مصالح السنوار الشخصية تغلب على أوجاع شعب غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لوحت حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأخيرة بالهدنة، وأبدت نيتها في السماح بدخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، في محاولة لترطيب الأجواء الملتهبة سواء على الصعيد الداخلي الفلسطيني أو على الساحة الدولية ضد جرائم ومجازر إسرائيل التي ترتكبها يوميًا في حق الشعب الفلسطيني، بعدما مارست سياسية "التجويع" لقتل الشعب الغزاوي بالبطيء.
المعطيات الأخيرة تشير إلى وجود نية لدى إسرائيل للاتفاق على هدنة مع حركة حماس، ولعل ما دفعها لهذا الموقف، هو الرفض الأميركي لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاجتياح رفح، بجانب الموقف المصري والقطري والأردني ضد هذا المخطط الصهيوني الذي يستهدف ارتكاب مزيد من المذابح ودفع الفلسطينيين إلى خارج أرضهم حتى يخلو الجو لإسرائيل من أجل وضع يدها على مزيد من الأراضي وتهويد فلسطين بالكامل. لكن هل ترتضي حماس الهدنة؟ أو تجلس على طاولة المفاوضات لحقن دماء الفلسطينيين، والتفكير بعقلانية من أجل شعب يُمارس ضده أبشع المجازر كل يوم؟
يبدو أن حسابات قيادات حركة حماس، وخاصة رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، لا تريد أي هدنة، بل تبحث فقط عما يخدم مصالحها الشخصية على حساب شعب يتم تصفيته يوميًا بألة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، التي لا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا. فلماذا لا يخضع السنوار ويضع حدًا لهذه الحرب الشعواء؟
ربما يستهدف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، المختفي منذ أكثر من أربعة شهور، حشد الفلسطينيين في الضفة الغربية والعرب في داخل إسرائيل وحزب الله اللبناني خلال شهر رمضان الجاري لقلب الطاولة على إسرائيل، وواقعيًا هو ما زال يتمسك بموقفه "المتشدد" إزاء المفاوضات بعدما فشل فشلًا ذريعًا في الاستعانة بجبهات أخرى في الحرب، لكنه يأمل أن تُحدث الأيام القليلة المقبلة فرقاً، بتغيير ميزان القوى وإجبار إسرائيل على التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار في غزة بشروط حمساوية وليست إسرائيلية.
ويقف السنوار حاليًا أمام خيارات متعددة، أولها أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين، لكن هذا لن يسمح له حقاً بإدعاء النصر في ظل مطالبات أهالي غزة المنكوبين بمحاسبته على أفعاله التي أدت إلى سقوط 31 ألفاً و184 شهيداً، و72 ألفاً و889 مصاباً منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، بجانب آلاف المفقودين والملايين الذين خرجوا من بيوتهم التي دُمرت إلى الخلاء ودور الإيواء وتفتك بهم وبأطفالهم المجاعة كل لحظة.
ومن الواضح أن السنوار يسعى إلى شيء أكبر بكثير، يتخلص في الإدعاء بأنه قد هزم اليهود دون البكاء على دماء المدنيين الذين راحوا في هذه الحرب المنكوبة، لكنه لا يهمه إلا تحقيق أهدافه من خلال خططه بتلميح إسرائيل بأن حماس قد فازت في الحرب وعليها أن تجلس "مفرودة الظهر" وتضع شروطها لتحقيق الهدنة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
وربما يؤدي تعنت السنوار ورفضه التفاوض مع إسرائيل إلا بشروطه كاملة، إلى مزيد من المجازر في غزة، وقد يدفع تل أبيب إلى اقتحام رفح، ومن ثم قد تتحول الضفة الغربية إلى ساحة معركة جديدة لتسجل مجازر لا تنتهي، فإلى متى يواصل السنوار تعنته السياسي ويُنهي بيده مأساة شعب غزة؟!
طالعتنا صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير خلال الأيام الأخيرة، بأن خلافاً نشب بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والسنوار بسبب مطالب الأخير في المفاوضات، وبينما تتجلى هذه المطالب في تحقيق المزيد من الإنجازات من الصفقة، إلا أن هنية اكتفى بالبنود التي كانت على جدول الأعمال، فكان مستعداً لقبول وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع من دون التزام من إسرائيل بوقف كامل للأعمال العسكرية في القطاع، لأنه يعتقد أنه سيكون من الممكن استغلال أيام وقف إطلاق النار، بمساعدة وسطاء، للتوصل إلى اتفاق، لكن في المقابل يعتقد السنوار أنَّ حماس هي صاحبة اليد العليا، ويبدو أن الأخير الذي كان منعزلاً إلى حد كبير عن المحادثات حتى وقت قريب يضعه موقعه هذا على خلاف مع مسؤولين آخرين في حماس.
ويبدو أن هذه التوترات داخل حماس، والتي يُغذيها السنوار دائمًا بدافع التعنت السياسي، لن تُطفىء نيران الحرب المشتعلة على شعب غزة، بل تستهدف تصعيد التوترات في الضفة الغربية والقدس، وكذلك تقويض أمل انطفاء البارود الإسرائيلي تجاه الشعب الغزاوي، فلا نتائج إيجابية للمفاوضات مع إسرائيل بشأن الهدنة في قطاع غزة إلا بإقناع السنوار بالخضوع وقبول التفاوض.
وفي النهاية، ما زال السنوار يعتقد أن حماس لها اليد العليا حالياً في المفاوضات، مستشهداً بالانقسامات السياسية الداخلية داخل إسرائيل بما في ذلك التصدعات في قبضة نتنياهو على السلطة وتزايد الضغوط الأميركية على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد للتخفيف من معاناة سكان غزة، وبينما يسعى لتحقيق أهدافه الثلاثة، التي أولها أن يبقى على قيد الحياة، وثانيها استمرار عمل حركة حماس وثالثها مشاركتها في المستقبل في أي حكومة، تتوسع الحرب مبتلعة مزيدًا من الضحايا الأبرياء، الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث... فمتى يقتنع السنوار بهول هذه المأساة؟!
التعليقات
عنوان المقالة
صالح -عنوان المقالة هي الحقيقة ومن لايراها فهو من مدرسة السنوار
كل الفلسطينيين برسم الذبح او التهجير
رياض -لا يحتاج الكيان الصهيونى إلى مبرر لقتل او تهجير الفلسطينيين، بالأمس فقط تم اقتلاع اسرة مقدسية من بيتها، والقيت خارجه وسكن فيه يهودي روسي ورفع علم الكيان فوقه.
جماعة فتحية مستغربين انه لسه فيه زلام وكرامه ورجوله ؟!
علاء -فتح اعترفت بإسرائيل كدولة، وأعطتها ٧٨٪ من أراضي فلسطين في اتفاقية أوسلو، مقابل أشياء هزيلة أخذتها، منها الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني بس بدون اعتراف بدولة فلسطينية !فتح أخذت سُلطة، لا هي دولة ولا هي بلدية، كيان مسخ ما بين منزِلَتين، جهاز بيروقراطي ضخم بستفيدوا منه وبرتبطوا فيه وبعيشوا عليه، وبيختصموا عليه برضه .حماس كانت مسيطرة على قطاع غزة، اللي هو ١٪ فقط من جغرافية فلسطين، ومع ذلك ما رضيت تعترف بإسرائيل، وضربتها أقوى ضربة في تاريخها واللي خلّت المشروع الصهيوني يشعر بأكبر تهديد وجودي منذ النشأة ..الفتحاوية : انتو قاعدين بتفاوضوا على شارع الرشيد اللي كان أصلاً معنا ..نامي عمي نامي، نامي واتدفي مليح الله يرضى عليكي ..
الكلمة للغزاوية ،،
فؤاد حديد -تحليل يفاجئ الإسرائيليين ... هكذا ينظر الغزاويون إلى يحيى السنوار؟ كشف تحليل خاص أجرته شركة "بازيلا" لمعلومات الأعمال لصالح صحيفة "معاريف" العبرية أن زعيم حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، لا يزال يتمتع بدعم فلسطيني كبير في القطاع.وأظهر التحليل أن الخطاب العام على مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة باللغة العربية في غزة كان إيجابيا بشكل رئيسي تجاه "حماس" بشكل عام وتجاه زعيمها في غزة، وتجاه زعيمها يحيى السنوار على وجه الخصوص خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الخطاب العام الإيجابي تجاه السنوار "مفاجئ".وأشار خبراء الشركة إلى أن من الممكن ملاحظة تزايد الخطاب الإيجابي تجاه السنوار شخصيا عندما تظهر تهديدات ضده من الجانب الإسرائيلي في وسائل الإعلام. فعلى سبيل المثال، بعد أن صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "المقاتلين سيصلون إلى السنوار أحياء أو أموات"، شوهدت ردود فعل كثيرة على منصات التواصل الاجتماعي في غزة تمدحه باعتباره الشخص الذي فاجأ إسرائيل، وأنه، بالرغم من كل المعلومات الاستخبارية التي بحوزة إسرائيل، لا يزال مختفيا.وإلى جانب الخطاب الإيجابي، ظهر العديد من التعليقات التي حملت إسرائيل مسؤولية الوضع في غزة، وتمنت "دمار العدو الصهيوني"، و دعت الله من أجل الشعب الفلسطيني.
آلو يا مقاطعة،،
ضفاوي غزاوي -احكوا لأدوات التنسيق الامني المقدس إني عايشة بالضفة بيتي محاط بأربع مستوطَنات،بنتعرض لهجوم كبير من المستوطنين بالسلاح وبحاولوا يحرقونا جوا بيوتنا غير اعتداء الجيش نفسه عليناولا مرة السلطة دافعت عنا، ولا مرة بعتولنا إطفائية واحنا بننحرق، بالعكس عناصر السلطة بهربوا وبتركونا نواجههم لحالنا من دون سلاح
الخطة الأخيرة والفشل المتوقع
رياض -" منذ بداية الحرب "." قلت أنه عسكريا وبالرغم من فارق ميزان القوى والاسلحه.إلا أنه من الصعب بل من المستحيل أن تدمر إسرائيل حماس إلا في حاله واحده." وها نحن ندخل الشهر السادس من الحرب وإسرائيل لم تحقق هدفها الذي كان من المخطط أن تحققه في بضعة إشهر." طيب ما هي هذه الحاله التي يمكن أن تدمر فيها إسرائيل حماس"." بإختصار في الوقت الذي تستطيع إسرائيل تدمير الحاضنه الشعبيه لحماس حينها يمكن أن تدمر حماس عسكريا " حاليا هناك خطه تجري لتدمير حاظنة حماس الشعبيه باستخدام سلاح المساعدات ومحاولة اظهار ان حماس حركه فاسده "." لكن هل تنجح هذه الخطه ....الجواب ، كلا ، الغزاويين يثقون في حماس ادارة ومقاومة ويستجيبون لتعليماتها المكتوبة والمسموعة مثلاً عند استلام وانتظار وتوزيع المساعدات،،
من يلوم الفلسطيني،،
عماد -خلال محاكمة أدولف إيخمان النازي في القدس المحتلة سنة ١٩٦١ وذلك بعد خطفه وتهريبه من الأرجنتين قدم المدعي العام التهم الموجه إليه والتي أدت إلى إعدامه وذر رماده في البحر.كان مما قدمه المدعي العام من أوراق القضية قوله: إن الشعب اليهودي تعرض للمذابح والقسوة في كل البلاد على مدار التاريخ!محامي الدفاع عن إيخمان تساءل خلال الدفاع عنه:ما هي طبيعة هذا الشعب الذي يجد نفسه عرضة للقتل والإيذاء على مدار التاريخ وفي كل مكان!؟ ألا يوجد احتمال أن يكون هذا الشعب مسؤولا عما يلحق به، وأنه هو من يستفز الشعوب لهذا الفعل!؟ أصيب الحضور بالذهول من هذا الأمر.اليوم عندما يناقش بعض المسلمين خصوم الإسلام يذكرون فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بني قريظة ويعزلون هذا الفعل عن جريمة بني قريظة.( الخيانة والتواطؤ مع المشركين ضد المسلمين وهم اهل كتاب واتباع نبي كريم ) ولو حدث للصهاينة وذاقوا بعضا من البأس .. أكان هذا غير عادل وقد فعلوا بالناس أكثر من ذلك!؟