كتَّاب إيلاف

ثروات خرافية

النجم الفرنسي كيليان مبابي
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتعدد مصادر جمع الثروات، في عصر أصبح كل شيء فيه سلعة يخضع للتسعير، ويأتي في ترتيب الثراء بعد رجال الأعمال، نجوم الرياضة والفن والسياسة والأزياء، فالعديد من السياسيين، وخاصة في دول الغرب، يحصدون ثروة طائلة بعد خروجهم من دوائر الحكم، عن طريق إلقاء محاضرات والمشاركة في مؤتمرات.

نجوم كرة القدم غير العرب، ارتفعت أسعارهم في السنوات الأخيرة إلى أرقام فلكية، فسعر الواحد منهم يقدر بالملايين، وربما أغلاهم سعراً النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انضم إلى نادي النصر السعودي، والذي وصلت قيمة عقده إلى أكثر من مئتي مليون دولار.. بالإضافة إلى ليونيل ميسي، اللاعب الأرجنتيني، بالتعاقد مع إنتر ميامي الأميركي لمدة عامين ونصف مقابل مئة وخمسين مليون دولار، إلى جانب مبلغ خمسين مليون يورو في الموسم الواحد، مع نسبة من أرباح شركتي أديداس وآبل. وسبق أن رفض ميسي عرضاً سعودياً للانضمام إلى الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، مقابل راتب سنوي يتراوح بين 400 إلى 500 مليون يورو.

وأسعار اللاعبين ما زالت تلقى رواجاً كبيراً، فلاعب ريال مدريد الإسباني جود بيلينجهام الحالي، 20 عاماً، وبورسيا دورتموند الألماني الحاصل على أفضل لاعب شاب في عالم 2023 السابق يُعدُّ الأعلى سعراً في العالم: مئتين وثمانية وستين مليون يورو، بفارق سبعة عشر مليون يورو عن إرلينغ براوت هولاند الذي يلعب في صفوف مانشستر سيتي الإنكليزي، وثمانية عشر مليون يورو عن فينيسيوس جونيور لاعب نادي ريال مدريد، أما بالنسبة إلى النجم الفرنسي كيليان مبابي، فقد احتل المركز 27 بقيمة انتقال تقديرية تتجاوز مئة وستة ملايين يورو، وتقدر قيمته السوقية في الدوري الفرنسي بمئة وثمانين مليون يورو، وهو الفائز بجائزة الفتى الذهبي في 2017، وبطل العالم مع منتخب فرنسا 2018. وقبل نهاية العام الماضي 2023 انتقل عدد كبير من النجوم، ومن أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بن زيمة، والجزائري رياض محرز، والمغربي ياسين بونو، وغيرهم كثير.

هذه الانتقالات دفعت بالدوري السعودي إلى أن يصبح من أفضل الدوريات في العالم، وبات يشكل حضوراً جماهيرياً، ومشاهدة لم يسبق إليها أي لعبة أخرى في العالم، ما يعني أن السعودية غيرت سوق الانتقالات في إطار سعيها لتأسيس دوري قوي، وهذا ما يحصل اليوم في المملكة بفضل انتقال عدد من اللاعبين البارزين إليها.

وفي حقل الفن، لا يخلو الأمر من مفارقات، وإذا كان مبرراً أن يحصل نجوم الدراما أو الطرب على أجور مجزية، مقابل أعمال لها قيمة فنية وثقافية هامة، تجذب اهتمام ومتابعة الملايين، لكن ثمة نجوماً خدمهم هبوط الذائقة العامة، وتردي معايير التقييم لمستوى الفن، فأصبح المعيار الأساس جمال مطربة مثلاً، أو القدرة على التهريج، ويمكن الإشارة إلى الفنانة هيفاء وهبي، التي أصبحت من أشهر نجوم الفن العرب، وحققت ثروة طائلة خلال سنوات قليلة، وأصبحت محبوبة الملايين، بالرغم من أن النقاد الجادين يصنفون صوتها فنياً في درجات عادية.

