كتَّاب إيلاف

دموع ميسي وبكاء رونالدو.. إليكم الفارق!

ميسي باكياً
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بكى ليونيل ميسي بحرقة حينما تعرض للإصابة تاركاً ملعب مباراة الأرجنتين وكولومبيا في نهائي كوبا أميركا الإثنين، وبكى كريستيانو رونالدو، بل كاد ينهار من فرط البكاء بعد أن أهدر ركلة جزاء أمام سلوفينيا في يورو 2024، فما الفارق بين دموع ليو وبكاء كريستيانو؟

بكى ليونيل ميسي بحرقة حينما تعرض للإصابة تاركاً ملعب مباراة الأرجنتين وكولومبيا في نهائي كوبا أميركا الإثنين.#ميسي #كوبا_امريكا #كوبا pic.twitter.com/xkFjFr84lk

— إيلاف (@Elaph) July 15, 2024

كلاهما يستحق الاحترام بل الانبهار بشخصيته، فقد ختم كلاهما كرة القدم بكل ما فيها من مجد وتاريخ وألقاب فردية وبطولات جماعية، ولن يتمكن لاعب كرة القدم في المستقبل القريب من اللحاق بهما، وعلى الرغم من ذلك كانت دموع الندم والحسرة والخوف على ضياع لقب لن يضيف جديداً لأي منهما، فهذا هو "قمة الطموح" والعطش الدائم للمجد والنجاح، وعدم الاكتفاء
أبداً، فالاكتفاء هو النهاية لكل موهوب.

كلاهما يستحق الاحترام والتقدير (بمنطق حسن النوايا) لأنهما يعشقان قميص منتخب الوطن، ويحرص كلاهم على أن يقدم للوطن عرقه ودموعه، وهي وطنية خالصة حتى إذا لم يقتنع البعض بذلك ممن يقولون وما علاقة الوطنية بكرة القدم، فهذه قصة أخرى قد نتناولها في مقال آخر.

ولكن يظل السؤال.. ما الفارق بين دموع ليو وبكاء رونالدو؟ لا أريد أن أكون قاسياً على رونالدو، فأنا من عشاقه إلى حد أنني أراه من بين أفضل الرياضيين في التاريخ شغفاً وحماساً والتزاماً، وهذا سر استمراره وهو يوشك أن يكون أربعينياً، ولكن وبعيداً عن "النبش" في النوايا، أرى أن رونالدو استعراضي، ولديه ميول لحب الذات مقارنة مع ميسي على الأقل.

ميسي لا يعرف سوى كرة القدم، وهو الموهبة الكروية الأفضل في التاريخ (مع استثناء وحيد اسمه مارادونا)، ولكنه في نفس الوقت لا يتمتع بالكاريزما والجاذبية الشخصية التي يلزمها قدر من الأنانية وحب الذات، والاستعراض أحياناً، وأن يقول أنا ميسي في بعض الأوقات، أي أنه بطبيعته ليس استعراضياً، بل يتصرف بتلقائية وتواضع أصيل وليس مختلقاً مقارنة مع غريمه الأزلي رونالدو.

وبالنظر إلى تاريخ كل منهما فسوف نصل إلى هذه الحقيقة مباشرة، فقد سبق لرونالدو أن قالها صريحة مباشرة :"يكرهونني ويهتفون ضدي لأنني وسيم وثري ولاعب كبير".

وفي المقابل لم يسبق ضبط ميسي متلبساً أبداً في تصريح أناني أو ذاتي، بل إنه دون مبالغة "ممل جداً" في تصريحاته، ودائماً يتحدث عن روح الفريق، وأهمية الأداء الجماعي، ودائماً يصر على احترام المنافس، ولا يثير جدلاً أبداً، وهو ليس مجرد تواضع فطري، بل هي تركيبته الشخصية، حيث يكاد يقول أنا خلقت لكي ألعب كرة قدم فقط، ولا علاقة لي بجدل التصريحات أو التكريمات أو كل ما يحدث خارج الملعب، اتركوني وشأني فسوف أمنحكم كرة قدم فقط، مقابل أن تمنحوني مساحة في حياتي الشخصية.

هل أقول لكم سراً.. قد يعتقد البعض بل الغالبية قد يعتقدون أن شخصية ميسي هي الأكثر مثالية، وهي حقيقة في ظل القيم التي ارتضاها العالم (بمختلف ثقافاته) لنفسه منذ بدء الخليقة، فهو المتواضع المجتهد الموهوب الذي لا يثير المشاكل أبداً، ولكنني مع اعترافي بكل ذلك تجذبني شخصية رونالدو أكثر، (بحكم طبيعتي الصحفية على الأقل) لأن رونالدو مثير للجدل يملك حياة مليئة بالأحداث خارج الملعب، فيما لا يملك ميسي سوى حياة عبقرية في الملعب ولكنها "مملة" خارجه.

اختصار القول.. حينما يفكر صحفي ما في كتابة السيرة الذاتية لميسي والسيرة الذاتية لرونالدو.. أيهما سوف تكون أكثر إثارة ومبيعاً؟ الاجابة لديكم والسلام عليكم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف