في ذكرى انطلاق مجلس التعاون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في الخامس والعشرين من أيار (مايو) عام 1981، وانطلاقاً من الروح الأخوية القائمة بين دول الخليج العربية؛ دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة (مملكة) البحرين، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة قطر، دولة الكويت وشعوبها، واستكمالاً للجهود التي بدأها قادتها في البحث عن صيغة مثلى تضم دولهم وتتيح لهم التعاون والتنسيق، وإيماناً منهم بأهمية التعاون بين هذه الدول، واستجابة لرغبات وطموحات شعوبهم لمزيدٍ من التعاون والعمل من أجل مستقبل أفضل، وبناءً على ما تم في اجتماعات وزراء الخارجية في كل من الرياض بتاريخ الرابع من شباط (فبراير) عام 1981 ومسقط بتاريخ السادس من كانون الثاني (يناير) عام 1981، صدر بيان أبوظبي معلناً عن موافقة أصحب الجلالة والسمو القادة فيما بينهم على إنشاء مجلس يضم دولهم يسمى (مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، وقاموا بالتوقيع على النظام الأساسي للمجلس الذي يهدف إلى تطوير التعاون بين هذه الدول وتنمية علاقاتها وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات وإنشاء المشاريع المشتركة ووضع أنظمة متماثلة في جميع الميادين الاقتصادية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والتشريعية بما يخدم مصالحها ويقوّي قدرتها على التمسك بعقيدتها وقيمها.
إنَّ الكلمات تضيع وسط زحام من المشاعر ونحن نطوي أكثر من أربعة عقود على هذه المناسبة التاريخية الغالية على قلوب الخليجيين الذين أكاد أجزم بأن لكل فرد منهم قصة يرويها عن المجلس.
ثلاثة وأربعون عاماً تصرّمت من عمر مجلس التعاون كانت حافلة بالتحديات بالغة التعقيد وسط إقليم مشتعل لم يعرف للهدوء سبيلاً، فالتاريخ لن ينسى الخميني وحلم تصدير الثورة أو صدام مرتكب حماقة القرن الأشهر وما بينهما وبعدهما جملة من الأحداث الإرهابية والاقتصادية التي كادت أن تعصف ببعض الدول الأعضاء ولكن الله سلّم.. لقد كانت &- ولا زالت وستبقى &- حكمة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس هي طوق النجاة كلما عصفت بالمجلس أنواء المشاكل وأدلهمت ليالي الخطوب لتتحول إلى سحائب ممطرة لخير الأرض الخليجية وإنسانها.
إنَّ تماسك الشعوب الخليجية بقياداتها بات مضرب المثل في كل الدنيا، وبات من الواجب الحفاظ على هذا المكتسب العظيم وعلى الإعلام بمختلف مسمياته تقع مسؤولية الاحتفاء بالأطروحات التي تجمع ولا تفرّق، وتزيد ولا تُنقص، ونبذ كل ما من شأنه إحداث الفُرقة والتشتت في البيت الخليجي الكبير.. عاش خليجنا وعاش حكّامنا وعاشت شعوبنا.