، أو من خلال قيادة الجهد الدولي الداعم لاستمرار وكالة "أونروا" في مهامها رغم ما تتعرض له الوكالة من اتهامات بشأن تورط بعض عناصرها في المشاركة الإرهابية لهجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة "حماس" الإرهابية ضد إسرائيل، حيث تدرك الإمارات أهمية دور الوكالة في الظروف الراهنة، ولاسيما في ظل الخبرات التي راكمتها طيلة العقود والسنوات الماضية في مجال تقديم المساعدات للمدنيين الفلسطينيين، وفي ظل غياب بديل مؤسسي جاهز يمكنه الاضطلاع بهذه المهمة المعقدة في الوقت الراهن. بموازاة ماسبق نجد أن دولة الإمارات لا تترك فرصة إلا وتشارك فيه داعية لتسريع وتيرة دخول المساعدات لقطاع غزة، وضاغطة من أجل ارتهان خطط إعادة الإعمار بوجود اتفاق يضمن قيام دولة فلسطينية، وتستغل في ذلك علاقاتها مع إسرائيل، من أجل تغيير واقع الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقهم المشروعة، وقادت خلال فترة وجودها في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم طيلة العامين الماضيين، جهداً دبلوماسياً كبيراً من أجل التصديق على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة، ورغم أن مشروع القرار لم يتم تمريره بسبب لجوء الولايات المتحدة لاستخدام حق "الفيتو" فإن الجهد الإماراتي سيبقى علامة مضيئة في تاريخ الدبلوماسية الإماراتية، التي سعت للانتصار لمبادئها وإيمانها بالحق والأمن والاستقرار بغض النظر شراكاتها الدولية ومواقف حلفاء تقليديين مثل الولايات المتحدة، في انعكاس قوي وواضح للمواقف الاستراتيجية المشهودة التي تتبناها دولة الإمارات في السنوات الأخيرة، وهي مواقف تعكس حرص الدولة على وقف دائرة العنف الاقليمي انطلاقاً من نزع جذور الكراهية وضمان التعايش بين شعوب المنطقة المنطقة كافة، ونزع مبررات العنف والتحريض وسفك الدماء من بين أيدي المتطرفين من مختلف الأطراف على حد سواء.

الإمارات هي دولة نموذج عالمياً في تحويل المحن إلى منح والتحديات إلى فرص، لذلك لا وقت لديها للمزايدات الإعلامية والابتزاز السياسي والإعلامي، وتكرس جهودها في الوقت الراهن من أجل تحويل هذه الأزمة غير المسبوقة والتركيز على الاستفادة مما توفره من دروس وعبر في البحث عن مخارج تنهي دوامة العنف وتستأصل الكراهية من جذورها بشكل نهائي، والبدء في غرس ثقافة التعايش التي تحتاج إلى جهود جبارة من الجميع من أجل تنبت وسط أرض الشرق الأوسط المليئة بمروجي الفتن وعوامل الاحتقان ودعاة التحريض. وهكذا تعمل الإمارات من أجل المستقبل، ولا تنظر لهؤلاء الكارهين ولا ترى رداً عليهم سوى المزيد من التركيز في أداء رسالتها والاضطلاع بدورها الفاعل من أجل ما تؤمن به من مبادىء وقيم انسانية وحضارية، ولا تلقي بالاً للمصابين بمتلازمة كراهية الإمارات في منطقتنا وخارجها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف