كتَّاب إيلاف

معجزة في زمن بلا معجزات!

تشابي ألونسو يقود ليفركوزن لمعجزة كروية جديدة
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ما فعله تشابي ألونسو بقيادته فريق باير ليفركوزن للفوز بالدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخ النادي الذي تأسس قبل 120 عاماً، هو اعجاز كروي بكافة المقاييس، وأول هذه المقاييس أن كرة القدم لم تعد تبتسم إلا لكبار القوم، وعلى رأسهم بايرن ميونيخ في ألمانيا، فهو البطل شبه الدائم للدوري الألماني.
كما أن القيمة المالية والسوقية للفريق البطل (ليفركوزن) نصف مليار يورو، فيما تصل القيمة السوقية للعملاق البافاري بايرن ميونيخ إلى مليار يورو تقريباً، وفي عالم كرة القدم لا يمكن تجاهل البعد المالي في تقييم الأقوى والأفضل.

اعجاز التوقيت
توقيت معجزة ليفركوزن لا يمكن تخيله، فقد فعلها في عام 2024، أي في الوقت الذي لا يمكن للصغار الرهان على فكرة الروح أو التكتيك المناسب، أو الدافعية أو غيرها، فالقوي في عصرنا الحالي هو الذي يكتسح ويسيطر، ولا مجال للأندية الصغيرة أو المتوسطة لتقول كلمتها، ولكن ليفركوزن نجح في تحطيم كل هذه الثوابت.

ثلاثية في الانتظار
معجزة ليفركوزن سوف تكتمل، بل لن يكون لها مثيل في حال نجح في الفوز بثلاثية تاريخية، فهو مرشح للقب كأس ألمانيا، فضلاً عن أن مسيرته القارية مستمرة، وفي حال تمكن من انتزاع الثلاثية فسوف يتفوق بذلك على معجزات كروية يشهد عليها التاريخ، مثل تلك التي صنعها ليستر سيتي عام 2016 حينما توج بلقب الدوري الإنكليزي عام 2016، واعجاز اليونان بانتزاع لقب يورو 2004.
وكذلك الدنمارك التي أتى فريقها من المقاهي ليتوج بلقب يورو 1992، حينما كان لا يملك فرصة المشاركة لعدم التأهل للبطولة، ولكن تمت دعوته بسبب عدم مشاركة يوغوسلافيا لظروف الحرب حينها، فجاء منتخب الدنمارك ضيفاً ليفوز بالبطولة، ولكن أين ليستر؟ وأين اليونان؟ وأين منتخب الدنمارك؟ لقد اختفوا من المشهد بعد أن خطفوا الأنظار بالمعجزات التي صنعوها.

التحدي هو "الاستمرارية"
هل معجزات كرة القدم لم تمت؟ الأمر ليس كذلك، حيث يظل التحدي في الاستمرارية فيما بعد، وتجربة ليفركوزن الرائعة قد لا تستمر حينما يرحل تشابي ألونسو إلى كيان كروي أكبر، صحيح أنه قام بتجديد تعاقده ولكن هل يستمر أبعد من الموسم المقبل؟ كما أن نجوم الفريق سوف تحاصرهم الأندية الكبيرة في أوروبا بالعروض المغرية والرواتب الفلكية التي لن يستطيع ليفركوزن توفيرها لهم، فضلاً عن بعد آخر يتعلق بما يسمى "فقدان عنصر المفاجأة" أي أن جميع الأندية سوف تقاتل أمام بطل الدوري ولن تترك له الفرصة لتحقيق الفوز بسهولة.

المعجزات لا تستمر
على أي حال تظل تجربة ليفركوزن تستحق المتابعة لكي نبصم على فكرة "المعجزات الباقية التي لم تمت"، ولكن كاتب هذه السطور لا يثق كثيرة في أن هذا الفريق سوف يستمر كبيراً، لأن الكبار يحتكرون المشهد، ولا يسمحون لأندية الوسط أن تقف في وجوههم كتفاً بكتف إلا إذا توفرت لهذه الأندية المتوسطة القدرات المالية الكبيرة، ليس فقط بهدف شراء لاعبين جدد، بل الأهم من ذلك لكي تحمي نجومها وتقدم لهم ما يجعلهم يرفضون اغراءات وأموال الكبار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف