كتَّاب إيلاف

الواقع والخيال …هل تهزم "حماس" إسرائيل؟

الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس: صبي بدفع فتاة صغيرة في كرسي متحرك أمام مبنى مدمر في غزة يوم 28 آذار (مارس) 2024
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قرأت مؤخراً مقالاً لبروفيسور إسرائيلي حول هزيمة محتملة لإسرائيل على يد حركة حماس الإرهابية، وبرر رأيه بأن الحرب في غزة لا ترتبط بالقتل بل بمن يحقق أهدافه السياسية، وقد لفت انتباهي المقال لأسباب عدة ولكنني سأناقش أهمها وهو المتعلق بفكرة هزيمة إسرائيل المحتملة، وهي فكرة مستبعدة من الناحية العسكرية، ولكن اعتبارات النصر والهزيمة في هذا الصراع ليست عسكرية بأكملها، ولكنها سياسية بامتياز وهو ما دفع الكاتب للربط بين نتيجة الحرب وتحقيق الأهداف السياسية.

ثمة نقطة مهمة تتعلق بصعوبة تقييم نتائج حرب غزة بشكل نهائي في ظل استمرار القتال وعدم وضوح سيناريو النهاية بشكل تام، ولكن يبقى في جميع الأحوال للسياسة حساباتها وللعسكرية حسابات منفصلة، وقد يلتقيان ويخدم كلاهما الآخر، وقد يتباعدان ولا تنشأ علاقة بين الجانبين.

مناقشة الأهداف السياسية للطرفين الآن أو مابعد الحرب تبدو معقدة للغاية لأن أهداف إسرائيل غير المعلنة، والتي تبلورت بعد الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر الماضي، تفوق بمراحل أهدافها المعلنة، والأمر هنا لا يقتصر على استعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس الإرهابية فقط، إذ لا يخفى أن هناك أهداف أخرى تتعلق بإعادة صياغة العلاقات الإسرائيلية ـ الفلسطينية برمتها، حيث تعيد إسرائيل النظر في السلطة الفلسطينية ومستقبل قطاع غزة من الناحيتين الأمنية والسياسية.

بالنسبة لحماس، يبدو الوضع مختلفاً فالقضاء على البنية التحتية العسكرية للحركة الإرهابية في قطاع غزة، وانهاء قدرتها على تهديد إسرائيل لا يمكن اعتباره انتصاراً للحركة الإرهابية حتى لو في إطار دعائي، وحتى لو هرب قادة الصف الأول وبقوا على قيد الحياة، فالمسألة هنا تتعلق بفقدان الوجود وأدواته. القضاء عسكرياً على حماس الإرهابية لا ينفي أن الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر وماتلاه من حرب مستمرة حتى الآن قد جلب خسائر سياسية كبرى لإسرائيل، فبجانب تجميد بعض اتفاقات تطبيع العلاقات مع دول إسلامية وعربية كبرى، فإن ثمة خسارة مهمة تتعلق بتدهور صورتها الذهنية عالمياً، وهذه أمور قد لا تكون في صدارة أولويات صانع القرار الإسرائيلي في أثناء تركيزه الحالي على ترميم الآثار النفسية الداخلية لهجوم حماس الإرهابي ومعالجة قضايا حيوية مثل استعادة المخطوفين وحسم مصير القطاع، ناهيك عن تبعات مابعد الحرب والتحقيقات الشاملة المتوقع إجرائها للحيلولة دون تكرار ما حدث مجدداً، وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

النقطة الحاسمة في هذا النقاش لا تتعلق بهزيمة حماس الإرهابية أو انتصارها، لأن التنظيمات الارهابية المنتشرة في الشرق الأوسط ستروج لأي نهاية للحرب باعتبارها هزيمة لإسرائيل، وبالتالي فهذه ليست "مربط الفرس" كما يقولون، ولكن النقطة الأهم هي كيف يمكن لإسرائيل أن تطرد احساس الهزيمة في ظل عدم تحقيق هدف حيوي كاستعادة المخطوفين ؟ وهو الهدف الذي اعتبره أهم من القضاء على حماس الإرهابية لأنه يتعلق بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهدافه رغم الاعتراف بالقيود الميدانية والعوامل الحاكمة للحروب غير النظامية التي تحد كثيراً من فاعلية الجيوش وقدرتها على العمل في مواجهة الميلشيات.

في الحروب التقليدية المنتصر هو من يحقق أهدافه السياسية، وهذا صحيح تماماً، ولكن حرب غزة يبدو الطرفان خاسران تماماً على المستويين السياسي، فحماس الإرهابية لن تعود كما كانت، والقضاء على قدراتها العسكرية سينهي وجودها السياسي وتبقى فكرة دون نفوذ أو قدرة على لعب دور سياسي فاعل كانت تستمده بالكامل من قدرتها على العمل وفرض كلمتها على الصعيد الميداني. صحيح أن الحركة نجحت في تجميد مسيرة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية، ولكنها خسرت بالمقابل وجودها كفاعل في الساحة الفلسطينية، كما تسببت في خسائر فادحة للشعب الفلسطيني قد تصل إلى مصير القضية نفسها في ظل إصرار الحكومة الإسرائيلية على تحدي المطالب الدولية والاقليمية بشأن قيام دولة فلسطينية.

