كتَّاب إيلاف

هكذا ورط السنوار حماس

زعيم المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فاجأتنا إسرائيل، أمس، بتنفيذ عملية عسكرية في رفح، وصفتها بأنها محدودة للغاية وتهدف إلى الضغط على حماس للقبول باتفاق الهدنة، بينما تؤكد الحركة أنها لن تتنازل عن شروط وقف إطلاق النار.

ووفقاً لما أعلنته إسرائيل، من المقرر أن يسافر وفد إسرائيلي إلى مصر في الساعات المقبلة لتقييم مدى إمكانية تغيير حركة حماس لموقفها بخصوص مقترح وقف إطلاق النار، وإذا تم التوصل إلى اتفاق حقيقي في المستقبل القريب، سيترأس كبار المسؤولين الوفد.

المعطيات الحالية تشير إلى أنَّ هجوم إسرائيل على رفح سيرسم مساراً مغايراً للحرب، وسيجبر حماس على القبول بشروطها، وإلا نفذت اجتياحاً كاملاً لرفح في مشهد لا يحمد عقباه، وسيعصف بالجميع. فهل حقاً ستكون تل أبيب جادة في وقف إطلاق النار، وهل تستجيب قيادات حماس وتحقن الدماء بقبول شروط هدنة كاملة؟

أعلنت حماس خلال الساعات الأخيرة قبولها المقترح المصري القطري للهدنة، وقد تحدد الأيام المقبلة ما إذا كان يحيى السنوار، زعيم المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، سيعطي الأولوية لمصالحه الشخصية أو الصالح العام في غزة بالتنازل عن بعض شروطه وقبول الهدنة وحقن دماء المدنيين، خاصة أنَّ أداة القتل الإسرائيلية لا تتوقف!

ربما أخطأت حسابات السنوار بشأن غزة بإصراره وتمسكه بشروطه الكاملة لوقف الحرب دون أن يراجع انعكاسات الطوفان السلبية على شعب غزة وارتداده على حركة حماس بشكل سيئ. والواضح من الوهلة الأولى للحرب أنَّ السنوار حاول أن يظهر في ثوب الزعيم الفلسطيني الكبير الذي استطاع إرباك إسرائيل بهجوم لم يسبق له مثيل في التاريخ الفلسطيني منذ النكبة، إلا أنَّ المراجعة الموضوعية للحرب ومآلاتها تكشف أنَّ تصورات السنوار الشخصية المبنية على الهوس بالزعامة قادت إلى سيناريوهات خطيرة جداً على مستقبل قطاع غزة، الذي يوشك أن يقع مجدداً في قبضة الاحتلال بعد عشرين عاماً من انسحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون منه.

إقرأ أيضاً: حماس.. ما لها وما عليها

كانت شروط السنوار لقبول مقترح وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، تتمثل في ثلاث مراحل للهدنة، كل مرحلة مدتها 42 يوماً. المقترح يتضمن انسحاباً كاملاً من غزة وعودة النازحين وتبادل الأسرى، واشتراط أن يتضمن الاتفاق عودة الهدوء المستدام مع وقف العمليات العسكرية ووقف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أوقات معينة، وكذلك عودة النازحين بدون أي شرط، وإعادة إعمار غزة تحت إشراف قطر ومصر ومنظمات دولية، وكذلك تبادل الأسرى سيتم على ثلاث مراحل، الأولى تتضمن ما تبقى من نساء من مدنيين وعسكريين والمجندات الإسرائيليات، والأطفال وكبار السن والمرضى.

وفي المرحلة الثانية سيتم وقف العمليات العسكرية، ومن كان موجوداً حياً في قطاع غزة من الـ33 الذين طلبته إسرائيل فسيتم الإفراج عنهم وإلا فسيتم تحرير جثثهم، مع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.

ومن الواضح أن السنوار لا يريد التعجل في إنهاء الاتفاق مع إسرائيل أو تحقيق الهدنة لصالح أهالي غزة، لأنه يعلم تداعيات هذا الاتفاق بالنسبة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، كما أنَّ هدفه بقاء مشروع المقاومة والبقاء على رأس الحركة وعودة غزة مجدداً إلى سيطرة حماس، حتى وإن كان الثمن استمرار الحرب وإبادة كل ما هو فلسطيني، وهذا لا يهم ما دام الدعم الإيراني للحركة لم يتوقف، والذي قدر بمبلغ 222 مليون دولار خلال ست سنوات.

إقرأ أيضاً: مصالح السنوار الشخصية تغلب على أوجاع شعب غزة

السنوار أخطأ في المرة الأولى عندما قرر أن ينفذ أجندة إيران وخطط للعملية بخيارات محدودة ودون تحديد حسابات الربح والخسارة بوضوح، ملقياً على عاتق قادة حماس في الخارج ثقل العملية التفاوضية المعقدة وغير المضمونة، ثم أخطأ مجدداً عندما حدد شروطاً معقدة في الربع ساعة الأخير من المرحلة الحاسمة في الحرب وهنا نقصد اجتياح رفح، وكل هذا انعكس سلباً على حماس وقياداتها في الخارج، الذين وجدوا أنفسهم في ورطة البحث عن ملاذ آخر بعد أن انتقمت قطر من الحركة بسبب تطبيع علاقاتها مع سوريا، وترددت تركيا في فتح باب الاستضافة خشية أن تضع نفسها محل شبهة. وعلى العموم، لن تحدد الأيام القليلة القادمة مصير السنوار وحماس فحسب، بل ستحدد أيضاً مستقبل غزة ومستقبل المنطقة على المدى الطويل، وما نخشاه أن تكون خطيئة السنوار هي مقدمة لعودة احتلال سيجثم على ظهور الفلسطينيين في قطاع غزة ربما لعقود قادمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محنة عقل السنوار ورفاقه
قول على طول -