أما الفنان عادل إمام الذي شارك في أكثر من 100 فيلم، فكان يحصل على نسبة كبيرة في مختلف أعماله التي شارك بها، وثروته بلغت حد مئتين وخمسين مليون دولار، وسبق الفنان الكبير أن التحق بكلية الزراعة جامعة القاهرة على عكس كثير من الفنانين، وأول مسرحية مع فؤاد المهندس في مسرحية "سري جداً"، وبعدها في مسرحية "أنا وهو وهي" التي كانت الشرارة الأولى لانطلاقته، وتنوعت أعماه بين الكوميديا والقضايا الاجتماعية والسياسية.

إقرأ أيضاً: لغة العيون

ربما يكون العاملون في حقل الثقافة والصحافة، الأقل حظاً في توفر فرص جمع الثروة، بل إن غالبيتهم في عالمنا العربي يصنّفون في خانة الفقراء، فأجر الفنانة هيفاء وهبي في أحد برامجها، ربما يُعادل ما يحصل عليه عشرات المفكرين والكتاب العرب، من مكافآت عن كتب استغرق إعدادها سنوات من الجهد والبحث!

أما الصحفيون، فغالبيتهم العظمى في عداد الفقراء، وقد يكون محمد حسنين هيكل، الأكثر ثروة بينهم لقاء كتبه، والبرامج التلفزيونية التي شارك بها.

وفي السياق لا يمكن أن ننسى مؤسس أمازون جيف بيزوس الذي يُعدُّ من أغنى رجال العالم بصافي ثروة بلغت مئة وسبعة وتسعين مليار دولار، بعد ثلاث سنوات من خسارته للقب أغنى شخص في العالم، تمكن مؤسس عملاق التجارة الإلكترونية أمازون، من استعادة لقب أغنى شخص في العالم، مزيحاً بذلك منافسه إيلون ماسك الذي هيمن لفترة على هذا اللقب، ثم يليه رجل الأعمال الفرنسي رئيس LVMH برنارد أرنو بصافي ثروة بلغت مئة وخمسة وتسعين مليار دولار، وحل في المرتبة الثالثة إيلون ماسك بمئة واثنين وتسعين مليار دولار، وفي المركز الرابع مارك زوكربيرغ مؤسس شركة ميتا (فيسبوك سابقاً) بصافي ثروة مئة وستة وسبعين مليار دولار، وبيل غيتس (المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت) بثروة بلغت مئة وتسعة وأربعين مليار دولار. وبوتين القيصر الروسي الذي كما قيل إن ثروته تصل إلى أكثر مئتي مليار دولار، وما زال يبحث عن زيادة بالتعدي على دولة جارة مسالمة واختزان الذهب والفضة.

إقرأ أيضاً: تفاقم ظاهرة الطلاق!

وقبل فترة، لفتني في متجر ملبوسات، جاكيت فتمعنت بالسعر المكتوب عليه، لم أصدق ما شاهدته، فسألتُ الفتاة التي تبيع في المتجر، فأكدت لي أن السعر حقيقي، فاستأذنتها أن ألبس الجاكيت والتقط صورة به، فسألت مديرها فوافق، وبالفعل التقطت صورة تذكارية! أما ثمنه فيعادل ثلاثة آلاف وخمسمئة يورو، ويمكن شراء شبيه له من البالة بعشرين دولاراً، لكن هذا أيضاً يدخل في سياق عالم الموضة والأزياء، وتحقيق أشهر المصممين والشركات المنتجة ثروات طائلة!

وماذا يمكن أن نقول عن مئات الملايين من البشر الذين يعيشون تحت خط الفقر، ويتأملون من يعينهم ويساعدهم على تأمين احتياجاتهم وما أكثرها، وظل الواقع يحكي معاناة وأسى الفقراء في ظل ثروات خرافية بات يتمتع بها الأغنياء في هذا العالم من رياضيين، وفنانين، وسياسيين وأصحاب شركات عالمية.. ويظل للفقراء أجر صبرهم على معاناتهم!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احسنت
متابع -

ليس انصافا وليس مقبولا ابدا ابدا ان يمتلك اي انسان مهما كان ومهما عمل، هذه الثروات الخرافية، خاصة عندما يكون هنالك الملايين في العالم ممن ليس لديهم اساسيات الحياة. ايضا هذه الثروات تأتي من تخريب كبير للبيئة.