سيناريو نهاية حرب غزة، هو العامل الفصل في تقييم نتائجها بشكل واقعي، ولاسيما في شقها السياسي، وما يتعلق بخطة اجتياح رفح المتوقعة، وكيفية تنفيذها وما يمكن أن تسفر عنه من خسائر بشرية، فضلاً عن أي تأثيرات أخرى للخطة إقليمياً ودولياً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وجه الشبه بين - مليشيات فاغر --- وقيادات خماش ،، التي ركبت موجه المقاومه ،،
عدنان احسان- امريكا -

من اوجد خماش - حدد لهـــا مهمه - يعني مثل مليشيات فاغنر، - و اليوم انتهت مهمتها ،،، وتجحت بركوب موجه المقاومه في المنطقه ،- رتحديد مهمات لها ،،- ضكم السوق الحره - والجمع بين المصريين - والقطريين - والايرانيين ،،، و الامريكان ...و(....) واليـــوم انتهت مهمتها ،،،وسنبتلي - بعدهم بجماعه التنسيق الامـــنـى والفســده برام الله

يا للهول ،،
حدوقه -

منصة ايلاف تنشر مقالات لكتاب عرب وخليجيين يصفون حماس بالارهابية والكيان الصهيوني بدولة اسرائيل ؟!

حماس الإرهابية ترهب عدو الله و عدوها
رياض -

القسام جهزت نفسها لحرب ستدوم طويلا فهي لا تزال تملك في جعبتها الكثير ،،

قائد سلاح المدرعات ، لن تنتصروا ابداً على مقاومة غزة ،،
عبوده -

‏هذه شهادة الرجل الوحيد الذي تنبأ بالطوفان حرفياً .. ‏يطلقون عليه في الكيان " نبي الغضب الاسرائيلي " ‏انه الجنرال يتسحاق بريك - قائد سلاح المدرعات السابقيقول لحكومة النتنياهو وأركان حربه المجرمين النازيين ،، ‏" انت تروجون الاكاذيب .. لن ننتصر على حماس اطلاقاً .. انهم لا يدركون الواقع الذي فرض علينا .. الكذب سيبتلعنا .. ها قدحذرت …." ‏ا

الصهاينة سيحرقون تل ابيب ،،
حدوقه -

أهالي الأسرى في تل أبيب: ‏لقد وصلنا إلى النهاية وسنحرق البلاد..‏—-‏على بركة الله في ليالي رمضان الوترية. سنكثف الدعاء لكم.،،

كل استعمار له نهاية
كفاح -

كل استعمار له نهاية ، اسألوا اهل الجزائر وفيتنام ، التوحش الصهيوني هو من مقدمات زوال اي استعمار وقد توحش الاستعمار الفرنسي والاستعمار الأمريكي ضد المدنيين وبالنهاية انهزم الاستعمار ورحل كما يقول فرانز فانون الذي اعتبر توحش الاستعمار تعتبر علامة فارقة ، ضرب لذلك مثلاً بتوحش الاستعمار الفرنسي في الجزائر كمثال ، وان الشعب المستعمر يكون قد وصل إلى نقطة اللاعودة فيعاند ويقاتل ليحصد من يآتي بعده نتيجة جهاده ونضاله ،، وهذا ما سيحصل في فلسطين سيغادر المستعمرون إلى أوطانهم الاصلية ويعود المهجرون إلى وطنهم إلى ارض اجدادهم فلسطين،،

تاريخياً غزة مقبرة الغزاة ،،
فؤاد حديد -

تاريخياً غزة مقبرة الغزاة ،،أن الإسرائيليين لجأوا إلى سياسة «العقاب الجماعي»، وأرادوا تحويل قطاع غزة إلى جحيم، على أمل أن ينفجر القطاع في وجه حركة حماس، ولذلك حاول الاحتلال ويحاول منذ اليوم الأول للحرب نشر فكرة واحدة وهي، أن ما يجري في غزة هو نتيجة لما فعلته حركة حماس وليس نتيجة لعدوان الاحتلال، وبين الحين والآخر كانوا يلقون المنشورات التي توهم السكان بأن خلاصهم من هذا الجحيم، يمكن أن يتم بإفشاء مكان يحيى السنوار (قائد حماس في غزة) وتسليمه، ومن ثم ينتهي كل شيء. وفي مرحلة من مراحل الحرب عمد الإسرائيليون إلى جمع أعداد من الرجال والشباب المدنيين، وتعريتهم وإيهام الناس بأن هؤلاء هم مقاتلو حركة حماس، وأنهم استسلموا ورفعوا راياتهم البيضاء، ليتبين سريعاً بأن تلك المشاهد لم تكن سوى تمثيلية، وأن من ظهروا فيها هم «الغلابة» من المدنيين، الذين كانوا في المدارس والمخيمات ومراكز الإيواء، واختفى الحديثُ عنهم مع فشل المحاولة الإسرائيلية

حالة احباط شديدة تجتاح الإعلام الصهيوني ،،
مروان -

حالة من الاحباط الشديد تجتاح الإعلام العبري.بسبب استمرار القتال في مناطق سبق وقال الصهاينة انهم يسيطرون عليها. وان اربعة ألوية للمقاومة في كامل لياقتها العسكرية و كامل عتادها ، وان أعلام المقاومة محط ثقة الجمهور الصهيوني ؟! خاصة الاخ الملثم !