السنوار ورفاقه يتخيلون حتى الان أنهم الأعلون ومن حقهم املاء شروطهم على اسرائيل مع أن أغبى الناس يعرف أن العكس هو الصحيح والمهم بقاء الزعماء أحياء وأبنائهم فى الخارج بالطبع ..أو هناك احتمال أخر وهو أن السنوار ورفاقه ينعمون بالعيش الرغد على حساب القضيه ويقيمون فى الخارج وبدم بارد منفطع النظير لا يعنيهم البقيه وما حدث أو ما يحدث ..والاحتمال اتلأخير هو مجمنوع الاحتمالين السابقين معا . ربهم يشفيهم البعدا . أذناب حماس يحتفلون بالنصر الالهى .

سلطة عباس الامنية رديفة الاحتلال
رياض -

فيه اخون أكثر من هيك !مصادر محلية: الأجهزة الأمنية الفلسطينية في جنين تلاحق مركبة مقاومين وتصطدم بها، وتعتقل اثنين من داخلها وتصادر سلاحهما.

عرفات سلم للصهاينة فلسطين ولم يشاور احد ،،
حدوقه -

وهي يعني فتح عرفات لما قررت التنازل عن ثمانين بالمئة من فلسطين التاريخية لليهود كانت استشارت احد ؟!

من انتم ؟!
فاروق -

الفتحاوي بأي لسان يتحدث، كلامه و اضح بأنه ضد محاربة الكيان الصهييوني المحتل، وبأنه يقف ضد المقاومة الفلسطينية.. هل هذا لسان شخص يريد تحرير أرضه؟! ‏السؤال المهم، كيف ستحرر أرضك وأنت تطعن بالمقاو.مة...؟! ‏سلطة التنسيق الأمني وأعوانهم هم من إحدى أسباب تغول الإحتلال في فلسطين... الله ينصر أهلنا واشقائنا في فلسطين وبغزة على العدو الصهيوني و ‏لعنة الله على الصهاينة والخونة الخ.ناز.ير والعملاء القذ.رين والمتصهي.نيين والمتصيدين أصحاب الأجندات الصهيونية

المنظمة التي تحكم مبنى برام الله ؟!
رياض -

بعد الغياب التام لمنظمة التحرير الفلسطينية عن ما يحدث من إبادة للشعب الفلسطيني في غزة منذ سبعة أشهر، أتذكر كلمات المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد في تعليقه على توقيع المنظمة لاتفاق أوسلو، حينما قال: "منظمة التحرير الفلسطينية حولت نفسها من حركة تحرر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة، مع بقاء ذات الحفنة من الأشخاص في القيادة"، والمشهد الآن أسوأ مما تنبأ به إدوارد سعيد، حيث أصبحت المنظمة تحكم مبنى المقاطعة في رام الله.

آلو ولك آلو ،،،
باسل -

أجيث سونغاي مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، في تصريحات، "إن قوات الاحتلال تستخدم في الضفة الغربية عددا هائلا من جنودها، وطائرات بدون طيار، وأحيانا طائرات مقاتلة تقوم بإسقاط قنابل وقذائف على الأهالي والمباني في مخالفة واضحة للقوانين الدولية"، لافتا إلى أنه تم تسجيل ارتفاع كبير في الانتهاكات الأخرى في عنف المستوطنين، والاستخدام المفرط للقوة بحق المدنيين، فضلا عن هدم منازل وإخلائها.

ستنتصر المقاومة،،
رياض -

اعترضَ عليَّ بعضُ أنصار أوسلو وأنصار التنسيق الأمني مع العدو، حين قلت إن المقاومة ستنتصر في هذا الصراع، اليوم وزير "دفاع" العدو يتكلم عن "الحفاظ على بقاء دولة إسرائيل"… إسرائيلُ فكرةٌ، مأمَنٌ، حَلّْ … اليوم أصبح الحلُّ مشكلةً…والمأمَنُ أصبح خطراً… يا من تحبوننا ويا من تكرهوننا… فكرة إسرائيل، هدمتها المقاومة، في فلسطين، ثم في الإقليم… حلفاء إسرائيل بل ومواطنوها لم يعودوا يثقون في أن قوتها العسكرية قادرة على الحفاظ عليها كمَأْمَن…الفكرة الصهيونية انتهت ولم يعد يعتنقها الا مجنون ، أو جاهل غبي… ‏⁧

أعدام للفلسطينين خارج القانون ،،
رضوان -

اكتظت معتقلات الصهاينة وسجونهم بالمختطفين والمأسورين من الفلسطينيين رجال ونساء وشيوخ وأطفال ، فكان التوجه من وزير الأمن الصهيونية الحريدي الأصولي الداعشي المتدين ، بإعدام المعتقلين ميدانيا، وخارج نطاق القانون ، يحصل هذا في كيان يدعي والغرب انه واحة الديمقراطية؟! والقانون ، واين السلطة الوطنية الفلسطينية مما يحدث ، هي ايضاً تعدم احرار فلسطين خارج القانون والعدالة ، عصابة أوسلو دايتون رديفة الاحتلال،،

ماذا قدم لنا 7 أكتوبر
ابو الوليد الفاسي -

قدم لنا الكثير سحق كامل لأهل غزة بشر حجر ارض بناء شوارع كفاية دمار يا سنواربعد ماراح الحرث والنسل نتغنى بالنصر و الويل لإسرائيل و العزة للمقاومة الى متى