عن عصبية الأم وتوترها!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تشكو أغلب الأمهات من العصبية والتوتر، ويبدو أنّه من الصعوبة أن توجد الأم الهادئة الرزينة التي تعيش في سلام دائم مع نفسها وأولادها والآخرين.
فإيقاع الحياة السريع، والتطورات المتلاحقة من حولنا، جعلت أغلب الأمهات يَثرن لأقل الأسباب.. وأحياناً تكون عصبية الأم وتوترها بدون سبب واضح، لدرجة أنها تجهل السبب الحقيقي لهذا التوتر، ولكن لو نظرت كل واحدة حولها، وبحثت في حياتها اليومية، فمن الضروري أن تعرف السبب، وهنا يصبح من السهل علاج العصبية والقلق ومعرفة أسبابها، وأين تكمن.
قد يكون سبب توترك هو علاقتك بزوجك، وكثرة الخلافات التي تحدث بينكما. فأنتِ أحياناً تتشاجرين ثم تتصالحين بدون الوصول للحل الذي ترتضينه، في هذه الحالة لا بد من إنهاء كل الخلافات بحيث لا يتبقى في نفسك أي ضيق تجاه زوجك. عوديه على مناقشة كل الأمور بموضوعية وصراحة دائمة حتى النهاية، ولا تتركي المسائل معلقة، حتى لا يكون ذلك سبباً من أسباب توترك الدائم في المنزل.
وقد يكون أولادَك هم السبب حينما يأتون بكثير من الضوضاء، أو عندما يصحبون أصدقاءهم للعب معهم داخل المنزل. من الطبيعي أنكِ لن تستطيعي منع الأولاد من اللعب، ولكن ابحثي عن مكان آمن ومناسب لهم، سواء في حجرتهم، أو في حديقة قريبة، حتى لا تتوتر أعصابك كلما سمعت صراخهم وضجيجهم.
احرصي على ألّا تفلت أعصابك أمامَ أولادكَ، وعندما تشعرين بالضيق، اتركي المنزل وابتعدي عنه لمدة ساعة أو ساعتين، وذلك بالذهاب إلى السوق، أو مرافقة احدى الصديقات.. أمّا إذا رغبت في البقاء في المنزل، فاجلسي وحيدة، وحاولي تسلية نفسك بقراءة كتاب أو أداء أي عمل يشغلك.
وكثيراً ما تكون رغبتك في رؤية أولادك دائماً في المقدمة هي سبب توترك، فأنتِ غير راضية عن استذكارهم لدروسهم، وترغبين في رؤيتهم طوال اليوم والكتاب في أيديهم، وهذا احساس خاطئ، لأن أولادك لن يصلوا أبداً إلى المثالية في الأداء.
إنهم هم مثل باقي الأطفال في سنّهم، يرغبون في اللعب، كما ترغبين أنت في كثرة استذكارهم، وهذا لن يتأتّى سوى بالاتفاق معهم على تنظيم الوقت، بحيث يُصبح هناك وقت للعب، وآخر للاستذكار، وقلقك الدائم عليهم، وخوفك على مستقبلهم، سينتهيان بك إلى العصبية الزائدة وأنت في غنى عنها.. عليك فقط بتوجيههم لأنك لن تستطيعي تلقينهم كل شيء، فالتجربة والمعرفة إنما تكون بالتدريج، ودعيهم يتلقونها من تلقاء أنفسهم.
اشركيهم في تصريف أمورهم حتى لا يقع كل العبء عليك وحدك، ولا تنسي أن لكل الأبناء عيوباً، فلا تقلقي لذلك.
إقرأ أيضاً: أنطون تشيخوف: الطبّ زوجتي والأدب عشيقي
تأنيبك المستمر لأولادك قد يعطي نتائج عكسية لما ترغبينه، فقد يعندون ويأتون بالأفعال العكسية، ولكن تغاضي عن بعض الأخطاء الصغيرة، ووجهيهم برفق وسيتعودون مع مرور الوقت، وستكونين أنت أكثر هدوءاً.
وتوتر أعصابك الدائم في المنزل، يُعطي إحساساً للجميع بعدم الاستقرار والأمان والطمأنينة. كما أنّه يؤثر في أطفالك تأثيراً عميقاً، بحيث يصبحون ـ مع مرور الأيام ـ أكثر عصبية منك، ومشاغبين ومتعبين.
كثيراً من النساء يشعرن بالتوتر الدائم والعصبية نتيجة احساسهن بعدم ملائمتهن للحياة الذي يسلكونها.. فأنت تشعرين أنك أفضل من جارتك مثلاً. ومع ذلك فحظها أوفر في الحياة؛ لديها خادمة ترعى أطفالها وشؤون البيت، أما أنت فتقومين بكل الأعمال وحدك، ولذلك تشعرين بالعصبية وتقومين بأداء الأعمال بدون حماس، نتيجة احساسك بالظلم والاضطهاد. في هذه الحالة، عليك بتقبل الأمر الواقع ما دمت تعلمين أنه من الصعوبة تغيير الواقع، وتواؤمك مع الظروف الخاصة، والاحساس بالرضا يبعدان عنك العصبية والتوتر.
إقرأ أيضاً: المجلات النسائية.. هل تحمل صورة المرأة العربية؟
إذا كنتِ ممن تريد فرض رأيها النهائي في المناقشة مع زوجك، فهذا خطأ. لذلك تلجأين إلى العنف، والصوت المرتفع اعتقاداً منك أنك بذلك تكسبين الموقف، ولكن عوّدي نفسك على ضبط أعصابك في كل المواقف، وتأكدي أنك بالمناقشة الهادئة تستطيعين اقناع زوجك بما ترينه صالحاً، وإذا بدأت المناقشة بعصبية لا تستمري، حتى تعوّدي نفسك على المناقشة السلمية الهادئة.
أما إذا كنتِ تشعرين أن أي مشكلة صغيرة تُعدّ كارثة ليس لها حل، فستزداد عصبيتك وقلقك. تأكدي أنه يوجد حل لكل مشكلة مهما كبرت، تستطيعين بنفسك الوصول إليه لو ضبطت أعصابك، وفكرت بهدوء، حتى لا تواجهي مثل هذه المواقف بطريقة خاطئة. فالهدوء يساعدك على التفكير السليم، وستكون بالتالي النتائج سليمة.
إقرأ أيضاً: انصراف القرّاء إلى الكلمات المتقاطعة!
وقد تكون عصبيتك وقلقك الدائم نتيجة لتعب جسماني، فقد تكونين مصابة مثلاً بسوء هضم دائم، أو تعانين من قلة النوم.. أو تعملين كثيراً في المنزل، أو خارجه، وتأتين في نهاية النهار متهالكة من عناد العمل.. في هذه الحالة لا بد من عرض نفسك على طبيب حتى يصف لك العلاج المناسب الذي يريحك جسمياً ونفسياً.
انظري إلى الحياة نظرة متفائلة وردية، وابعدي عن الحزن والتشاؤم، فإن انعكاس هدوء أعصابك لن يكون على أطفالك فقط، ولكن على الأسرة كلها، وعليك أنت في المقام الأول.